مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-04-2005, 08:27 AM
memo2002 memo2002 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 1,503
إفتراضي

أبو حمدان : والله يا بو ناصر أبوه مكلمني عليك ، على أساس أفاتحك في خطبة بنتك ..

الأب (وينزل الخبر عليه نزول الصاعقة) : بنتي أنا !!!!!!!!! ؟

أبو حمدان : إيه بنتك أنت وش فيها ؟!

الأب : أنت أنت أنت ... تدري تدري يا بو حمدان أن بنتي معاقة .

أبو حمدان : إيه أدري وأبو مطلق وولده يدرون .

الأب (وهو مذهول) : يدرون إنها معاقة ويخطبونها ؟

أبو حمدان : إيه .. وراك يا ابن الحلال منت مصدق ، بس إن كان في بنتك عذروب (أي عيب) فترى في الولد مطلق عذيريب صغير ، ما يسلم منه الشباب هاليام يا بو ناصر .

الأب (‍‍‍!!!) : يدخن الولد ؟

أبو حمدان : هاهاها ... لا يا بن الحلال ، التدخين مو شيء هالايام ، وأنت الصادق الولد فيه عذيريب إنه يتعاطى بعض الأمور المحقى (أي السيئة) ولكنه ناوي يتركها إذا تزوج .

الأب ( وهو غاضب ) : أفااااااااااا ... أفااااااااااااااا ... يا بو حمدان ، ما هقيتها منك ، تخطب لبنتي واحد يتعاطي مخدرات ؟!

أبو حمدان : وسع صدرك يا ابن الحلال ، الهداية بيد الله ، ثم لا تنسى إنه لو تزوج بهديه الله وبيترك هالأمور الشينة ، وبنتك ستبقى طول عمرها معاقة ... وعلى العموم يا بو ناصر ، لا تستعجل فكر واستخر ، وبعدين رد عليّ .

...............................................

الأب والأم ، في حيرة ، هل يفرطون بهذا الزوج المدمن ، أم يرفضونه وتظل إبنتهم كما هي معاقة وعانسة !

الأب : وش رايك يا أم ناصر ، تراني والله احترت ؟!

الأم : والله يا بو ناصر إني زيك محتارة ماني دارية إيش اسوي حسبي الله ونعم الوكيل .

الأب : يا أم ناصر ... موهو وقت بكاء ، فكري معي ، واستخيري ، والله يكتب الي فيه خير وصلاح لبنتنا حبيبتنا الغالية..

الأم : يا بو ناصر... هذا أمر لازم نفاتح فيه بنيتي أمل ، وهي الآن كبيرة وعاقلة ومدرسة ، ولازم يكون الرفض أو القبول منها هي ومحض حريتها ..

الأب : أكيد يا أم ناصر .

(الأب والأم يفاتحون أمل بحقيقة الموضوع ، فتصدم أمل بعريس المستقبل الذي بدل أن يأتيها في زيّ أبيض كالخيال والسحاب ، وهو راكب فرسا أبيضا ، يحملها نحو جزيرة الأحلام ، وإذا بعريس المستقبل مدمن مخدرات ، ياللشماتة والسخرية !!) .


الأم : هاه .. يا بنيتي وش قلتي ، ترى العرس مو غصب .

أمل (صامتة) : !

الأب : اسمعي يا بنتي ترى أنتي في عيونا ، ولا تحسبي أنّا ملينا منك وأنا أبوك ، بالعكس أنت نور البيت وسراجه ، الله لا يخليك منه ، ولكن ما فيه بنت إلا ومستقبلها في الزواج.

أمل : مستقبلها يبه في مدمن مخدرات !!!

الأب (يتقطع قلبه) : خلاص خلاص ... نبطل فكرة الزواج من هذا الرجال .

الأم : وراك يا بو ناصر ... خل بنيتي تفكر ولا تستعجل ، وهي ما تدري وين الله كاتب لها الخير فيه.

....................

أمل ... تفكر وتفكر ، وتتأمل ، وتقيس الأمر ، وتفكر بنظرة الناس لها دون زواج ، وتتساءل :

- هل سأظل هكذا عانسة ؟

- من سيقبل بي بعد هذا الشاب ؟

- من يدري لعله يهتدي على يديك ، ويكون أفضل من الكثير ؟

- أنا صبرت وصبرت ، واجتهدت ، فلماذا لا أصبر هذه المرة لعل الفرج الأخير بعدها ؟

وهكذا أخذت أمل تقلب تفكيرها ، وتتفحص أوراقها ، فوجدت أنه لا خيار أمامها ، والناس والدنيا لا ترحم.

فقررت الموافقة على هذا الشاب العاطل المدمن ، وفعلا تم الزفاف ، على شاب تحوم حول عينيه بقع سوداء من الشراب ، ورائحة الدخان تحيط به من كل صوب ، لا صلاة ، ولا أخلاق.

ولكن أمل ، رمت بورقتها الأخيرة في وجه الطوفان ، وهي واثقة بالله أنه لن يضيعها .

أخذت أمل تصرف على نفسها وزوجها من مالها الخالص ، والزوج عاطل باطل ، أحيانا يضربها ويعيرها بألفاظ لا تطاق (يا مشلولة - يا معاقة - يا قبيحة) ليحصل على حفنة من المال كي يشري بها أبرة مخدرة ، أو زجاجة خمر قذرة .

وأمل صابرة محتسبة لوجه الله ، فهذا هو قرارها الأخير ، ولن تتراجع عنه مهما كان ، وزوجها بالصبر والإيمان سيفتح الله على قلبه ، ولا أحد يعلم متى تأت الهداية من عند الله.

وتجلس أمل تبكي وتتضرع عند أقدام زوجها ، وتقبل يديه ، وهي تبكي ، وتقول له أرق الكلمات ، وأعذب العبارات ، تترجاه أن يصلح نفسه ، من أجل زوجته التي تحبه ، ومن أجل أولاد المستقبل ، ولأجل عش الزوجية السعيد.

.....................................

أمل تصلي ، تسجد ، تبكي ، تدعو الله ، أن يصلح زوجها ، ويمن عليه بالهداية ، أمل كلها أمل بالله وثقة بأنه لن يضيعها .

وفي يوم ... يدخل زوجها (مطلق) والشماغ على كتفه ، وقد ارتسمت على وجهه تجاعيد الانحراف والضياع ، دخل وأغلق باب الغرفة على نفسه !

طرقت أمل الباب بكرسيها المتحرك ، ثم دخلت إلى الغرفة ، وأخذت يد زوجها تقبلها ، وتقول :

فديتك يا عمري ، إيش فيك ؟

الزوج (يجهش بالبكاء) !

أمل (تبكي لبكاء زوجها وتقبل يديه وتحتضنها) !!

الزوج (وهو يبكي) : يا أمل والله بهذلتك معايّ ، ما تستاهلين واحد حقير مثلي .

أمل (في إشفاق على زوجها) : ليش تقول كذا يا عمري ، والله أنا أحبك وضحيت بكل شيء من أجلك .

الزوج (يزداد بكاءً) : أنت يا أمل تعذبينني بهذا اللغة التي أن لا استحقها أنا نذل أنا ساقط !!

أمل : لالا ... لا تقول عن نفسك كذا يا حبيبي ، أنت إنسان رائع ، وفيك خصال كثيرة حلوة ، بس تحتاج إن تعالج نفسك من المصيبة التي تعصف بحياتنا .

الزوج : أنا مليت من الحياة ، ودي أموت ، أنا لا استحق الحياة .

أمل (تبكي وهي تشفق على زوجها) : لالا ... بعيد الشر عنك يا حياتي ، أموت أنا ولا أنت ، أنا من لي غيرك في هذه الدنيا ؟!

الزوج : الله لا يخليني منك .. أنا ما عرفت قيمتك يا أغلى إنسانة في عمري .

أمل (وهي تقبل يد زوجها) : يا حبيبي ... ليش ما نبدأ سوى ، أنا ما راح أقصر عليك بأي شيء أملكه كل شيء لي فداك يا عمري ، وأنت لازم تروح للمستشفى تعالج السموم التي أدمن عليها جسمك ، ثم لا تنسى طاعة الله ، الصلاة ، التوبة ، الدعاء ، البكاء ، والله لن يضيعك يا عمري ، الله رحيم ولطيف بعباده.

.....................................

ويقتنع أخيرا مطلق (زوج أمل) بكلامها الحنون ، ويقرر الذهاب لمستشفى الأمل ، وبيده زوجته أمل ، تشجعه ، وتدعو له في صلاتها ، ورويدا رويدا ، وحالة مطلق تتحسن ، فتقوم الزوجة (أمل) بشراء سيارة لزوجها ، كي يستقل عن رفاق السوء .

وتتابع بنفسها علاجه ، وتسهر على راحته ، ولم تبخل يوما من الأيام عليه بشيء ، حتى لو باعت شيئا من ذهبها له ، وتمر الأيام والليالي ، وأمل الزوجة أمل يتسع ويكاد يشرق ، زوجها يستعيد عافيته ، وجه الأسود الكالح ، بدأ يشرق وتعلوه النضارة ، نشاطه ، نفسيته بدأت تتحسن .

وفي ذلك اليوم الباسم يقررالطيب أن مطلق شوفي بشكل كامل ، وأن جسده تخلص بنسبة 100% من السموم التي خلفتها المخدرات ، وأنه يستطيع الآن أن يبدأ طريقه من جديد ، فهو في هذه اللحظة مولود جديد ، شاب آخر مختلف عن ذلك الشاب المدمن.

والزوجة المخلصة على كرسيها ، تنظر زوجها ، ليبشرها بذلك الخبر ، الذي هو أسعد خبر سمعته في حياتها . أمل تتأمل في وجه زوجها بكل حب وثقة وافتخار ، وتنظر له ، وهي تنتظر أن يكون أبا لأطفالها في المستقبل ، ترعاهم هي تحت ظل جناحه وعطف .

....................................

أمل تتصل على والدها كي يتوسط لزوجها في وظيفة في العمل الذي يديره ، كي يعتمد زوجها على نفسه ، ثم لم يبق مع أمل مما ادخرته شيئا ، ولا بد أن يفكرا جديا بتوفير وسائل العيش الشريف لأطفال المستقبل .

مطلق (زوجها) يدخل البيت وهو مهموم يفكر في أمر ما !!

أمل : ما بك يا عمري ، لقد ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل.

مطلق (صامت) !

أمل : أبشرك كلمت والدي يدبر لك وظيفة ، والله تستاهل يا حياتي.

مطلق (شارد الذهن) !

أمل : إيش فيك يا عمري سارح وما ترد عليّ !؟

مطلق : والله فيه أمر مهم متردد أقوله لك !!!

أمل (وسط خوف عارم) : لالا ... لا تقول إنك رجعت للمخدارت !!؟

مطلق (يبتسم ابتسامة صفراء) : لالا .... أعوذ بالله .

أمل : طيب إيش فيك يا عمري ... خوفتني !

مطلق (يتصبب عرقا) : والله يا أمل أخاف أجرحك شويّ !

أمل (الخوف يتملكها) : تكلم ارجووووك يا مطلق.

مطلق (يصمم على الكلام) : والله يا أمل ، أنت عارفة أنت فتاة طيبة ، ولكنك معاقة ، وتعرفين إنك الآن لست بطموح شاب مثلي المستقبل ينتظره ، صحيح تزوجتك لما كنت مدمن ، وأهلي زوجوني يريدون أن أعقل ، وما لقيت من تقبلني لأني كنت داشر وصايع ، ولكني الأن كل البنات يتمونوني ، ويا أمل مال الواحد إلا بنت عمه ، وأنا بصراحة ما عاد أفكر أنك طموحي أو الطموح أن تكوني زوجة المستقبل ، وأنت ما قصرتي صحيح الاعتراف بالحق واجب ، أنت ما قصرتي معاي ، وصدقيني الله راح يرزقك بواحد أحسن مني ، وبالنسبة للفلوس الي دفعتيها عليّ راح ارجعها لك بالتقسيط متى ما توفرت فرصة ، أنا أعرف أن كلامي راح يزعلك شويّ ، لكن زي ما أنت عارفة أنت معاقة وما ترضين شاب مثلي يبقى مع معاقة.


....

....

...

...

...

...

..

* * *

إلى هنا ما أعرفه شخصيا عن ما حصل للأخت أمل ، طبعا أصيبت بصدمة نفسية عنيفة ، كادت أن تزهق فيها نفسها ، ولم تتصور أن في الدنيا من أولها لأخرها شخص قبيح وحقير ونذل مثل هذا الشاب الساقط عديم الرحمة والإنسانية.

طبعا رجعت لبيتها عند والديها ، وهي كلها يأس ونفسيتها محطمة بشكل كامل ، ولا أعرف بالتحديد ماذا حصل لها هذه السنة ، هل هي حية أم ميتة ، هل .... هل .... !

ولكني أريد منها أن تقرأ مني هذه الكلمات إن وصلتها قصتي هذه أو كلماتي هذه :

أختي الغالية الإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ...

أعلم أني مهما أوتيت من قوة بيان ، أو عاطفة ، فلن أجسد قصة حرمانك كما هي ، ومهما برعت في الكتابة فلن أصور مأساة دموعك في كلمات ...

إني أيتها الإنسانة ... أحاول أن أحس ببعض ما تحسين به ، أحاول أن تجاري دموعي دموعك ، فمنذ اليوم الأول لسماعي حكايتك ، وأنا أعيشها ، كلما خلوت بنفسي ، لأراك في كل مرآة ، في كل زاوية ، أراك وأنت تجلسين على عرش الوقار كرسيك المتحرك .

يالك من عظيمة !

يا لك من رائعة !

مه .. من يطق ما تطيقين يا امرأة ؟!

أيتها السيدة ، أيتها الإنسانة ، جرحك عظيم ، ودموعك لن أجففها بحفنة كلمات ، ولكني أهدي إليك هذا الحديث الشريف ، لعله يضمد جراحك ، أو لعله يوقف نزف كبرايائك ، أو لعله يكفكف دموعك أيتها البقايا من الأمل ... يا أمل.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م