الى أبو عبد الرحمن الشرقاوي : لم يقل احد ان الله موجود في كل مكان بل قلنا موجود قبل المكان بلا مكان .
وفقنا الله و ياك للحق !
صفةالاستواء لا ينكرها أحد لكن نقول ان استواء الله لا يشبه استواء المخلوق بأي وجه من الوجوه : فاستواء المخلوق يكون بحركة و مكان و زمان وله حد و شكل و طول و عرض و .....
و هذا كله منفي عن الخالق لقوله تعالى " ليس كمثله شيء "
الدليل على ان ألله موجود بلا مكان : قوله عليه الصلاة و السلام "كان الله و لم يكن شيءغيره....."
أيضا قول الخليفة الراشد المبشر بالجنة الامام علي "كان الله و لا مكان و هو الآن ما عليه كان "
أما الإستواء فلغة له عدة معاني بلغت الأربعين وان أردت الارتياح فقل ان الله مستو استواء يليق بجلاله بلا كيف و تغير و لاتبديل و لا تجسيم !! و علم ان الاوهام و العقول عاجزة عن ادراك حقيقة الله عز و جل و اعلم ان من وصف الله بمعاني البشر كفر كما قال الامام السلفي ابو جعفر الطحاوي .
ايها الشرقاوي،
نسمع منك جعجعة و لا نرى طحنا، الم يكفك ما اقامه الأشعري من الحجج الباهرة و الأدلة الزاخرة! ليتك تقرؤه بعين المنصف. أبعد كل هذا تقول اريد ردا علميا! مؤدى كلامك انك تعبد شيئا متمكنا في مكان في جهة فوق، اما نحن فنعبد من لا تحيط به العقول و لا تكتنفه الظنون، إذن نحن نعبد الله الذي ليس كمثله شيء و انت تعبد شيئا توهمته في رأسك، فاعلم أن معبودك لن يغني عنك من الله شيئا ولن ينفعك قيد نقير.
و يحكم أيها المجسمة، الم يسعكم أن تقولوااستوى كما اخبر لا كما يخطر. تأبون إلا أن تحشوا كلمة" بذاته" يا حشوية هذا العصر. اف لكم. فعلا لقد آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه.
يا حمد السلفي،
أرجو ان تنتبه جيدا لما أقول فإن فيه دفع ما اعتراك من شبهة نسال الله ان يصرفها عنك.
الإشكال في استدلالك هو انك بنيت نتيجة على مقدمة فاسدة. و المقدمة الفاسدة التي بنيت عليها هي قولك "لكن هذا الوجود وجودٌ حقيقي ليس وجوداً خياليا كما يقال : لا فوق العالم ولا تحته لا عن يمينه ولا عن شماله ، لا داخل العلم ولا خارجه ، لا متصلاً به ولا منفصلاً عنه ، فإن هذا هو عين المعدوم ا"اهـ. إن هذه المقدمة تعني انك جعلت حقيقة الوجودالتحيز او بمعنى آخر جعلت شرط الوجود التحيزً و هذا باطل. و الدليل علي بطلانه ماخوذ من التفكر في مخلوقات الله، انظر مثلا إلى الألم الذي يعتريك هل يقال إنه متحيزبذاته ؟ حتما ستقول ليس متحيزابذاته لانه ليس بجسم، فهل عدم تحيزه يعني عدمه؟ حتما ستقول لا لانك تشعر به، إذن الألم موجود مع انه ليس متحيزا بذاته، إذن التحيز ليس شرطا في الوجود. و لا ينبغي أن تفهم من كلامي هذا ان وجود الله كوجود الالم ،حاشا و كلا، بل غاية ما في المثال هو إثبات ان التحيز ليس شرطا في الوجود. و عليه فإنه لا إشكال في قولناإن الله موجود بلا مكان و قولنا ليس بمتصل او منفصل و قولنا ليس بداخل العالم و لا خارج العالم و قولنا ليس بمتحرك و لا ساكن لأنه تعالى ليس بجسم متحيز. الإشكال يحصل إذا ما و صفت جسما بانه لا متصل و لا منفصل و لا متحرك و لا ساكن، و الله ليس بجسم فلا إشكال فيما قررناه و لا يعني ذلك عدمه كما أسلفنا لأنه لا يشترط ان يكون الشئ جسما حتى يكون موجودا.
و الامر كما قرره الأخ الفاروق مراقب الخيمة حينما قال:لكن الداهية الدهياء والمصيبة التي ليس بعدها دواء هي قياس الخالق على المخلوق .
نصيحتي يا حمد ان تلتزم بالقاعدة الجليلة: مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك.
اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا.
بسم الله الرحمن الرحيم
من حمد السلفي إلى الأخوين: الفاروق و الأشعري وغيرهما وفقنا الله جميعاً للحق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
تجدون الرد المفصل في الموضع التالي إثبات الصفات مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات ) .
والسلام عليكم .