الأمام السجّاد : زيـن العـابدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهربن وبعد..
- هو علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم أجمعين . المعروف بزين العابدين وكان يُكنّى أبا الحسين وقيل أبا محمد . وليس للحسين رضي الله عنه عقب إلا من ولد زين العابدين. وأمه كانت أمَةّ مملوكة اسمها غزالة كما ذكر ابن سعد في ( الطبقات ) وحكى ابن قتيبة في كتاب ( المعارف ) أن أم زين العابدين سندية يقال لها سُلافة ويقال غزالة.
والإمام زين العابدين هو من سادات التابعين, قال الزهري : لم ارى هاشمياً أفضل منه وما رأيت أحداً أفقه منه . وكان رضي الله عنه إذا توضأ اصفرّ وجهه فيقول له أهله : ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟؟؟ فيقول : ما تدرون بين من أريد أن أقوم.
وورد أنه وقع حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد,فجعلوا يقولون له : يا ابن بنت رسول الله النار,يا ابن بنت رسول الله النار , فما رفع رأسه حتى أطفئت , فقيل له : ما الذي ألهاك عنها؟ قـال: ألهتني عنها النار الأخرى.
كان رضي الله عنه سخيّاً كريماً جوّاداً, فقد روى ابن الجوزي في ( صفة الصفوة ) عن محمد بن إسحق قال: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم , فلما مات علي بن الحسين ( زين العابدين ) فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل , وكان اذا أتاه السائل رحّب به وقال : مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة.
وكان رضي الله عنه متواضعاً, اذا مشى لا يتبختر في مشيه وإذا قام الى الصلاة أخذته رعدة فقيل له ما لك , فقال : ما تدرون بين يدي من أقوم ومن اُناجي, وكان رضي الله عنه يجالس أسلم مولى عمر رضي الله عنه.
وكان زين العابدين على عقيدة النبي وأصحابه من توحيد الله وتنزيهه عن المكان والحيز والحد واللون, فقد روى السيد مرتضى الزبيدي شارح القاموس بالإسناد المتصل لآل البيت أن زين العابدين علي بن الحسين قال في الرسالة المسماة الصحيفة السجّادية: ( سـبـحانك اللهم لا يـحويك مكان ).
وفضائله ومناقبه رضي الله عنه أكثر من أن تُحصر , وكانت ولادته يوم الجمعة سنة ثمان وثلاثين للهجرة وتوفي سنة أربع وتسعين وقيل اثنتين وتسعين وقيل تسع وتسعين للهجرة في المدينة ودُفن في قبر عمه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس رضي الله عنهم.
رحمك الله أيها الإمام الورع والولي الصالح ... رحمك الله فقد كنت حقاً زين العابدين...
اللهم أرضي على الأربعة اسيادي أبو بكر وعمر وعثمان وعلي
|