مجلس الأمن يدعو الحكومة الفلسطينية القادمة للاعتراف بإسرائيل
طالب مجلس الأمن الدولي في بيان له الأعضاء الذين سيشاركون في الحكومة المقبلة للسلطة الفلسطينية، بالتخلي عن السلاح وبالاعتراف بإسرائيل.
وشدد المجلس في البيان الذي تلاه سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون، على ضرورة احترام الاتفاقات والمبادئ ومنها خريطة الطريق والحل التفاوضي للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
كما تطرق البيان إلى ضرورة وقف توسعة المستوطنات الإسرائيلية وأبدى قلقه من الخط الذي يسلكه الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية وحول القدس.
حكومة جديدة
يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة عزمه تكليف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتشكيل حكومة جديدة في وقت لاحق، لكنه شدد على ضرورة احترام "التزامات السلطة الفلسطينية".
وقال لمجموعة من الصحفيين أمام مقر الرئاسة في غزة أمس الجمعة "باعتقادي الجهة التي ستكلف هي حماس". وتتمثل الالتزامات التي أشار إليها رئيس السلطة في اتفاقات أوسلو وخارطة الطريق.
ومن المقرر أن يلتقي عباس اليوم السبت وفدا من حماس برئاسة القيادي بالحركة إسماعيل هنية لمناقشة موضوع الحكومة الجديدة. وبخصوص هذا اللقاء قال رئيس السلطة "سنبحث معهم نتائج الانتخابات، وبالتأكيد موضوع تشكيل الحكومة، لكن الوقت مبكر للحديث عن تشكيل الحكومة".
وأوضح الرئيس الفلسطيني أنه "بشكل رسمي لا بد من أن يرسّم المجلس التشريعي ويعقد الجلسة الأولى ويقسم اليمين ويشكل رئاسة المجلس وبعد ذلك توجه خطابات التكليف".
من جهته رأى هنية أن اللقاء سيكون للتشاور حول طبيعة الحكومة وحول الجلسة الأولى للتشريعي. وأضاف أن حماس أجرت مشاورات مع الفصائل ومن بينها حركة فتح، وأجرت معهم حوارا حول طبيعة الشراكة السياسية.
استئناف المفاوضات
أما العاهل الأردني عبد الله الثاني فقد دعا الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الإسراع في استئناف مفاوضاتهما
السلمية. ودعا أثناء زيارة حالية يقوم بها للولايات المتحدة, إلى احترام خيار الفلسطينيين.
وقريبا من هذا الطرح رأى الرئيس المصري حسني مبارك في حوار مع صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، أن على حماس أن تعترف بإسرائيل إذا كانت ترغب في تشكيل الحكومة.
وفي تطور آخر أعلنت الخارجية الفرنسية أن وزيرها فيليب دوست بلازي سيستقبل الاثنين في باريس النائب الفلسطيني المنتخب مصطفى البرغوثي, كما سيقوم قريبا بزيارة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ورأى دوست بلازي أن حماس إذا كانت تريد التعاون مع الأوروبيين بعد فوزها، فعليها "أن تتخلى علنا وبشكل واضح عن العنف وأن تعترف بإسرائيل، وأن توافق على اتفاقات أوسلو للسلام بين منظمة التحرير وإسرائيل".
لكن الوزير الفرنسي قال أيضا "سنرى الحكومة التي ستتشكل وبناء عليه سنحدد ما إذا كنا سنتعاون معها أم لا".
"
قنصل واشنطن في القدس جاكوب والاس قال إن الولايات المتحدة علقت مشاريعها الجديدة في الأراضي الفلسطينية
"
وكان قنصل واشنطن في القدس جاكوب والاس قال الجمعة إن الولايات المتحدة علقت مشاريعها الجديدة في الأراضي الوطنية الفلسطينية بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية.
مشروع أميركي
وفي مجلس النواب الأميركي قدم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع قرار يقضي بقطع الروابط الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، ومعاملتها ككيان إرهابي وإغلاق مكاتبها بالولايات المتحدة عدا مكتب ممثلها لدى الأمم المتحدة، وتقييد سفر ممثليها.
وبموازاة الضغوط الدولية على حماس، تعيش السلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها فتح, مأزقا حقيقيا يتمثل في العجز المالي بعد تجميد إسرائيل عائدات الجمارك الفلسطينية التي تشكل المصدر الرئيس للموازنة الفلسطينية.
وقد علقت السلطة دفع رواتب 137 ألف موظف لأسبوعين على الأقل, وقررت اللجوء إلى الدول العربية وعلى رأسها السعودية لفك الخناق, فيما بدأت حماس بالتنسيق مع رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، تحركا عربيا لشرح موقفها وضمان الحصول على مساعدات بديلة عن تلك الأميركية والأوروبية