الأخ هيثم حمدان
أرجو أن تخفف من حدة لهجتك حتى لا يظن البعض أنك تستفزهم فنحن في حوار هادئ وشكرا
من قال بأن الأشاعرة يتناقضون فقد بعد عن الصواب في معرفتهم معرفة حقة, ولا تناقض أصلا في التفويض والتأويل فإن التفويض هو تأويل إجمالي وهو صرف ونفي الكيف عن الآية أو الحديث, والتأويل التفصيلي فهو تفسير اللفظ الوارد بما يجوز في اللغة بما يدل عليه بما لا يستحيل على الله تعالى.
بعض كبار الأشاعرة ذهبوا إلى اعتقاد أن الاستواء صفة لله دون الخوض في تفسيرها, وبعض كبار الأشاعرة كإمام الحرمين الجويني رضي الله عنه, قال بأن استوى أي قهر والقهر وارد في القرءان في حق الله تعالى.
فمن شاء فوض معنى الاستواء من غير اعتقاد ما يستحيل على الله كالجلوس والجسمية والاستقرار, ومن شاء قال بالقهر كما هو وارد في القرءان, ولا تناقض عندها ومن ادعى التناقض فقد وهم في هذا والله تعالى أعلم وأحكم.
ثم إن الأشاعرة إن اختلفوا فيما بينهم في مسألة فهي جزما تكون في الفروع وقد وافق بعض الأشاعرة قول الإمام أبي منصور الماتريدي ولا يعني هذا أن هذا يقتضي التبديع فكلا القولين من مذهب أهل السنة ولكنه في الفروع وليُفهم هذا عنهم, كما اختلف الصحابة في مسألة رؤية الله في المعراج فأنكرته عائشة واستدلت بقوله تعالى: لا تدركه الأبصار. وقال ابن عباس وهو الذي عليه الجمهور: بل رأى الله بقلبه واستدل بقوله تعالى: ما كذب الفؤاد ما رأى.
وهذا كما ترون في الفروع لا في أصول الاعتقاد فإن هذا لم يخرج عنه أحد منهم بل الكل متفقون على أصول العقائد, إنما الخلاف كما حصل بين عائشة وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وأكبر حافظ في الشام الإمام ابن عساكر كان أشعريا وكان يعلم هذا ولم يقل بأن هذا تناقض او أنه يرى التناقض كلما اقترب من الأشاعرة فقد كان أشعريا حافظا مشهورا رضي الله عنه.
والحمد لله رب العالمين
|