د/الأهدل:ضَعُفَ الكفر الصريح،فبرز النفاق القبيح(3)
ضَعُف الكفر الصريح، فبرز النفاق القبيح (3)
هذا الكوكب الأرضي فيه ثلاث فئات رئيسة في مواقفها الصريحة أو الملتوية..
الفريق الأول: فريق المؤمنين بالله تعالى الإيمان الحق الصادق.. سبق تناوله..
الفريق الثاني: فريق الكافرين بالإسلام الذين يجاهرون بكفرهم به.. سبق تناوله..
الفريق الثالث: كفار شديدو الحرص على تحقيق مصالحهم المادية التي يتلونون ويتقلبون بتقلبها..
وهم الذين يظهرون أنهم مسلمون إذا كان المسلمون أقوياء، فيظهرون للمسلمين أنهم منهم ليتخذوا ذلك وسيلة للحصول على منافعهم قِبَلَ المسلمين، ويظهرون للكفار خفية عن المسلمين أنهم منهم..
حتى إذا قويت شوكتهم على المسلمين، نالوا منهم مآربهم، وهؤلاء هم المنافقون الذين قد يتخذون مسميات شتى تتناسب مع العصر الذين يعيشون فيه..
وفي هذا الفريق قال تعالى: (( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )) [البقرة: 8-9]
وكشفت آيات الكتاب المبين والسنة المطهرة صفاتهم ودسائسهم ومكرهم بالمسلمين وموالاتهم لإخوانهم الصرحاء الكافرين في حقيقة الأمر، وإن تظاهروا بالولاء للمسلمين حرصاً على مصالحهم المادية، عندما يكون المسلمين أقوياء..
ومن أهم ما ذكره الله تعالى عنهم في ذلك تربصهم بالمؤمنين وانتظار انتصارهم على الكفار أو انتصار الكفار عليهم..
فإذا انتصر المؤمنون طلبوا منهم أن يشركوهم في ثمرات ذلك النصر من غنائم ومنح ووظائف في دولتهم، لأنهم كانوا بزعمهم معهم..!!!
وإن كان لإخوانهم الكفار نصيب من النصر العاجل على المسلمين، ألحوا عليهم في إشراكهم معهم كذلك، محتجين عليهم بأنهم أيدوهم على المؤمنين..!!
كما قال تعالى: (( الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنْ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً )) [النساء: 141-143].
وذكر تعالى عنهم بأنهم يحاولون خداع المؤمنين بدعواهم الإيمان بما يؤكدون لهم من الأيمان الكاذبة، من أجل أن يستروا كفرهم بها..
كما قال تعالى: (( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [المنافقون:1-2]
وقد بسطت القول عن المنافقين وما تجب من معاشرة المسلمين لهم في مبحث آخر.
وفي الحلقة القادمة سنتناول منافقي عصرنا الحاضر.. إن شاء الله..
موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
|