من المعروف ان إستراتيجية القاعدة تعتمد على التراكم و الإنهاك مع النفس الطويل
إنها لا تريد أي نتائج آنية
تدرك جيداً إننا نعايش نتاج تاريخ متداعي و ان التغيير بحاجة الى أجيال
و تعلم ان قدرات العدو المادية هائلة و يستطيع بها الصمود و الرد أضعافاً و تمييع الحقائق و نشر الخذلان
لكن من منطلق التماهي بين الناس و الوخز المتكرر بطريقة فعالة ممكن ان ينهار اي تنين
كتب منذ فترة طويلة فضيلة الشيخ فارس آل شويل الزهراني جانب مهم من هذه الإستراتيجية لدى القاعدة ، أقتبس منه ما يلي:
يقول القلم: ( بعد انتهاء حرب الخليج الثانية استقر الوضع للأمريكيين في المنطقة بما سمي فيما بعد بالنظام الدولي الجديد والذي أعلنه بوش الأب.. وكان ببساطة أن أمريكا هي سيدة العالم.
وهنا حصل بعض الانقسام الاجتهادي في مسألة الأولويات فقرر بعض إخواننا المجاهدين أن الوقت قد حان لنشر الفكر الجهادي والقيام بأعمال لإزالة المنظومات التي وضعها الغرب قبل نصف قرن وحدثت مواجهات مع النظام المصري وأخرى مع النظام الجزائري.. وأثناء دراستنا لتلك الجهود لاحظنا أن مركز التخطيط العالمي لوأد أي مشروع جهادي وتحريري لبلاد الإسلام موجود في أمريكا، وأكد لنا ما كنا نعتقده سابقاً من أن أمريكا هي مركز الشر الذي يحيق بالعالم الإسلامي وهي حبل النجاة لليهود في فلسطين، وهي شريان الحياة لكثير من الأنظمة العربية العميلة..
وقد أصبح العالم الإسلامي جزءاً من النظام الدولي المستقر بنظامه القطري الذي تحكمه أمريكا، وهذا النظام يحمي بعضه بعضاً، ويعتمد اعتماداً كبيراً على أمريكا، وأمريكا ضامنة لكل شيء في المنطقة وهي مثبته للتوازن الحالي بأجمعه..
فالنتيجة النهائية هي أنه لا يتوقع نجاح أي مشروع تحرير لبلاد الإسلام من الهيمنة الغربية طالما أن أمريكا موجودة وهي التي ترعى تلك المنظومة وهي شريان الحياة لها.
لكن أمريكا نظام مختلف عن النظام الشيوعي الذي أسقطناه بالجهاد ولذا كان لابد من دراسة أمريكا أولاً وفهمها قبل خوض أي حرب ضدها.
وتقرر لدينا بناءً على ذلك أننا لو أردنا محاربة أمريكا بالطريقة التقليدية بصفتنا دولة فلن نستطيع لأن أمريكا سوف تسحق أي دولة ناشئة في العالم الإسلامي.. ولذا صرفنا النظر عن أي مشروع جهادي داخل العالم الإسلامي وتيقنا بأن أي محاولة لإنشاء أي دولة في العالم الإسلامي ستعني بشكل مباشر القضاء عليها من قبل نفس المنظومة التي تحكمها أمريكا أي من الدول المحيطة بها.. وتجربة السودان مثال جيد في هذا رغم ما اعتراها من خلل.. إلا أن أمريكا لم تكن لتسمح بأي شكل ولو رمزي لوجود إسلامي في أي بلد في الشرق الأوسط حيث منطقة نفوذها الحقيقي.
فتوصلنا إلى خلاصة هي أن معضلة العالم الإسلامي مكونة من شقين..
1- أنه لا يمكن تغيير الأوضاع في العالم الإسلامي إلا باستبعاد دور أمريكا.
2- أنه لا يمكن هزيمة أمريكا بجيش أو بمواجهة عسكرية تقليدية.
هذه المعضلة حقيقية واقتضت منا دراسة وافية ومناقشات طويلة مع المجاهدين لنتوصل إلى حل عملي وفعال يساهم في حلها..
توصلنا إلى أننا لنغير الأنظمة الحالية في العالم الإسلامي فلابد من إزالة النفوذ الأمريكي، وإزالة النفوذ الأمريكي تعني أننا يجب أن نحارب أمريكا بطريقة جديدة وغير تقليدية، فتقرر أن نبدأ ضد أمريكا بحرب تعرف عند العسكريين بالحرب ( غير المتوازية )..
ولم نجد صعوبة في تحديد مفتاح الصراع مع أمريكا بحيث يكون مفتاحاً يستطيع أي مسلم فهمه وتقبله وكان المفتاح هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ).
اعتبرنا أن العالم كله ميدان لهذه الحرب.. وتقرر أن نبدأ تجربة المواجهة الأولى في الصومال.. ونجحنا في قتل ما يزيد عن مئتي جندي أمريكي ودمرنا طائرتي هيلوكبتر أمريكية هناك.
كانت عملية ناجحة.. وأعطتنا تصوراً لتصرف الجندي الأمريكي وملامح العقيدة العسكرية الأمريكية.. طورنا من أساليب عملنا ووجهنا بعض الضربات الخاطفة للأمريكان في عدد من الأماكن في العالم..
وبعد كل عملية كنا ندرس طبيعة رد الفعل الأمريكي وندرس بعناية كيف يفكر الأمريكان..
كنا واثقون من نصر الله لنا لأن الله وعد من ينصره بالنصر، ولذا لم نكن نخشى أمريكا بقدر ما كنا نهتم جداً في إيجاد الوسائل والسبل الأكثر نكاية وإيذاءً لهم.. ولذا خططنا لتطوير عملنا في كل مرة والاستفادة من الدروس السابقة ووصلنا إلى نتيجة وهي أننا بعد دراستنا المتأنية لطريقة التفكير الأمريكية والعقلية التي تعمل بها، قررنا أن نوظف قدراتهم الهائلة بحيث تعمل لصالحنا، وكنا نعتقد أن الجهاد ليس شجاعة فقط بل الحرب خدعة وأبرز صفات المجاهد أنه يجيد استخدام الوسائل التي بيديه بواقعية حتى يحقق الهدف الأول وهو إعلاء كلمة الله في الأرض وهذا ما تعلمناه من النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، والحرب لا تعني كثرة استخدام الأسلحة أو عدد القتلى من الأعداء بقدر ما تعني تحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى وأولها إخراج الأمريكيين من جزيرة العرب ورفع يدهم من التحكم في مصير العالم الإسلامي..
إنتهى ما أورده الشيخ فك الله أسره
- فمثل هذا المشروع الضخم إذا ً و الذي تبين جزء منه أعلاه لا يمكن إختزاله في مدة محدودة
بل هو فعل تراكمي يحتاج إلى سنين من الصبر و التصميم و القدرة على التضحية بالنفس و المال وفقاً لعقد الشراء المبرم :
{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
- اما العدو فهو هش رغم كل ما يبديه من تماسك
عيب النظام الرأسمالي الربوي مع كل ما ينتجه من رفاهية و إزدهار هو هشاشته
إقتصاد السوق يسلم قياده إلى هوى الأفراد و المضاربة بدرجة كبيرة
و هذه نقطة ضعفه القاتلة
إذا استطعت ان تؤثر على نفسيه هؤلاء الأفراد و آلية عملهم بشكل حقيقي مع الصبر و المواصلة قد تهز كل هذا الجبل من الإستثمارات
بإرهابهم يمكنك ان تجبرهم على الكف عن ضخ الإنتاج الى عجلة الإقتصاد و دفعهم لللتسليم بإستحالة الإستمرار و ضرورة إصلاح السياسات بوقف تحكم المؤسسات العسكرية و الأمنية في إتخاذ القرار
و بالتالي شل حكومتهم
او كما أورد آل شويل:
إقتباس:
رفع يدهم من التحكم في مصير العالم الإسلامي
|
- إن من لا ينظر الى العدو في عالم اليوم كمجموعة من الشركات فقد بالغ في التقدير
صحيح هناك طغمة تدير هذه الدول تحاول إستغلال قدراتهاالمادية في سبيل أهداف سياسية كفرية ، و لكن يظل مفهوم الشركة هو الطاغي على سلوك دول اليوم
ما هي افضل طريقة لتُوقف شركة عن الإنتاج؟
ببساطة..إستهداف ثلاثة عناصر
الخام و المورد البشري و رأس المال
و هذا بالضبط ما يجري حالياً
فخام النفط مثلاً يجري هزه من المملكة مروراً بالرافدين و إنتهاءً بمنع مد الأنابيب عبر أفغانستان ، و الأسعار تشتعل رغم كل الضخ بفضل عوامل إقتصادية تأتي تالية لتأثير الاحداث التي تشعلها القاعدة ، و كل خامات الأرض تدخل في نفس المفهوم فهي بحاجة الى ظروف إستخراج و نقل آمنة و رخيصة
البشر يُقتّلون يومياً من بغداد إلى لندن و العدو يئن نتيجة إرتفاع الخسائر و يحاول التماسك بالكذب و التعتيم مع إستمرار إطلاقه للوعود بالأمن و الإنتصار لتطير في الفراغ
رأس المال يفقد صوابه في مثل هذه الظروف و لا يستطيع العمل و التنقل لأنه جبان و يريد خام و بشر و بنية تحتية آمنة
إذا تأملنا ما سلف جيداً سنفهم بعداً هاماً من القسم الشهير للشيخ أسامة الذي أعقب أحداث سبتمبر .
- على الذين يتسائلون حول جدوى عمليات القاعدة ؟ ، و إلى متى هذا الرد فعل ؟ ، و إلى اين نحن ذاهبون و قد إستفحل الدمار؟...إلى آخر هذه الاسئلة المثالية أن يدركوا حقيقة بسيطة:
تنظيم قاعدة الجهاد مجرد حركة دعوية و تنظيم جهادي يريد رأب الصدع و إحياء الأمة عن طريق تفعيل سنام دينها
إن النظرة الدنيوية القريبة حول نتائج آنيّة ملموسة هي من ضمن إهتماماته بالتأكيد و لكنها ليست الهدف كما يتوهم حتى بعض أنصاره ! .
- فالجهاد شرعاً الآن فريضة يجب القيام بها تطبيقاً للأمر الإلهي و رد الصائل عن ديار الإسلام ، بصرف النظر عن المقدمات او النتائج المرتجاه
إنما خُلقنا لنعبد الله و نستخلفه في الأرض بإعلاء كلمته ، و الطريق لتحقيق ذلك ليس بحاجة الى اي أبحاث بشرية ، فقد أتانا الطريق مفصلاً من فوق سبع سمواتٍ طباقاً ، و هو النفرة لقتال العدو
قال تعالى:
{ انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }
و قال عز و جل:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }
فالمسألة إذاً مسألة إيمان أساساً و ليس أي أطماع دنيوية ، و هي من الأصل ترفض الوقوع في فخ ميزان المصالح و الأضرار بالمعنى المادي الشائع .
- هذا من حيث المبدأ الشرعي ، و إذا انتقلنا الى الجانب العملي التطبيقي للقاعدة نجد انه يسير على هذا النهج دون ان يغفل التخطيط و إختيار الأدوات المثلى للنكاية في العدو و إنهاكه ببطء و صبر
و ذلك بعد إستقراء الواقع جيداً و البحث في أسباب التردي و سبل التصحيح و الإستفادة من الدروس ، كما تبين من الإقتباس السابق .
- إن قتال رأس الكفر العالمي متمثلاً في أمريكا و من حالفها مستمر ظلت القاعدة او ورثها تنظيم آخر
هذا القتال ميدانه العالم أجمع و أهدافه تنتشر ما بين المحيطات بالتوازي مع إنتشار الحلفاء
{ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }