مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-12-2005, 08:59 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 20

هذا الذي يحدث
20
فعلا إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ... وكثيرا ما كان يسمع هذا المثل العربي في حياته اليومية ... ولو تفحصه بعين ثاقبة وعقل متنور بدون عواطف وأحاسيس لوجده حقيقة واقعة .... ففي غابة الحياة كثيرا ما تتواجد حقيقة لا خيالا .... إنهم ذئاب من نوع آخر وليسوا ذئابا حيوانية كما يتبادر للذهن ... تلك الحيوانات التي تشبه في أشكالها الكلاب مع الكثير من الذكاء الشرير "الخبث" واللؤم الذي يتطاير من عيونها الحادة ....

إنها ذئاب تقتل علنا ولا تترك آثارا للدماء على جثث ضحاياها بعد تمزيقها والتلذذ بها... لاتسفك الدماء لإشباع غريزة الجوع لديها ... مثل الذئاب الحيوانية التي تقتل من أجل إشباع جوعها ، ولتقتات و تحيا مثلما هو قانون الغابة ...

إن الذئاب المقصودة عنده هي الذئاب البشرية. ذئاب غابة الدنيا والحياة.
فأثناء سيره في هذه الغابة وبين طرقها وشوارعها وهضابها وسهولها وجبالها ووديانها وصحاريها وبحارها ومختلف سلاليمها ومتاهاتها...وهو يحاول جاهدا إثبات جدارته في أن يحيا فيها بكل جدارة ، لا أن يعيش فيها فقط .... برزت أمامه أنيابها ولمعت عيونها وطرّشه عواءها حتى أصمه. فقد كانوا يلهثون وراء كل من يشتمون فيه رائحة الفضيلة العطرة ، والصدق الصافي والإخلاص الجياش.

لم يتخيل في يوم من الأيام أنه سيكون ضحيتهم الشهية ، ولم يتخيل أنها ستمزقه إربا إربا.. وهي تتلذذ وتتفنن في تمزيق أوصاله...
إعترف اليوم أنه طالما كان أجهل هذه المخلوقات كما كان يجهل خبايا نفسه التي طالما بحث عنها فوجدها في إخلاصه لوطنه إتقانه لـــــــــــــــــــــــــــمهامه و عمله وتفننه في تنظيمه وترتيبـــــــــــــــــه وتدقيقه والقيام به على أحسن وجه و أكمل صورة. فبدأ اللهاث المسعور وراءه ودون عواء حتى ضربته بمخالبها ... فعصره الألم حتى لم يجد قوة يقاومه بها ... فقد ضرب حوله حصارا من الذئاب البشرية وهو ينزف ومخالبها تمزقه بشراسة وتتلذذ بأنيابها التي تبرز كثيرا تحت قبلاتها الخادعة الغادرة ...

لكن رغم تلك الجروح إستطاع أن يفلت منهم بوقوعه في حفرة لم يستطيعوا الوصول له فيها... فظنوا أنه إنتهي.....
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 23-12-2005, 09:01 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 21

هذا الذي يحدث
21
ها هو يستفيق من سباته الذي كانوا يعتقدون أنه موته بعد سقوطه في تلك الحفرة.....ها هو يخرج بجلد آخر... و كيف لا والكل غير جلده منذ عقود ... واضح كالشمس... بل كالسواد الممتد الطويل البعيد ... المتناقص ... لم يعد يضع إعتبارات لأي علاقة ، فالعلاقات الحيوانية علاقات قوي وضعيف ، أما قوي مسيطر أو ضعيف مستسلم ... صار لا يخاف شيئا ، بل صار هو الخوف بعينه ... وها هو من جديد في غابة الحياة ... بعد أن إختفت منها براءتها وإنسانيتها وصدقها و إخلاصها ... وإمتلأت ساحاتها بالأشواك والدماء ... ها هو يولد من جديد ... لا يجري ولا يخاف بل يمشي الهوينا بكل ثقة ، لا يخاف الذئاب ، بل الذئاب هي التي صارت تخافه... حتى أضحى لا يلوم نفسه عن لهجة التهكم والسخرية التي صار يتعامل بها مع الآخرين فأحيانا تكون السخرية في أوج المعاناة ، ويصير الضحك في أحلك الظروف نوعا من تخفيف وطأة الألم...

فالصبر هو المعنيّ الوحيد الذي يضاعفه ولا يضعه إلا في مواجهة الظلم والقهر والعار....

فالمرء إذا وجد نفسه فجأة ، أن أمانيه و إخلاصه وجدّه وحلم عمره أن يكون سويا ، قد تخلوا عنه وأن الكنز الذي عاش ينميه ويطوره ويحافظ عليه بعينيه ويخلع عليه خفقات قلبه .. ولا هو بذهب ولا بفضة ، إنما هو مبدأ إنساني يحبه ويتمناه كل إنسان ... فيتحول إلى هزيمة نكراء وتهمة تزكم رائحتها الأنوف .. عندئذ يسقط الصبر وتموت الحكمة ويهون الأمل وينطفيء مصباح الفضيلة في الحياة ....
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 23-12-2005, 09:03 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 23

هذا الذي يحدث
23
المكائد والدسائس التي يقوم بها أنذال البشر من خلال المواقع التي إحتلوها فأنجسوها بدنيء أفعالهم و أعمالهم ودمروها تدميرا ما بعده إصلاح ، وحولوها إلى أطلال بعد أن كانت قلاعا شامخة ... وكل كائن حي فاضل كان فيها حولوه إلى جثة هامدة لا يراها إلا من رحم ربي .....

هذه الحقيقة الماثلة أمام الكثير من العيون في الكثير من المجتمعات في هذا العالم الغارق في الضجيج و التفاهات ... ولا ينتبه ، إلا عندما تنكشف ألاعيب أنذاله وشياطينه الإنسية فيضحي بالشرفاء والأفاضل ويسقط عليهم سلبياته بجميع أنواعها وأشكالها... لعبة سمجة وضيعة ... ظاهرها خبث وباطنها لؤم .... قاضيها جلادها .... فلا يهنأ أو يطيب عيش أعداء الأمة إلا بإبعاد الأسوياء عن المواقع التي يجب أن يولجوها أو يقودها أذنابهم لتصير بين أيديهم العابثة الظالمة اللامسئولة.

هذه الألاعيب بكل ذمامتها ومكرها وغدرها تنطلي على الكثير من العيون المسئولة وصاحبة القرار ... لأن مسيري الأمور في غالبهم ما هم إلا ملاعق لهؤلاء ، لا يعنيهم شيء من هذا العالم إلا تجميع الجاه والمال ، والتلذذ بتوريط الأنقياء الأصفياء الطاهرين الشرفاء...

فالذين يتعبون أنفسهم في البحث عن حل بمواجهة هؤلاء قد يهدرون وقتهم عبثا ... رغم أن الإختيار يولد مع كل إنسان طاهر فاضل نقي بين لحظة المخاض وصرخة الظلم في هذا العالم الذي يعبق برائحة الدمار والرذيلة.

الأنذال وحدهم هم الأغبياء ، ذلك لأنهم عندما يجبرون فاضلا عن التوقف لممارسة إخلاصه وصدقه فإنهم يدفعونه بشكل أقوى لزيادة ممارسة ذلك الإخلاص والصدق ، رغم أن الأنذال يولدون في ظل عطف الأفاضل وسموهم.
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 23-12-2005, 09:05 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 22

هذا الذي يحدث
22
إلتقى قبل غروب شمس اليوم مع أحد الجيران بالشارع الذي يسكنه منذ ما يزيد عن العقد ونصف العقد .. فأخذهما الحديث عن الغد 14/2 ... والذي يسمى بيوم عيد الحب على مستوى العالم...

فقال له ماذا تفعل غدا أيها الجار العزيز.. فرد عليه قد أحتفل ... !! ثم إسترسل ، أي حب هذا الذي ما زلنا ننتظر بعد هذا العمر إن مازال في العمر بقية ، و الأنقياء ينقرضون يوما بعد يوم .. أولئك الذين لا يعرفون الكراهية ...الذين لم يمتطوا المرسيدس وال بي إم والأودي وآخر أنواع ، وآخر صيحة في عالم السيارات الفارهة .. والذي يعلم الجميع أنها مسروقة ، حيث تحول المجتمع إلى مجموعة من اللصوص...

أين يمكن إيجاد أولئك الأنقياء الذين كنا نظنهم يسابقون الأرض مشيا على الأقدام في دواخلنا ومدننا ... أو الذين يترجلون من سيارة الربع دينار فنجدهم قد سرقوا ورقة من جيبك لا تسمن ولا تغني من جوع ، أو إعتدوا على شجرة كانت قد غرست منذ شهرين في سبيل تعمير أرض الأجداد والمحافظة عليها ، والعمل بالقول " غرسوا فأكلنا .. ونغرس ليأكلوا..." فأين أيها الجار ، الحب الحقيقي ذلك الذي يستحق الإحتفال ؟؟؟؟؟

أين الحب الذي أفقدنا حتى وطننا وشمسنا الدافئة فيه ؟
أين أولئك الذين كانوا الماء الذي يروي العطشى من هؤلاء الذين لوثوا حتى هواء بلدنا العطر... الذي كان يفوح زهرا وريحانا رغم الفقر وشظف الحياة و قلة الحال ... أين ذلك الياسمين والفل الذي كان يسيج حدائقنا التي تحولت إلى ملاجيء للبؤساء...ومحطات للمنحرين ومقطوعي الفروع..!!!؟؟؟

يطرق جاره رأسه وهو يمتص لفافة تبغ كانت بين إصبعي يده اليمنى ثم ينفثه وهو يرفع رأسه إلى السماء وينظر إليها وإليه نظرة يبعث من تحتها إبتسامة لم تشوه بعد ، لم تعبث بها الأيام ولم تشوهها كبوات الزمن ... فلنحتفل أنا وأنت بعيد الحب.... رغم الكلمة التي ستبعث الهلع دون أدنى شك في نفوس أطفالنا وحتى زوجاتنا اللاتي عاشا معنا ما يزيد عن الربع قرن....فلنحتفل أنا و أنت فقط و أي آخر مثلنا ضحى بأجمل أيام عمره مقابل اللاشيء .. ليكون في آخر أيامه كوال صباطة سيلحق بنا حينما يعلم بذلك......

فلتأكلنا كما تشاء ، فهي أمنا رغم أنوفنا ، كيفما كانت فهي أمنا.... فلتأكلنا مطبوخين أو غير مطبوخين ... مذبوحين أو غير مذبوحين ... مقطعين أو غير مقطعين .... فماضينا حبا لها ... وحاضرنا حبا لها ... ومستقبلنا حبا لها ... و سنبقى من أجلها طاهرين أنقياء أفاضل رغم أنف الحاضرين وكرههم لذلك وأمثالهم من الذين غابوا تحت الأرض وخلفوا والذين لم يخلفوا شيئا والذين لم يولدوا بعد.... وستبقى نفوسنا صافية من أدران الأرقام السرية والمكشوفة وسيارات الموت الفارهة وقلاع الجليد وإستراحات الفساد وإنحناءات التزلف وولائم اللحم البشري الميت والحي...

فيا جاري العزيز.... يا جاري الفاضل الطاهر النقي ... يا جاري الذي حينما أراه يتوقف عنده عمري .. يا جاري ... يا أيها العزيز ، دعني أحتضنك كي لا يفر الحب والنقاء والفضيلة والطهر من بين جنبيك ...

دعني أحتضنك كل يوم .. وكلما ألقاك ... ولنخرج معا مع المحبين والطاهرين والأنقياء والأفاضل ... ومع كل الذين يزرعون الحب والطهر والنقاء في صخب الإزدحام وينتظرون اليوم الآخر ليحفروا بمداد من نار ودم في الذاكرة أن الحب والنقاء والطهر والفضيلة هم ما عرفوا من هذه الحياة....

يا جاري العزيز ، يا جاري الشريف النقي الشامخ ... يا إنسانا لم يعرض نفسه في سوق النخاسة .. يا إنسانا لم يبع كرامته لرياح الزيف والخداع ، يا إنسانا رغم كبواته ينهض وهو يحب طاهرا نقيا فاضلا ، يا إنسانا رغم جراحات الظلم والقهر يرتفع وهو يحب طاهرا نقيا فاضلا ....

إهتف معي ... يحيا الحب...ولا تتركني وحيدا...فالانكماش والتوجس ميراثنا الصحراوي الطويل الذي جعلنا لا نجيد تقديم أنفسنا كما يتطلب الواقع ونبخس أشياءنا ... هو الذي سيجعلنا نرى إنجازاتنا عبر حياتنا الانية شامخة عالية ...وليحا الإنكماش ... والوحدة ... والعزلة ... والحب النقي...
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 23-12-2005, 09:07 AM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي هذا الذي يحدث 24

هذا الذي يحدث
24
الحياة محطات ووقفات ... وأحداث ومواقف... منها ما هو طبيعي ، ومنها ما هو غريب ، ومنها ما هو فريد ومنها ما تصطك له الأسنان... ومنها ما تسودّ منه القلوب.... ومنها ما تكفهر له الوجوه... وتقف منه القلوب ....فكما تزخر حياة كل إنسان بهذه المحطات والوقفات والأحداث والمواقف ... تزخر حياته بكثير منها... في أزمنة وأمكنة مختلفة فيها كثير من الحوادث والعلاقات.....

ما يراه الآن ماثلا أمام عينيه هو المدينة ، بل القرية التي ينتمي إليها عبر أجداده ، والتي تتربع في أعالي جبال نفوسة حيث يندرج والده من إحدى قبائلها ، حيث ولد وترعرع فيها وبين هضابها ووديانها وكرومها وزعترها وشيحها و بطومها ... ثم هجرها مع أمه وخاله إلى أماكن أخرى عدة.... فاستقر به المقام في قرية أخرى ... ومدينة أخرى ... وبادية أخرى غير القرية التي كان يعيش فيها... فكبر وترعرع فيها... وتزوج وأنجب أطفالا في تلك المدينة ...والتي لم يعش فيها إبنه هذا طفولته ولا شبابه ولا حتى كهولته...

فقد كانت طفولته ومرتع شبابه في مدينة ساحلية تزخر بالشوارع والطرقات والزقاق ، تحيط بها الحقول كالهلال من الشمال والغرب والجنوب... ويحيط بها البحر من الشرق ويعبرها من الغرب نهر كبير ... و كانت أشجار الزيتون واللوز والتين والعنب تتشابك في حقولها التي تمتد عشرات الكيلومترات.....

ما يذكره من أيام طفولته في تلك المدينة محطات كثيرة ... طيور " المقر " التي كانت تتكاثر في فصل الشتاء ، وتحديدا في موسم الزيتون ، فتحلّق في السماء وتتشكل في أوضاع خلابة قبيل غروب الشمس... و أرتال العربات المجرورة بالبغال محملة بأكياس الزيتون إلى المعاصر القريبة من الحي الذي تسكن به أسرته.....ورائحة الزيت وهي تنتشر متطايرة يحملها النسيم البارد فتملأ أنوف الصغار .... والمطر المنهمر يبلل رؤوسهم الصغيرة خلال الأيام الأولى من السنة الدراسية ، والوادي الذي يفيض فيغمر أحياء المدينة بعد عدة أيام من الأمطار الغزيرة المتواصلة ... والوجوه المكفهرة الحزينة بعد أخبار العدوان الثلاثي على مصر سنة 1958 ... ومسيرات الغضب والإستنكار .... والوجوه الفرحة المستبشرة والأجساد النشطة ومظاهر الفرح عند إستقلال الجزائر سنة 1962.... و أمسيات الشهر الفضيل ، شهر رمضان ، تلك الأمسيات المتلألئة في زقاق المدينة القديمة والتي شيدت من العهد الفاطمي ، حيث ينشط الناس ويتزاحمون في المقاهي والدكاكين يصلّون ويسهرون ويتسامرون و يتعبدون حتى إرتفاع نقرات طبول المسحرين إيذانا بقرب وقت الإمساك.... حيث كان المسحراتي يدق على طبله الصغير مناديا للسحور وهو يركب دابته ، فترى بعض الناس يندهونه لتقديم صدقة أو طعام...

ويذكر من تلك الحقبة المساجد العتيقة التي شيدها القادة المسلمين الفاتحين على مر السنين وخصوصا ذلك الجامع الذي يتوافد إليه الأهالي جماعات وأفرادا ، يصحبهم فيه أطفال ونساء وكل على جهة.... هذا قرب الحائط يقرأ القرآن ، وهذا قرب الضريح يدعوا ، وهذا يصلي ، و آخر في مكان والده يتلو القرآن ثم يدعو...

لم ينس ذكريات الطفولة أيام عيد الفطر ، حيث تقضى آخر أيام شهر رمضان المبارك في البحث في المتاجر والأسواق الشعبية عن الثياب الجديدة ... وإنتظار آخر يوم لسماع دويّ المدفع معلنا نهاية شهر الصوم ، فتزدحم البيوت مهنئة بالعيد السعيد ، حيث كان الناس يزحفون إلى مقبرة المدينة للترحم على موتاهم.....

من يزور المدينة لا بد له من الجلوس بمقهى السوق العتيق الذي يربض في طرف المدينـة القديمة . كان هذا المكان موئل التلاميذ والشباب ، و محج المثقفين والمفكرين . فعند إقتراب موعد إمتحانات آخر السنة كان التلاميذ يذهبون إليه ويقضون اليوم طوله يدورون حوله يقلبون صفحات الكتب والكراريس ويحاول بعض منهم أن يستفز أحدا من الأساتذة أو المعلمين الذين كانوا يطالعون الصحف أو يقرءون المجلات أو يتجادلون في مصير الأمة العربية والعالم فيستنفر أحدهم نظراتهم المكسورة ووجوههم البائسة فينده عليه ويرى ما يقرأ فينفتح معه حوارا جماعيا لما لم يفهموه من دروس، أو ما إختلط عليهم من مفاهيم. فيطرحون ما إستشكل عليهم من مسائل ونظريات ، فكانوا يأخذونهم بكل شفقة ورحمة إلى ظل الأشجار الباسقة في الحديقة المجاورة فيحيطون بذلك الأستاذ أو المعلم واقفين وجالسين وهو في وسطهم يجلس على كرسي الحديقة يشرح لهم ما إستشكل عليهم أو ما غمض من قواعد ومسائل... تلك صورة من الصور ولقطة من لقطات أيام العمر الذي يفنى كل يوم بدون فائدة......................
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م