ما بعد الصمت
ما كنت أحسبه يوما ستحمله
تلك السفينة غنّى حولها الخطر
في لُجّة البحر حيرى لا شراع لها
يبكي على متنها الأمواج والمطر
تشكو إلى الله وسط البحر ضيعتها
لا الشمس توردها المرسى ولا القمر
لما بدت أنجم في الأفق لامعة
رنا إليها بعين كلها فكر
كأنما لمعان النجم نار هوى
في قلبه يتهاوى نحوه الشرر
قلبان رهن ليال غير باسمة
تقاسما النجم لم يجمعها القدر
قلب يشاطر ذاك النجم حيرته
وآخر بوميض منه ينشطر
.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.ـ.
وجوم عينيه في صمت الرياح على
سكينة الموج منها القلب يعتصر
للذكريات هنا سحب وأودية
سالت ، وفاح شذا مرجانها العطر
لمن ـ ترى ـ اللؤلؤ المختار يجمعه
من زرقة البحر والياقوت والدرر
هل يستعير شراعا ؟ هل سيرفعه
في الأفق ؟ والراية البيضاء تنتصر ؟
على السفينة أرياح وأشرعة
تواقة لرؤى الشطآن تنتظر
قيثارة منه تكفيها لتسلك في
بحيرة ملؤها الحيتان والجزر
فهل يقص جناح القلب حين بدت
على شواطئه حورية بشر ؟
لسوف تحمل تلك الفلك أجنحة
من الفؤاد وذي الشكوى ستنصهر
وسوف تحضر أعواد الحمام إذا
طاب الرواء ولن ينأى بها السفر
هناك تخفق رايات وأفئدة
عند المساء ، وحلم النجم يزدهر