اشكرك على مرورك وعلى سؤالك وبارك الله فيك .. وجواب ما سئلت عنه :-
المراء في اللغة : المماراة والجدل .... واصله في اللغة الجدال ، وأن يستخرج الرجل من مناظره كلاماً ومعاني الخصومة وغيرها ، من مريت الشاة إذا حلبتها و استخرجت لبنها .
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله رضي الله صلى الله عليه وسلم : (( أنا زعيمٌ ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كا محقاً ، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً ، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))
ففي الحديث : ان من ترك الجدال ولو كان صادقاً محقا ، فإنه موعود على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم ببيت في ربض الجنة ، قال في التحفة [ وذلك ] لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله . وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (( المراء في القران كفر )) . أي المجادلة فيه . وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرءوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم ، فاذا اختلفتم فقوموا عنه )). يحتمل الاختلاف هنا في فهم معانيه ، ويحتمل الاختلاف في كيفية الأداء ، وعند الاختلاف الجالب للشر في القرآن فإن المسلم مأمور بأن ينته عن ذلك حتى لا يقع الشر ، وتكثر المنازعة . فال النووي : والامر بالقيام عند الاختلاف في القرآن محمول عند العلماء على اختلاف لا يجوز أو اختلاف يوقع فيما لا يجوز كاختلاف في نفس القرآن ، أو في معنى منه لا يسوغ فيه الاجتهاد ، او اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو فتنة وخصومة أو شجار ونحو ذلك . وأما الاختلاف في فروع الدين منه و مناظرة اهل العلم في ذلك على سبيل الفائدة وإظهار الحق فليس منهياً عنه بل هو مأموٌ به و فضيلة ظاهرة ، وقد اجمع المسلمون على هذا من عهد الصحابة إلى الآن والله اعلم .
فائدة : قال الشيخ السعدي في تأويل قوله تعالى { فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً }
قال : { فلا تمار } تجادل و تحاج فيهم . { إلا مراءً ظاهراً } أي : مبنياً على العلم و اليقين ، ويكون أيضاً فيه فائدة . و أما الممارة المبنية على الجهل والرجم بالغيب أو التي لا فائدة فيها ، ولا تحصل فائدة دينية بمعرفتها ، كعدد أصحاب الكهف ، ونحو ذلك ، فان في كثرة المناقشات فيها ، و البحوث المتسلسة ، تضييعاً للزمان ، وتأثيراً في مودة القلب بغير فائدة
والله تعالى أعلم
للفائدة المصدر :-http://www.alsakifah.org/vb/showthread.php?t=207
الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه
|