مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-09-2006, 03:16 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-343-

وهذه أول مرة يتجرأ الأيرانيون والرافضة بصورة عامة على اصدار بيان يتحدون فيه السلطة ، علما بان البيان وزع بصورة سرية وفي اطار ضيق وتنصل منهم كل من استدعتهم دوائر الأمن وحققت معه .
واقدمهم على توزيع هذا البيان رغم الجبن الذي عرف عنهم ، دليل على أن ثورة الخميني أعطتهم شحنات دفعتهم الى مثل هذا العمل ، رغم أن بيانهم وزع قبل الأطاحة بالشاه وقبل أن تحقق الثورة أهدافها .
أما قولهم بأن الشيعة نصف شعب الكويت فهذه من الأكاذيب التي دأبوا عليها في كل بلد يتواجدون فيه .

العلاقات الأيرانية الخليجية بعد تشكيل حكومة بازركان :
اعترفت دول الخليج بثورة الخميني ، وأبرق زعماء هذه الأنظمة له ولرئيس زعمائه مهنئين ، وزارت طهران وقم وفود رسمية منها :

عبد الله بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي ، وسلم الخميني رسالة من أخيه خالد دعا فيها الى اتحاد الدول الأسلامية "11" .

وفي 15/4/79 قام وفد يمثل المجلس الأعلى للمساجد بزيارة ايران ، وكان هذا الوفد يضم أعضاء من مختلف دول الخليج ، ولقد اجتمعوا مع الخميني في قم وهنأوه بنجاح ثورته .
عن وكالات الأنباء
(11) راديو طهران في 18/4/1979.

-344-

كما قام وفد آخر يمثل رابطة العلم الأسلامي بزيارة ايران وتهنئة الخميني .

لكن الخميني قابل ذلك ببرود وكبرياء ، ولقد علمت أن وفدا رسميا يمثل دولة خليجية مجاورة لايران أراد أن ينصح الخميني حتى لا يسترسل في قتل وتذبيح الناس وذكره بموقف الرسول صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة وكيف قال لقريش :

اذهبوا فأنتم الطلقاء .

فأساء الخميني لهذا الوفد وقال لهم هذه قضايا لستم أهلا للخوض بها –علما بأن الوفد كله من العلماء – وشغل عنهم بأمور جانبية وفي رواية أخرى عن أحد أعضاء هذا الوفد تركهم جالسين و خرج فخرجوا .

وأذن فلقد : كان رد ثوار الخميني على دول الخليج سلبيا وهذا مثال على ذلك :
في 17/3/1979 أقيم احتفال رسمي وجماهيري في عبدان تأييدا لأقامة الجمهورية الأسلامية من اذاعة عبدان بأنها مهمة وجرى تسجيلها الكامل باللغتين العربية والفارسية .

ومما هو جدير بالذكر أن الخطيب يتحدث في مركز من مراكز ( الأهواز العرب ) ، ولهذا فلقد حاول أن ينزع من قلوب المستمعين أي تعصب للعرب والعروبة ، وناشدهم أن تتوحد كلمتهم على اسلام الخميني 0 وهذا هو النص الحرفي لمقاطع من خطبة الدكتور محمد مهدي كما أذاعه صوت الثورة الأسلامية من عبدان الساعة 12 ظهرا يوم 17/3/1979 .

-345-

((.. فيا اخواننا المسلمين العرب لا تغتروا بعربيتكم بمكيتكم بمدنيتكم ، ويا أصحاب الرسول لا تغتروا لكونكم في بلد الرسول أو في زمن الرسول فليس المقياس مقياس المعية المحمدية الا أن تحملوا معه رسالة السماء .

قال لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض الا بتقوى الله ...

(( ما جاء الرسول ليحكم مكة والمدينة في زمنه أو ليحكم العراق زمنا ما انما جاء ليحكم العالم اسلاميا وليحكم القرآن عالميا ونحن المسلمون قصرنا طوال التاريخ الأسلامي تخاذلنا وتذللنا وتكاسلنا وما قمنا بواجبنا الأسلامي السامي لحد لا نجد أي بلد اسلامي في العالم كله لماذا يلجأ زعيم الأنقلاب الأسلامي الأمام الخميني روح الله والفداء لماذا يلجأ من العراق وعبر الكويت الى باريس لأنه لم يجد أية بلدة في العالم الأسلامي كله يحضن هذا الزعيم العظيم حتى يوجه المسلمين أجمع ويوجه المسلمين في ايران ليكرسوا طاقاتهم وكافة امكانياتهم لتدمير السلطات البهلوية الشاهنشاهية..

(( أجل لم تكن العراق مسلما ولا كويت مسلما ولا الحجاز مسلما ولا ولا ولا انما أعني من هذا النفي أنهم لم يكونوا ليستسلموا لدين الله تماما وان كان فيهم بعض الأسلام فالأسلام مراتب . لذلك أشرقت شمس الدعوة الأيسلامية من مغربها . كما أن في زمان الأمام المهدي في حديث / تشرق الشمس من مغربها ولعلها هي المعنية .

-346-

أن الأمام زعيم الأنقلاب نضج هذا الأنقلاب منه المغرب من باريس حتى رجع الى بلدته منتصرا قادرا عزيزا وسوف نكون معه حتى النصر الأخير وبعد ذلك نحن نحضر أنفسنا أن نقدم شهداء وشهداء وسيولا من الدماء حتى نحقق الحرية والأستقلال والجمهورية الأسلامية لا غيرها .

ثم يفصح الخطيب عن نوايا قومه العدوانية فيقول :
لنا خطوتان مباركتان / احدى الخطوة الأولى وهي خطوة الأنقلاب الأسلامي سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا وعقائديا داخليا وخارجيا بعد هذه الخطوة المباركة لنا خطوتان حاسمتان :

الخطوة الأولى أن نبني الجمهورية الأسلامية في ايران نزيل الكوارث والعراقيل التي تحول بيننا وبين تحقيق أمنيتنا وهي الجمهورية الأسلامية .

وبعد ما كمل الأمر وبعدما قمنا وثبتنا على أقدامنا سوف ينتقل المجاهدون المسلمون الى القدس والى مكة المكرمة والى أفغانستان والى مختلف البلاد لنحقق أمنية الرسول صلوات الله وسلامه عليه . ان الملك ان الحكم الا لله الحق فهو خير الفاصلين .
ولما كان الأحتفال في بلاد الأحواز العربية فلقد ناشد الخطيب العرب ان لا يطالبوا بالأستقلال عن الجمهورية الأسلامية التي زعم بأنها اسلامية محمدية وليست عربية أو أعجمية ثم ختم محاضرته قائلا :
((.. أصرح يا اخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشد من اليهود لأنهم في هذا البلد الحرام وفي هذا الشهر الحرام ذي القعدة الماضي هجموا على تكارنة السود المسلمين رجالا ونساء ا وأطفالاحتى يسفروهم


-347-

ويخرجوهم عن مكة المكرمة وعن بلاد الحجاز فقالوا :

نحن واباؤنا وجدونا كلنا مواليد هذا البلد المكرم لماذا تخرجوننا والله سبحانه وتعالى يقول هذا البلد آمن ، هجموا على نسائهم تعرضوا لنواميسهم السلطات الوحشية السعودية ، هجموا على نواميس هؤلاء المشردين المستوطنين في مكة المكرمة ، هم دافعوا عن أنفسهم وأحرقوا سيارة من سياراتهم بعد ذلك هؤلاء المهاجمين ذهبوا الى أمير مكة وأخذوا أمرا برشهم بالرشاشات الثقيلة من اثني عشر هيليو كوبتر وبالدبابات هدموا بيوتهم هكذا يفعل بالمسلمين ممن ؟ من هؤلاء الذين أنهم حملة القرآن وأنهم حراس بيت الله الحرام .

كلا اننا سوف نرجع الى فلسطيننا الى مكتنا الى مدينتنا وسوف نحكم القرآن في هذه البلاد المقدسة التي احتلت )) . انتهى .

هذه مقاطع من خطبة رسمية أذيعت بالعربية والفارسية – كما أسلفنا –من راديو عبدان .

وفي 20/3/1979 نقلت صحيفة الوطن الكويتية عن مصادر خاصة بها أن، ناطقا رسميا في طهران اعتذر عن (( كلام مؤسف نقله راديو عبدان عن العراق )) ، لكن هذا الناطق لم يعتذر عن الكلام الذي قيل عن السعودية والكويت .

وملاحظاتنا على خطبة الدكتور محمد مهدي صادقي كثيرة ونجتزيء منها ما يلي :

1_ الأخطاء فيها كثيرة ، وقد نقلناها دون تصحيح ، ولم يتق الله في الأستدلال بالقرآن دون تثبت .


-348-

فلقد قال :
(( ان الملك ان الحكم إلا لله فهو خير الفاصلين )) والصحيح (( ان الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين )) الأنعام : 57

2_ لما كان الاحتفال رسميا والخطبة رسمية وقد نقلتها الاذاعة ، ولم يرد اعتذار من السلطة عما قيل فيها عن دول الخليج بعد اذاعة الخطبة فيصبح اذن أن نعتبرها رأيا رسميا للدولة ، وقد جاء فيها أن المجاهدين _ الايرانيين _ سيحررون القدس _ وذكرها جاء للتغطية _ ومكة المكرمة واذن : فالثوار سيصدرون ثورتهم الى خارج ايران ، الى مكة والمدينة والعراق والكويت وأفغانستان .

ووصف الخطيب امامه الخميني بأنه امام لعامة المسلمين وليس لايران وحدها ، وفي تصريح لوزير خارجية ابراهيم يزدي يقول فيه أن الخميني قائد للشيعة في العالم"12" .

3_ يتباكى الخطيب على مجموعة من ( التكارنة ) الأفارقة أخرجتهم السلطة من مكة بالقوة ، أما ثورة الخميني فقد أبادت آلاف المسلمين السنة في ( الأحواز ) التي حاضر بها،
وفي كردستان ، وفي بلوشستان فهل يكون ذبحهم للسنة اسلاميا واخراج بعض الأفارقة من مكة جريمة ؟! ومن أجل هذا يتوعد بفتح مكة ، لكنه سكت ولم يهدد بسرقة الحجر الأسود كما فعل أجداده من قبل .



(12) الشهيد الايرانية في 4/11/1399 .
  #2  
قديم 04-09-2006, 03:18 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

349-

تصريحات روحاني :
تواترت الأدلة على أن ثوار الخميني يعدون عدتهم للانقضاض على الخليج ، وسقنا في الصفحات الماضية كثيرا من الشواهد على ذلك منها :
الأسلحة التي ضبطت لدى الشيعة في مناطق متعددة من الخليج ، والبيانات التي كانوا يوزعونها بين كل فترة وأخرى وآخرها بيان أنصار الخميني في الكويت ، والخطبة الرسمية التي ألقاها الدكتور محمد مهدي صادقي في الأحواز بتاريخ 17/3/1979 ونقلتها اذاعة عبدان باللغتين العربية والفارسية ونادى فيها بتحرير مكة والمدينة قبل تحرير القدس .

في هذه الأثناء 17/7/79 نشرت الصحف المحلية في ايران مقابلة مع ما يسمى بآية الله صادق روحاني طالب فيها بضم البحرين الى ايران وأردف يقول أن 85% من شعبه هم من الشيعة لكن ليس لهم أي دور في الحكومة .

وأضاف قائلا أن 12 زعيما دينيا في البحرين قدموا قبل ثلاثة أيام اقتراحات الى الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين .
ولم يذكر روحاني الذي يعتقد أنه عضو في المجلس الثوري السري ما هي هذه الاقتراحات .. ومضى يقول :

وقد كتبت كذلك الى شيخ البحرين بأن عليه الخضوع للقوانين الاسلامية والتوقف عن اضطهاد شعبه وإلا فإننا سنتابع مطالبتنا بالبحرين .

نشرت الصحف الخليجية هذا التصريح نقلا عن وكالة رويتر من طهران 17/7/79 . وكان روحاني قد طالب بالبحرين في نهاية الشهر السادس من عام 1979 ، وهذا هو ثاني تصريح له .

-350-

ونحرك شيعة الخليج بعد تصريح روحاني نحو تفجير الأوضاع الأمنية في سائر أنحاء المنطقة.

ففي البحرين تقدم 12 زعيما دينيا من الشيعة _ كما أسلفنا _ باقتراحات مفتعلة الى أمير البحرين ، ومن ثم قام ( محمد علي عقري ) بحوادث شغب ودعا المواطنين الى الاضرابات فاعتقلته السلطة في مطار المنامة يوم عودته من طهران في أول أيام عيد الفطر لأسباب لم تفصح عنها .

وأدى اعتقال الشيخ الشيعي محمد علي عقري الى مظاهرة عبر شوارع المنامة طالبت باطلاق سراحه ، وأعقب ذلك اقدام الشيعة على احراق أكبر صالة سينما في المنامة في وقت كانت خالية من الناس فلم تقع أضرار بشرية .

ونتيجة لهذه الاضطرابات قامت السلطة في البحرين باعتقال عدد من زعماء الفتنة خاصة بعد المظاهرة التي جرت في 17/8/79 بمناسبة يوم القدس الذي دعا له الخميني .

وبدأ آيات قم وطهران يتحدثون عن اضطهاد مزعوم يتعرض له رجال الدين الشيعة في البحرين وعلى رأسهم ما أسموه حجة الاسلام سيد هادي المدرسي الممثل الخاص في البحرين لآية الله الخميني ، والمدرسي فارسي أراد أن يجعل من نفسه وصيا على المسلمين في البحرين ، وأرسل آية الله حسين منتظري رئيس مجلس الخبراء الدستوريين نداء الى السلطة في البحرين للافراج عن سيد هادي المدرسي فورا ووصفه بأنه ممثل الامام الخميني في البحرين ، وقد أذاع راديو طهران نداء المنتظري في 30/8/79 .

ويبدو أن السلطة في البحرين لم تعتقل المدرسي بل طردته من البلاد الى الشارقة


-351-

وتوارى هناك بضعة أيام عن الأنظار ليقال بأنه معتقل أو مختطف ، وأشار المسؤولون في الشارقة الى وجوده في البلاد ، فاضطر الى ارسال برقية للمنتظري يزعم فيها أنه اعتقل ثم طرد من البحرين"13" .

وفي الكويت وقعت أحداث مماثلة لأحداث البحرين في توقيتها وموضوعها . قام المدعو أحمد عباس المهري بعقد ندوات في مساجد الشيعة في الكويت ، وأخذ يثير قضايا سياسية واجتماعية في هذه الندوات ومنها : حقوق المرأة ، المطالبة بانصاف الشيعة ، نقد الحكومة وقضايا الاسكان .

وتجاوب اليساريون والقوميون الأغبياء مع المهري ، وتزايد عدد الذين يحضرون ندواته الدورية . واضطرت السلطة لاعتقاله بضعة أيام ، وتحرك آيات ايران مرة أخرى ، وصدرت أوامر الخميني بتسمية عباس المهري والد أحمد : الممثل الخاص للخميني في الكويت والمسؤول عن صلاة الجمعة فيها ، وبدأت التصريحات تتوالى عن المنتظري فمرة يعرب عن قلقه من المضايقات التي يتعرض لها ممثل الخميني في الكويت ، ومرة يطالب بالافراج عن نجله الذي زعم بأنه يتعرض للتعذيب في سجون الكويت .

وبعد أيام من اعتقال أحمد عباس مهري قامت وزارة الداخلية بسحب جنسيات 17 شخصا من عائلة المهري ، وطردهم الى ايران ، ومنعت السلطة الكويتية المظاهرات ، بل منعت الشيعة من دخول المسجد في الوقت المقرر للندوة بعد اعتقال المهري .



(13) رويتر في 1/9/79 عن وكالة أنباء باريس الايرانية .

-352-

والمهري صهر الخميني وهو فارسي أعطى الجنسية الكويتية في أوائل الستينات بدون حق ، وهو الذي ترأس لجنة شعبية غادرت الكويت بطائرة خاصة لتهنئة الخميني بعد نجاح ثورته ، كما أنه هو الذي استخرج بطاقة زيارة للخميني عندما حاول أن يدخل الكويت بعد مغادرة العراق ، والمهري هذا من زعماء جبهة تحرير الأحواز في عهد الشاه مع أنه يقيم في الكويت .

قابل حكام الخليج التصريحات الايرانية بموقف مماثل فصدر عن العراق تصريح شديد اللهجة ، وبدأت الاتصالات واللقاءات بين المسؤولين العرب في الخليج ، وتسربت أنباء عن دخول سرايا من الجيش السعودي للبحرين ، وتوقع المراقبون وقوع اشتباكات عربية ايرانية .

غير أن حكومة بازركان أخذت تؤكد بأن روحاني يمثل نفسه ولا يمثل أية جهة رسمية في ايران ، وتوسطت الحكومة السورية بين الطرفين ثم جاءت زيارة طباطبائي لدمشق ، واصطحابه لخدام الى البحرين فأنهت المشكلة عفوا فجمدت الوضع والفتيل ما زال قابلا للانفجار .

والحقيقة أن تصريحات روحاني ليست سرابا في صحراء . فلقد جاءت تؤكد حجم المؤامرة التي يحيكها شيعة الخليج ، وتفضح التحركات المريبة التي تزايدت عندهم منذ مغادرة الخميني للعراق .

وأطلق روحاني واحدا من تصريحاته في مسجد من مساجد قم يغص بالناس ، وكان الخميني قائد الثورة الايرانية من المستمعين لروحاني ، وكان من الممكن أن يرد عليه وأن يعقب على كلامه ، لكنه لاذ بالصمت وفسر المراقبون صمته بأنه اقرار وموافقة .

-353-

واذا كان روحاني لا يمثل إلا نفسه _ كما يقولون _ ، فآية الله حسين منتظري رئيس مجلس الخبراء الدستوريين وامام لصلاة الجمعة في طهران كخليفة للطالقاني ، ففي 15/9/79 دعا الى تصدير الثورة الايرانية الى الدول المجاورة، وزعم أن هذه الدول لا تملك القدرة على المقاومة وهي أضعف من الشاه"14" .

وبعد أكثر من شهر على تصريحه الأول عاد ليقول : ان ايران لا تطمح في أي شبر من أراضي الكويت أو البحرين أو العراق .. ولكن فليعرف العراق أن ايران اذا أرادت احتلال أي دولة خليجية أو العراق فإن جيشها باستطاعته أن يفعل ذلك وبكل بساطة وسهولة .
20/10/79 الصحف عن اذاعة طهران بالفارسية
وفي هذه الأثناء شرعت ايران في تشغيل قاعدتها البحرية في ( خوار مشهر ) بالقرب من الحدود العراقية التي لا تعمل منذ عشرين عاما ، وتناقض المسؤولون في طهران كعادتهم في تفسير هذه الظاهرة :

إنها تمارين خاصة بالبحرية ، وأنها ستعاد كل أربعة أو خمسة أسابيع ، وليس لتشغيلها أي علاقة بالدول المجاورة .

كان ذلك التصريح في لقاء للطباطبائي مع القبس الكويتية في 15/10/1979 .
أما وزير الدفاع الدكتور مصطفى شمران فقال : ( هناك تهديدات عسكرية لإيران من



(14) كونا في 15/9/1979 .

-354-

احدى الدول العربية ، والحكومة الايرانية أرادت أن تثبت أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها اذا تعرضت لأي هجوم عسكري خارجي أو اذا تعرضت لأي مؤامرة أجنبية"15" ) .

وهكذا تضيع الحقائق بين المسؤولين في طهران ، ولكن جواب وزير الدفاع أقرب الى الصواب لأنه المسؤول الأول عن هذه التحركات ، أما تصريح الطباطبائي فلقد أدلى به في البحرين وكان في مهمة لرأب الصدع وتطييب الخواطر ، وليس من مصلحته أن يقول الحقيقة .

وحاول ثوار الخميني أن يقيموا علاقات طيبة مع دول الخليج وشبه الجزيرة العربية ، ووسطوا جهات عديدة : سورية ، والجزائر ، ومنظمة التحرير ، ولكنهم لا عهد لهم ، ولا قيمة لمواثيقهم ووعودهم .

لقد استغلوا الحوادث الداخلية التي وقعت في الحرم بمكة في غرة محرم 1400 فقاموا بمظاهرات في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية بمناسبة العاشر من محرم ، وقتلوا عددا من رجال الأمن في القطيف ، وبدأت اذاعة طهران في استغلال هذه المظاهرة والمطالبة بانصاف الشيعة هناك ، ورفع الظلم عنهم ، وزعمت بأنهم يتعرضون للابادة والحرمان والتجويع .



(15) الوكالات في 2/10/1979 . عن صحيفة النهار اللبنانية .

  #3  
قديم 04-09-2006, 03:22 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

[

وقفة عند سياستهم من الخليج :أو نقد لسياستهم في الخليج :
نستطيع أن نحدد ملاحظاتنا حول سياسة الثورة الايراينة من الخليج في النقاط التالية :

1_ التحذير من أخطاء وقعت :
عندما توترت العلاقات الايرانية الخليجية ، وكادت الحرب أن تنشب بين البلدين ، كان هناك تفاوت بين الموقفين : السني والشيعي ، فالشيعة شمروا عن أنياب الغدر ، والتزموا الأوامر التي تصدر إليهم من قم ، واذا تظاهر بعضهم بغير ذلك فهو من قبيل الأخذ بالقاعدة المعروفة ( الحرب خدعة ) .

أما السنة فكان لهم مواقف أخرى :
سمعت كثيرا من الوافدين الذين يعملون في الخارج يقولون بالرأي التالي :
وماذا اذا احتلت ايران الخليج ؟، لن تكون معاملة الفرس لنا أسوأ من معاملة أهل الخليج ، هؤلاء الذين يعتقدون بأننا عبيد لهم ، وما جئنا إلا لخدمتهم والترفيه عنهم .

إن رواتبنا تكاد لا تكفي أجرة للشقق التي نستأجرها منهم ، وإن جشع التجار وغلاء الأسعار يكاد يلتهمنا ، وفوق ذلك وضعوا لنا أنظمة ما أنزل الله بها من سلطان : ممنوع احضار الزوجة ، ممنوع زيارة الأخ لأخيه وأحيانا الوالدة لولدها والأب لابنه .

-356-

هل نسينا اجراءات بطاقة الزيارة والتي دونها خرط القتاد ؟! .
هل ننسى التفرقة بين الخليجى وغيره في المرتب والمسكن والمعاملة ؟! .
هل ننسى أن الواحد منا لو مات في الخليج يعود أولاده القصر الى بلدهم وليس لهم إلا التسول اذا لم يجدوا من يعيلهم ؟! .

إنه والله لمما يثلج صدورنا أن نرى أهل الخليج مستعمرين مستعبدين للفرس ولغير الفرس.
والذين يقولون بهذا الرأي يفكرون من خلال شهواتهم وأهوائهم . ومثل هذه الأفكار والآراء لا تصدر عن مسلمين صادقين يحكمون على الأمور من خلال عقيدتهم ومقاييسهم الاسلامية .. ولكن لا يجوز أن نضرب بآرائهم عرض الحائط ذلك لأن الجشع وسوء استغلال الأمور واحتكار أرزاق الناس ، وغلاء الأسعار ، واستعباد المسلمين العاملين في الخليج .. هذه الأمور كلها أرضية صالحة لإنبات كل شر . والذي أراه أن ينهض المفكرون الصادقون والتجار المسلمون ، وسائر الدعاة الى الله من أبناء الخليج ، وأن يعملوا على حل هذه المشكلة ، ويعيدوا النظر في الأسس التي يعاملون بها اخوانهم الوافدين، ويذكروا تجار الخليج بتقوى الله وعدم الركون الى الدنيا ، ويحذروا الناس من عواقب الظلم الوخيمة .

وناس قالوا :
إن الثورة الاسلامية في طهران التي تنادي بتحكيم شريعة الله وتجاهد من أجل تحقيق الوحدة الاسلامية .. هذه الثورة خير من هذا الطغيان والظلم الذي نراه ونعايشه في الخليج وغير الخليج .

-357-

لهؤلاء نقول : إن الحديث عن الطغاة وشرائعهم وأنظمتهم له موضع آخر .
أما أن تكون ثورة الخميني اسلامية فلا . ولقد بينا في الفصول السابقة حقيقة موقفهم من القرآن الكريم ، ومن سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ، وكشفنا عن حقدهم الدفين على الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .

وفي المقابل تحدثنا عن فساد عقيدتهم ، وإيمانهم بعصمة آل بيت رسول الله ( ص ) ، واعتقادهم بالرجعة والتقية والمتعة .

إن الثورة الخمينية مجوسية وليست اسلامية ، أعجمية وليست عربية ، كسروية وليست محمدية .
واذا كان الخميني عازما على تحرير الجزيرة من الطغيان أو ليس في الكويت رجل يعتمد عليه غير المهري ؟! .

والمهري تاجر جشع لا يملك من مؤهلات القيادة إلا أرومته الفارسية ومصاهرته للخميني.
ولقد أقام الخميني تنظيمه داخل ايران وخارجها على سواعد أبناء الشيعة تحت قيادة فارسية اعجمية :

المهري في الكويت ، المدرسي في البحرين ، محمد باقر الصدر في العراق ، موسى الصدر في لبنان .
وقد يقول قائل :
هناك تعاون وتنسيق بين الخميني وبين قادة بعض الجماعات من السنة فنقول :

-358-

قادة هذه الجماعات أيدت الخميني ومنحته كل تأييدها وثقتها غير أنه قابل هذا التأييد ببرود وإهمال كما حصل في الخليج ، أما في بلاد الشام فقابل تأييد الاسلاميين بتأييد لأعدائهم من أبناء الطائفة النصيرية .

وثوار الخميني لا تنقصهم الصراحة في التعبير عن آرائهم واهدافهم من خلال تحركهم نحو الخليج : فآية الله روحاني يطالب بضم البحرين لإيران لأن نسبة الشيعة فيها 85% وحقوقهم مهضومة بل وهم محكومون من قبل أمير سني _ على حد قوله _ . ومهدي الحسيني يقول في محاضرته بأن الثورة التي يريدها الله ( !! ) شيعة المنطلق .. وأنصار الخميني يزعمون أن نسبتهم في الكويت 50% وحقوقهم مهضومة .

وفي جميع تصريحات الشيعة إجماع على ضرورة قيام وحدة اسلامية تحت قيادة ايران الخميني .
واذا كان الأمر كذلك فما الفرق بين قورش والمنتظري ، أو بين رستم والمدني ، أو بين كسرى والخميني ، أو بين روحاني والشاه ؟! .
ليس هناك من فرق سوى أن قورش الجديد لبس عمة ، أو أن كسرى الجديد أضيفت الى ألقابه آية الله .
إن نسبة المسلمين السنة في ايران تزيد على 35% فما هي نسبة تمثيلهم في قيادة الخميني ، وما هو مدى تعاون الخميني معهم ؟! .

لقد أقام الخميني المذابح في كل مقاطعة بل في كل مدينة وقرية من قراهم ، ونكل بهم أشد التنكيل ، واذا قدر لهذا الطاغية احتلال الخليج فلن يعامل أبناء السنة إلا بنفس المعاملة

-359-

التي عامل بها اخوانهم في ايران المنكوبة .
ليت هؤلاء الذين يتمنون أن يحتل الخميني الخليج أقول ليتهم يفكرون بعقولهم وليس بعواطفهم وحدها .

إن ثوار الخميني ينادون باحتلال مكة قبل القدس ليعيدوا أمجاد القرامطة والعبيديين والزنج،
وليثأروا من محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، بل ليثأروا من عمر بن الخطاب الذي هزم كسرى .
والقرامطة في بداية دعوتهم تظاهروا بالزهد والتقوى ، وقدموا أنفسهم للناس بأنهم دعاة الى الله وثوار بوجه الطغاة العباسيين .

2_ تفجير المنطقة :
هؤلاء الذين يفتحون النار على أهل الخليج هل استتب لهم الوضع في ايران حتى ينتقلوا الى محطة أخرى ؟! .

هل أخمد الخمينيون لهيب الحرائق التي أشعلوها في كردستان وأذربيجان وبلوشستان والأحواز ؟! .
هل انتهت المعارك بين آياتهم : الخميني وشر يعتمداري ومن قبل الخميني والطالقاني ؟! .

وهل انتهت خصوماتهم مع العلمانيين من جهة والمنظمات اليسارية من جهة أخرى ؟! .

أعلن الخمينيون بأنهم سيحاربون العراق من جهة والخليج من جهة ثانية واسرائيل من جهة ثالثة ، والموارنة في لبنان من جهة رابعة ، ويزعمون أنهم سيحاربون أمريكا من جهة خامسة .

-360-

ويأتي تحركهم نحو الخليج في الوقت الذي تتحدث فيه أمريكا عن اكتمال تأليف قوة التدخل العسكري السيارة للقيام بالمهمات المطلوبة منها في الخليج ، وفي الوقت نفسه الذي يتحدث فيه قابوس عن مشروعه الذي يدعو فيه الى قيام تعاون بين دول الخليج والولايات المتحدة من أجل سلامة الملاحة النفطية عبر مضايق هرمز .

في هذا الوقت قامت 23 قطعة من الأسطول الايراني بمناورات بحرية مفاجئة في مضائق هرمز بقيادة الأميرال أحمد مدني ، واستمرت هذه المناورة من 23 الى 26 أيلول الماضي.

ألا يحق لنا _ بعد هذا كله _ أن نقول :
إن ثوار الخميني يعرفون عجزهم عن خوض هذه المعارك التي يتحدثون عنها أو عن خوض بعضها ، بل ليس من السهل أن يستقر لهم الأمر على جميع الأراضي الايرانية .. وليس من وراء حرصهم على تفجير الأوضاع في كل مكان إلا تجزئة المنطقة ، وإقامة دويلات طائفية متناحرة ، وهم بعملهم هذا ينفذون مخططات عالمية تحت شعارهم الذي يتبجحون به : تصفية المخططات الاستعمارية .

3_ الاساءة الى الاسلام :
رئيس الحكومة مهدي بازركان يقول : ليس لنا أطماع في الخليج وروحاني لا يمثل إلا نفسه .
ورئيس مجلس الخبراء الدستوري المدعو آية الله حسيني منتظري يقول :
سنصدر ثورتنا الى دول الخليج والعراق . الجهتان رسميتان وقد صدرت عنهما أقوال


-361-

متناقضة في قضية واحدة والخميني تعمد الصمت ونحن من نصدق ؟! .
بل يصدر عن المسؤول الواحد في طهران أقوال متضاربة متناقضة في قضية واحدة فهل هذه الأعمال من أخلاق الاسلام وشيمه ؟! لقد وعدوا فأخلفوا ، وعاهدوا فغدروا واتمنوا فخانوا .

إن الحقيقة في طهران اليوم ضائعة ولا يدري الانسان من أي جهة يأخذ المعلومات :

فالآيات يصرحون ويحكمون ويفتون وعددهم أكثر من 600 آية ، والوزراء يزعمون بأنهم الجهة الرسمية التي من حقها اصدار التصريحات ، والطلاب الخمينيون كجماهير القذافي ، ومجلس الثورة فوق هذه المؤسسات تنقضه المؤسسة الأخرى فأية اساءة للاسلام أكبر من هذه الاساءة ، وهل أراد هؤلاء المجوس أن يبرهنوا للناس بأن الاسلام دين الفوضى من خلال تظاهرهم بتطبيق الاسلام ؟! .

وعندما قيل لهم : صدقناكم بأن روحاني لا يمثل إلا نفسه ، ولكن لماذا لا تتخذون اجراء ضده حتى لا يستمر هو وأمثاله في الاساءة إليكم وتوريطكم مع الدول المجاورة ؟! .

فأجابوا :
إن ثورتنا ديمقراطية ، وتعهدت منذ يومها الأول بحماية حرية الرأي لكل مواطن ، وليس من حقنا منع روحاني من التعبير عن رأيه .
لقد كذبوا كعادتهم فهل يملك شعب الأحواز ، وشعب كردستان حرية التعبير عن رأيه ؟!

-362-

لو أعطى المواطنون السنة هذا الحق لما حوصرت مناطقهم وترملت نساؤهم وتيتم اطفالهم.
إن العصابة التي سفكت دماء آلاف المواطنين لا يحق لها أن تتحدث عن الحرية .

4_ التعاون مع أعداء الاسلام :
عندما دعا المهري الى ندوته الاسبوعية التي كان يعقدها في مساجد الشيعة في الكويت كان أول من استجاب إليه : الشيوعيون ومن يلوذ بكنفهم كالعلمانيين والقوميين وسائر فصائل اليسار ، وما جرى في البحرين كان مشابها لما حدث في الكويت .

وصحف اليسار هي التي أشادت بجماعة المهري ووصفتهم بالديمقراطية والتقدمية ثم راحت تندد بمساجد السنة لأنها لا تطرح القضايا التي طرحها الشيعة في مساجدهم .

والسؤال الذي يطرح نفسه :
ما هي الرابطة التي تربط ما بين المسلمين الخمينيين والكافرين الملحدين من الشيوعيين ؟! .

نحن نفهم أن يدعو المهري علماء السنة وجمعياتهم لو أراد وجه الله وأن يتفق معهم على خطة تخدم المصلحة الاسلامية ، أما أن يكون هذا التعاون مع الشيوعيين فما من سبب له إلا الجذور المزدكية التي تجمع بين الملتين .

وتعاون الخمينيون في ايران مع حزب تودة وسائر فصائل اليسار ، وتطالعنا الأخبار اليوم
-363-

أنهم سمحوا للصحف الشيوعية في الصدور ، كما أنهم سمحوا لحزب تودة أن يزاول معظم أنشطته ، والمجمع عليه في الملة الاسلامية أن المسلمين الذين ارتدوا عن الاسلام و انضموا تحت راية حزب كافر كالشيوعية لا يجوز أن يمارسوا أي نشاط فكري كان أو سياسي ، واذا كان هناك من خلاف عند المحققين من العلماء فهو حول جواز استتابتهم أم قتلهم بدون استتابة .

ولنا ديننا وللخميني دينه .

-
  #4  
قديم 04-09-2006, 03:24 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-364-

المبحث الأول

أطماع الرافضة في العراق
للعراق أهمية كبرى عند الرافضة بشكل عام وعند رافضة ايران بشكل أخص للأسباب التالية :

1_ تاريخ العراق متداخل مع تاريخ الفرس لأن الأكاسرة كانوا يعتقدون بأن العراق امتداد طبيعي لبلادهم ويرون أن العرب ضعاف أذلة لم يخلقهم الله إلا لخدمة الفرس .
ولهذا استخدم الأكاسرة عرب المناذرة كجند يحاربون بهم الغساسنة العرب في الشرق ، والقبائل العربية في جنوب العراق ، ومن ثم كانت موارد العراق الاقتصادية تصب في خزائن كسرى في المدائن .

2- يعتقد شيعة اليوم ان نسبة الشيعة في العراق أكثر من 70% ، ومع ذلك فهم محرومون في ظل البعث والأنظمة التي كانت قبل حزب البعث ( انظر لسياسة الكويتية 26/6/78 في لقاء لها مع الزعيم الشيعي آية الله كاظم شر يعتمداري ) .

وعلى شيعة العراق أن يتحرروا من القيادة السنية التي تتحكم بهم منذ عصور طويلة .

3_ في جنوب العراق المزارات والأماكن المقدسة الشيعية التي يشدون إليها الرحال من مختلف بلدان العالم الاسلامي ، كقبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النجف ، وقبر الحسين في كربلاء ( هكذا يزعمون أما قبر علي رضي الله عنه فليس ثابتا أنه في النجف

-365-

وكذلك قبر الحسين ليس ثابتا أنه في كربلاء ) . وهذا الادعاء يعطي هذه الأماكن قدسية عند جميع الشيعة لأن معظمهم يعتقد أن الحج إليها أفضل من الحج الى مكة المكرمة ، ولن يقر لهم قرار ما دامت هذه الأماكن غير خاضعة لسلطان الشيعة .

4_ اذا بقيت العراق خارج نفوذ ايران فستكون مصدر قلاقل واضطرابات لها لأن الأهواز جزء لا يتجزأ من العراق ، وستبقى العراق مركز قوة لأهل الأهواز .
كما أنه من الصعب ضبط أكراد ايران اذا كان أكراد العراق غير خاضعين لسيطرة ايران.
ومن ثم فحدود العراق واسعة جدا مع ايران ، وستبقى العراق عازلا يعزل أهل ايران عن اخوانهم النصيريين في بلاد الشام ، وعن اخوانهم الشيعة في جنوب لبنان _ جبل عامل _،
وفي سهل البقاع .

وأخيرا فالعراق قوة لا يستهان بها ومن الصعب جدا أن يسيطر الايرانيون على الخليج اذا كانت العراق معادية لهم بينما يعني سقوط العراق سقوط الخليج وشبه الجزيرة العربية ، والبلاد العربية كلها باستثناء مصر وبلاد المغرب العربي .

من أجل هذا كانت العراق مسرحا للمظاهرات والاضطرابات المسلحة بين الشيعة من جهة وبين الحكومات التي تعاقبت على العراق من جهة أخرى ،وما كان الشيعة في العراق ولا في غيرها دعاة الى تحكيم الاسلام وتحقيق وحدة المسلمين ، وإنما دعاة الى الطائفية ،

-366-

والى تجديد الخلافات واشعال نار الفتن ، وجل همهم أن يعود كسرى من جديد وقد ألبسوه ثوبا اسلاميا ليس له من الاسلام إلا الاسم .

وفي البيانات التي كانت توزع قبل نجاح ثورة الخميني اشارات واضحة الى معارضات الشيعة لجميع الأنظمة التي شهدتها العراق وقد نقلنا بعضها عند حديثنا عن أطماعهم في الخليج .

وفي 5/2/ 1977 استغل الشيعة ذكرى الأربعين فقاموا بمظاهرات وحوادث شغب ، وفي اليوم السادس عمت مظاهراتهم معظم المدن في جنوب العراق ، وطوقوا مخفرا للشرطة في ناحية الحيدرية ( محافظة النجف ) .

وأعلنت السلطة العراقية بأن حكام دمشق كانوا وراء هذه المظاهرات وأنهم _ أي حكام دمشق _ حاولوا تفجير عبوات ناسفة في صحن الامام الحسين .
ونتيجة لهذه الاضطربات تشكلت محكمة ثورية برئاسة الدكتور عزت مصطفى وزير البلديات ونيابة فليح حسين الجاسم وزير الدولة ، وأصدرت حكما بإعدام ثمانية متهمين ( ونفذ فيهم الحكم ) والسجن المؤبد لخمسة عشر متهما آخر ، ومن بين المحكومين نجل الزعيم الشيعي محمد الحكيم .

وقامت السلطة العراقية بطرد الدكتور عزت مصطفى ونائبه فليح حسين الجاسم من الحزب والحكومة بتهمة التخاذل والجبن في اصدار الحكم .
أما دور سورية النصيرية فلقد أعلنت السلطة رسميا عنه ، وأما دور ايران فصمتت عنه

-367-

لأنه ليس من مصلحتها تجديد خلافها مع الشاه بعد صلح الجزائر .
وإن كانت الصحف الموالية للعراق في ايران قد تحدثت عن دور ايران ، أما الوزيران : عزت مصطفى وفليح الجاسم فلا ندري إن كانوا شيعة أو موالين للنظام السوري أما القول بالتخاذل فلا يكفي .

ويبدو أن الأمر أكثر من مظاهرة واضطراب ، فلقد كان الشيعة يوزعون نشرات دورية في العراق والخليج تحت عنوان ( العراق الحر ، صوت الشعب المضطهد ) ، وفي هذه النشرات كانوا ينادون بالثورة على حكام بغداد ومن يقرأ هذه النشرات يعلم أنها شيعية من أول وهلة ، فهم اذا أرادوا وصف ظلم حكام بغداد شبهوهم بهارون الرشيد أو بحكام العصر الأموي ، و بعد حوادث النجف وكربلاء أسس الشيعة ما يسمى ب ( الجبهة الوطنية الاسلامية في العراق ) وأصدروا كتيبا تحت اسم ( برنامج الجبهة الوطنية ) في 22/2/1977 أي بعد الحوادث بأسبوعين ، والمشتركون بحوادث النجف كثر وقد تمكن كثير منهم من الهرب من العراق الى السعودية عن طريق عرعر ثم دخلوا الكويت فوجدوا عند شيعة الكويت السكن والعمل وكل أشكال المساعدة ، وتولى بعضهم ادارة وتنظيم شباب الشيعة في الكويت في الجامعة والثانويات وفي أنشطة المساجد والحسينيات ، كما أصبحت الكويت مركزا مهما من المراكز التي يعتمدون عليها في ادارة أنشطتهم في جنوب لبنان .

وبعد نجاح الثورة الايرانية كانت العراق في طليعة الدول التي اعترفت بالثورة ورحبت بها، وطالبت بعلاقات حسنة .. ولكن ثوار الخميني قابلوا اعتراف بغداد بالهجوم والتشنيع على حكام العراق ، وبدأت الصحف الايرانية في الدعوة الى الثورة واقامة حكومة المحرومين

-368-

( التعبير الذي أطلقه موسى الصدر على شيعة لبنان ) .
وتحرك شيعة العراق بعد نجاح ثورتهم في طهران ، فقادوا المظاهرات ، ووزعوا المنشورات ، وسبقتهم حكومة البعث فألقت القبض على عدد كبير منهم وكان من بينهم شابان قدما من الكويت لهذا الغرض ، ومن بينهما ابن الكاظمي وكيل سيارات ( المسيدس ) في الكويت ، وابن شقيق عبد المطلب الكاظمي وزير البترول السابق .

وقدم شيعة العراق خمينيا آخر وهو الكاتب المشهور محمد باقر الصدر ، قدموه على أنه آية من آيات الله ومجدد ومرجع اسلامي ، لكن السلطة العراقية سارعت الى اعتقاله وضربت بيد من حديد فانتهت الفوضى .

واذاعة طهران أو عبدان تذكرنا بأحمد سعيد وأسلوبه الغوغائي في صوت العرب ، لا بل عجز أحمد سعيد عن أفعالهم لأنهم أتقنوا التمثيل طوال التاريخ ، وأجادوا صناعة البكاء والنواح ، ففي كل يوم يبكون قتيلا لهم فيذكرهم هذا القتيل بالحسين رضي الله عنه الذي استدرجوه من مكة ثم فروا من حوله عندما تعرض للعدوان . إن اذاعاتهم مستنفرة اليوم تدعو شيعة العراق للثورة واسقاط الحكم القائم ، فمرة يندبون بأسلوب عراقي مؤثر ، ومرة يقولون الشعر ، ومرة يذكرون صداماتهم مع النظام ويتخلل ذلك ( موسيقى حربية).

إنهم يستعدون فعلا لمعركة مع النظام العراقي ، ويتهيأون لكل فرصة ليلتهموا بها العراق :
فالعراق وراء ثورة عرب الأهواز ، والعراق وراء ثورة الأكراد .

-369-

ونقلت وكالات الأنباء في 23/6/1979 تصريحا للجنرال سيف أمير رحيمي رئيس البوليس الحربي قال فيه :
إن ايران تحتاج الى شراء مزيد من الأسلحة المتطورة لمكافحة الغارات الجوية العراقية !! .

فها هو رئيس بوليسهم الحربي يعترف بأنهم يريدون سلاحا متطورا لمواجهة العراق وليس لمواجهة الاتحاد السوفياتي أو أمريكا أو للدفاع عن المسلمين في أفغانستان أو الفلبين أو أريتيريا أو لتحرير فلسطين كما يزعمون !! .

وسئل الدكتور مصطفى جمران وزير الدفاع عن سبب تشغيل القاعدة البحرية في ( خوار مشهر ) بالقرب من الحدود العراقية فأجاب :
( هناك تهديدات عسكرية لإيران من احدى الدول العربية ، والحكومة الايرانية أرادت أن تثبت أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها اذا تعرضت لأي هجوم عسكري خارجي أو اذا تعرضت لأي مؤامرة أجنبية"16" ) .

وليس صحيحا قول وزير الدفاع ورئيس البوليس الحربي أن ايران مهددة بخطر عراقي ، ليس صحيحا لأن العراق سارعت الى عقد صلح مع الشاه وتنازلت بموجبه عن جزء من أراضيها عند شط العرب ، وما كانت لتقدم على هذا الصلح لولا شعورها بالخطر والخوف ، وليس صحيحا لأن العراق سارعت الى الاعتراف بالثورة الايرانية ، وطالبت ثوار الخميني بفتح صفحة جديدة ، ولكن الخمينيين ردوا التحية بأسوأ


(16)الوكالات 2/10/1979 عن النهار اللبنانية .


-370-

منها ، والعراق أخيرا تعلم أن ايران هي التي تحرك شيعة العراق وتتلاعب بعواطفهم ، ونسبة الشيعة في العراق لا تقل عن النصف أو هي في هذه الحدود .

مؤامرة 1979 :
في الشهر الثامن من عام 1979 أعلنت الحكومة العراقية أنها اكتشفت مؤامرة للاطاحة بنظام البعث وحكومته في بغداد ، وأن شخصيات حزبية كبيرة كانت تتزعم هذه المؤامرات وهم :

1_ محى عبد الحسين المشهدي أمين سر مجلس قيادة الثورة ووزير سابق .
2_ عدنان حسين نائب رئيس الوزراء .
3_ محمد عايش وزير الصناعة ورئيس نقابات العمال في العراق .
4_ محمد محجوب وزير التربية والتعليم .
5_ غانم عبد الجليل وزير دولة .

ويضاف الى هذه الأسماء شخصيات أخرى في مستوى مدير جامعة وكبار ضباط وكلهم من قيادة حزب البعث الحاكم .

وجاء في بيان القيادة القطرية لحزب البعث العراقي ومجلس قيادة الثورة أن المتآمرين كانوا على صلات مع جهات خارجية رأت القيادة أنه ليس من المصلحة كشفها الآن ، لكنها تعمدت تسريب المعلومات الى الصحف الموالية لها خارج العراق وتبين من اعترافات المشهدي أن المؤامرة بدأت سنة 1975 وكان هدفها الاطاحة بالرئيس أحمد حسن البكر
  #5  
قديم 04-09-2006, 03:26 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-371-

ونائبه صدام حسين واعلان دولة الوحدة بين سورية والعراق على أن يرأسهما حافظ الأسد وتكون عاصمتها بغداد .

وأضاف المشهدي :
كان ل ( محمد العايش ) صلات قديمة مع الرئيس السوري حافظ الأسد ، و جمعت بينهما ظروف قديمة ( على حد قوله ) ولم يقل ما هو شكل هذه الظروف .

أما عن اتصالهم بحافظ الأسد فقال المشهدي :
كان المتآمرون يذهبون الى الموصل شمال العراق في مهمات رسمية . وتحت جنح الليل يتسللون الى الحدود السورية للقاء أشخاص موفدين من الأسد . وبعد اعلان مشروع الوحدة سهل على المتآمرين الاتصال بحافظ الأسد والمخابرات السورية حيث صاروا يسافرون رسميا الى دمشق بمهام رسمية من أجل الوحدة !!

واعترف المشهدي أن محمد العايش _ مسؤول الاتصال بسورية _ تسلم أول دفعة من سوريا 20,000 دينار ، وأن الأسد طلب منهم الاسراع في الانقلاب ، وتعهد بإرسال فرقة مظلات سورية تنزل ليلة الانقلاب بثياب عسكرية عراقية .

وذكرت مجلة ( الاكسبرس ) في باريس أن هناك خطابا من حافظ الأسد وقع في أيدي المحققين يعد فيه بأنه سيقدم مساعدة من المظليين السوريين عند الضرورة .

وقابلت السلطة العراقية هذه المؤامرة بمنتهى الحزم فأعدمت 21 متهما وحكمت بالسجن على 20 شخصا بالسجن مدة تتراوح بين 7 الى 15 سنة .


-372-

وأرسلت شريطا مسجلا باعترافات المتآمرين الى حكام سورية ثم انقطعت العلاقة بين البلدين إثر اكتشاف هذه المؤامرة ، وتقابل الأسد وصدام في تونس فلم يسلما أحدهما على الآخر ويبدو أن وساطة السعودية لم تفلح في اصلاح ذات البين بين البلدين قبل انعقاد المؤتمر وخلاله .

مرة أخرى نقول من الصعب جدا الحصول على الحقائق كلها . ومن خلال ما أذيع من أخبار هذه المؤامرة نستطيع بأن نجزم أن سورية كانت طرفا رئيسيا في هذه المؤامرة ، وفي الوقت الذي كان حافظ الأسد يصافح فيه صدام حسين في بغداد كان يحاول طعنه في اليد الأخرى .

نعم في الوقت الذي كان فيه قادة البلدين يعلنان عن مشروع وحدة ، كان حافظ الأسد يطبخ مؤامرة رهيبة على رفاقه وشركائه في الحزب وهذا خلق أصيل فطر عليه الأسد .

أما الطرف الثاني في هذه المؤامرة فكان أمين سر مجلس قيادة الثورة محى عبد الحسين مشهدي وهو شيعي ايراني فارسي ، ألقي القبض عليه خلال مظاهرات واضطرابات الشيعة في جنوب العراق ، ويبدو أن القاء القبض عليه جاء عن طريق الخطأ وليس نتيجة تخطيط فانهارت قواه وظن أن المؤامرة قد كشفت فطلب محققا حزبيا واعترف أمامه .

والمشهدي ورث وزارة الدولة عن فليح حسين الجاسم الذي أقيل عام ( 1977 ) لتواطئه مع الشيعة ثم أصبح أمين سر مجلس قيادة الثورة لحزب قومي عربي وهو فارسي يالغباء القوميين !! .



-373-

ومن استعراض أسماء المتآمرين نعلم أن كثيرا منهم من عائلات شيعية ، وأن توقيت المؤامرة رافق توتر العلاقات الأيرانية العراقية من جهة والتقارب الأيراني السوري من جهة أخرى .
ويضاف الى هذا قدرة الشيعة على التغلغل في الأحزاب لغرض الأنقضاض عليها وخاصة حزب البعث كما حدث في سورية ، ولكن مازال لقادة بعث العراق نصيب فى هذه الحياة ولم يحن أجلهم .

وهذه هي المؤامرة الثانية التي يدبرها بعثيو سورية النصيريين على بعثيي العراق ، فالأولى كانت عام 19797وكان من جملة المتهمين فيها ( محمد العمار ) الذي أدين بحوادث التجسس الشهيرة لأسرائيل عام 1968 .
وبعد مؤامرة 1979 قام عدد من الزعماء الأيرانيين بزيارة سورية ولبنان ، ومن دمشق كانوا يشنون أشد الهجمات والأتهامات لحكام العراق .

صرح حسين الخميني حفيد الأمام الخميني أن على ايران بمساعدة بعض دول المنطقة أن تصفي نظام الحكم العراقي بسبب القمع الذي يمارسه ضد شعبه والذي هو أشد بطشا من القمع الذي مارسه الشاه"17" .

حسين الخميني من الشباب الذين يتابعون القضايا السياسية ، وله مكانة مرموقة عند جده قائد الثورة الايرانية ، وزيارته لسوريا جاءت بعد أيام من اعدام النظام السوري لأكثر من خمس عشرة داعية في يوم واحد فهل سأل الأسد أثناء لقائه به عن سبب اعدامه لهؤلاء الدعاة ؟! .

(17) وكالة أ.ف.ب 25/10/1979 .

-374-

هل حاول حسين الخميني أن يزور سجون سوريا وأقبية المخابرات ليرى بعينيه ماذا يفعل النصيريون بشباب الدعوة وجند الله ؟! .

الخميني الحفيد يعلم جيدا كيف يحارب النصيريون الاسلام ، وينشرون العلمانية والالحاد ، ويشجعون كل فساد خلقي .. فكيف أشاد بالنظام السوري وسياسة حافظ الأسد ؟! .

وكيف أفصح عن المهمة التي زار من أجلها سوريا فقال:
( إن على ايران بمساعدة بعض دول المنطقة أن تصفي نظام الحكم العراقي ) .

بعض دول المنطقة يقصد سوريا . لكن الخميني الحفيد لم يقل متى سيكون دور العراق هل هو بعد اسرائيل أم قبلها ؟! .

نحن والله نعلم أن حكام طهران أشد خطرا على الاسلام من اليهود ، ولا ننتظر خيرا منهم ، وندرك جيدا أنهم سيتعاونون مع اليهود في حرب المسلمين ، وأن الذين يتآمرون على العراق والخليج ولبنان وسوريا لن ولم يحاربوا اسرائيل .. ولكننا نقدم هذه المعلومات لقادة الشباب المعتقلين في سجون النصيريين والذين ما زالوا يصفقون للخميني رغم كل ما صدر عنه .
لقد اكتفينا بهذه المعلومات وتجاوزنا عن تصريحات المنتظري التي يرددها كل أسبوع وتنقلها اذاعة طهران: إن ايران قادرة على احتلال العراق لو أرادت .


-375-

أو بأخبار الأسلحة التي ضبطتها السلطات العراقية في مركب كبير ، وكانت وجهة سير المركب الى احدى دول الخليج"18" .

تجاوزنا عن هذه المعلومات وعن غيرها لأن الصورة التي عرضناها أصبحت واضحة لكل منصف .

(18) الأنباء : 28/9/1979 .

-376-

المبحث الثاني

لماذا تبرأ الخمينيون من تصريحات روحاني ؟!
عند حديثنا عن أطماع الرافضة في الخليج بينا أنهم توارثوا هذه الأطماع عن أجدادهم المجوس ، وأن لهذه الأطماع جذورا موغلة في القدم ، وأن خطتهم التي ساروا عليها خلال نصف قرن مضى كان يتزعمها ويحركها آيات قم والنجف وليس الشاه كما يشيعون .

كما سقنا الأدلة على أن شيعة الخليج بدأو بتحرك ملحوظ منذ بداية الثورة الخمينية ، فنظموا صفوفهم من جديد ، ووزعوا الأسلحة ، وطالبت اذاعة عبدان بتحرير مكة قبل تحرير القدس ، ورفضت حكومة بارزكان التخلي عن الجزر العربية المحتلة ، وأكد المسؤولون الايرانيون أن الخليج فارسي وتفسيرهم التاريخي لهذه الكلمة أن الموانئ والشواطئ الواقعة على ضفتيه الشرقية والغربية فارسية .

والذين حركوا أحداث الكويت والبحرين ممثلون للخميني وليس ( للروحاني ) ، ولم ينفرد روحاني بهذه التصريحات بل صدرت عن شخصيات مسؤولة من أهمها تصريحات آية الله حسين منتظري رئيس مجلس الخبراء الدستوريين وخطيب الجمعة بمدينة طهران .

وبعد أن توترت الأجواء السياسية ما بين ايران ودول الخليج ، وكادت الواقعة أن تقع سارع المسؤولون الايرانيون الى التنصل من تصريحات روحاني ، ووسطوا سوريا في هذا الخلاف وعينوا سفيرا لهم في البحرين ، وقام صادق طبطبائي نائب رئيس الوزراء بزيارته للبحرين مطمئنا وداعيا الى تصفية الأجواء .

-377-

والسؤال الذي يفرض نفسه :
لماذا تبرأ الخمينيون من تصريحات روحاني ؟! .

واختلفت أجهزة الاعلام في الاجابة على هذا السؤال :
فالصحف الموالية للعراق قالت : تراجعت ايران أمام التهديدات العراقية الصارمة ، وأن العراق كانت تعني ما تقول .

والصحف التي تمولها دول الخليج وشبه الجزيرة العربية قالت :
لقد تحولت السعودية ودول الخليج الى دولة واحدة وجيش واحد ، وبدأت المناورات العسكرية في هذه الدول ، وزاد من حدة الموقف التفاهم والتنسيق بين دول الخليج والعراق ، وما كانت ايران تنتظر موقفا كهذا الموقف .

أما الصحف التي تمولها ايران وسوريا فزعمت أن الثورة الايرانية بريئة من هذه التصريحات ، وروحاني ليس مسؤولا ولا علاقة له بهذه السلطة ، وفي أجواء الحرية والديمقراطية يقول كل انسان ما يعتقده ويؤمن به دون خوف ولا وجل .

وهذه الأقوال كلها غير مقنعة بل وليس فيها دليل واحد ترتاح إليه النفس . فإيران الثورة عندما بدأت تتحرش بدول الخليج كانت تعلم جيدا بأن السعودية هي الأم الحنون عند دول الخليج ، وأن العلاقات السعودية الخليجية من جهة والعراقية من جهة أخرى قوية جدا .
وتعلم ايران الخميني أن هذه الدول لن تقف مكتوفة الأيدي ، وأن الاعتداء على البحرين مثلا يعني الاعتداء على ا لسعودية والعراق والكويت وسائر دول الخليج


-378-

وأن معظم البلدان العربية ستقف مع دول الخليج ضد ايران .
تعلم ايران بذلك كله من طرق متعددة :
منها شيعة الخليج الذين يحتلون مناصب رفيعة في وزارات الدفاع والخارجية والداخلية في هذه الدول .
ومنها التجار الايرانيون شركاء الأمراء والشيوخ ووكلاؤهم بعد أن حصلوا على الجنسية الخليجية . ومنها أقنيتهم الدبلوماسية ، وعن طريق حلفائها من الحكام العرب .

وتحركت ايران ضد الخليج من واقع المطلع والعالم بخفايا الأمور ، وعين الخميني ممثلا له في كل من البحرين والكويت ، وتحرك شيعة الخليج ضد حكامهم بشكل منظم وفي وقت واحد . غير أنه وقع حادث لم تحسب طهران حسابه ففوجئت به :
بعد أول تصريح أطلقه روحاني في الشهر السادس من عام 1979 هاجم مسلحون الكلية العسكرية وأوقعوا مذبحة بالطلاب النصيريين بالتعاون مع النقيب المناوب المسؤول عن الكلية العسكرية بمدينة حلب السورية .. وبعد هذا الحادث قامت جماعات منظمة باغتيال عدد كبير من القادة النصيريين بالجيش والجامعات والوزارات وسائر مؤسسات ومرافق الدولة ، وقابلت السلطة النصيرية الموقف بالعنف والشدة فأعدمت اكثر من خمسة عشر شابا من شباب الدعوة الاسلامية ، وألقت القبض على مئات منهم وزجت بهم في سجون وأقبية تهون دونها سجون ( السافاك ) ومعتقلات ( الباستيل ) ، وظنوا أن بطشهم سيقضي على حوادث العنف ، وسيضع حدا للاضطرابات ، غير أن الوضع الداخلي في
  #6  
قديم 04-09-2006, 03:28 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-379-

سوريا ازداد خطرا ، وصارت حوادث الاغتيال تتم بصورة اسطورية تدعو الى الغرابة والدهشة :
يتم انذار الشخص الذي يريدون قتله ، ويتم القتل في الوقت المحدد ، ويتوارى القتلة عن الأنظار ، وتجد السلطة نفسها عاجزة عن ايقاف هذا المسلسل من الحوادث .
وتفاقمت الأمور ، وأصبح النظام السوري محمولا على كف عفريت _ كما يقولون _ واسقاط هذا النظام سيكون بمثابة ضربة قاصمة لثوار الخميني للأسباب التالية :

لأنه نظام من أنظمة الرافضة بموجب الوثيقة الصادرة عن القيادتين النصيرية والشيعية في 3/7/1392 .
ولأنه يدعم ويساند شيعة لبنان ويحقق لهم الطموحات التي يتطلعون إليها .
ولأن سقوطه قوة لحكام العراق وبالعكس فقوته واستمراره ضعف للسلطة في بغداد مما يجعلها تعيش بين فكي الكماشة : ايران شرقا وسوريا غربا .

وأخيرا فلسوريا موقع جغرافي هام جدا ، والسيطرة عليها تعني السيطرة على بلاد الشام ، وتعاونها مع ايران وشيعة العالم العربي بمثابة كارثة نسأل الله أن يجنبنا شرهم .

ولا تستطيع ايران أن تعدد معاركها : معركة داخلية مع الأكراد والعرب والأتراك والبلوش ، ومعركة في الخليج والعراق ، ومعركة في سوريا ، وتجميد عملياتها في الخليج

-380-

قد يعوض بينما سقوط النظام السوري لا يعوض بالنسبة لها .
وكلامنا هذا سندعمه بالأدلة والشواهد التالية :

لقاء الأسد واليزدي :
استقبل حافظ الأسد ولمدة ساعة ابراهيم يزدي وزير الخارجية الايرانية ، ولم يعرف شيئا عما تناوله هذا الاجتماع الذي لم يشترك فيه عبد الحليم خدام وزير الخارجية السوري .
دمشق _ وكالة أ.ف.ب 10/9/79 .
هناك احتمال واحد حال دون اشتراك خدام بهذا اللقاء :
إنه ليس شيعيا ولا نصيريا ولأن المحادثات طائفية وليس من المعقول أن يحضرها علما بأنه كان موجودا في دمشق ، وهو الذي استقبل وزير الخارجية الايرانية وودعه حسب معلومات وكالة الأنباء التي ساقت الخبر ، وأي احتمال آخر غير وارد لأن خدام ركن من أركان النظام السوري ولا يحجب عنه إلا الأخبار والمعلومات المتعلقة بالطائفة النصيرية .

وابراهيم يزدي صديق للاسلاميين السنة ، وهو عندهم ثقة ولا يخفون عنه سرا من الأسرار ولقد زاره عدد منهم كان آخرهم الدكتور حسن الترابي الذي نقل عن اليزدي قوله :
النصيريون مسلمون طيبون فلا تتعرضوا لهذه الطائفة بسوء ، والبلاء كل البلاء في حزب البعث وليس في النصيرية ومن ثم فجاءت زيارته لسوريا في أوج الاضطرابات والقلائل الداخلية التي يشهدها هذا البلد على أيدي النصيريين .

-381-

وفي 19/9/1979 زار نائب رئيس الوزراء الايراني الدكتور صادق الطبطبائي وأدلى بحديث الى صحيفة تشرين جاء فيه :
( ان حكومة حافظ الأسد قدمت كل أشكال الدعم للثورة الايرانية الذي كان له الفضل في انتصار الثورة على نظام الشاه ) .

وقال اليزدي مثل هذا الكلام في لقاء له مع مجلة الشهيد الايرانية العدد 26 تاريخ 4/11/1399 وتصريحات المسؤولين الارانيين تعني بشكل أوضح بأن ايران لن تتخلى عن سورية وستقف معها ضد المسلمين - لأن الحوادث الداخلية يقوم بها المسلمون السنة - وايران في عملها هذا ترد بعض ما لحافظ الأسد من دين في عنق الثورة الايرانية .

الطبطبائي يعترف :
في 7/10/1979 زار الطبطبائي نائب رئيس الوزراء الايراني سورية _ ومما يجدر ذكره أن زياراته كثرت بعد حوادث الكلية العسكرية في حلب _ وعقد مؤتمرا صحفيا قال فيه :
( ليس من المستغرب أن ينهض الرئيس الأسد للحد من هذه المحاولات ، ولابراز وجه الثورة الايرانية ( !! ) الصحيح . وهذه ليست المرة الأولى التي يتطوع فيها الرئيس الأسد من أجل الدفاع عن الثورة الايرانية .. وختم تصريحاته قائلا :
إن الايرانيين سيقفون الى جانب سورية وسينضمون إليها اذا تطلب الموقف"19" ) .

(19) وكالات الأنباء 7/10/م979 م.

-382-

الطبطبائي يقصد بأن الأسد لعب دورا مهما في الوساطة ما بين ايران ودول الخليج ، والقضية لا تحتاج الى وساطة فلولا تصريحاتهم العدوانية ، وأنشطة أتباعهم المريبة لما كانت هناك مشكلة بينهم وبين دول الخليج ، ولو كان الأمر مجرد خطأ لكان بوسعهم إنهاؤه عن طريق اتصال مباشر مع دول الخليج ، لكنهم أرادوا تلميع وجه أسدهم وإظهاره كبطل ورجل سلام وأنه داعية لإصلاح ذات البين بين الأشقاء .

والمشكلة ليس في هذا كله وإنما في قول الطبطبائي :
( .. ان الايرانيين سيقفون الى جانب سورية وسينضمون إليها اذا تطلب الموقف ذلك ) .

كلام نائب رئيس الوزراء الايراني عام ومنه نفهم أن الايرانيين سيقفون الى جانب النظام السوري _ النصيري _ ونقول النصيري لأنه أشاد بالرئيس الأسد في مطلع بيانه فالفضل له وهم ممنونون منه .

نقول سيقف الايرانيين مع النصيريين لو حاربوا الأردن أو العراق أو لبنان أو اسرائيل _ وهذا غير وارد _ وسينضمون إليهم اذا تعرضوا لحرب أهلية داخل سورية ، وفهمنا هذا موضوعي لأن الطبطبائي لم يخصص في تصريحه ولم يستثن أحدا .

كما أن هذا التصريح بمثابة تهديد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حافظ الأسد ونظامه ، وفي الحقيقة فإن زيارته من أجل هذا الغرض أما الوساطة السورية فهي ستار وغلاف لهذه التهديدات .

-383-

قرار الخميني :
الاتصالات الايرانية السورية كانت تتم بشكل سري ، أما بعد تفاقم الاضطرابات الداخلية فأصبحت دمشق تستقبل بين كل فترة قصيرة وأخرى مسؤولا ايرانيا : الطبطبائي ، حسين الخميني ، خلخالي ، منتظري ، يزدي .

وكشفت بعض الصحف التي لها اتصالات معينة أسرار هذه الزيارات :
نشرت صحيفة الحوادث الصادرة في لندن الخبر التالي : ( تدرس الحكومة الايرانية امكانية ارسال عشرة آلاف متطوع ايراني الى الجنوب لدراسة ما يمكن أن تقوم به الحكومة بالنسبة للجنوب ، وكان الوفد المذكور برئاسة الأصفهاني وضم عددا من العسكريين . وأن ذلك بناء على رغبة بعض زعماء الشيعة في الجنوب ، رغم أن القادة الفلسطينيين غير متحمسين لذلك"20" .

ونشرت صحيفة السياسة الكويتية الخبر التالي :
( علمت السياسة أن الحكومة الايرانية قد أبلغت الزعامة السورية عن استعدادها لتقديم كافة الامكانات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمواجهة الاضطرابات الداخلية وأي مؤثرات سلبية من الخارج ، وقد نقل هذا التأييد عبر الرسالة التي حملها نائب رئيس الوزراء والناطق بلسان الحكومة الايرانية السيد صادق طبطبائي الى الرئيس السوري حافظ الأسد خلال اجتماعه به أخيرا .



(20) الحوادث العدد 1197 تاريخ 12/10/1979 .


-384-

وعلمت السياسة أن زيارة المسؤول الايراني في هذه الظروف لدمشق كانت مثار اهتمام وتعليقات من جانب كثير من الأوساط الدبلوماسية العربية والأجنبية حيث توقعت هذه الأوساط أن تتبلور عن ( علاقات ذات طبيعة خاصة ) بين ايران وسورية خلال الفترة القادمة وذكرت مصادر مطلعة هنا أن التحرك السريع للثورة الايرانية لدعم النظام السوري ثم الاتصال ببعض الأوساط الدينية بلبنان سيكون محل اهتمام واسع لدى حكومات دول المنطقة"21" ) .

وفي 16/8/1979 نشرت السياسة الكويتية في رسالة لها من طهران قالت أن الخميني قرر ارسال قوات ايرانية للمرابطة في سورية ، وأنه حريص على التواجد العسكري المباشر على حدود المواجهة مع اسرائيل .

وقبل التعليق على هذه الأخبار لا بد من بيان أهمية الصحف التي نشرتها .
إن لصاحب مجلة الحوادث علاقات وطيدة مع جميع دول الخليج ، وأخباره لا يأخذها من صغار أو كبار الموظفين في الوزارات بل من ملوك وأمراء هذه الدول ، كما أن له صلات وارتباطات وثيقة مع أجهزة الاعلام والمخابرات العالمية .

وعندما يقول اللوزي بأن الحكومة الايرانية تدرس امكانية ارسال عشرة آلاف متطوع ايراني الى جنوب لبنان .. ثم يأتي المنتظري بعد مدة ويقرر ارسال عشرة آلاف متطوع ايراني الى جنوب لبنان فهذا يعني ان خبر الحوادث دقيق ، ولم يأت نتيجة التنجيم أو الرجم بالغيب ، لا سيما وأن الحوادث قد أشارت بأن وفدا عسكريا برئاسة الأصفهاني


(21) السياسة 6/10/1979 .

-385-

قد أرسل لهذا الغرض بناء على رغبة الشيعة في الجنوب .
أما السياسة فكانت أكثر دقة من الحوادث فاستبعدت أصلا أن تكون زيارات الايرانيين لسورية من أجل الوساطة مع دول الخليج بل حددت بكل وضوح وقالت بأنها من أجل تقديم كافة الامكانات والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لمواجهة الاضطرابات الداخلية ، وأي مؤثرات سلبية من الخارج _ أي العراق _

وبدو أن السياسة تترجم بخبرها هذا وجهة نظر الحكومة الكويتة والسعودية والعراقية انظر إليها وهي تقول :
وعلمت السياسة أن زيارة المسؤول الايراني في هذه الظروف لدمشق كان مثار اهتمام وتعليقات من جانب كثير من الأوساط الدبلوماسية العريبة والأجنبية حيث توقعت هذه الأوساط أن تتبلور عن علاقات ذات طبيعة خاصة بين ايران وسورية .

العلاقات ذات الطبيعة الخاصة هي وحدة الشيعة في ايران مع النصيريين في سورية مع الشيعة في لبنان وهو والذي عنته لسياسة في قولها :
( وذكرت مصادر مطلعة هنا أن التحرك السريع للثورة الايرانية لدعم النظام السوري ثم الاتصالات ببعض الأوساط الدينية بلبنان _ أي الشيعة _ سيكون محل اهتمام واسع لدى حكومات دول المنطقة ) .

انظر الى قول الصحيفة : وذكرت مصادر مطلعة هنا ، فمن هذه المصادر المطلعة ان لم يكونوا كبار المسؤولين في الخليج ؟! .

-386-

وماذا تعني السياسة بقولها :
وعلمت السياسة ؟! لا شك بأنها علمت من المصادر المطلعة !! .
ودول المنطقة التي تخشى من المحور الايراني السوري هي :
السعودية ، العراق ، الكويت وسائر دل الخليج . ومن أجل هذا رفضت الكويت الوساطة السورية ، كما أنها رفضت استقبال الدكتور صادق طبطبائي نائب رئيس الوزراء الايراني ، وكان لها موقف حازم مع السفير السوري في الكويت .. ويروى أن للسعودية موقفا من سورية شبيه الى حد كبير بالموقف الكويتي .

ومن منطلق ارتباط صحيفة السياسة الوثيق مع حكام الخليج أعلنت بأن الخميني قرر ارسال قوات ايرانية للمرابطة في سورية ، وجاء خبر السياسة في 16/8/1979 أي قبل اعلان المنتظري عن قراره بأكثر من شهرين ونصف .

ويبدو أن هناك خلافا بين الحوادث والسياسة في تحديد الجهة التي سيتوجه إليها المتطوعون الايرانيون ، فالحوادث قالت سيتوجهون الى جنوب لبنان ، بينما قالت السياسة بأنهم سيتوجهون الى سورية . والحقيقة أن وجود الجنود في سورية يعني وجودهم في لبنان وبالعكس ، وقد يستخدم الايرانيون شعار تحرير فلسطين أو المرابطة مع الفلسطينيين في جنوب لبنان تغطية لوجودهم في سورية ، والخلاصة أنه ليس هناك من خلاف بين الصحيفتين .

وفي جميع الزيارات التي كان يقوم بها المسؤولون الايرانيون كانوا يزورون لبنان كما يزورون سورية ، وفي احدى زيارات الطبطبائي الى لبنان في 10/10/1979 نقلت وكالة رويتر أنه كان يرتدي الزي العسكري لمنظمة ( أمل ) الشيعية ،

  #7  
قديم 04-09-2006, 03:30 PM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

-387-

وكان عضوا فيها قبل قيام الثورة الايرانية في العام الماضي .
ونقلت السياسة الكويتية في 6/10/1979 أن اثنين من المسؤولين الايرانيين اللذين حصلا على مليون دولار لتوزيعها على القرى الشيعية في جنوب لبنان قد اختفيا ومعهما النقود .

وقد تردد أن الزعيم الايراني آية الله الخميني قد بعث بهذه النقود الى الشيعة في جنوب لبنان.
وفي زيارات المسؤولين لشيعة لبنان مع زياراتهم لسورية دليل على مسؤوليتهما عن البلدين ، ففي لبنا كانوا يعقدون المعاهدات مع الفلسطينيين باسم شيعة لبنان ، وكانوا يقابلون سركيس وكبار المسؤولين كمفاوضين عن الشيعة ، وكانوا يعقدون الندوات في مناطق الشيعة ويقدمون كل عون ومساعدة لهم .

وذكر أن هذه الزيارات ساهمت في تجميد كثير من الخلافات ما بين الفلسطينيين والشيعة ، وتوجت هذه الزيارات كلها بزيارة الطبطبائي وخدام للبحرين وكأنهما يمثلان دولة واحدة .

تنفيذ الخطة :
أعلن ما يسمى بآية الله محمد المنتظري بأن لديه عشرة آلاف متطوع ايراني وسيتوجهون خلال أيام الى جنوب لبنان والجولان والأردن وسيناء ليقاتلوا الى جانب الفلسطينيين من أجل تحرير القدس وفلسطين وسائر المناطق العربية التي احتلها اليهود في جميع حروبهم مع العرب .

وأضاف قائلا بأن سلاح الجو الايراني سبيتصدى للطيران الاسرائيلي اذا حاول التعرض لقواتنا ، وأنه سيدخل لبنان رغم أنف الحكومة اللبنانية المتواطئة مع الصهيونية .

-388-

وأن قواته ستقاتل كل من يحول بينهم وبين الجهاد والشهادة في سبيل الله _ على حد زعمه _ .

وهذه (القنبلة) السياسة التي فجرها المنتظري تطرح كثيرا من الأسئلة :
_ هل تستطيع ايران أن تستغني عن عشرة آلاف مقاتل في وقت اشتدت فيه حدة المواجهة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية _ كما يقولون _ وبينها وبين العرب في الأهواز من جهة ، وبينها وبين الأكراد من جهة ثانية ، وبينها وبين الأتراك في أذربيجان من جهة ثالثة ، وبينها وبين البلوش من جهة رابعة ؟! .

_ هل تسمح ظروف لبنان بشكل عام والجنوب اللبناني بشكل أخص باستقبال هذا العدد الكبير من المقاتلين ، أو ليس مجرد اعلان المنتظري كاف في تفجير الأوضاع في لبنان ، وهل من المعقول أن يقابل الموارنة هذا الحدث بالصمت ؟! .

_ هل يجوز للمنتظري أن يعلن عن خطته قبل ارتحال المتطوعين الى مواقع القتال ، وما الذي يمنع اسرائيل من ضرب الطائرة التي تقل المتطوعين ، ولها أن تدعي بأنها تدافع عن نفسها ضد ايرانيين جاءوا لحربها والقضاء عليها ؟! .

_ زعم المنتظري بأنه سيحارب الى جانب الفلسطينيين وسورية ، وهؤلاء الذين سيحارب الى جانبهم يلهثون وراء الحل السلمي ، ويبحثون وراء دولة فلسطينية ولو كانت في أريحا وحدها ، ومن ثم هل يجوز أن يتم حضور المتطوعين بمثل هذا العدد بناء على رغبتهم وبدون استشارة أو موافقة منظمة التحرير ؟! .

-389-

هذه الأسئلة تجعلنا نجزم بأن عملية ارسال المتطوعين ليست على ظاهرها _ أي كما أعلن عنها المنتظري _ بل إن وراء والأكمة ما وراءها ، ومن قبل دخلت قوات حافظ الأسد لبنان باسم حماية الفلسطينيين ، وهي التي أبادت منهم في جسر الباشا وتل الزعتر وصيدا أعدادا تفوق جرائم اليهود في دير ياسين وقبية وغيرها .
****************
وبعد اعلان المنتظري عن خطته بدأ التنفيذ على شكل رواية ثقيلة الظل صعبة الهضم ، وكان للأطراف ذات العلاقة الموقف التالي :
لبنان : حذرت الحكومة اللبنانية ايران من السماح للمنتظري بمغادرة ايران ، وأصدرت أوامرها للحدود والمطار بمنعه ومنع المتطوعين من دخول الأراضي اللبنانية ، وصرحت بأن مثل هذا الموقف سيفجر الأوضاع في لبنان ، وحذرت اسرائيل كذلك من دخول أي متطوع ايراني الى جنوب لبنان ، وتحرك سعد حداد فقصف عددا من قرى الجنوب ، وعدد آخر من المواقع الفلسطينية .

وعارضت قيادة الشيعة في لبنان هذه الفكرة ، فوجه عبد الأمير قبلان رسالة الى الخميني دعاه الى عدم ارسال متطوعين الى جنوب لبنان ، وهاجم حسين الحسيني نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى محمد المنتظري في لقاء له مع النهار اللبنانية ( 21_1_1400 ) ووصفه بأنه معتوه .

أما منظمة التحرير فكان لها موقفان متناقضان ، الموقف الأول : قالت بأنها ليست بحاجة الى رجال وكانت تنتظر من ايران المال والسلاح وليس الرجال الذين ينقصهم التدريب والانضباط _ الحوادث 12/10/1979 وصحف أخرى .



-390-

الموقف الثاني : قال عبد المحسن أبو ميزر بأن وصول المقاتلين الايرانيين أمر طبيعي وتضامني .
الوكالات : 21/12/1979
سورية :
صمتت أولا فنقلت الصحف عنها أنباء متضاربة وهي أرادت وخططت لهذه النتيجة ، ثم نقلت عنها وكالة رويتر الخبر التالي :
( رفض مسؤولون سوريون التعليق على قضية متطوعين ايرانيين يريدون القتال في جنوب لبنان مع الفدائيين الفلسطينيين ضد اسرائيل ولكنهم قالوا :
إن سورية تلتزم بقرارات مؤتمر القمة العربي حول لبنان الذي عقد في تونس الشهر الماضي . وهذا موقف غامض يتعمده حافظ الأسد في كل اموره لكن وكالة رويتر فسرته على الشكل التالي :

وهذا يعني أن سورية تعارض وصول المتطوعين الايرانيين الى جنوب لبنان على أساس أنه يمكن أن يعقد الأمور ويعيق أية تسوية محجتملة في لبنان"22" ) .

ايران :
آية الله منتظري الابن صاحب الخطة وزعيم ما يسمى ( المنظمة الثورية لجماهير الجمهورية الاسلامية ) قال بأن الامام آية الله الخميني يؤيد خطته بارسال متطوعين الى جنوب لبنان ، وقد هنأه على خطوته وقال له :



(22) دمشق _ رويتر 22/1/1400 .

-391-

( حسنا فعلت ، وتقدم الى الأمام ) .
جاء في تصريح له مع الصحف المحلية في ايران في 21/1/1400 وقال المنتظري الابن عندما طلبت الخطوط الجوية الايرانية منه أجرة نقل المتطوعين قال بأن عمليته مموله من مجلس الثورة الايراني"23" .

أما آية الله المنتظري الأب فقال بأن ابنه يعاني من مرض عقلي وبعد أن خضع للتعذيب أيام الشاه أصيب بانهيار عصبي ، وهو يتخيل أحيانا أنه عن طريق استخدام الأساليب الدهمائية والأعمال غير المسؤولة يمكن أن يحقق أهدافا معينة .

وأوضح المنتظري الأب أنه قد حاول دون جدوى إقناع نجله بالذهاب الى مدينة قم للعلاج . الوكالات 21/12/1979 .
الحكومة الايرانية زعمت بأنها ضد الفكرة ولن تسمح للمتطوعين بمغادرة ايران ، وصرحت الحكومة على لسان الدكتور مصطفى جمران : أن ارسال متطوعين بمثابة استفزاز للحكومتين اللبنانية والسورية وشيعة لبنان ، وأضاف قائلا :

سوف تتخذ اسرائيل من المتطوعين مبررا للسيطرة على الجنوب"24" .
ومن ثم رفضت السلطة الايرانية اعطاء المتطوعين جوازات سفر ، ورفضت الخطوط الجوية الايرانية نقلهم بالمجان ، وليس لدى زعيمهم مال يدفعه ، واعتصم المتطوعون في


(23) الوكالات 22/1/1400 .
(24) النهار العربي والدولي 138، 24_ 30/12/1979 .

-392-

مطار طهران ، وجرت مفاومضات بينهم وبين الخطوط الايرانية التي تنتظر من يدفع لها ( 11,000) دولار ، وقام المتطوعون باحتلال وزارة الخارجية الايراينة بضع ساعات .

وأخيرا انتهت الرواية بل التمثيلية بأن قامت الخطوط الجوية السورية بنقل المتطوعين الى دمشق ، وفي سورية بدأ الايرانيون يتدربون في معسكرات قرب دمشق ، وقالت مصادر فلسطينية بأن المتطوعين يحتاجون الى تدريب كامل وطويل"25" .

****************
قلنا في مطلع التقرير أن قيادة الثورة الايرانية قررت ارسال (10,000) متطوع الى سورية للوقوف الى جانب السلطة النصيرية ضد الشعب المسلم ، ولا يستطيع الخمينيون أن يكشفوا حقيقة مقصدهم فلجأوا الى آية من آياتهم الكثيرة كما فعلوا في البحرين _ روحاني _ وهنا اختلف الاسم فقط _ المنتظري _ .

ثم وقعوا في تناقضاتهم واكاذيبهم المفتعلة ، وأخيرا انتصر رأي المجنون !! وسافر أكثر من ( 600) متطوع الى دمشق ، وخرج المنتظري الأب الى المطار ليودع ابنه الذي وصفه بالمجنون .

ولو سئل الخميني : كيف سمحوا للمنتظري وانصاره بالسفر لأعادوا الجواب نفسه عندما سئلوا عن قضية ( روحايني ) : إننا نؤمن بالحرية والديمقراطية ولكل انسان أن يقول رأيه .

ولكن هل هناك من دولة في العالم تسمح لعشرة آلاف متطوع من أبنائها بمغادرة البلاد في ظروف حرجة ليحاربوا دولة أخرى بدون موافقة دولتهم ؟! .
(25) رويتر 3/2/1400 .

-393-

فكيف اذن كان قائد المتطوعين مجنونا _ كما قالوا _ هذا اذا سلمنا بأن هناك حرية فعلا في ايران .

وسوريا التي استقبلت هذه القوات هل تريد فعلا أن تحارب اسرائيل .
ليس هناك من عاقل يعرف حافظ الأسد ويصدق بأنه سيحارب اسرائيل . إنه وحده صاحب بلاغ سقوط القنيطرة !! .. وهو وحده صاحب كيسنجر وسياسة الخطوة خطوة!!

نتحدى حافظ الأسد أن يوزع السلاح على مئات الآلاف من الشباب السوري المؤمن الذي يتشوق للموت في سبيل الله .

نتحدى الأسد أن يفرج عن الأعداد الضخمة من الشباب الذين زج بهم في سجونه ومعتقلاته .

ومحمد المنتظري دخل لبنان عن طريق سوري وما زال مرشحا لفتنة لا تبقي ولا تذر ، وما زالت قواته تتدفق على سورية ، وهذه القوات ستقوم بحماية نظام حافظ الأسد الى جانب القوات النصيرية ، وستوجه حرابها الى صدور الشعب الأعزل فاذا عجزت عن حماية عرش الأسد عندئذ تدخل جنوب لبنان فعلا ولكن ليس من أجل حرب اسرائيل وإنما لتعطي اسرائيل مسوغا لدخول لبنان وبعملها هذا تحقق القول المشهور :
( علي وعلى أعدائي يا رب ) .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م