أبتاه أين هُو المفر ومتى يكون لنا مقرْ؟
آه أبي كيف ما أبصرت دائرة الخــــــطرْ؟
أكثرت ترحالي أبي بين البوادي والحضرْ
أكثرت من سفري أبي بين وادي ومنحدرْ
حتى نسيت عشيرتي وبنى العموم والبشرْ
ما بال منزلنا اختفى عنى فليس له اثــــــرْ؟
ما بال أمي لم تعد عجبا هل طاب لها السفرْ؟
وأخي الحبيب فديته مر الزمان وما حضرْ
لم لا نرى في دربنا إلا الحواجز والحــفرْ
اعرف إن أمريكا أتت تعبث بالخرج والخبرْ
فهاجرت مغتربا إلى ارض بها النــــيل انحدرْ
خرطوم بعد أن فتحت أبوابها أبت لي أن اقرْ
ثم ارتحلت مشرقا حيث الرجال أولي الغررْ
كابول ترفع رأسها رغم الخصاصة والخطرْ
كابول يبتسم ثغرها تنـــصر وتؤوي من حضرْ
الشيخ يونس خالص قد بدا ليث يهاب إذا زأرْ
و أخو الرجولة و الإباء أميرنا الملا عــمرْ
أبي لماذا أرسلوا وابل من القذائف كالمطرْ
لم يرحموا طـفلا ولا شيــخا يحطمه الكِــــبرْ
أبــتاه ماذا قد جرى حتى يلاحـقنا الخـطرْ
أ فـداؤك البـيت العتـيق جريـمة لا تـغــــتفرْ
أثـبت أبي لا تبتغى عرض الحياة من البشرْ
الخـلد مـوعدنا إذا شـاء الإله لنا الظـــفرْ
قل لي أبي فيما أرى قـول مفيـد ومختصرْ
*******
هذا هو استفسار حمزة بن لادن لأبيه،
فكان رد الشيخ أسامة عليه:
*******
ابني يكفى إني شبعا بالآهات والحسرْ
عُقد اللسان فمُقلتي نبعٌ ووجداني سقرْ
ماذا أقولُ ونحنُ في دنيا التكاسل والبطرْ
ماذا أقولُ لِعالمٍ أعمى البصيرة والبصرْ
أُمم تـُباعُ وتُشترى بيع السنابك بالغررْ
عفوا بُني فلا أرى بالدربِ غير شديدٍ مُنحدرْ
عقد مرت سنواته بين التـشرد والسفرْ
عما تسائلني؟ عن قوم أصابهم الخدرْ
ها نحن في مأساتنا ذهب الأمان وبقى الخطرْ
دنيا الجرائم بني الطفل يذبح فيها كالبقرْ
صهيون تقـتل أخوتي والعرب تعقد مؤتمرْ
أذناب أمريكا غدوا عميا فليس لهم نظرْ
حبر على ورق فلا صدقوا ولا ظهرَ الأثرْ
لم لم يسوقوا قوة تحمى الصغير من الضررْ
هذه وربك وصمة كبرى يساق لها الخبرْ
غـدرا يحـزم أمره أيذود عنا من غـدرْ
خانوا الرسول وربنا وخانوا الرعية في سحرْ
إلى متى نقص الرجال والخوالف في غررْ
يجب الـتحرك كيـفما أتى لـِدفع الضــررْ
وأقسمت بالله العظـيم بأن أُقاتل مَن كـفرْ