الرذاذ, إن من كان بلا ميزان شرعي " معتبر " كحالك يتخبط في الأدلة ولا عجب ولا غرابة فهذه عادة من يرى الحق ويريد الانتصار لهواه ولا أراك ذكرت حديثا واحدا يحرم التوسل مع أن ما مر من الأدلة فيه إثبات أن الرسول يجوز به التوسل صلى الله عليه وسلم, وسأفهمك الموضوع خطوة خطوة:
عجيب كيف تنكر التوسل بالجاه مع ان التوسل بالذات أعظم وهو ثابت ثابت لا منكر لصحته إلا أنت ولعلك تتوهم أن أحدا يقيم لك وزنا في الشرع, بل تقع في الحرام جهرة وتقول بأنه لم يثبت حديث يثبت التوسل بالجاه وهذا من المعاصي الكبائر يعني أنك تشهد على نفسك بالفسق فلا تكابر فالأحاديث صحيحة.
أما عن الجاه والحق فالتوسل بهما جائز وإليك هذا النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال إذا خرج: اللهم إني أسألك " بحق السائلين عليك " و " بحق ممشاي هذا " فإني لم أخرج أشرا أو بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. رواه ابن ماجه قال الحافظ العراقي: من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد حسن.
وقال الحافظ ابن حجر أمير المؤمنين في الحديث في الأمالي المصرية: المجلس 54: إسناده حسن.
فاذهب وتعلم ولا تفتر على دين الله وحديث توسل الصحابي بلال بن الحارث المزني وعدم إنكار أشد الصحابة على الشيطان عمر بن الخطاب وعدم إنكار أحد بعده دليل على أنك تسلخ نفسك عن نهج الصحابة لا سيما إقرار وبكاء سيدنا عمر ثاني أفضل الصحابة أما أنت فمن يقيم لك وزنا فضلا عن كونك تعد في جملة طلبة العلم؟ فاعرف نفسك في أي ابتداع تغرق.
أما قولك: هل تعلم أن الصحابة اكمل منا وأفضل وأحرص على رضاالله وأسبق منا إلى كل خير ولم يؤثر عن أحدمنهم أنه توسل بذات الرسول وجاهه؟
كذبك واضح وضوح الشمس فإن الرسول علم الصحابي أن يقول: يـــــــــــــــــــــــا محمد, وكذلك عثمان بن حنيف الصحابي علم الرجل أن يقول بعد صلاته: يــــــــــــــــــــــــــــــــــا محمد. وهذا ما فهمه من رسول الله, فإنه أيضا قال للرجل: وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك. قال الطبراني وغيره: والحديث صحيح.
كذبك واضح وضوح الشمس فإن بلال بن الحارث المزني الصحابي ذهب إلى قبر الرسول وتوسل بذاته وقال: يــــــــــــــــــــــــــا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا. قال ابن حجر وابن كثير: والحديث صحيح.
كذبك واضح وضوح الشمس فإن أبا أيوب الأنصاري جاء إلى قبر رسول الله ووضع رأسه على القبر وبكى شوقا وحبا وأسفا على ما وصل إليه الأمر. صححه الحاكم ووافقه الذهبي
كذبك واضح وضوح الشمس فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نستغيث بالملائكة إذا أصابنا مكروه في الفلاة وأن نقول: يا عباد الله أعينوا. ولو كان حراما لقال عليه الصلاة والسلام قولوا: يا الله أعنا.
كذبك واضح وضوح الشمس فإن الإمام الشافعي رضي الله عنه قال: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم - يعني زائرا - فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد حاجتي حتى تقضى. رواه الخطيب البغدادي وغيره.
والشافعي ولا شك عرف الصحابة - ليس كالرذاذ - فإنه كان سلطان أهل الحديث في عصره وعرف أخبارهم وهو إمام تقي نقي صالح ورع مجتهد, أما الرذاذ فإننا نرى كلامه لا يكاد يخلو من إنكار لما صح من الأحاديث وتراه يتجاهل التصحيح تصحيح الحفاظ الكبار العظماء, فظهر الحق بحمد الله تعالى.
ثم يقيم الحجة على نفسه من دون أن يدري قائلا: هل تعلم أن إمور العبادة مبنية على التوقف إلا مورد من الشرع كتاب الله وسنة النبي عليه السلام الثابتة؟
نعم نعلم ولهذا قلنا رواه الطبراني عن الرسول وقال حديث صحيح وكذلك الحاكم والترمذي والمنذري وغيرهم جمع كبير من الحفاظ. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم كما في تاريخ ابن النجار بإسناد صحيح على شرط مسلم: وإن كانت لك حاجة فافعل مثل ذلك أي صلّ الصلاة وقل فيها: يــــــــــــــــــــــــــا محمد. صححه الحافظ عبد الله بن الصديق الغماري الإدريسي.
فمن الذي يتبع الرسول وسنته الثابتة؟ أنت يا منكر الأحاديث الصحيحة؟
يكفيك مكابرة وانظر في الأحاديث بعين العدل والانصاف فإن عمر بن الخطاب أعظم عند الله منك وهو من أكبر الصحابة علما ولم ينكر بل بكى.
العجيب العجيب أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال للصحابي الأعمى قل في صلاة الحاجة: يـــــــــــــــــــــــــــــا محمد. لكن الرذاذ يقول: لا يجوز هذا يفتح بابا من أبواب الشرك. وهل علمه الرسول شيئا من الشرك كما تراه أنت؟
|