مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-09-2006, 11:51 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-152-

أنه كان مبتلى بداء لا يشفيه منه إلا ماء الرجال . قاتلهم الله ما أكذبهم ! .

_ أحمد أمين في كتابه فجر الاسلام تكلم عن تاريخ التشيع ودور اليهودية فيها ، ومروق الرافضة من الدين ، وقد تعرض لهجوم عنيف في معظم كتبهم الحديثة .

_ الشيخ محمد إسعاف النشاشيبي في كتابه ( الاسلام الصحيح) ,

_ الشيخ ابراهيم السليمان الجبهان الذي ألف سلسلة من الكتب أسماها (تبديد الظلام وتنبيه النيام) ، وكشف في هذا الكتاب مجوسيتهم وبعدهم عن الاسلام .
_ الدكتور محمد رشاد سالم الذي عني بتحقيق منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيمية فوضع له مقدمة سجل فيها آراء مهمة عن التشيع وغلو الرافضة الامامية .

ومن يعود الى مجلة الرسالة لأحمد حسن الزيات يجد فيها آراء كثيرة من العلماء ، ومنهم من زار ايران وحاور الرافضة وسجل ملاحظاته في الرسالة .

تنبيه :
بعض طلاب العلم _ اليوم _ يتحرجون من وصم الشيعة بالكفر أو الشرك الأكبر ، وحجتهم في ذلك أن معظم علماء السلف كفروا غلاتهم ، واكتفوا باطلاق لقب أهل بدع على الباقين ، وهنا أود أن أسجل الملاحظة التالية :

-153-

لا يجوز وصم الشيعة بالكفر على الاطلاق ذلك لأن فرقا كثيرة تندرج تحت هذه المظلة ومنها :

_ الصحابة والتابعون الذين وقفوا مع علي رضي الله عنه ضد معاوية فهؤلاء شيعة علي ، ولو كنا في ذلك العصر لكنا مع علي فهو أحق بالخلافة من معاوية ، وأهل السنة والجماعة يعتقدون أن معاوية بغى على علي .
وجمع من التابعين كانوا من شيعة الحسين رضي الله عنه ، فلا نقول عنهم إلا خيرا _ الزيديون وهم أتباع زيد بن علي _ زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، والزيديون يفضلون عليا رضي الله عنه على من سبقه من الخلفاء لكنهم يعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان ولا يتعرضون لهم بسوء .. فهؤلاء مسلمون ، وعندما رفضت الامامية زيدا سميت بالرافضة ودخلت سراديب الغلاة .

_ وفي كل عصر من العصور نجد أفرادا من المسلمين يتشيعون لآل البيت ، وهذا التشيع لا يخرجهم من الملة .

فأمثال هؤلاء من الشيعة لا يجوز أن نصمهم بالشرك .
أما الامامية الاثني عشرية الجعفرية الذين يشتمون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينكرون السنة ، ويؤمنون بأن الصحابة حذفوا من القرآن ولو آية واحدة ، ويعتقدون بعصمة أئمتهم ، وأنهم أفضل من أنبياء الله ويعلمون الغيب فهؤلاء لا نشك بشركهم وبعدهم عن الاسلام بعد السماء عن الأرض لاسيما إن كانوا يؤمنون بكتبهم المعروفة :
الكافي ، فصل الخطاب ، فقه من لا يحضره الفقيه ، التهذيب ، الاستبصار ...

-154-

وهل بعد هذا من لقاء :
واذا كنا نختلف مع الرافضة في أصول الدين وفروعه .
واذا كان أعلام الاسلام من خير القرون قد قالوا أنهم من أكثر الخلق كذبا وأشدهم مروقا من الدين .
واذا كان شيعة اليوم أخطر على الاسلام من شيعة الأمس .
واذا كان علماؤنا المحققون في العصر الحديث قد قالوا عن شيعة اليوم والأمس ما قاله علماء السلف رضوان الله عليهم .
اذا كان الشيعة الامامية الاثني عشرية كذلك فكيف سمح بعض دعاة السنة لأنفسهم أن يقرنوا اسمهم مع جماعات السنة في العالم الاسلامي ؟! .

كيف قالوا بأنهم مسلمون مجاهدون وطلائع اسلامية ، وناشدوا المسلمين في كل مكان تأييدهم والوقوف معهم ؟! .

لا ندري الأساس الذي اعتمد عليه هؤلاء السنة ، وهل يجوز أن تكون آراؤنا السياسية منفصلة عن العقيدة والنصوص والأدلة الشرعية ، وهل يجوز تبعيض الاسلام ؟! .

هل نحن أكثر فهما وغيرة على الدين وحرصا على جمع كلمة المسلمين من مالك والشافعي والبخاري وابن معين وابن حنبل وابن تيمية والذهبي ؟! .

ألم يطلع رفاق السباعي رحمة الله عليه على تجربته مع الشيعة ، وما كان يتحدث ويبوح به لإخوانه أكثر ؟! .

-155-

هل هؤلاء الذين أيدوا الرافضة أعلم من الألوسي والقاسمي والبيطار والهلالي والخطيب ورشيد رضا ؟! .

وهل الوحدة الاسلامية مطلب ننشده بأرخص الأثمان وأبخسها ؟!
ألا تبا لوحدة لا تقوم على عقيدة أصيلة وأساس متين .

علام اعتمدوا في ثنائهم على الخميني .. وهذه كتب الخميني بين أيدينا فلينظروا الى قلة أدبه مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الى ثنائه على المجرم الملحد نصير الدين الطوسي .

والخميني هذا لا ترد في كتبه أية بادرة أو رغبة في التعاون مع السنة ولا يتصور حكومة اسلامية إلا من خلال مذهبه وغلوه وتحت راية امامه الغائب الذي طالت غيبته وهو حي منذ ألف سنة .. إن تأييدهم هذا يعني الموافقة على شركياتهم والعياذ بالله ونحن لا نظن بإخواننا هذا الظن لكنه الجهل .

فإن قال إخواننا :
إن الذي نقوله هو التشدد والتنطع في الدين نقول :
هذه النصوص بيننا وبينكم ، والاسلام ليس مالا أو حقا شخصيا نساوم عليه ، ولن نبيعه بأساليب سياسية خالية من الدليل أو البينة ، وقوتنا بديننا وعقيدتنا وليس بقلتنا أو كثرتنا.

وإن قالوا :
المهم أن يطاح بالشاه ، وهؤلاء بالتأكيد خير منه .


-156-

فنقول :
أما أنهم خير أو شر منه فقد قلنا ما فيه الكفاية عنهم وعنه ..
والمشكلة عندنا ليست في الشاه أو في غيره ولكن المشكلة أن نتحول الى مصفقين لمن يصنعون الأحداث مهما كانت مشاربهم دون أن يكون لنا يد في صنعها .

وإن قالوا :
ألم تروا شجاعة الخميني وجرأته وقدرته على تحريك الشارع في ايران .

فنقول :
هذه والله هي البلية بعينها اذ كيف نتردد في التضحية والاقدام ونحن دعاة حق ، ويصول غيرنا ويجول وهو من أهل الباطل ، أما الشجاعة بحد ذاتها فليست إلا التمسك بالعقيدة الاسلامية وحملها الى الثقلين بصدق وإخلاص .
  #2  
قديم 04-09-2006, 11:55 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

[size="5"]-157-

الفصل الثاني
الخميني بين التطرف والاعتدال

وفيه الأبحاث التالية :
_ الخميني ومصادره في التلقي .
_ الخميني والقرآن .
_ الخميني والصحابة .
_ الخميني وأعداء الأمة .
_ الخميني والحكومات الإسلامية .
_ الخميني وقضاة المسلمين .
_ الخميني والنواصب .
_ الخميني وعقيدة التولي والتبري .
_ الخميني والإمامة .
_ الخميني والغلو في الأئمة .
الخميني والنيابة عن الإمام المعصوم .
_ تعطيل الجهاد الإسلامي .
_ صلاة الجمعة .
_ المشاهد والقبور عند الخميني .
_ احتفاؤه بعيد النيروز .
_ شذوذاته الفقهية .


-159-

تمهيد
لم يكن هناك حاجة الى العودة الى الحديث عن عقيدة الرافضة والثورة الايرانية بعد صدور رسالتنا السابقة .. لولا أن هناك نغمة تتكرر على أفواه بعض الاسلاميين ، وأخذت هذه النغمة مساحة عريضة بل شكلت موقفا واتجاها معينا ، وأصبح هذا الاتجاه ينطلق من ولاء وقبول حزبي ولا يصدر عن وعي وتصور لعقيدة وطائفة الشيعة ، ويقول أصحاب هذا الاتجاه :

إن الحركة الشيعية المعاصرة ممثلة بقائدها الخميني حركة اسلامية معتدلة قد بعدت من الاتجاه الشيعي المغالي المعهود ، ونأت عن الطائفية والمذهبية فهي ترفع علم الاسلام ، وتعلن الجمهورية الاسلامية ، وتنص في دستورها على تطبيق الكتاب والسنة .. وأن أعضاء هذه الحركة هم ممن تربوا على كتب الحركة الاسلامية السنية الحديثة ، والخميني من رواد الحركة الاسلامية المعاصرة .

وقد استفحل هذا الاتجاه حينما أعلن قائد من قادة الحركة الاسلامية قبل وفاته بقليل فقال:
إن الخميني قائد اسلامي وعلى كل مسلم تأييده .

فلهذا الأمر وغيره رأيت أن أقوم بدراسة موضوعية لما كتبه الخميني لنرى وجه الحقيقة وسط خضم العواطف المتعطشة لصوت الاسلام تمثله دولة .. والتي هبت لتأييد الخميني بدون ترو ووزن للأمور حينما رفع اسم الاسلام في عالم كافر شرس . وقد يقول قائل :

لماذا ركزتم على الخميني ودولته دون غيره .


-160-

أليس هذا تجريح شخصي ؟ .

وأقول في الجواب على هذا السؤال ما قاله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
(( ... وقال بعضهم لأحمد بن حنبل أنه يثقل على أن أقول فلان كذا وفلان كذا .. فقال:
اذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة والعبادات المخالفة للكتاب والسنة .. فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع . فقال :

اذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه .. واذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين وهذا أفضل . فتبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله اذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشريعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب .. فإن هؤلاء اذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء"1" .

(1) مجموعة الرسائل والمسائل ، ج4 ، ص110 .


-161-

المبحث الأول

الخميني ومصادره في التلقي
لا يختلف الخميني عن غيره من الشيعة في رجوعه الى المصادر الشيعية في مقام الاستدلال . وهذه قضية بديهية ولولا أننا وجدنا من يشكك بها لما احتجنا الى الوقوف عندها .

فالخميني في كتبه يرجع الى ( نهج البلاغة ) وهو عندهم من الكلام الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، كما يرجع الى كتاب (الكافي) وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة أو أوثق .. فقد ذكروا أن الكليني صاحب الكافي كان معاصرا لوكلاء المهدي الغائب وسفرائه الأربعة .

وقال الحر العاملي صاحب كتاب (الوسائل) : ( إن الأصول والكتب التي كانت منابع اطلاعات الكليني قطعية الاعتبار لأن باب العلم واستعلام حال تلك الكتب بوسيلة سفراء القائم المهدي كان مفتوحا عليه لكونهم معهم في بلد واحد بغداد ) .

وفي الكافي هذا من الكفريات والضلالات الشيء الكثير كالأحاديث الواردة فيه بنقض القرآن وتحريفه وأن الأئمة يوحى إليهم وأنهم يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء ، وأنهم اذا شاؤوا أن يعلموا علموا وأنهم يعلمون متى يموتون ولا يموتون إلا باختيار منهم ، وفيه تكفير الصحابة الثلاثة . وقال المصنفون الشيعة أن عقيدة الكليني في القرآن أنه ناقص ومحرف .

ويرجع الخميني أيضا الى الكتب الشيعية التالية :

-162-

(من لا يحضره الفقيه ، معاني الأخبار ، المجالس ، عيون أخبار الرضا ، علل الشرائع ، تحفة العقول ، وسائل الشيعة ، مستدرك الوسائل ) وغيرها من كتب الشيعة المعتبرة عندهم ولا مجال للحديث عن هذه الكتب ومؤلفيها وما تضمنته من أباطيل وضلالات . وغرضنا أن نقوا أن هذه المصادر يرجع إليها الخميني كسائر الشيعة عموما دون أي اختلاف بينه وبينهم .

وبقي هنا أن نضيف جملة حقائق مهمة تتعلق بمصادر التلقي وتقتضي التحضير بالذكر :
أولا:
يتلقى الخميني معلوماته عن كتاب مستدرك الوسائل ويترحم على مؤلفه ، فيقول مثلا عن بعض الأحاديث التي ينقلها عنه :
( وقد رواه المرحوم النوري في مستدرك الوسائل ) والنوري هذا الذي يتلقى عنه الخميني الأحاديث المقدسة عندهم ويترحم عليه المجوسي المعاصر صاحب كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ) والذي طبع سنة 1298 . وكتابه هذا يحظى بالقبول لدى الشيعة كلهم وليس الخميني وحده فقد قالوا :

وأصبح في الاعتبار كسائر المجاميع الحديثة المتأخرة ، ومؤلفه ينال التقدير والثناء من الشيعة عموما وليس من الخميني وحده ، ولقد قالوا عنه :
(( أنه من أعظم علماء الشيعة وكبار رجال القرن )) .

ثانيا :
تلقيه عن ( حكايات الرقاع ) ذلك أن الشيعة يعتقدون أن إمامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري لما غاب سنة 260 لم يغب غيبة كاملة بل كان على صلة سرية


-163-

ببعض الشيعة وهم الذين يسمون بالسفراء والأبواب وعددهم أربعة وهم :

عثمان بن سعيد ، وبعده ابنه محمد ، ويليه السنوبختي ، ورابعهم وآخرهم السمري وبموته انتهت صلة الامام السرية والتي امتدت سبعين عاما وتسمى بالغيبة الصغرى ، وخلال هذه الغيبة كان السائلون يتوجهون بأسئلتهم للامام المزعوم بوضعها في ثقب شجرة ليلا ويقوم هؤلاء الأبواب بدور الوسيط لإيصال الجواب النبوي من صاحب الزمان الى صاحب السؤال .. تلك هي حكايات الرقاع وما يسمى بالتوقيعات الصادرة عن الامام المهدي الغائب ، فالخميني في كتاب ( الحكومة الاسلامية ) يستند الى حديث من أحاديث الرقاع . يقول في صفحة 76 ( الرواية الثالثة توقيع صدر عن الامام الثاني عشر القائم المهدي عليه السلام عن اسحق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي . فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام ) أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك ... إلخ .

قال الألوسي عن هذه الرقاع :
( الرقاع المزورة التي لا يشك عاقل أنها افتراء على الله تعالى ولا يصدق بها إلا من أعمى الله بصره وبصيرته والعجب من الرافضة أنهم سموا صاحب الرقاع بالصدوق .. ولا يخفى عليك أن هذا من قبيل تسمية الشيء بضده .. وهو وإن كان يظهر الاسلام غير أنه كافر في نفس الأمر وكان يزعم أنه يكتب مسألة في رقعة فيضعها في ثقب شجرة ليلا فيكتب الجواب عليها صاحب الزمان . وهذه الرقاع عند الرافضة من أقوى دلائلهم وأوثق حججهم فتبا لقوم أثبتوا أحكام دينهم بمثل هذه الترهات واستنبطوا الحلال والحرام في نظائر هذه الخزعبلات .

-164-

ومع ذلك يقولون نحن أتباع أهل البيت ، كلا بل هم أتباع الشياطين وأهل البيت بريئون منهم "2" ) .

ثالثا :
يحيل الخميني في كتابه ( الحكومة الاسلامية ) عند ذكره لأحد الأحاديث الى كتابه ( دعائم الاسلام ) وهذا هو الكتاب الأكبر للإسماعيلية _ الباطنية الغلاة _ ومؤلفه هو القاضي النعمان بن محمد بن منصور بن حبان المتوفى سنة 363 . وقد ذكر الشيعة في الرجال أنه ليس بإمامي _ أي ليس من الإمامة _ .

قال الشيعي الامامي بن شهراشوب المتوفى سنة 588 ( القاضي النعمان بن محمد ليس بإمامي"3" ) فعلى هذا نقول أن هناك صلة وثيقة تربط الخميني وشيعته الذين يسمون أنفسهم بالجعفرية وبالإمامية وبالشيعة مع الإسماعيلية الغلاة .

وقد جاء في ( دائرة المعارف ) عن انفتاح الشيعة الإمامية على الغلاة هذا القول :
( على أن الحدود لم تقفل تماما أمام الغلاة .. يدل على ذلك التقدير الذي دام طويلا للكتاب الأكبر للإسماعيلية وهو كتاب ( دعائم الاسلام )"4" .

وقد اعترف بهذه الصلة الرافضي محمد جواد مغنية رئيس المحكمة الجعفرية بلبنان فقال :


(2) محمود شكري الألوسي ، مخطوطة باسم ( غياهب الجهالات ) .
(3) معالم العلماء ، ص139 المطبعة الحيدرية في النجف .
(4) دائرة المعارف ، ج14 ، ص72 .

-165-

(إن الاثني عشرية والإسماعيلية وإن اختلفوا من جهات فإنهم يلتقون في هذه الشعائر وخاصة في تدريس علوم آل البيت وللثقة فيها وحمل الناس عليها"5" ) .

  #3  
قديم 04-09-2006, 12:01 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

165-

(إن الاثني عشرية والإسماعيلية وإن اختلفوا من جهات فإنهم يلتقون في هذه الشعائر وخاصة في تدريس علوم آل البيت وللثقة فيها وحمل الناس عليها"5" ) .

رابعا:
الحميني في جميع كتبه يعرض اعراضا تاما عن الرجوع الى أي كتاب من كتب أهل السنة في الحديث وهذا أمر بدهي لمن لم يعرف مذهب الشيعة على حقيقته فهم لا يرجعون الى كتب أهل السنة إلا في حالة واحدة وهي محاولة الاحتجاج بها على أهل السنة ، أما فيما سوى ذلك فلا يقيمون للسنة وزنا كما قال أحد علمائهم المعاصرين :
( إن الشيعة لا تعول على تلك الأسانيد _ أي أسانيد أهل السنة_ بل لا تعتبرها ولا تعرج في مقام الاستدلال عليها ثم قال :

ان لدى الشيعة أحاديث أخرجوها من طرقهم المعتبرة عندهم ودونوها في كتب مخصوصة ، وهي كافية وافية لفروع الدين وأصوله عليها مدار علمهم وعملهم وهي لا سواها الحجة عندهم "6" ) .
وقال عن البخاري وصحيحه : وقد أخرج من الغرائب والعجائب والمناكير ما يليق بعقول مخرفي البربر وعجائز السودان"7" .
وحكمهم على مصادر أهل السنة بهذا الحكم ينطلق من قاعدتين وركنين في الدين الشيعي:

(5) الشيعة في الميزان .
(6) تحت راية الحق لعبد الله السبيتي ، ص146 ، وقدم له مرتضى آل ياسين الكاظمي وطبع الكتاب في طهران .
(7) المصدر السابق ص96 .

-166-

1_ أن الصحابة ارتدوا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة"8" ، وقيل إلا ستة ، وقيل إلا سبعة ولا يتجاوز الاستثناء السبعة _ الأتقية _ وقد صرح أحد علمائهم المتأخرين ( أن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة"9" ) .

2_ أن الصحابة _ وهم نقلة الشريعة عند أهل السنة _ لم يتلقوا في اعتقاد الشيعة إلا جزءا من الشريعة . ذلك لأن الرسول _ كما يزعمون _ لم يبلغ جميع ما أنزل إليه وإنما أخرج في حياته قدرا معينا حسب حاجة الناس وأودع الباقي عند أوصيائه ، وأهل السنة حينما تلقوا عن الصحابة لم يتلقوا الاسلام كاملا لأنهم تلقوا ذلك القدر المعين وتركوا الباقي المودع عند أئمة الشيعة .

يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء والذي كان مرجعا من مراجع الشيعة كالخميني والخوئي _ كان مرجعا بين سنة 1965_1973 يقول :
(إن حكمة التدرج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ، ولكنه سلام الله عليه أودعها عند أوصيائه كل وصي يعهد بها الى الآخر ينشره في الوقت المناسب له"10" ) .




(8) انظر بخاريهم الكافي ، ص115 ، وانظر رجال الكشى ، ص13 .
(9) هو محمد مهدي السبرواري في كتاب له بعثه . لابراهيم الراوي أحد علماء السنة.
(10) أصل الشيعة وأصولها ص77 منشورات مؤسسة الأبلمي ببيروت .


-167-

المبحث الثاني

الخميني والقرآن
دأب أكثر المتأخرين من الشيعة على إنكار قضية التحريف المنسوبة إليهم وأن اجماع علمائهم على القول بصيانة القرآن وحفظه ، حتى نفى أحد علمائهم المعاصرين في كتاب موثق من عدة من آياتهم أن يكون هناك قول للشيعة في تحريف القرآن .

وقال وهو يرد على من نسب إليهم ذلك :
( ليت هذا المجترئ أشار الى مصدر فريته من كتاب للشيعة موثوق به أو حكاية عن عالم من علمائهم ، أو طالب من رواد علومهم ولو لم يعرفه أكثرهم بل نتنازل معه الى قول جاهل من جهالهم ، أو قروي من بسطائهم أو ثرثار كمثل هذا الرجل يرمي القول على عواهنة ) .

ونقول : إن التقية التي يتصنع بها الرافضي وغيره فيما يتعلق بالقضايا الخطرة في عقيدتهم سرعان ما تنكشف بالرجوع الى مصادرهم المعتمدة . وهذا الأسلوب الذي اعتمدته الكتابات الشيعية المعاصرة في نفي ما ينسب إليهم وهو واقع مسطور في كتبهم لا يجدي شيئا في الدفاع لأنه سيؤول من جانب السنة والشيعة أيضا على أنه تقية .

ولا يتسع المجال للإفاضة في مناقشة هذه القضية ، وعرضنا هنا ما عرض ما لدى الخميني في هذا الموضوع فنكتفي بعرض هذه الحقائق المجملة بعدها الى رأي الخميني في القضية :

-168-

أولا :
بلغت أحاديث الشيعة _ المفتراة _ والتي ثبت تحريف القرآن في اعتقادهم أكثر من ألفي حديث كما ذكر ذلك عالمهم ( نعمة الله الجزائري ) .
ثانيا :
ادعى تواتر هذه الأخبار من طريق الشيعة كبار علمائهم : كالمفيد _ الذي يلقبونه بركن الاسلام وآية الله الملك العلام (ت413) حيث قال : ( أقول أن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدي من آل محمد (ص) باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان"11" ) .
وكالمجلسي _ وهو من عظمائهم وصاحب أكبر موسوعاتهم الحديثية المتأخرة (ت1111) حيث قال :
( وعندي أن الأخبار في هذا الباب _ أي باب الأخبار رأسا . بل ظني تحريف القرآن _ متواترة معنى وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار في هذا الباب لا تقصر عن أخبار الإمامة"12" ) .
ثالثا :
نقل مفيدهم السالف الذكر اجماع الشيعة على هذا الكفر حيث قال :
( واتفقوا _ أي الإمامية _ على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن ، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي (ص) .

(11) أوائل المقالات ، ص98 ، المطبعة الحيدرية ، النجف وقدم للكتاب عالمهم المعاصر المسمى عندهم بشيخ الاسلام الزنجاني .
(12) قراءة العقول للمجلس ، ج2، ص536 .



-169-

وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة واصحاب الحديث على خلاف الامامية"13") .

رابعا :
ألفوا في اثبات هذا الكفر كتبا مستقلة مثل فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب .. السالف ذكره .

والآن نعود للخميني لنرى هل يقول بالتحريف ، أم يتظاهر بإنكاره أم ينكره حقيقة ، لا نريد أن نفرض رأيا ، ولكننا نورد هذه الحقائق عن الخميني فيما يتصل بهذا الأمر ونترك الحكم لكل صاحب عقل منصف :

1_ والخميني ومن على شاكلته يستقي حديثه من كتاب مستدرك الوسائل ويترحم على صاحبه _ وهو صاحب الكتاب الخبيث فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب كما مر معنا _ ، وقبل ذلك استقى الخميني عن الكافي وعقيدة صاحبه _ كما سلف _ أن القرآن محرف كما ذكر ذلك عنه الكاتبون من الشيعة كالصافي في تفسيره"14" ) .
وكما أبان هو عن ذلك في مصنفه . واستقى الخميني من الوسائل للحر العاملي وهو على نفس الاعتقاد"15" . ورجع أيضا الى كتاب (الاحتجاج) لأحمد الطبرسي وله غلو وتطرف في هذا الاعتقاد كما ذكر ذلك علماء الشيعة أنفسهم .
فهناك إجماع من الشيعة وعلى رأسهم الخميني على تقدير وتقديس أصحاب هذه العقيدة

(13) أوائل المقالات ، ص51 .
(14) راجع تفسير الصافي ج1 المقدسة السادسة .
(15) انظر مقدمة تفسير القمي للسيد طيب الموسوى ، ص24 .
  #4  
قديم 04-09-2006, 12:04 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-170-

الكافرة والتلقي عنهم والصدور عن مدوناتهم ، والاعتراف بفضلهم والثناء عليهم وعدم الانكار عليهم في شيء من ذلك فهل هذا الصنيع إلا إقرارا لهم ، وما التظاهر إلا تقية .

2_ ورد في كتاب ( تحرير الوسيلة ) للخميني ج1 ص152 هذا النص يكره تعطيل المسجد ) وقد ورد أنه أحد الثلاثة الذين يشكون الى الله عز وجل .

وبالرجوع الى أحد مصادر الشيعة المعتمدة وهو كتاب ( الخصال ) لابن بابويه .. المسمى عندهم ( بالصدوق ) وجدنا أن هذا النص ورد بلفظين أحدهما : ( يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون الى الله عز وجل : المصحف والمسجد والعترة .. يقول المصحف يا رب حرقوني ومزقوني .. إلخ .."16" ) .
وفي هذا النص اشارة صريحة لاعتقاد الشيعة في القرآن .

والنص الآخر : ( ثلاثة يشكون الى الله عز وجل مسجد خراب لا يصلي فيه أهله .. وعالم بين جهال .. ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ )"17" .

وأورد الخميني النص الأخير هذا ولم يشر الى الرواية الأخرى .

(16) الخصال ، ج1 ، ص 174_ 175 .
(17) الخصال ، ج1 ، ص 142 .


-171-

فهل تقول إن قوله ( مصحف معلق قد وقع عليه غبار لا يقرأ فيه ) يشير به الى المصحف الكامل الغائب _ في اعتقادهم _ عند إمامهم والمهجور من قبل الأمة بسبب رفض أبي بكر ومن معه لهذا المصحف حينما قدمه إليه علي كما جاء في أساطيرهم ، واذا قلنا هذا فإنما نستند في قولنا هذا الى عقيدتهم المسطرة في أمهات كتبهم والى النص الأول الذي أوردناه؟؟ .

3_ بين أيدينا وثيقة هامة تدين هؤلاء الآيات الذين لاذوا بجحود التقية فيما يتعلق بالقضية القرآنية في اعتقادهم وهذه الوثيقة كتاب باللغة الأردية موثق من عدد من آياتهم المعاصرة ومنهم الخميني وهو طبقا لما جاء في صدر الكتاب مراعين في ذكرهم النص الأردي :

1_ آية الله العظمى .. محسن حكيم طباطباتي مجتهد أعظم نجف أشرف .
2_ آية الله العظمى .. أبو القاسم خوتى نجف أشرف .
3_ آية الله العظمى .. روح الله خميني .
4_ آية الله العظمى .. محمود الحسيني الشابرودي .
5_ آية الله العظمى .. محمد كاظم شر يعتمداري .
6_ مصدقة ماليجناب سيد العلماء علامة سيد علي نقى النقودي مجتهد لكهنود .

ويتضمن هذا الكتاب نصا بالعربية في حدود صفحتين كله يدور حول كيفية لعن صنمي قريش وهما حسب اعتقادهم _ أبو بكر وعمر _ واتهامهما بتحريف القرآن الكريم ..
كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .

-172-

وسنكتفي من هذا النص بموضع الشاهد لحديثنا : (بسم الله الرحمن الرحيم . الله العن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك )"18" .

(18) تحفة العوام مقبول جديد ، ص422 .

-173-

المبحث الثالث

الخميني والصحابة
1_ عندما يتحدث الخميني عن الحكومة الاسلامية الراشدة يتجاهل حكومة الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوا عليا ، ولا يشير إلا الى حكم الرسول وحكم علي يقول مثلا:

( لقد ثبت بضرورة الشرع والعقل أن ما كان ضروريا أيام الرسول (ص) وفي عهد الامام أمير المؤمنين من وجود الحكومة لا يزال ضروريا الى يومنا هذا )"19" .

ويقول أيضا :
( وقد كان الرسول (ص) وأمير المؤمنين يقولون ويعملون )"20" .

وسر هذا التجاوز مبني على ذلك الاعتقاد لدى الشيعة في خلافة علي ويشرحه شيخهم المفيد بقوله :
( وكان إمامة أمير المؤمنين بعد النبي (ص) ثلاثون سنة منها أربع وعشرون سنة وستة أشهر ممنوع من التصرف في أحكامها مستعملا للتقية وللمداراة ، ومنها خمس سنين وستة أشهر ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين ، ومضطهدا بفتن الضالين كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر سنة من نبوته ممنوعا من


(19) الحكومة الاسلامية ، ص26 .
(20) المصدر السابق ، 74 .

-174-

أحكامها خائفا ومحبوسا وهاربا ومطرودا لا يتمكن من جهاد الكافرين ولا يستطيع دفعا عن المؤمنين ثم هاجر وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للمشركين ممتحنا بالمنافقين الى أن قبضه الله جل اسمه إليه وأسكنه جنات النعيم )"21" .

2_ ويطعن في الصحابة لمخالفتهم النص المزعوم على إمامة علي فيقول :
( وفي غدير خم في حجة الوداع عينه النبي صلى الله عليه وسلم حاكما من بعده ومن حينها بدأ الخلاف يدب الى نفوس قوم"22" ) .

هنا بداية المؤامرة في اعتقاد الشيعة على رأسهم الخميني ويقولون :
إن النبي علم بخيوط المؤامرة من الصحابة الذين يسمونهم المنافقين فدبر خطة لإحباطها وذلك بأمره في مرض موته بتجهيز جيش أسامة وإلحاق كبار الصحابة لتخلو المدينة من عصبة النفاق في زعمهم حتى يتم أخذ البيعة للوصي وللإمام . وهذا الرأي نقله ابن أبي كالحديد في شرح نهج البلاغة عن الشيعة وقرره الرافضي ابن المطهر الحلي صاحب منهاج الكرامة الذي رد عليه شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه منهاج السنة ، وكرر هذا القول شيعة عصرنا كما في دائرة المعارف الشيعية لحسن الأمين (ج1 ص11) وفي غيرها .
ويشير الخميني الى هذه القضية بقوله : ( فإذا أمر الرسول بالإلتحاق ببعثة أسامة فلا يحق لأحد أن يتخلف أو يراجعه في ذلك لأن في ذلك معصية الرسول (ص)"23" ) .



(21) نفس المصدر ، ص131 .
(22) الحكومة الاسلامية ،ص131 .
(23) الحكومة الاسلامية ، ص69 .

-175-

3_ ويصرح الخميني بالطعن في الصحابة فيتهم الصحابي سمرة بن جندب رضي الله عنه بأنه يضع الأحاديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( ففي الرواة من يفتري على لسان النبي (ص) أحاديث لم يقلها . ولعل راويا كسمرة بن جندب يفتري أحاديث تمس من كرامة أمير المؤمنين"24" ) .

ويقول عن معاوية رضي الله عنه :
( وقد حدث مثل ذلك في أيام معاوية فقد كان يقتل الناس على الظنة والتهمة ويحبس طويلا وينفي من البلاد ويخرج كثيرا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ) .

ويقول عن حكومة معاوية :
( ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الاسلامية أو تشبهها من قريب ولا من بعيد"25") .

وقد مر معنا في الفصل السابق قوله عن معاوية : فاستحق لعنة الناس في الدنيا وعذاب الله في الآخرة .
والعجب ممن يزعم أن يترك الخميني نصوص الكافي وقد ورد فيه أن الصحابة ارتدوا إلا ثلاثة _ كما مر _ وورد فيه ثلاثة لا ينظر الله لهم ولا يكلمهم ولهم عذاب أليم :
( من ادعى امامة ليست له ، ومن بايع إماما ليس من عند الله ومن زعم أن لهما _ أي لأبي بكر وعمر _ نصيب من الاسلام ) .


(24) الحكومة الاسلامية ، ص71 .
(25) الحكومة الاسلامية ، ص71 .
  #5  
قديم 04-09-2006, 12:06 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-176-

وقد ذكر أحد مشايخ الحنفية المتأخرين أنه التقى بأحد الشيعة الذين التحقوا بالأزهر باسم أنه شافعي أو حنفي وكان مما قاله الشيخ السني للشيعي :
إن أهل السنة يحبون أهل البيت وأنت يجب عليكم ألا تحملوا ضغينة ضد رجال الصدر الأول ولا سيما الصديق والفاروق رضي الله عنهما ، وطلب منه أن يجيب على هذا العرض إجابة صادقة ليس فيها تقية شيعية ولا مصانعة سياسية وحمسه على الصراحة .

قال السني : فتحمس صاحبي وصارحني قائلا أمام جماعة :
( ليس تحت القبة الزرقاء امامي واحد يعتقد في أبي بكر وعمر الاسلام فضلا عن عدم حمل ضغينة ضدهما ) .

قال الشيخ : واستغرب الحضور صراحته وجرأته وهو شاب احتضنه الأزهر السني ودرج على مدارج العلم الى أن تخصص فيما يهمه .

4_ وقد مر توثيق الخميني ومجموعة معه لكتاب يحمل ( لعن صنمي قريش ) وهم يرون أن من ردد هذا اللعن فله فضل وأجر عظيمين . جاء في كتابهم ( ضياء الصالحين ص513) الطبعة الثانية عشر عام 1389 ما نصه :

(( عن السجاد من قال اللهم العن الجبت والطاغوت كل غداة مرة واحدة كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحى عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين درجة )) ، وعن حمزة النيسابوري أنه قال ذكرت ذلك لأبي جعفر الباقر فقال :
ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة انه واسع كريم .. ثم ردد :
-177-

كل من لعنهما كل غداة مرة واحدة لم يكتب عليه ذنب اليوم حتى يمسي ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح .

انهم يتعبدون بهذا الدعاء وغيره من أدعية كلها لعن وطعن في الجيل الأول من الصحابة رضوان الله عليهم . ولقد شاءت إرادة الله أن يزور ديار الشيعة أحد علماء السنة في هذا العصر ويبقى فيها مدة سبعة أشهر وزيادة يزور معابدها ومشاهدها ومدارسها ويحضر محافلها وحفلاتها في العزاء والمآتم ويحضر حلقات الدروس في البيوت والمساجد والمدارس فكشف للأمة منكرات الشيعة وكفرياتها وذلك في كتاب نشره في العالم الاسلامي بعنوان:

(( الوشيعة في نقد عقائد الشيعة )) يقول هذا الشيخ الجليل عن بعض مشاهداته في ديار الشيعة : ( وأول شيء سمعته وأكره شيء أنكرته في بلاد الشيعة هو لعن الصديق والفاروق وأمهات المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة ولعن رجال العصر الأول كافة في كل خطبة وفي كل حفلة ومجلس في البدء والنهاية وفي ديابيج الكتب والرسائل ، وفي أدعية الزيارات كلها حتى في الأسقية ما كان يسقى سالق إلا ويلعن ، وما كان يشرب شارب إلا ويلعن ، وأول كل حركة وكل عمل هو الصلاة على محمد وآل محمد واللعن على الصديق والفاروق وعثمان الذين غصبوا حق أهل البيت وظلموهم .

-178-

المبحث الرابع

الخميني يوثق الملاحدة
والخميني وهو يطعن في خيار الأمة وينال من شرف روادها ويحمل حملاته على الخلافة الاسلامية تراه يثني على الأقزام الملاحدة فيشيد مثلا بالنصير الطوسي وخدماته المزعومة للاسلام يقول :

(( ويشعر الناس يالخسارة أيضا بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأمثاله ممن قدموا خدمات جليلة للاسلام"26" ) .

والطوسي هذا هو محمد بن محمد بن الحسن الخوجه نصير الدين الطوسي (597_672) المسؤول مع عدو الله ابن العلقمي ومستشاره ابن أبي الحديد عن الذبح العام الرهيب الذي ارتكبه الوثني هولاكو في أمة محمد صلى الله عليه وسلم سنة 655 عند استيلائه على عاصمة الاسلام بغداد بخيانة ابن العلقمي ومستشاره وتحريض هذا الفيلسوف الملحد النصير الطوسي الذي كان قبل من ملاحدة الاسماعيلية في بلاد الجبل وقلعة الموت وألف كتابه (الأخلاق الناصرية ) باسم وزيرهم ناصر الدين حاكم بلاد الجبل (قوهستان) وكان ناصر الدين من أخبث رجال علاء الدين محمد بن جلال حسن ملك الاسماعيلية"27" .

قال ابن القيم : ( ولما انتهت النوبة الى نصير الشرك والكفر الملحد وزير الملاحدة

(26) الحكومة الاسلامية ، ص128 .
(27) حاشية المنتقى لمحب الدين الخطيب ، ص20 ، وراجع البداية والنهاية ، ج3 ، ص200 الى 266 من طبعة 1966 .


-179-

النصير الطوسي وزير هولاكو شفى نفسه من أتباع الرسول وأهل دينه فعرضهم على السيف حتى شفى إخوانه من الملاحدة واستشفى هو فقتل الخليفة والقضاة والفقهاء والمحدثين واستبقى الفلاسفة والمنجمين والطبائعيين والسحرة . ونقل أوقاف المدارس والمساجد ، والربط إليهم ، وجعلهم خاصته وأولياءه ، ونصر في كتبه قدم العالم ، وبطلان المعاد ، وإنكار صفات الرب جل جلاله : من علمه ، وقدرته ، وحياته ، وسمعه ، وبصره ، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه ، وليس فوق العرش إله يعبد البتة .

واتخذ للملاحدة مدارس ، ورام جعل اشارات امام الملحدين ابن سينا مكان القرآن فلم يقدر على ذلك ، فقال : هي قرآن الخواص . وذاك قرآن العوام . ورام تغيير الصلاو جعلها صلاتين ، فلم يتم له الأمر ، وتعلم السحر في آخر الأمر . فكان ساحرا يعبد الأصنام .

وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه ( المصارعة ) أطل فيه قوله بقدم العالم وإنكار المعاد ، ونفى علم الرب تعالى وقدرته ، وخلقه العالم ، فقام له نصير الالحاد وقعد ، ونقضه بكتاب سماه (مصارعة المصارعة ) ووقفنا على الكتابين . وفيه أن الله تعالى لم يخلق السماوات والأرض في ستة أيام . وأنه لايعلم شيئا ، وأنه لا يفعل شيئا بقدرته واختياره ، ولا يبعث من في القبور .

وبالجملة فكان هذا الملحد هو وأتباعه من الملحدين الكافرين بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر"28" ) .

(28) إغاثة اللهفان ، ج2 ، ص263 .

-180-

والخميني يبارك نشاط الطوسي لدوره في هدم الخلافة الاسلامية ، وتقويض أركانها"29".

(29) تحدثنا عن تأييد الخميني للطوسي وثنائه عليه في الفصل السابق ، وتكرر ذكره هنا لأن هذه الدراسة أشمل وأعم من الأولى
-181-

المبحث الخامس

موقف الخميني من الخلافة الإسلامية
يعتقد الشيعة وعلى رأسهم الخميني أن الاسلام لم يتمثل في دولة إلا في عهد الرسول (ص) وعهد علي رضي الله عنه . وقد مر نقل كلام الخميني في تجاهله للخلافة الراشدة قبل علي رضي الله عنه لأنهم يرون أنها خلافة مغتصبة وغير شرعية ، وشئون الحكم عندهم مقصورة على الأئمة ( الإثني عشرية ) ونوابهم .

لهذا فإن الشيعة يهاجمون الخلافة الاسلامية في حقب التاريخ الاسلامي المختلفة ، ويعمد الرافضة قديما وحديثا الى تشويه التاريخ الاسلامي بكل وسيلة .

يقول الخميني مصرحا بأن الخلافة لم تحصل لهم ( ولم تسنح الفرصة لأئمتنا للأخذ بزمام الأمور وكانوا بانتظارها حتى آخر لحظة من الحياة فعلى الفقهاء والعدول أن يتحينوا هم الفرص وينتهزوها من أجل تنظيم وتشكيل حكومة رشيدة"30" .

من أجل هذا هاجم الخميني الخلافة في تاريخنا الاسلامي ، وكان يلمح تارة ويصرح أخرى ، يلمح في هجومه ان جاء ذكر الخلافة الراشدة ، أما في غيرها فيرى أن تخالف الاسلام تماما يقول مثلا :
(( في صدر الاسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الامام علي بن أبي طالب وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحرف عن الاسلام

(30) الحكومة الاسلامية ، ص54 .

-182-

لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الاسلام في تعاليمه تماما وجاء بعدهم العباسيون ونسجوا على نفس المنوال وتبدلت الخلافة وتحولت الى سلطنة موروثة واستمر ذلك الى يومنا هذا"30" ) .

ويرمي بالجهل كل الخلفاء المسلمين الذين تعاقبوا على الأمة الاسلامية فيقول عن هارون الرشيد ( أي ثقافة حازها وكذلك من قبله ومن بعده"30" .
  #6  
قديم 04-09-2006, 12:09 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-183-

المبحث السادس

الخميني وقضاة المسلمين
حكم الخميني على الحكومات الاسلامية ينسحب على قضاتها ، ويعتبر أن من يتحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما يتحاكم الى الطاغوت فيورد في هذا حديثا عن محمد بن يعقوب ( وهو الكليني صاحب الكافي والمسمى عندهم بثقة الاسلام والمتوفى سنة 329 ):
عن عمر بن حنظلة قال سألت أبا عبد الله _ ويعنون به جعفر الصادق المولود 80 والمتوفى سنة 148 فهذا الحديث الذي سيورده الخميني نقلا عن ثقتهم الكليني هو تقويم في اعتقاد الشيعة وعلى رأسهم الخميني لقضاة أفضل القرون لأنهم يروونه _ زورا وبهتانا _ عن جعفر الصادق وهو رحمه الله وبرأه مما يفتريه عليه المفترون قد عاش في تلك الفترة بين سنتي 80 _ 148 .

فإذا كان هذا حكمهم على قضاة ذلك الزمان فكيف بما بعده . وإليك نص الحديث :

(( محمد بن يعقوب عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث وتحاكما الى السلطان والى القضاة أيحل ذلك ؟؟ قال : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم الى الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذه سحتا وإن كان حقا ثابتا له لأنه أخذه بحكم الطاغوت وما أمر الله إلا أن نكفر به قال تعالى :
( يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ) قلت كيف يصنعان ؟ قال: ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما )) .


-184-

هذا حديث صريح يكشف ما يبطنه الخميني ومن نهج نهجه من اعتقاد في أهل السنة . ولم يتم الخميني الحديث وتتمته أصرح وأوضح ، وهذا شيء منها :

(( قلت جعلت فداك أرأيت ان كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة _ يعنون بالعامة أهل السنة _ والآخر مخالفا بأي الخبرين يؤخذ؟ قال : ما خالف العامة ففيه الرشاد _ أي كل أمر فيه مخالفة لأهل السنة ففيه الرشاد ، ويستثني من هذا عندهم ما توجبه التقية من الموافقة في بعض الظروف . ( قلت جعلني الله فداك . فإن وافقهما الخبران جميعا ؟ قال : ينظر ما إليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويأخذ بالآخر . قلت فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال : إذا كان ذلك فأرجه حتى تلقى أمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في المهلكات"31" .

وبعد ايراد الخميني لهذا الخبر يؤكد عليه بقوله : ( الإمام عليه السلام نفسه ينهى الى الرجوع الى السلاطين وقضاتهم ويعتبر الرجوع إليهم رجوعا الى الطاغوت ) . ويسب الخميني أحد قضاة الخلافة الراشدة وهو القاضي شريح (وكان شريح هذا قد شغل منصب القضاة قرابة خمسين عاما وكان متملقا لمعاوية يمدحه ويثني عليه ويقول فيه ما ليس له بأهل . وكان موقفه هذا هدما لما بنته حكومة أمير المؤمنين"32" .

(31) التتمة من التهذيب للطوسي .
(33) الحكومة الاسلامية للخميني ، ص74 .
-185-

المبحث السابع الخميني والنواصب
بعض معتدلي الشيعة أو المتظاهرين بالاعتدال يزعم أن الناصبي هو الذي يناصب العداء لآل البيت فهو مرادف للخارجي ولا يدخل في هذا أهل السنة لأنهم يحبون آل البيت . رغم أننا نجد في مجاميعهم الحديثة ما ينفي هذا . وهو ما سنورده بعد قليل من كتاب الوسائل الذي يستقي منه الخميني كثيرا في كتابه (الحكومة الاسلامية) إلا أننا نجد في كلام الخميني ما يشعر بأن أهل السنة في عداد النواصب فيقول :

(( وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى فهما نجسان من غير توقف ذلك الى جحودهما الراجع الى انكار الرسالة"33" )) .

ويقول :
(( فتحل ذبيحة جميع فرق الاسلام عدا الناصب وإن أظهر الاسلام"34" )) .

ويقول :
(( فلو أرسل _ أي كلب الصيد _ كافر بجميع أنواعه أو من كان بحكمه كالنواصب لعنهم الله لم يحل ما قتله"35" )) .


(33) تحرير الوسيلة ،ج1 ، ص118 .
(34) تحرير الوسيلة ،ج2 ، ص146 .
(35) تحرير الوسيلة ، ج2 ، ص136 .

-186-

ويقول :
(( ولا تجوز _ الصلاة _ على الكافر بأقسامه حتى المرتد ومن حكم بكفره ممن انتحل الاسلام كالنواصب والخوارج"36" )) .

ويعتبر مال الناصبي حلال يؤخذ أينما وجد فيقول :
(( والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به بل الظاهر جواز أخذ ماله أينما وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه"37" )) .

ويعتبر الخميني الناصبي أكفر من اليهود والنصارى يقول : (يعتبر في المتصدق عليه في الصدقة المندوبة الفقر لا الإيمان والاسلام فتجوز على الغني وعلى الذمي والمخالف وإن كانا أجنبيين نعم لا تجوز على الناصب ولا على الحربي وإن كانا قريبين"38" ) .

ويتساهل مع المخالفين للإثني عشرية من الشيعة فيقول : ( غير الإثني عشرية من الشيعة إذا لم يظهر منهم تعصب ومعاداة وسب لسائر الأئمة الذين لا يعتقدون بإمامتهم طاهرون"38" ) .

ونورد الآن ما جاء في ( الوسائل ) في تعريف الناصبي : محمد بن ادريس في ( آخر السرائر ) نقلا من كتاب مسائل في الرجال عن محمد بن أحمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن عيسى قال :
كتبت إليه _ يعني علي بن محمد _ عليهما السلام أسأله عن النواصب .
(36) تحرير الوسيلة ، ج1 ، ص79 .
(37) تحرير الوسيلة ، ج1 ، ص352 .
(38) تحرير الوسيلة ، ج1 ، ص91 ، ج1 ، ص119 .

-187-

هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما ؟

فرجع الجواب : ( من كان على هذا فهو ناصب ) . وقال عالمهم ومحدثهم هاشم الحسيني البحراني المتوفى سنة 1107 أو 1109 والذي قالوا عنه العلامة الثقة الثبت المحدث الخبير الناقد البصير قال :
(( يكفي في بغض علي وبنيه تقديم غيرهم عليهم وموالاة غيرهم كما جاءت به الروايات)) .

وعندهم أن من ينكر واحدا من أئمتهم أو يرفض التلقي عنهم عن طريق الكافي وغيره فهو لا ريب في عداد النواصب .

-188-

المبحث الثامن

الخميني وعقيدة التولي والتبري
من عقيدة الشيعة عقيدة الولاء والبراء _ الولاء للأئمة والبراء من أعدائهم _ وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضوان الله عليهم وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان.

يقولون : ( واعتقادنا في البراءة أنها واجبة من الأوثان والاناث الأربع ومن جميع أشياعهم وأتباعهم ) .

ويقولون أيضا :
(ولا يتم الاقرار بالله ورسوله وبالأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم ) .
والخميني يأتي بدعاء للتولي والتبري ويجعل موضعه سجود الصلاة وصيغته ( الاسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين _ يعدهم لآخرهم _ أئمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرى ) .
-189-

المبحث التاسع

الخميني والإمامة
الإمامة ركن من أركان دين الشيعة والخميني يجعلها كالشهادتين يلقنها للميت قبيل موته يقول :

(( ويستحب تلقينه الشهادتين والاقرار بالأئمة الإثني عشر )) ويكتب ذلك على كفنه . يقول :
((وأن يكتب على حائية جميع قطن الكفن وعلى الجريدتين أن فلان بن فلان يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وأن عليا والحسن والحسين _ ويعد الأئمة عليهم السلام _ الى آخرهم أئمته وسادته وقادته وأن البعث والثواب والعقاب حق )) .

ويعيد تلقينه هذه الشهادة بعد الدفن يقول :
(( ومن مستحبات الدفن أن يلقنه الولي أو من يأمره بعد تمام الدفن ورجوع المشيعين وانصرافم أصول دينه ومذهبه بأرفع صوت من الاقرار بالتوحيد ورسالة سيد المرسلين وإمامة الأئمة المعصومين )) .

ويركز في كتابه _ الحكومة الاسلامية _ على إيضاح هذا المعتقد يقول :
(( نحن نعتقد بالولاية ونعتقد أن يعين النبي خليفة من بعده وقد فعل .. ولو لم يفعل لم يبلغ رسالته )) .

-190-

وقال أيضا :
(( يعتبر الرسول لولا تعيينه الخليفة من بعده غير مبلغ رسالته )) .
وأضاف قائلا :
(( قد كلمه الله وحيا أن يبلغ ما أنزل إليه فيمن يخلفه في الناس ويحكم هذا الأمر فقد اتبع ما أمر به وعين أمير المؤمنين عليا للخلافة )) .

ويدعو الى نشر هذا المعتقد والتبشير به فيقول :
(( عرفوا الولاية للناس كما هي قولوا لهم أنا نعتقد بالولاية وبأن الرسول استخلف بأمر من الله"39" )) .

ويرى أن محاولة إقامة الدول الشيعية هو جزء من الإيمان وبالولاية بل هو مثيله . يقول :
النضال من أجل تشكيل الحكومة توأم الإيمان بالولاية"40" .
ويرى أن لا طاعة لحاكم من حكام المسلمين غير الأئمة ونوابهم _ ونقصد بالحكام المسلمين الذين كانوا يطبقون شرع الله _ ويقول في الآية الكريمة :
(( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )) . افترض الله علينا طاعة ولي الأمر ، وأولو الأمر بعد الرسول هم الأئمة الأطهار والذين كلفوا ببيان الأحكام ، وكلفوا أيضا بتنفيذ تلك الأحكام"41" .


(39) الحكومة الاسلامية ، ص20 .
(40) الحكومة الاسلامية ، ص20 .
(41) الحكومة الاسلامية ، ص24 .
  #7  
قديم 04-09-2006, 12:13 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

[size="5"]-191-

المبحث العاشر

الخميني والغلو في الأئمة
يقول في بيان منزلة الأئمة في اعتقادهم :
(( فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولا يتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون"42" )) .

ونحن _ أهل السنة _ نعتقد أن ذرات الكون جميعا لا تخضع إلا للجبار جل جلاله ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم ).

ويقول الخميني :
(( والأئمة الذين لا تتصور فيهم السهو أو الغفلة )) . ونحن نعتقد أن في هذا خروج بهم عن طبيعتهم البشرية الى منزلة من لا تأخذه سنة ولا نوم سبحانه وتعالى .

ويقول :
(وإن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل"43" ) .

وقد نقل شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الاجماع على أن من اعتقد مثل هذا الاعتقاد فقد كفر . يقول رحمه الله :


(42) الحكومة الاسلامية ، ص52 .
(43) الحكومة الاسلامية ، ص52
.


-192-

(( ومن اعتقد في غير الأنبياء كونه أفضل منهم أو مساو لهم فقد كفر ، وقد نقل على ذلك الاجماع غير واحد من العلماء"44")) .

ويواصل الخميني غلوه وتطرفه في الأئمة قائلا : ( وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأعظم _ص _والأئمة كانوا قبل هذا العالم أنوارا فجعلهم الله بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله . وقد قال جبرائيل _ كما ورد في روايات المعراج _ لو دنوت أنملة لاحترقت ) .

وقد ورد عنهم أن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل . ومثل هذه المنزلة موجودة لفاطمة الزهراء عليها السلام"45" .

ويقول عن تعاليم أئمته : ( إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها واتباعها"46" )
وعلى قوله هذا فإن من رد ما جاء في الكافي أو ما ورد في ( حكايات الرقاع ) وغيرها من مصادر التلقي عندهم قد أعرض عن تعاليم القرآن ذلك أن أقوال الأئمة عندهم كالوحي الالهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

(44) الرد على الرافضة مخطوطة ص23 .
(45) الحكومة الاسلامية ص52_ 53 .
(46) الحكومة الاسلامية ص113 .

-193-

المبحث الحادي عشر
الخميني والنيابة عن الإمام المعصوم
الامام الذي مضت بعض مواصفاته كما تراها مراجع الشيعة في زمننا ، والذي تعتبر إمامته استمرارا للنبوة وقوله وأمره تماما كالتنزيل من الله العزيز العليم ، وله حق الطاعة المطلقة . هذا الامام الأسطوري والخيالي يرى الخميني أن الفقيه المجتهد ينوب عنه في كل شيء ما عدا البدء بالجهاد وقد كتب في تأييد رأيه هذا كتابه المشهور ( الحكومة الاسلامية ) أو ( ولاية الفقيه ) وهو بهذا الرأي يخلق من الأسطورة واقعا يتمثل في الفقيه المجتهد ، ويخرج لنا إمامهم الغائب ومهديهم المنتظر بطريق مقنعة وهو إحياء لقضية الإمامة في صورة نيابة الفقيه التي يعتبرها توأم الإمامة ، وتجديدا لبدعة التشيع بإحياء أصله وهو الإمامة .

وهو في واقع الأمر ادعاء للمهدية بشكل ذكي وبطريقة محنكة فهو قد وضع نفسه موضع الإمام له ما للإمام الذي تخلع عليه كتب الشيعة ومدوناتها صفات أسطورية تذكرك بمعبودات اليونان الوثنية .

وفي الصحافة والإذاعة الإيرانية يسمى بالإمام وهذه التسمية في مدلول الشيعة لها معنى خاص ومنزلة فريدة ، وهل هناك فرق بين ادعاء المهدية أو ادعاء النيابة عن المهدي في كل شيء ؟! .

هناك فرق واحد وهو أن كل مرجع من مراجعهم وكل آية من آياتهم له الحق في نيابة الإمام وتمثيله على جميع المستويات . يقول الخميني :

-194-

( إن معظم فقهائنا في هذا العصر تتوفر فيهم الخصائص التي تؤهلهم للنيابة عن الإمام المعصوم"47" ) .

وقد وضع هؤلاء الآيات أنفسهم في حصانة ومكانة تذكرك بوضع الباباوات والقسس في النظام الكنسي فهم نواب الإمام ، والراد عليهم كالراد على الله وهو على حد الشرك بالله تعالى"47" .

يقول الرافضي محمد رضا المظفر في كتابه ( عقائد الإمامية ) : وعقيدتنا في المجتهد أنه نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته له ما للإمام والراد عليه راد على الإمام ، والراد على الإمام راد على الله تعالى وهو على حد الشرك بالله تعالى"48" .
وباسم النيابة عن الإمام المعصوم امتصوا عرق الكادحين وجهد العاملين من الشيعة فيما يسمى ( بخمس أهل البيت ) والذي يأخذونه بدعوى النيابة عن الإمام .

يقول الخميني عن مصارف الخمس :
( يقسم الخمس ستة أسهم : سهم لله تعالى ، وسهم للنبي (ص) وسهم للإمام عليه السلام وهذه الثلاثة الآن لصاحب الأمر أرواحنا له الفداء وعجل الله تعالى فرجه"48" ) . ( أما بقية الخمس فيصرف للأسياد ومن يتصل نسبهم بعبد المطلب من جهة الأب"48" ) .

وهكذا استطاع هؤلاء الآيات والأسياد أن يخدعوا الملايين ويسلبوا منهم جهدهم وعرقهم باسم الخمس ، وان يضعوا لأنفسهم قداسة وبابويه بدعوى النيابة عن الإمام

(47) عقائد الإمامية ، ص57 ، دار الفريد ، بيروت .
(48) تحرير الوسيلة للخميني ، ص365 .
-195-

ومن هنا أصبح التشيع مأوى لكل من أراد هدم الاسلام واستغلال البشر .

إن قضية غلو الخميني في دعواه النيابة عن الإمام المعصوم أصبحت موضع اعتراض من قبل بعض علماء الشيعة أنفسهم الذين لم يصلوا الى مرحلة الآية ومستوى المرجعية ومن ثم لم ينالوا ثمن ذلك الاعتقاد ، ولن يستحوذوا على فيوضات النيابة عن المعصوم .

يقول الرافضي محمد جواد مغنية في كتاب له صدر حديثا بعنوان ( الخميني والدولة الاسلامية ) معترضا على قضية النيابة المطلقة التي يرفعها الخميني ( قول المعصوم وأمره تماما كالتنزيل من الله العزيز العليم ) .

(( وما ينطق عن الهوى . إن هو إلا وحي يوحى )) ومعنى هذا أن للمعصوم حق الطاعة الولاية على الراشد والقاصر والعالم والجاهل وأن السلطة الروحية والزمنية _ مع وجوده _ تنحصر به لا شريك له وإلا كانت الولاية عليه وليست له علما بأنه لا أحد فوق المعصوم عن الخطأ والخطية إلا من له الخلق والأمر عز وجل . أبعد هذا يقال اذا غاب المعصوم انتقلت ولايته بالكامل الى الفقيه .. فما دامت هذه منزلة المعصوم فكيف يدعى النيابة الكاملة عنه و (( التفاوت في المنزلة يستدعي التفاوت في الآثار لا محالة )) .

وأضاف جواد قائلا :
( إن حكم المعصوم منزه عن الشك والشبهات ، أما حكم الفقيه فحكمه عرضة للنسيان ، وغلبة الزهو والغرور والعواطف الشخصية ، ولا يتسع المجال للشواهد . سوى أني عرفت فقيها بالزهد والتقوى قبل الرياسة ، وبعدها تحدث الناس عن ميله مع الأولاد والأصهار ) .


-196-

وقال أيضا :
( في رأينا أن ولاية الفقيه أضعف واضيق من ولاية المعصوم ) .

ثم يورد أقوال بعض فقهائهم في عدم ثبوت النيابة إلا في أشياء مخصوصة ومنصوصة كولاية الفتوى والقضاء والأوقاف العامة ، وأموال الغائب ، وإرث من لا وارث له وما شابه ذلك ولا تتعدى ذلك لتشمل أمور الدين والدنيا بما فيها رئاسة الدولة .

ثم يقول :
( وأخيرا لو كان كل فقيه أميرا لكان الأمراء بعدد الفقهاء فتسود الفوضى وينتشر الفساد في الأرض ) .

ثم ينتقد الخميني في اعلانيه (الجمهورية الاسلامية) فيقول :
لماذا دعا سماحة الإمام الخميني الشعب الإيراني الى الاستفتاء والاقتراع على الجمهورية الاسلامية في 30/3/1979 علما بأنه لا يفتي إلا بآية محكمة أو رواية قائمة وهذا كتاب الله يقول بصراحة :
(( إن الحكم إلا لله )) لا للناس (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) .
انتهى كلام جواد مغنية .

نخلص من هذا إلى أن الخميني يعتبر من الفئة الشيعية المغالية وذلك فيما يتصل بالنيابة عن الإمام فهو يدعى بالشمول في كل شيء والنيابة عن الإمام في جميع وظائفه وخصائصه ، وهذا تجديد للإمامة ، وبعث للمهدية ، وإحياء للتشيع .



-197-

بقي أن نضيف هنا كلمة مهمة في موضوع النيابة وهو أن الخميني لا يرى من يقوم بهذه النيابة إلا الفقيه الشيعي لأنه النائب عن الإمام الغائب ، والسلطة الشرعية منحصرة في الإمام الغائب ونائبه فلو قامت حكومة اسلامية بقيادة سنية فهي عند الاماميين سلطة غير شرعية ، ومسعى أهل السنة لاستلام الحكم في أي بلد هو ظلم وجور لأن الذين يستحقون الولاية والحكم هم فقهاء الشيعة فحسب .

وقضية ولاية الفقيه الشيعي وحكمه نيابة عن الامام هي التي من أجلها كتب الخميني كتابه ( ولاية الفقيه ) أو ( الحكومة الاسلامية ) .

وكل حكم غير حكم الأئمة ونوابهم من فقهاء الشيعة هو حكم غير شرعي فهو كما لم يعتبر الخلافة الراشدة من قبل حكومة شرعية لوجود الإمام ، كذلك لا يعتبر أي حكومة اسلامية قامت أو تقوم حكومة شرعية لوجود نائب الإمام وهو الفقيه الشيعي صاحب السلطة الشرعية الحقيقي .

ويورد الخميني لتأييد عقيدته في نيابة الفقيه قول إمامه : ( إن القضاء محصور فيمن كان نبي أو وصي نبي، والفقيه _ أي الشيعي فقط _ وهو وصي النبي وفي عصر الغيبة يكون امام المسلمين وقائدهم (ص76) .

اذا عرفنا هذه الحقيقة في اعتماد الخميني والشيعة أدركنا سذاجة بعض أفراد الجماعات الاسلامية الذين يذهبون الى الخميني لطلب المساعدة لجماعتهم أو لثورتهم ، ومدى غفلة أولئك المتفائلين من ثورة الخميني ، والذين ينتظرون منه مساعدة للاسلام والمسلمين .

**********
  #8  
قديم 07-09-2006, 03:18 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

رابط آخر لكتاب وجاء دور المجوس .

http://www.almeshkat.net/books/searc... 1%E3%CC%E6%D3
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م