مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #3  
قديم 10-02-2006, 06:27 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

(2)

لم يكن هذا ، الا أول يوم يلتحق به بالعمل ، بعد تخرجه من الجامعة . وعندما يكون الأمر كذلك ، فعليك تخيل ، ذلك الحجم من الاختلاجات التي تعتور كيانه ، فالعمل بحد ذاته هو محطة هامة من محطات حياة الانسان ، فهو كلحظة القبول بالجامعة ، او كلحظة قرار الدخول بليلة الدخلة عند العريس !!

منذ تلقيه ، قرار تعيينه ، وهو يعد لذلك اليوم بالالتحاق بالعمل ، ويرسم صورا قد يستعين بوضع إحداثياتها من خلال ، قصص بعض الأصدقاء ، أو الصحافة أو الأعمال الدرامية التلفزيونية ، لكن كل ذلك لن يسعفه في تكوين شخصيته الوظيفية .. تماما كما هي أخبار العرسان الذين يسبقوا غيرهم .. تبقى قصصهم بلا قيمة ، في حالة التنفيذ ..

لبس أفضل ما لديه من ملابس ، وتعطر ، وأخذت أنفاسه تتناغم مع أحلامه وكيفية طرقه للادخار ، وماذا سيوفر ، وكيف ، وكم يعطي أهله من راتبه .. ومتى سيخطط للزواج ، ثم يعود ، فيستريح من تراكض تلك الأحلام ليعد نفسه للحظات تسلم العمل الأولى ..

بعد أن أبرز أوراقه للديوان ، وبعدما أشارت له الموظفة المسئولة ، الى الغرفة أو القاعة التي سيداوم بها .. طرق الباب طرقات خفيفة مرتبكة ، دخل فحيا بتحية يبدو من ظاهرها الشجاعة ، ولكن تلك الشجاعة كانت شفافة بعض الشيء ، لدرجة أنها كشفت بعض ارتباكه ..

كان في الغرفة موظفتان وموظف .. صمتوا من حديثهم عندما دخل ، ليردوا على تحيته بخفوت ، وكعادة كل موظفي الدوائر الحكومية ، تكون الأقلام مفتوحة ومصوبة نحو أوراق مفتوحة ، لكن العمل يتم بالكلام بين مجموع الموظفين ، أما الأوراق والأقلام ، فهي جزء ظاهري من الوصف العام لحالة العمل أو اللاعمل الحكومي .

وعندما أبرز أوراقه أشار اليه الموظف بيده ليتجه الى موظفة لا يميزها عن غيرها ، الا أن على منضدتها جهاز هاتف .. أطرق قليلا ثم اتجه الى الموظفة ، فتناولت أوراقه منه ، ولم تطلب منه الجلوس ، ولكنها تركته واقفا ، فتخيل أن موجات أشعة نظر الآخرين اخترقت ركبتيه .. هنا طلبت منه الموظفة الجلوس ، فجلس على وجه السرعة ، كأنه يريد أن يتخلص من تثبيت نظرات الموظف والموظفة الآخرين ..

حاول أن يجيب على أسئلة لم تطرح عليه ، ليخرج من حالة الصمت والترقب التي لم يكن قد تدرب عليها ، لكن أحد لم يسأله . تمنى لو كان يدخن ليشتت هذا الموقف .. لكنه لم يكن من المدخنين ..

لم يطل انتظار من في الغرفة كثيرا ، فهم قد مروا بتلك اللحظات ، الا هو .. فطلب الموظف من الموظفة ان تكمل حديثها ، الذي سبق دخول الموظف ، فأدرك صاحبنا أن الفرج قد أتى ، ولم تكن انشدادتهم ، أكثر من التعبير عن شعورهم بالازعاج من طرفه ، كونه قطع حديثهم !

هوت صور الرهبة مرة واحدة ، خصوصا بعد أن بلغته الموظفة التي كانت تقرأ بأوراقه ، بأن كل أموره تمام .. من خلال ابتسامة مصطنعة ، مع عبارة أهلا وسهلا ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م