تتمة
إن المرأة حينما أرادت الخروج للعمل تنازل لها الرجل عن أمور كثيرة ؟؟؟ وهي ما الذي تنازلت عنه له ؟
الرجل سمح لامرأته بالخروج والعمل والتسوق ولكنها أسرفت في هذا التنازل الذي تنازل به لها فأسرفت بالتالي على نفسها وصار ذلك على حساب بيتها وأطفالها وزوجها. حتى التزين والتجمل لم يعد في مقدورها أن تجاري رغباته فلم يعد يرى إلا الحد الأدنى للاهتمام والمرح والذي غالباً ما يكون عفوياً دقائق ما قبل الخروج لمناسبة اجتماعية ونصف ساعة قبل الذهاب لحفلة راقصة ولحظات ما قبل الذهاب للعمل في الصباح الباكر.
خرجت المرأة للعمل وخرجت معها السعادة ، وصار الرجل لا يرى منها إلا هالات سود تحيط بعينيها ووجه فيه بقايا مساحيق متناثرة وشعر معقوص يشبه تماماً رأساً بلا شعر وملابس بيت فضفاضة تساوت في داخلها كل معالم جسدها ناهيك عن الحدة في الطبع والعصبية في المزاج وقلة الإنصات والحلم والصبر وشعور بالإعياء نظراً لضغط تزايد الأعباء فضاع على رجلها أن يستمع بحيويتها التي سرقتها منها الوظيفة مع تباشير الصباح وساعاته الأولى ولم تبق له إلا ساعات الغروب ومعها تغرب أشعة حيويتها وطاقتها.
المرأة اليوم انتهكت حقوق الرجل تركت بيته للخادمة والتي تقوم فيه بكل شيء من طهي وعناية بالأولاد وأعمال المنزل ولم يتبق سوى أن تقوم الخادمة بعمل المرأة في داخل غرفة النوم . نافسته في التجارة والعمل والطب والصناعة والرعي والزراعة وووو... نافسته في أعماله الخاصة وزاحمته في كل شيء ولم تبق له عملاً خاصاً به ! تعدت الحدود طارت بطائرته وجلست في مقعده طالبت بالجلوس مكانه ورغبت في شغر وظيفته وتريد التفوق عليه وإرغامه على القبول بذلك.
وحتى الرياضة اشتركت في دوري كرة القدم ومسابقات رفع الأثقال ورمي القلة وحتى سباق الراليات وقيادة الطائرات صارت المرأة تنافسه فيها.
بينما جلس الرجل عاجزاً عن مجاراتها لا هو الذي يستطيع الحمل ولا الإنجاب ولو جرب آلام الولادة دقيقة واحدة لمات ولا هو بقادر على أن يقوم بالرضاعة حتى لو كان يملك نشاطاً واضحاً في كل هرموناته، ولا هو القادر على منح الحب والحنان للأولاد ولا الصبر لساعتين متواصلتين ليتحملهم .
مع الأسف لم يستطع مجاراتها ومنافستها إلا في , تصميم الأزياء والطهي والعمل في صالونات التجميل حتى صار يشعر بأنه خادماً عندها أسيراً أمام شعرها ومنتظراً ما يجود به جيب محفظتها .
أستطيع أن أتحدث معكم بطريقة مقنعة وصدقوني أنني أملك أعمدة الإقناع والتأثير الثلاثة :
:: (العاطفة والمصداقية والإحصائيات والأرقام) ::
وعندي الكثير من الإحصائيات والدراسات والنقولات الغربية والشرقية وأستطيع أن أحشو مقالي ببؤس الغربيات وعناء الشرقيات وأسماء العلماء والأطباء الغربيين أنفسهم بدءاً من أقوال ( هافلوك الس ) في العفة و(جيمس هينيثون) في تأييد التعدد و (باكرسون وبوركديوررفر) في تأييد الزواج المبكر وانتهاء إلى اللانهاية.
لكني سأتحدث بطريقة لا تتناسب مع الرغبة الذكورية ولا العاطفة الأيروتية ولن أتحدث عن النجاح الكاسح للمرأة الموناندرية (وحيدة البعل) , ولا الفشل الذريع للمرأة البوليادرية (متعددة الرجال). ولكن ليكن في علمكم جميعاً ، أن كل مهارات الإقناع والتأثير ، تتهاوى وتفقد أهميتها حينما تصادم الفطرة وحينما لا يكون الهدف نبيلاً .
(كيرينسكي) خطيباً بارعاً في الثورة البلشفية ضد روسيا بقيادة لينين ، ومع ذلك أخفق وفشل في إثارة الحماس من أجل الحرب بين الجنود والعمال ولم تنفع بلاغته في أيام تموز ولا ما بعد أيام تموز وهاهي عباراتنا نحن المنافحين عن حقوق المرأة في الثامن من مارس ستظل في كل يوم من أيام السنة جوفاء طالما أنها بعيده عن الحقيقة، ولن تنفع المرأة في أيام شهر مارس كله.
يبدو أن الرجل بحاجة إلى يوم عالمي للمطالبة بحقوقه التي تجنت عليها المرأة وأقترح أن يكون السابع من مارس هو اليوم العالمي للرجل يبحث فيه قضاياه وعلاقته بشريكة حياته وحقوقه وأهم واجباته ونحن نطالب بوقف العنف النفسي على الرجل.
ونطالب بإعادة القوامة والسيادة والسلطة لحوزته وباستخدام القوة والعقل والحكمة في علاقته مع المرأة، إن الرجل عليه أن يطالب بوجود امرأة يستمتع بها هو وحده لا يشاركه النظر لها أحد من الرجال ولا يصافحها غيره ولا يتأبطها سواه على الرجل أن يطالب المجتمع الدولي بحماية خصوصية بيته وأسراره ورعاية حقوقه والشعور بأهميته وبقدرته إنها حاجات يريدها كل رجل في الدنيا وقد ينادي الرجل بعكس مشاعره ويخجل من مطالبه فلا يبوح بها إلا لنفسه بل ومن فرط إخفاقه وكسله وعجزه ينادي بعكسها مجاملة للخارجين عن المألوف كي يثبت للعالم أنه منطقي وعقلاني وراديكالي الفكر وغربي التوجه.
الرجل بات ضعيف السلطة فمكاتب مدراء الشركات سكرتيراتها نساء والمرأة تركت صنع القهوة لزوجها وصنعتها للمدير قهوة سوداء لها وجه ووجه القهوة الأسود ، رآه كل الناس ولم يخفه باب الدلة ولا الشعر الأبيض.
الجند ، نساء ، الشرطة نساء الإذاعة نساء السينما نساء الصحف تتصدرها نساء ، والأغاني تتصدرها صدور النساء المجلات واجهاتها نساء والإعلانات أساسها نساء حتى لو كانت تروج لأمواس الحلاقة. والنشاطات كلها تتركز على المرأة سيطرة تامة نسائية على كل مناحي الحياة.
وكان وأصبح وصار وما زال ، الخاسر غير الوحيد في هذا التشتت المرأة ذاتها والرجل بذاته حينما فقدت المرأة خصوصيتها فقدت كل شيء وأهم شيء فقدت الزوج والأسرة و الاستقرار والأطفال والشعور بالأنوثة .
إن الرجل الذي يحب أن يعيش حياة هانئة يريد امرأة مكتملة الصفات لكنه إن لم يجد فيها كل الصفات فلا يتنازل عن أهم صفة وهي أنوثتها .
إن الرجل حينما يريد أن يعيش رجولته لا يعنيه في المرأة ثقافتها ولا عبقريتها ولا يهتم بمراقبة أبحاثها , ولا آخر النتائج التي توصلت إليها.
إنه في الواقع لا يهتم إلا بنفسه وسعادته والشعور بالرجولة والفحولة قد يقبلها جاهلة تفيض أنوثة وعذوبة وغنجاً ويستمر في العيش معها بينما لا يتقبلها وهي مثقفة وعالمة تروي له مجازر حكومة تل أبيب ، بل إن الرجل حتى لو كان متديناً فلا يروق له أن تحدثه امرأته بــــ(حدثنا سعيد بن المسيب عن البراء عن عن عن) إنها عنعنة لا تفيد الرجل بل قد تصيبه بالعنه. ذلك لأن الرجل المثقف يجد الثقافة في أي مكان وفي أي كتاب وعند أقرب مكتبة وبمناقشة أي صديق لكنه لا يجد الحب والألفة والمودة والحميمية إلا عند المرأة.
إن الرجل وقت حاجته للمرأة لا يحتاج معها لشهادتها ولا لوظيفتها ، ولا لمنصبها المرموق بل إنه لا يحب قوية الشخصية مقطبة الجبين قوية الشكيمة ذلك لأن الرجل حينما يبحث عن المرأة فهو يبحث عن صفات لا توجد لديه فالرجل لم يتزوج كي يضم رجلاً آخر معه في داره.
الرجل يحب فيها الضعف والليونة ولم يدخل بها لحلبة مصارعة حتى تصرعه بعضلاتها ، عضلات اللسان وعضلات اليد عضلات تصيبه بالقرف إن رآها بارزة ، لكنه يحتاج إلا لعضلة واحدة هي عضلة القلب والقلب فقط .
لا تتعجبوا من هذا المقال فحينما نطالب بحقوق الرجل فنحن في الوقت نفسه نطالب بحقوق المرأة ذلك لأن العضلات التي نبكي بها هي التي نضحك بواسطتها أيضاً كما يقول بذلك فيرجيلوكما يعبر عن ذلك المعري بقوله :
غير مجدٍ قي ملتي واعتقادي * * * نوح باك ولا ترنم شاد ٍ
وشبيه صوت النعي إذا قيس * * * بصوت البشير في كل ناد
:: أعتقد أنني وصلت للنهاية ::
النهاية تقول :
أن هذا المقال رغم خلوه من كل الأرقام ورغم خلوه من كلمات العلماء وأسمائهم الرنانة وبحوثهم ودراساتهم إلا أنه وضع أمامنا حقيقة قوية ، نستطيع أن نحرر الرجل من سيطرة المرأة والمرأة من ظلم الرجل . وذلك عن طريق شيء واحد و هذا الشيء هو : (أن يتصرف كل واحد منهما وفق طبيعته وتكوينه وفطرته) ولابد من لصق الآية الكريمة في الذهن (ولهن مثل الذي عليهن) .. وتذكر هذه العبارة : (إن المساواة بين شيئين مختلفين فيه ظلم لأحدهما).
إننا حينما نطالب الرجل بحقوق المرأة علينا أن نعمل على هذه المرأة ونوصل لها فكرة مفادها (كوني أنثى) حتى إذا اكتملت هذه الكينونة حصلت ديناميكياً وتلقائياً على كل حقوقك بل وأكثر من كل الحقوق التي تتوقعينها ذلك لأنك ومن غير شعور ومن غير طقوس ومن غير شعوذة ، ستصبحين ساحرة وستأخذين أكثر مما تستحقين وأكثر مما يجب وأجمل ما في الأمر أنك ستأخذين ما تريدين والرجل بكامل قواه العقلية وبكامل رغبته الذاتية ، وبكامل رضاه النفسي .
[line]
بقلم الأخت مشاعل العيسى
__________________
معين بن محمد
|