إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
طيب..
السؤال من : ( أم أروى ) تقول:
سؤالي للشيخ
جاء في الحديث ( ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري ( لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داوود لو كنت أعلم لحبرته لك تحبيرا ) وهناك أحاديث أخرى ورد فيها التحذير من قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء قلوبهم مفتونة هم ومن يستمع إليهم
وسؤالي : سمعت من بعض القراء في بلدي يقولون بأن قراءة القرآن والتغني به يلزمه معرفة المقامات ، فهل القراءة بالمقامات تجعل قراءة القرآن مشابهة للغناء ؟ ولأن فيه أشرطة لقراء معروفون كبار كالمنشاوي وعبد الباسط ومصطفى إسماعيل فيها تغني بالقرآن والمستمعون يكبرون ويهللون عند الانتهاء من قراءة بعض الآيات إعجابا وطربا بتغني القارئ بها
|
الجواب :
أعانك الله .
لا أعلم أنه يَصِح حديث في (التحذير من قوم يُرَجِّعون القرآن تَرجيع الغناء قلوبهم مفتونة هم ومن يستمع إليهم ) .
ولو صَحّ في ذلك حديث لكان مَحمولا على قراءته على ألْحَان الغناء .
ومِن هذا الباب القراءة على المقامات .
وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رَجَّع في قراءته .
قال عبد الله بن مغفل رضي الله عنه : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته ، وهو يقرأ سورة الفتح يُرَجِّع ، وقال : لولا أن يَجْتَمِع الناس حَولي لَرَجَّعْتُ كما رَجَّع . رواه البخاري .
والـتَّغَنِّي بالقرآن مطلوب ، إلا أنه لا يَكون على ألحان الغِناء ، ولا يَخرُج إلى حدّ التطريب .
قال الإمام القرطبي في مقدمة تفسيره :
باب كيفية التلاوة لكتاب الله تعالى وما يكره منها ويحرم واختلاف الناس في ذلك .
وفي هذا الباب :
وروى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن الألحان في الصلاة . فقال : لا يُعجبني . وقال : إنما هو غِناء يَتَغَنّون به ليأخذوا عليه الدراهم .
وقال في قوله عليه الصلاة والسلام : " ليس مِنا مَن لم َتَغَنّ بالقرآن " : أي ليس مِنا مِن لم يُحَسِّن صوته بالقرآن . كذلك تأوله عبد الله بن أبي مليكة . قال عبد الجبار ابن الورد : سَمِعتُ ابن أبي مليكة يقول : قال عبد الله بن أبي يزيد : مَـرّ بِنَا أبو لبابة فاتَّبَعْنَاه حتى دَخل بيته ، فإذا رجل رَثّ الهيئة ، فسمعته يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ليس مِنا مَن لم يَتَغَنّ بالقرآن " قال : فقلت لابن أبي ملكية : يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حَسَن الصوت ؟ قال : يُحَسِّنَه ما استطاع . ذكره أبو داود . وإليه يَرْجِع أيضا قول أبي موسى للنبي صلى الله عليه وسلم : إني لو عَلمتُ أنك تَستمع لِقراءتي لَحَسّنت صوتي بالقرآن وزينته ورَتّلْتُه . وهذا يَدُلّ على أنه كان يَهُذّ في قراءته مع حُسْن الصوت الذي جُبِل عليه .والتحبير التزيين والتحسين ،فلو علم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يَسْمَعه لَمَدّ في قرائته ورَتّلها ، كما كان يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فيكون ذلك زيادة في حسن صوته بالقراءة . اهـ .
وفي الحديث : " تعلموا القرآن واقتنوه " قال قباث – أحد رواة الحديث – ولا أعلمه إلا قال : وتَغَنّوا به" . رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة .
قال القرطبي : قال علماؤنا : وهذا الحديث وإن صح سنده فَيَرُدّه ما يُعْلَم على القطع والبَتَات من أن قراءة القرآن بِلُغَتِنا مُتواترة عن كافة المشايخ جِيلاً فَجِيلاً إلى العصر الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيها تَلحين ولا تَطْرِيب مع كَثْرة المتعمقين في مخارج الحروف وفي المد والإدغام والإظهار وغير ذلك من كيفية القراءات .
وأما ترديد الْجَهَلة خَلْف بعض القُرّاء ، فهذا جَهل وبِدَعة .
وسبق الجواب عن هذا السؤال :
ما صحة حديث " لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود"؟ وما هو المزمار الذي أوتِيَه آل داود
والله تعالى أعلم .