«القبس» تنشر شهادته التي حجبها ميليس في تقريره
--------------------------------------------------------------------------------
«القبس» تنشر شهادته التي حجبها ميليس في تقريره
لارسن: الأسد قال لي إن الـحريري يلعب أدوارا قذرة ضدنا.. وغزالة يمثلني في لبنان
القبس - خاص:
تنشر «القبس» نص شهادة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن التي لم ترد في نص تقرير المحقق الدولي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ديتليف ميليس الذي تم توزيعه يوم الجمعة الماضي.
وتتضمن شهادة لارسن لقاءات مع الرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته فاروق الشرع وضباط أمن، وكلها تتضمن هجوما عنيفا على الحريري وصولا الى التهديد بعدم عودته رئيسا للوزراء مدى الحياة!
وتشير معلومات أخرى ستنشرها «الشراع اللبنانية» الاثنين المقبل الى ان ميليس يملك 450 دليلا على مشاركة نظام الأمن السوري وتابعه اللبناني في جريمة الاغتيال، لم يكشف الا عن القليل منها وأخطرها الاجتما ع في القصر الجمهوري السوري الذي اتخذ خلاله قرار الاغتيال.
وفي ما يلي المقتطفات غير المعلنة من التقرير :
شهد لارسن امام ميليس ان اللواء جميل السيد قال له بالحرف بعد صدور القرار 1559: انكم ما زلتم تراهنون على ان الحريري سيعود رئيساً للوزراء في لبنان وانا اقول لك ان الحريري لن يرى رئاسة الوزراء بعد الآن.. في حياته.
وشهد لارسن امام ميليس عن واقعة لقائه الاول مع الرئيس السوري بشار الاسد بعد صدور القرار الدولي نفسه وقوله له ان المطلوب من سوريا ان تسحب جندياً سورياً واحداً من لبنان شرط ان يكون رستم غزالة لكي تنتهي مشكلة سوريا مع المجتمع الدولي ولكي يفهم العالم ان دمشق بصدد التعامل الايجابي مع القرار الدولي. وان الاسد رد عليه بحسم قائلاً:
«مستر لارسن: انت تطلب مني اتخاذ اصعب قرار في حياتي، فهذا الضابط السوري هو رجلي الاول في لبنان وهو يتلقى تعليماته مني شخصياً».
اللقاء الثاني
ويكمل رود لارسن شهادته امام ميليس عن لقائه الثاني مع الرئيس الاسد ليشرحه مطولاً قائلاً: «حدد السوريون موعداً لي مع الرئيس بشار الاسد في دمشق قبل عدة ايام من اغتيال الحريري أي يوم الثلاثاء في 8/2/ 2005، ذهبت الى هناك والتقيت وزير الخارجية فاروق الشرع لأسمع منه تساؤلاً بغضب: لقد سمعنا انك ذاهب يوم الخميس لمقابلة الرئيس جاك شيراك في باريس، وانا اريد ان اسألك وما هي علاقة شيراك بلبنان وسوريا حتى تذهب لمقابلته بعد لقاءاتك معنا.. انت مبعوث دولي ولست مبعوثاً لشيراك؟.. فيرد رود لارسن: معالي الوزير لقد اتيت الى دمشق لتسليم الرئيس بشار الأسد رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان وسأبحث معه القضايا التي جئت من أجلها، فيرد الشرع وكأنه ينهي الاجتماع.. عليك أن تعرف ان السيد الرئيس لن يراك وإذا كان معك رسالة له فسأتسلمها منك الآن.. ينتهي الاجتماع ولا يسلم المبعوث الدولي أي شيء للشرع ويتوجه إلى مقر إقامته في فندق«شيراتون دمشق» ليجري اتصالاً مع السفير الفرنسي في العاصمة السورية فيأتي السفير إلى الفندق ليسأله عن موعده مع الرئيس شيراك فيخرج السفير الفرنسي إلى سيارته في موقف فندق «شيراتون دمشق» ويجري اتصالاً مع باريس ويعود ليؤكد لرود لارسن وبعد دقائق ان الرئيس شيراك سيستقبله في أي وقت كان حتى لو كان يوم سبت أو أحد وهما يوما العطلة الرسمية في فرنسا.
هنا يتهم السوريون الرئيس الحريري بأنه هو الذي رتب موعد المبعوث الدولي مع شيراك، فيفاجأ رود لارسن بعد لقائه مع السفير الفرنسي في دمشق بمن يتصل به من القصر الجمهوري السوري ليبلغه ان الرئيس الأسد سيقابله يوم الخميس، أي في الموعد الأول الذي كان شيراك سيستقبله فيه.
ماذا حصل في اللقاء؟
رود لارسن ركز في هذا اللقاء على تطبيق القرار الدولي 1559، والرئيس الأسد تحدث مطولاً عن العلاقات التاريخية التي تربط لبنان بسوريا.. حتى يصل الحديث إلى الرئيس رفيق الحريري فيستمع رود لارسن من بشار إلى كلمات قاسية جداً بحق رفيق الحريري.. منها ان هذا الرجل يلعب أدواراً قذرة جداً ضدنا، وانه يريد إخراجنا من لبنان ليجيء بأصحابه الفرنسيين والأميركان (الخميس 10/2/2005).
الحديث بين الأسد ورود لارسن وصل إلى جاك شيراك في باريس بعد خروج المبعوث الدولي من دمشق، ووصل إلى الرئيس رفيق الحريري بعد ساعات ومن عدة مصادر لبنانية وعربية ودولية وكلها تحذر من ان الغضب السوري منه وصل إلى أعلى المستويات ومن أعلى المستويات في سوريا فكان رده العلني: لا أظن ان السوريين يمكن أن يقدموا على شيء ضدي فأنا لدي حصانة كبيرة، والسوريون ليسوا مجانين كي يقدموا على قتلي.
آصف شوكت
ومساء السبت في 12/2/2005 يقاطع الحريري المعلومات التي تتجمع ضده، وهو لا يبالي، فيجيئه اتصال من شخصية عربية كبيرة تتردد على لبنان كثيراً تطلب منه موعداً عاجلاً فتجيء الشخصية لتبلغه انها التقت رئيس جهاز الاستخبارات السورية اللواء آصف شوكت في دمشق بعد الظهر، وان الرجل يقول انك تتآمر على سوريا وانك تريد أن تحل الفرنسيين والأميركان محل السوريين، وانهم يتصلون بك للمجيء إلى دمشق للتفاهم وانك ترفض الرد.
يبتسم الحريري ويرد: «هم الذين لا يريدونني ويقولون عني انني خائن وقد أبلغت مسؤولين عرباً كباراً على صلة بالرئيس بشار الأسد، المعلومات التي تتقاطع عندي حول تهديدات منهم وطمأنوني بعد فترة اتصلوا خلالها بالأسد بأن لا شيء ضدي».
ويتابع الحريري: «لقد أرسلت للأسد وها أنا أقول لك، قل له أو لآصف شوكت لو ان الحريري جمع أكثر من مائة نائب في البرلمان في الانتخابات المقبلة (مايو 2005) فإن الحريري لن يشكل حكومة في لبنان إلا بموافقة بشار الأسد». تخرج الشخصية العربية من عند الحريري ليلاً لتجري اتصالاً مع اللواء شوكت في دمشق وتنقل له قول الحريري، فيكتفي المسؤول الأمني السوري بالاستماع دون أي تعليق.
وتقول مجلة «الشراع» في عددها الذي يصدر بعد غد ان ميليس يملك 450 دليلاً على مشاركة النظام الأمني السوري وتابعه اللبناني بالجريمة ويملك أدلّة ظهر رأس جبل الجليد منها على أوامر من دمشق على أعلى المستويات بالأمر والتخطيط لارتكاب الجريمة وهو يحفظها لمواجهة المحكمة الدولية بها: أدلّة وشهوداً.
تداعيات الأدلة
واضافت: أفرزت أدلة ميليس وشهوده تداعيات تظهر تراجعاً في الموقف السوري الفعلي على تقريره يتم تداولها في الكواليس الدولية والعربية أهمها:
ان دمشق على استعداد لتسليم رئيس جهاز الاستخبارات السورية في لبنان رستم غزالة للقضاء الدولي كأرفع مسؤول سوري تستطيع سوريا تحمل تسليمه كمشتبه فيه في جريمة اغتيال الحريري، وبالتالي تستطيع دمشق تحمل من دونه رتبة وفي لبنان خاصة في بيروت لكنها لا تستطيع تحمل تسليم من هو أعلى منه رتبة في دمشق وتحديداً الرئيس المباشر لرستم وهو اللواء آصف شوكت.
لكن القاضي الألماني ميليس يرد على هذا التداول بالقول ان هذا غير كافٍ.. فأنا أعرف من خلال تحقيقاتي ومن خلال الشهود ومن خلال طبيعة الوصاية السورية على لبنان ومن خلال فهمي لطبيعة عمل الاستخبارات السورية (نسخة طبق الأصل عن الاستخبارات الألمانية الشرقية التي نظمت استخبارات دمشق) ان غزالة هو مجرد أداة تنفذ ما يطلب منها في دمشق تماماً مثلما ينفذ الضباط اللبنانيون الأوامر التي تأتيهم من عنجر. ميليس يقوم بواجبه كقاضي تحقيق وهو سيحول ملفه إلى المدعي العام كي يدعي على المشتبه فيهم الذين وردت أسماؤهم في القرار الظني الذي قدمه، وهو سيذهب إلى المحكمة الدولية كي يقول كل شيء، أما في المداولات السياسية الخاصة بالموقف من سوريا فهذا أمر آخر لا شأن لميليس به.
لا رأي لميليس مثلاً بما تريده أميركا وبريطانيا وما ترد عليه فرنسا.
أميركا تريد فرض عقوبات على سوريا وفقاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة تمهيداً لفرض تطبيق البند السابع بالعمل المسلح ضد دمشق، لأن أميركا تراهن على ان عقلية النظام السوري هي كعقلية النظام العراقي السابق أي الرهان على المجهول وضرب الرأس في الحائط واستخدام سلوك شمشون: عليّ وعلى أعدائي يا رب.
أما فرنسا فهي تريد منع دمشق من الانتحار وتريد اعطاءها فرصة حتى 15/12/2005 تاريخ انتهاء لجنة التحقيق الدولية من مهمتها وتسليم تقريرها الحاسم لمجلس الأمن.
عبدالعال اتصل بلحود شخصيا
يملك القاضي ديتليف ميليس دليلا على رقم الهاتف الذي تحدث عبره مسؤول الاحباش احمد عبدالعال وشقيقه محمود عبدالعال مع هاتف خاص برئيس الجمهورية أميل لحود وهو 999777/03، وهذا الرقم يؤكد ميليس أنه خاص بإميل لحود وهو الرقم الذي يحدثه عليه عبدالعال، مع التذكير بأن شقيق احمد ومحمود عبدالعال هو المقدم وليد عبدالعال، وهو المرافق العسكري الخاص للسيدة اندريه لحود والمساعد الاول لقائد الحرس الجمهوري الموقوف العميد مصطفى حمدان.
تسجيل صوتي
تردد ان بعض أعضاء فريق المحقق الدولي ديتليف ميليس سيتوجهون مطلع الأسبوع إلى حيث يسجن الاخوان أحمد ومحمود عبد العال ليواجهوا الأول بشريط مسجل يحوي مكالمات هاتفية بصوته تؤكد تورطه بعملية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري
المصدر
http://www.alqabas.com.kw/news_detai...at=2&id=131847