دعاني الشيخ الجليل في تلك الليلة. وأتى لي بكيلوين من لحم الخواريف ومن أفضل أجزاء الخاروف.
وكنا قد اتفقنا أن أبدأ معه العمل في المحل بدءا من يوم الأربعاء.
وكان الحدث في يوم الثلاثاء من بعد مغيب الشمس.
أتى باللحم وذهبنا الى مزرعة مليئة بالخوخ (وياويلي من خوخ الغوطة)
وحين بدأت الشمس بالمغيب قال لي أن أول يوم لك سيكون في النوم فنحن سنقضي الليل بالسهر والمرح
(اي ولو شويعني أنا خسران شي؟)
جاوبته فهو رب العمل
أخذ يصلي بعد أن توضأ رأيته يغمض عينيه وهو يرشح وجهه بالماء. شعرت برغبة في رشح وجهي بالماء. فهو أمر يجدد نشاط الجسم.
فكرت وقلت: ان ربهم يأمرهم برشح الوجه قبل الصلاة لحكمة فماهي؟
قمت وهو يصلي فرشحت نفسي فعرفت السبب.
لقد شعرت بالنشاط يدب في عرقي وجنتاي وددت أن أغسل يداي لكني أبيت أن أقلده فيمسك الأمر علي بعد الصلاة.
صلى مع ابن عمي في صف متجاورين. لم يكن هناك شيئ جديد بالنسبة لي. ولم يؤثر الأمر في نفسي فقد جلست ألعب لعبةبالجيم بوي حتى ينتهوا.
جلس الشيخ , قطع اللحم, وضع البهارات وأشعلنا النار وقد سمعته يقول أكثر من مرة اللهم أجرنا من لظى النار
هم بدخول التويلت (الحمام) فسمعته يهمهم بدعاء ولما خرج تمتم بدعاء آخر!
فقلت ان المسلمين يملكون ثروة من الأدعية لكن ربنا يعينهم على الحفظ.
جلست مع الشيخ أسأله عن الأدعية فقال لي أنها أدعية اتفق المسلمون على صحتها وتناقلوها من نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم
حاولت أن أغير الموضوع فتقبل الشيخ ذلك وتحدثنا عن مواضيع كثيرة.
كنت أمتحن الشيخ وأرى هل هو متعصب أم لا.
تحدثت عن المغنين وعن طرق الجماع الجنسي وعن فن التغزل بالزوجة وعن التجارة والأرباح فلقيته يعقب على كلامه بأحاديث عن رسول الله
ماهذا الدين الذي يهتم بمايقوله الفرد حين دخول الحمام وحين الجماع وحين النوم ........زالخ
أثناء الحديث سمعت صوت الأذان لكن الشيخ لم يصلي.
فقررت أن أحرجه بعد فترة
بعد ساعة قلت له ان عدد صلواتكم كثير فنحن نصلي يوما في الأسبوع وكفي أما أنتم فخمس في اليوم فهذه مهلكة للجسم وقد نسيت وأنت شيخ أن تصلي العشاء ولاتستطيع الإنكار.
ابتسم الشيخ وقال لكنا صلينا.
قلت: متى؟
قال: مع المغرب.
قلت أليس لكل صلاة وقت.
فأخبرني بأنا نبعد عن دمشق فنحن نعتبر مسافرين ويحق للمسافر أن يجمع بين المغرب والعشاء وبين الظهر والعصر
هذا قليل مما كان إخواني الكرام
خلاصة قولي هو أني تفاجأت باهتمام الاسلام بكل صغيرة وكبيرة في حياة الفرد.
قد لاتوافقوني الرأي لكن الأمر مدهش فالقرآن وتفاسير القرآن وأحاديث النبي كفيلة بجعلك تعرف أين تضع كل خطوة تخطوها.
صارحت الشيخ بميلي للإسلام
وقلت له أن هناك إشكالات تبقى حول بعض أفعال المسلمين.
فأقنعني بأني اذا كنت مقتنعا (لاحظ يا maher) بأساسيات الاسلام فإن عدم اسلامي هو من باب الاصرار على الاثم.
تركت الشيخ وذهبت للشواء
فأتى الشيخ وأصر أن يشوي معي ولم يفتح باب النقاش حول دخولي الاسلام.
ونحن نشوي حل بجسمي أمر غريب
بدأ يرعش حين رأيت اللحم كيف يذوب
كان المنظر بالنسبة لي سابقا أمرا مفرحا أما الآن فقد جلست أتخيل نفسي فوق هذا الجمر
الى متى؟
ان لم اقتنع بالمسيحية وأنا ابنها فهل أظل لامسيحي ولامسلم
مع أول سيخ استوى أعطاني الشيخ قطعة وقال أنت الأول.
مددت يدي فاحترقت
أصررت على امساكها
لكي أرى لأي درجة أستطيع مقاومة نار الله فماكانت الا ثانية وثانيتين.
احترقت وذهبت للبركة التي توضأ الشيخ فيها وكان الماء باردا هممت أن أتوضأ فقلت وهل أفعلها؟
انفجرت بنوبة كالبكاء فدموعي تحاول القفز لكني أصر أن تبقي في المحجر.
ذهبت عند أوراق الخوخ بعيدا عن مكان الشواء وفي عتمة الليل.
أخذت أتخيل وحشا ينقض علي فبمن سأصرخ وأستجير هل سأنادي أبي وأمي أم زوجتي أم ابنتي أم عشيرتي
سأناديك يا واحد ولن أنادي غيرك
أتيت للشيخ أخبره بأن نفسي تقاومني أن أعترف بخطئي عشرات السنين (27 سنة عمري بس ماحدا يقول لي ياعم أو غيره)
فأخبرني بأن الله عفو غفور قلت له وماذا يترتب علي قال سيسامحك الله عن صلواتك السابقة وعن صومك وستبدأ منجديد.
الله
ماأحلى أن أبدأ من جديد
وقال لي
(والمعذرة على هذه الكلمة)
ينبغي أن نقص الــ ........
قالها ضاحكا وقال لاتخف فحتى أنتم في هذا الأمر مثلنا
قال لي اذهب للبركة واغتسل
قلت له ولماذا لا أتوضأ فإن نفسي توراودني بأن أتوضأ
فقال الوضء لن يشمل كل جسمك لكن الغسل سيأتي على كامل جسمك
وقفت أسفل صنبور الماء في جانب البركة
انسكب الماء علي وأنا أردد مايقوله الشيخ
شعوري
والله أشتريه بعمري
لقد أحسست بأن بقايا جلد أفعى كانت تغطيني ويكون مكانها جلد طفل بريئ خلقه الله على الفطرة
وقفت أكثر من نصف ساعة تحت الماء أدخلت الماء في فمي وأنفي وأذناي.
شعرت بأن هواء الدنيا لايكفي رئتاي فأنا فرحان ومطمئن
بعدها صليت العشاء (أول صلاة لي) وكان الشيخ يخبرني بماعلي قوله
سبحان ربي الأعلى حين يكون وجهي في الأرض
سبحان ربي العظيم حين أركع
ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني
يتبع... غدا