مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-11-2006, 03:46 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

. إجازة الشيخ للطالب وثيقة مهمة عند أهل العلم ، وكانت وسام شرف يضعه كل طالب علم على رأسه تزيد من قدره أمام الناس ، وتعطي الناس ثقة بما عنده ، ومع خروج المدارس النظامية ذهبت أهمية هذه الوثائق العلمية ، وصارت الشهادة التي ينالها البليد أعظم لدى الناس من إجازة ينالها شيخ بارع ، وهكذا ماتت أهمية مثل هذه ، ولكن كان لصدام رأي آخر ، فقد جعل إجازة الشيخ في العلوم الشرعية تعدل هناك شهادة بكالوريوس في الشـريعة ، فيستطيع الطالب المجاز بعد الحصول عليها التقديم إلى الدراسات العليا ، وهكذا أحيا العلم الشرعي بطريقته القديمة النافعة والتي خرجت علماءنا الأجلاّء .- وعندما تحاول مقارنة هذا بما يحصل في العالم الإسلامي تجد الفرق شاسعاً ، فلن نتكلم عن الإجازة الشرعية لأنها أصلاً لايوجد لها مصطلح لديهم فضلاً عن اعتبارها ، ولكنا سنتكلم عن المعاهد العلمية التي أغلقت أو الكليات الشرعية التي دمجت مع غيرها من الكليات غير الشرعية وذهب مسماها ، أو غيرت مناهجها وبدلت حتى أصبح الاسم لا ينطبق على المسمى .15. عندما تسير في أي شارع من بلاد المسلمين فسيثير انتباهك اتفاق محلات الحلاقين فيها على عبارات تدل على قدرة حلاقي ذلك المحل على القيام بأجمل القصات الشبابية الغربية ، وتحتوي هذه المحلات في الغالب على كتالوجات لمثل هذه القصات ، والعراق هو من البلدان القلائل التي تمنع هذه في أي مكان من الأمكنة سواء في الشارع أو المدرسة أو البيت أو الملعب ، وحتى يحصل الزجر لمثل هؤلاء الشباب فقد فرض عليهم غرامة مالية ضخمة بالنسبة للفرد العراقي وهي 25 ألف دينار لمن يتشبه بالكفرة في حلق رأسه ، ولانعلم أن هناك بلداً في العالم يفرض مثل هذه العقوبة .- وإذا سِرت في شوارع البلدان الأخرى فستجد أكثر الشباب الحاسرين عن رؤوسهم إن لم يكن أغلبيتهم الساحقة قد تشبهوا بالكفرة سواء بقصات الشعر أو لبس القلائد أو الماكياج وأدوات التجميل من غير أن يسبب لهم ذلك أي تعنيف من الجهات الحكومية ، بل يزيد استغرابك عندما تجد هذا منتشراً حتى بين من يحملون القمصان الوطنية من لاعبي المنتخبات الرياضية والتي يعد الكثير من الشباب هؤلاء قُدُوات بينهم .- ولم تترك القنوات الفضائية العربية حظها من هذه المصيبة ، فصارت تبث الأزياء الرجالية والقصات الغربية من خلال عروض عالمية يؤديها رجال في صور مخنثين قد علَت وجوههم الحمرة والصفرة بفعل أدوات التجميل النسائية .16. بعد البدء بحملة الإيمان في العراق أقيمت على مستوى رقعة تلك الدولة الدورات القرآنية في العطلة الصيفية والتي يحضرها عشرات الآلاف في المحافظة الواحدة ، وهذا بتكليف من الأوقاف ، وتستمر هذه الدورات حتى بعد انتهاء فترة الصيف لمن يرغب في ذلك .- أما كثير من بلدان العالم الإسلامي فلهم في الصيف جـولات وجولات ، فتنتشر فيها العروض الإفسادية لشباب الأمة في فصل الصيف بالذات ، فهو وقت فراغهم وقوة نشاطهم ، فالرحلات للبلدان الأخرى لغرض الزنا والفجر بأرخص الأسعار ، والعروض السينمائية تتميز بجرأة العرض ، والحث على حضور الأسواق والمكوث فيها مشاهد ومحسوس من خلال جوائز خيالية ، وغالب جرائم الشرف لاتنطلق إلا من هذه الأماكن .- وعلى عكس مايحصل في العراق فقد قام بلد عربي بإغلاق جميع المراكز الصيفية قبل سنتين ، بل وقام الإسلاميون في ذلك البلد بإنشائها على حسابهم الخاص ، فاعتُقِل عدد من الطلاب الصغار من أجل تخويفهم وقطعهم عن مثل هذه العادة الإسلامية الطيبة مرة أخرى .17. في عام 1994م- 1995م صدر قرار بإقامة حد السرقة على من قام بأي نوع من أنواع السرقة ، ولا ندري عن الحدود الأخرى ، ونحن نعرف شخصياً من سرق وقطعت يده فعلياً في السجن ، وإذا استثنينا السعودية والسودان فهل هناك بلد عربي آخر يفعل هذا ويحفظ أموال المسلمين ؟!!! - ولم يكن صدام كغيره ممن قال : نحن نحترم الشريعة ولكنا لايمكن أن نطبق أحكام الحدود فيها [ يقصد بلده ] لأنها قد تسبب لنا مشاكل مع منظمات ودول أخرى .18. شدد في عقوبة اللواط ، وطالب بمحاسبة من يفعل ذلك حتى ولو كان من أعوانه ، فقد أمر بإلقاء ثلاثة من فدائيي صدام [ وهم نخبته وخاصة جنده ] من أعلى مبنى في البصرة كتعزير لهم على جريمة اللواط .- أما في غير العراق فإنا لانعرف لوطيين قتلوا غير ماحصل في السعودية فقتل الملك فيصل عدداً منهم في التسعينات وكانوا ينتمون لبلد خليجي آخر وكذلك قُتِل ثلاثة منهم في جنوب السعودية قبل خمس سنوات .- وعلى النقيض من ذلك فقد قبض على مجموعة لوطية في بلد عربي يقدر عددهم بأكثر من سبعين شاباً ولم يفعل بأكثرهم شيئاً سوى الإيقاف لمدة يومين فقط ، بل وخرج البعض منهم من شابات وشباب في نفس تلك الليلة .- وتوجد فنادق في بعض البلدان العربية متخصصة في تقديم مثل هذا النوع من الكبائر والعياذ بالله ومع ذلك لم نجد أحداً ممن تكلم عن جرائم صدام يتكلم عن جرائم هؤلاء .19. أمر الرئيس ببناء مسجد في كل محافظة في كل عام مرة كهدية منه لكل محافظة في عيد ميلاده - كما يسمى - ، وكان يستطيع أن يجعل الهدية عبارة عن مسرحٍ أو ملهى أو ملعب أو نحو ذلك ، ولكنه جعل الهدية هو العلامة الظاهرة لبلاد المسلمين وهو المسجد وهو المركز الشرعي للمدينة المسلمة ، ونحن لانقره على مبدأ الاحتفال بعيد الميلاد لأنه عادة نصرانية دخيلة علينا ، ولكنا ذكرنا هذا مـن باب إثبات التوجه الداخلي لدى الشـخص . - ونذكر أن كبيراً في إحدى الدول احتفل بعيد ميلاد ابنته ، فقام باحتفال ضخم أحضر له الراقصات والمغنيات في ليلة حمراء نقلت على الهواء مباشرة من خلال فضائيتين ، فأين هذا من ذاك والله المستعان ؟!!!20. صدر قرار بحفظ حق الكويتيين والسعوديين وغيرهم ممن يملكون بيوت أو عقارات مستأجرة في العراق ، وبما أن المالك غير موجود ولاوكيل عنه هناك فإن الدولة العراقية تتكفل بحفظ أملاكهم وادخار إيجار بيوتهم إلى أن يرجعوا .- وعليك أن ترى العكس من ذلك في أزمة الخليج الثانية ، فقد حصل الأذى الكثير لمن كان عراقياً في بعض الدول حيث حصل له أشبه مايكون بالتأميم ، فأُخذ ماله ونهبت ممتلكاته بل وهتك عرضه ، ولم يكن لوحده في هذه المصيبة فقد حلت كذلك على الفلسطينيين والأردنيين في صورة تذكرك بالهمجية البربرية .21. صدر قرار بعقوبة من سب الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة ، ومن يعرف كيف كان سب الله في العراق شائعاً من قبل ، خصوصاً عند الغضب لأتفه الأسباب ، فإنه يستطيع أن يقدر قيمة هذا القرار ، والذي بسببه أساساً وبسبب الصحوة لم يعد العراقيون يستمعون إلى ذلك الأمر العظيم ، كما لم يعد بمقدار أي نصراني أن يتجرأ ولو بصورة كريكاتيرية على انتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يعد يقدر الشيعة على لعن الصحابة كأبي بكر وعمر واتهامهم بالفجر وعظائم الأمور واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا وخيانة عرض الرسول نزهها الله من هذه الفرية الشيعية القبيحة .- وعلى خلاف هذا نجد أن دكتوراً في دولة قد قال : إن الله والشيطان وجهان لعملة واحدة ولم يصبه أي أذى بل هو من المقربين ومن أهل الحَظْوَة والقُرْبة .- وآخر يقول : إن الرسول كان يشتهي النساء بقوة وتزوج تسعاً فلماذا تضيقون علينا في حياتنا الخاصة ؟!!- والآخر يقول إن الرسول لم يعرف في حياته العدل فقد نشر الإسلام بالسيف دون غيره .- والآخر يغني بسورة الفاتحة ويعطى في تلك السنة أفضل جائزة غنائية مع أنه لم يأخذها في حياته .- ومغنية نصرانية تسمي كلبها بحميدو [ وهو يعني تدليع محمد ] ، وقد صرحت بذلك في لقاء مباشر ونظراً لجمالها فقد عفي عنها ، واستقدمت للغناء مرة أخرى للبلاد العربية ، ورفع عنها الحظر والذي لم يستمر سوى أسبوعين فقط ، فقدرها عندهم أعظم من قدر حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .- كما تم القبض في بلد على شباب وشابات يلعنون الله ورسوله ودين الإسلام ، ويعبدون الشيطان من دون الله ومع ذلك أطلق أكثرهم وتمت معاملتهم بالحسنى ، ولم يجدوا أي شر من جرّاء هذا الاعتقـال .22. مصادرة أملاك كل من يدعي كذباً نسبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك للحد من الابتزاز الذي تقوم به طائفة معينة لأتباعها ، وأعطى الجميع فترة ستة أشهر لإثبات ذلك ، ومصادرة الأموال هنا مناسبة لابتزاز ذلك الكاذب الأموال بهذا النسب والسبب .23. في إطار محاربته لليهود ككيان مزروع في بلاد المسلمين أصدر صدام قراراً يلزم كل شركة تتعامل مع العراق أن توقع على شرط يمنعها من التعامل مع الكيان العبري ، ورغم حاجة العراق للتعاقد مع شركات كبرى من أجل أن يمارس ضغوطاً على واشنطن من خلالها حتى يخف عنه الحصار الاقتصادي إلا أنه ألزمها بما لاتستطيعه وهو مقاطعة إسرائيل ، وكل ذلك في إطار سعيه لمحاربة الصهيونية .- ونحن عندما نقرأ في إعلامنا ترى كيف يستخف بعقولنا فهو يكرر مقولة : إن صدام عميل للصهيونية ، وأنها زرعته في المنطقة من أجل إحداث القلاقل . نحن لانشك أن صدام أخطأ في جملة من الأحداث ولكنا نقطع أنه لم يكن يوماً عميلاً لليهودية ، وواعجباً كيف يجعل هذا عميلاً للصهيونية بينما من يدعو لإقامة علاقات مشروعة معهم يعتبر مخلصاً ومصلحاً ؟!!! نعم إنه الإعلام العربي الذي عجن العجين كيف شاء فبدل الحقائق وزوّر الثوابت .- ومما يجب ألا ننساه ماتقوم به إحدى الدول العربية في إغاثة إسرائيل اقتصادياً من خلال بيع المنتجات الإسرائيلية للدول العربية الأخرى بتغيير المتتج ووضعها اسمها مكان الكيان الصهيوني مع إغراقها للسوق العربية بمثل ذلك ، فهل هؤلاء هم الأنقياء المطهرون ؟!!!- ثم أين ذهب مكتب المقاطعة العربية والذي كان شعلة في تفعيل المقاطعة العربية للشركات التي تتعامل مع دولة بني صهيون ... لقد ذهب و أصبح يصلح أن يعرض في برامج من ذاكرة التاريخ ، وأصبحت كل دولة عربية تتبرأ منه وتبدي انزعاجها من عمله ، وإذا مررت :
__________________
السيد عبد الرازق
  #2  
قديم 09-11-2006, 03:48 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

على مكان هذا المكتب أصابتك وحشة من قلة العاملين وندرة الزائرين ، وصارت تلك الشركات الممنوعة تكتسح السوق العربية برغبة حكومية ولعلها استجابة لضغوط أمريكية أرادت أن تعوض هذه الشركات سنوات الحرمان من هذه السوق العربية ، فهاهي ماكدونالدز تنتشر في العالم العربي كانتشار بقالات المواد الغذائية ، وهاهي فورد تنطلق بقوة في سوق السيارات حتى تكاد تتجاوز منافسيها .24. بعد فشو السحر في منطقة ' هيت ' تجرأ سحرة تلك المنطقة فأخذوا بوضع المصاحف في الحمامات وذلك تقرباً للشياطين كما هو معروف من عادة السحرة ، فأمر الرئيس بالقبض على كل ساحر وساحـرة ، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن ، ويقال أنهم قتلوا جميعاً .- وعندما تسير في بعض البلدان العربية الأفريقية تجد الشعوذة والسحر في الشوارع كرمز من رموز السياحة والتاريخ القديم .- و يوجد سوق في أحد بلدان المغرب العربي مخصص لجميع المواد التي يطلبها السحرة من زبائنهم .- وإذا مررت على خمس دول عربية معينة فإنك ستجد في مكتباتها العامة كتب السحر والشعوذة المشهورة ، ولاندري لماذا لم يحسب لصدام قتل السحرة ويحسب على تلك الدول نشر السحر والتباهي به .- ونعرف بلداً عربياً قبض فيه على ساحرة قد وضعت المصاحف في مراحيض النجاسة واكتشفتها امرأة كانت تعالج عندها [ وكانت تظنها تعالج بالقرآن ] فأرادت أن تبلغ عنها الأمن فهددتها الساحرة بالقتل إن بلغت عنها ، وفعلاً بلغت عليها المسكينة لدى الأمن وكل ذلك انتصاراً منها لكتاب الله وقامت تلك الساحرة بتسليط شياطينها على تلك المرأة وقتلوها ، ورفعت قضيتها للمحكمة فحكم القاضي بسجنها عدة سنوات فقط ، فأين حكم هذا من حكم صدام !!!- ولانعلم أن ساحراً قتل في السنوات العشر الأخيرة غير واحد تم قتله في الخليج العربي بعد أن سحر النساء وفعل فيهن الفاحشة فقتله فقط لفعله الفاحشة وليس لأجل سحره . مع أن السحر هو أكبر عند الله من قضية فعل الفاحشة . 25. وأمر الرئيس بتشكيل لجنة لمنع الربا من البنوك ، وقد كلف الدكتور عبد اللطيف هميم بذلك ، وهو صاحب البنك الإسلامي العراقي ، وطُلِب من اللجنة بيان كيفية تحويل البنوك الموجودة من النظام الربوي إلى النظام الإسلامي ، ونلاحظ أن اللجنة ستقوم بإصدار أوامر منع وليست مجرد توصيات فقط ، لأن التوصيات في الغالب جرى التعامل بها على أنها من باب دغدغة مشاعر الجماهير المسلمة . ولم تتمكن هذه اللجنة من إتمام عملها بسبب الحرب الأخيرة .26. وآخر القرارات كان بتاريخ 27 من ذي الحجة 1423للموافق 28 -2 -2003 والذي نص على أن كل عضو في حزب البعث يلعب القمار يطرد من الحزب ، أيا كانت رتبته ، ويسجن ثلاث سنوات .- ولنقف مع أنفسنا وقفة صادقة ، ولنسأل أنفسنا أسئلة واضحة وجريئة .. كم من عضو في حزب حاكم نهب الأموال فما قيل له شيء ؟!!! وكم من عضو في حزب حاكم تعدى على حرمات المسلمات فما قيل له شيء ؟!!! وكم من عضو في حزب حاكم استخدم صلاحياته فعذب وآذى عدداً من المسلمين فما قيل له شيء ؟!!! - ولننظر إلى أمثلة حقيقية يعيش أصحابها في عذاب نفسي وألم جسمي جناه عليهم عضو ما في حزب حاكم ، فمثلاً بنات لقيطات وضعن في دار اجتماعية من أجل رعايتهن وهن المسكينات يعشن في حزن عميق ، فالأب مجهول والأم مجهولة ويزداد الحزن عمقاً إذا اختصرت العبارة فقيل إنهن لقيطات ، فمثل هؤلاء يحن عليهن من كان قلبه مثل الحجارة أو أشد ، ورغم ذلك يقدمن المسكينات في مجموعات إلى حفلات سمر حمراء يحضرها الأعضاء تهتك فيهن أعراضهن ويجبرن على شرب الخمر ويتعرضن للضرب المبرح على يد هؤلاء ، وأما أعمارهن فهي بين الخامس عشرة والثانية عشرة سنة ، ومع ذلك يتم التطرق للقضية كأنها مجرد سهرة صغيرة احتوت على رقـص فقط ، ونوقشت في إعلام تلك الدولة مدة يومين فقط ثم أغلق ملفها وذهبت كرامة هذه البنات المسكينات ، وبقي هؤلاء يبحثون عن ضحايا جدد تحت مظلة الحزب الحاكم .27- فتح صدام للناس الحق في بناء المساجد ، فلم يعد هناك تضييقاً على مثل هذا العمل ، بل إنك تعجب عندما تتوجه إلى العراق تريد بناء مسجد فإن الوضع سيكون أمامك أسهل من أي بلد آخر ، فيكفي أن تختار أي مكان لبناء المسجد حتى تحصل الموافقة المباشرة بشرط خلو هذه الأرض من الحق الخاص ، وأما الإجراءات فهي حسب علمنا أنها أسرع من إجراءات مثيلاتها من البلدان العربية .- ولننطلق إلى غرب العالم العربي وكيف أن دولة أمرت بإغلاق ستين مسجداً في عاصمتها بدعوى أنها غير مصرح لها وتخرج زمرة من الإرهابيين مع أن هذه المساجد سمح بها أصحاب الأملاك التي بها بل ورحبوا بها رغبة في الأجر وابتغاء الثواب ، وبعد هذا الإغلاق صار عدد خمارات العاصمة يقارب عدد المساجد إن لم يكن يتفوق عليها !!! ويحق لنا التساؤل لمن يبحث عن الحقيقة .. هل يعقل أن رئيساً يحارب الإسلام والإسلاميين [ كما يُزعم ] ثم يفتح ويأذن بفتح المساجد التي تحارب في حقيقتها أفكاره ؟ فأي عقل عند هذا الرئيس إن كان مبغضاً للإسلام ؟!!!28-ثم صدر قرار لانظن أن أي بلد قد طبقه وهو أن أي شخص يريد أن يبني مسجداً فإن الدولة تعطيه جميع مواد البناء بنصف سعر السوق ، ويستلم من يريد البناء هذه المـواد بعد أيام قلائل فقـط ، وعليك أن تتصور أخي القارئ عدد المساجد التي بنيت حديثاً أو التي كانت ستبنى كم كانت تكلف الدولة ، ثم تجد بعد هذا كله من يقول إن صدام يغلق المساجد و يحارب المصلين ويعتقلهم .- وأما غيره فالحال أعلم به الله ، فنحن نعرف ثلاثة بلدان عربية لايمكن أن تبني فيها مسجداً إلا بمال يدفع كرشاوى لأن حقيقة الأوامر العليا هي المنع ، وهذا الوضع لايقتصر على هذه الثلاث ، ولكنا نتكلم من خلال واقع عايشه أناس ثقات نعرفهم . 29-اهتم صدام بالعلماء والمهندسين وغيرهم اهتماماً كبيراً فقل أن تشاهده إلا وحوله عدد منهم حتى في اجتماعات وزرائه ، فهذا عالم في الفيزياء النووية وذلك عالم في التصنيع ، وهكذا من شاهدهم عرف أنه يعدّهم كجواهر ترصع تاج حكمه ، وهناك كلمة مشهودة له قالها لأحد كبراء الخليج قبل ضرب العراق حيث قال : لو هدمت أمريكا العراق فعندي من يبنيه ... عندي أكثر من سبعين ألف عالم ..! فهؤلاء هم محيطه ومجتمعه وحُق له أن يفتخر ويتباهى بهم ، فهم كنز المسلمين الذي يجب أن يحافظ عليه .- وعندما تتلمس السؤال عن خاصة الغير لوجدتها على غير هذا النحو ، بل هي عالم آخر لايمكن تصوره إلا في الأحـلام ، وبهذا تعرف فرق الأماني وتعرف لماذا حرص العدو عليه دون غيره . - ولو رأيت أيضاً ذلك العالم المسكين من إحدى الدول كيف أنه قد استطاع أن يخترع قطعة [ فقـط ] كغيار لإحدى الطائرات ، ورقص فرحاً بهذا الإنجاز ، وصار كلما جاء على فراشه حدثته نفسه بما سيكون تكريمه ، فأصبح يرى الإعلام كيف يستقبله ويهلل له ، وكيف أن الناس يتحدثون بسيرته وعمله ، ولما جاء موسم التكريم قال له المسئول الكبير : هذه هديتك وإن فعلتها مرة أخرى فلاتلوم إلا نفسك ، وتم تحطيمه علمياً ، وإيقاف ترقيته الحكومية جزاء له على جريمته هذه والله المستعان . 30-وهذه نادية محمود عضوة حزب العمال الشيوعي العراقي تتحدث في لقاء مع قناة الجزيرة عن مستقبل المرأة العراقية حيث تكلمت عن ظلمه للمرأة العراقية فقالت : إنه كان يحرم المرأة العراقية من وظيفة التدريس إذا كانت غير محجبة ويضيق عليها في الوظائف الأخرى . فبالله عليكم أيها القرّاء الكرام هل يصلح أن نطلق على رجل مثل هذا أنه كان يسعى لنشر الرذيلة بين الشباب والشابات كما كنا نسمع من دعاتنا ؟!!! - وأين هذا العمل من بعض البلدان العربية التي تمنع لبس الحجاب خارج البيت ؟!!!- وأين هذا من بعض البلدان التي تطرد البنت من المدرسة إذا لبست الحجاب ؟!! - وأين هذا من بعض البلدان التي تمنع قضائياً الأب من إجبار البنت على لبس الحجاب بينما وفي نفس الوقت تبيح له إجبارها على نزع الحجاب ؟!! 31- أمر بفتح محطة إذاعية للقرآن الكريم بحيث يستطيع أهل بغداد الاستماع إليها ، وقد كان لها قبول عظيم لدى عامة العراقيين .- وعلى النقيض من هذا تجد أن دولاً لديها محطات إذاعية لها برامجها المتميزة وبعد أحداث سبتمبر تغلق جميع برامجها وتكتفي بالقرآن من أجل ذر الرماد على العيون .- وهناك دول لديها أكثر من خمس محطات إذاعية وقنوات فضائية وليس فيها محطة واحدة للقرآن .32 ـ لنا أخٌ في الله كان مخصص من قبل الأوقاف للذهاب إلى مدارس البنات لإلقاء المواعظ عليهن، وبعد المحاضرة يوزع عليهن النافع من الأشرطة والكتيبات عليهن، وكان زيه الجبة والعمامة ... وكانت تقف أمام كل مدرسة بنات سيارة شرطة في نهاية الدوام، وتقف أيضاً أمام كل سكن داخلي لطالبات الكليات سيارات شرطة طوال الليل أيضاً، ولكن ماذا حصل بعد صدام ؟! .. فقبل خمسة أيام تقريباً ذهب عشرة من الشباب إلى مدرسة بنات في منطقة ' البياع ' في بغداد وطلبوا من المديرة عشرة بنات، فقالت المديرة : إن شاء الله ... ثم دخلت وأغلقت الباب الداخلي، ثم هيجت أهل المنطقة، فجاءوا واعتقلوا بعض هؤلاء الشباب. وقد ازدادت ظاهرة اختطاف البنات الآن في بغداد . ومن شدة الحرص على الفتيات ومنعهن من كل ما قد يسهل عليهن جريمة الفاحشة فقد منع بيع أقراص منع الحمل في الصيدليات .33 - شدد صدام على أهل بيته كثيراً في مجال الأخلاق، فكان ولده عدي عندما كان صحيحاً يقيم حفلات صاخبة وغير شريفة، وكان له جواسيس يتعقبون قدوم والده صدام حتى لا يعرف بهذا الأمر، وقد صرحت خادمته الخاصة لقناة العربية [وهي قناة تنتهج نهج الحكومة الكويتية في معاداة صدام بما هو أشد من القنوات اليهودية والأمريكية لكون الكويت مالكة نصف أسهمها] ليلة أمس ـ ليلة السادس عشر من شهر ربيع ثان ـ بأن عدي كان إذا علم أن والده صدام سيحضر إلى قصره قبل أسبوع قام بتنظيف البيت من الخمر وغيره من أدوات اللهو حتى لا يغضب والده، بل أشارت إلى أن صدام قد حاول قتل عدي بسبب سوء سلوكه وانحراف خلقه غير أن الشخص الذي وُكل بقتل عدي لم ينجح في مهمته، وقد حاولت قناة ' العربية ' إساءة سمعة عدي من خلال برنامج عرض عن انحرافاته - بناء على توجهها العام المعادي لعائلة صدام - غير أن الله قد أوقعها في خطأ كبير غفلت عنه حيث كان هذا البرنامج أعظم تزكية لصدام حسين من جهة محاربته للفجور حتى في قصر أولاده وكيف أن له شخصية قوية في محاربة الفساد، كما يتضح من هذا أنها محاولة رائعة من أب يريد أن يحفظ ولده من كبائر الذنوب .وهناك الكثير من القرارات التي لم نضعها لحرصنا أن لانضع إلا مايبين وجهة الرجل وتوجهه في عقده الأخير .






القسم الثالث من الحلقة الثانية



الملف الصحفي :عام
__________________
السيد عبد الرازق
  #3  
قديم 09-11-2006, 03:51 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

والحقيقة أنا لن ننسب هذه الصحوة في العراق لشخص صدام ولا لحملته الإيمانية فحسب ... ذلك أننا إذا نظرنا إلى الواقع وجدنا أن الدين عند العراقيين فطرة وخُلُق ، ومحبة جياشة ... وقد مر على كبت هذه الفطرة وهذا الخُلُق أكثر من عقدين من الزمن وهي تنتظر الفرج ، فجاءت الحملة الإيمانية ، وجاءت تلك القرارات ، فتدفقت تلك الفطرة على الميدان العراقي من هذه القنوات متمثلة في إقبال كبير من الشباب نحو الدين ، ومساجد ممتلئة في صلاة الفجر في كثير من المناطق ، وحجاب عم الجامعات والشارع العراقي ، وحلقات تحفيظ ، وحلقات طلب العلم على الطريقة المتعارف عليها عند العلماء سابقاً ... هذا الباب لم يفتح على مصراعيه ، لكنه أخذ في مزيد من الانفتاح نحو الدين بمرور الأيام ، ولو فتح الباب أكثر من هذا أو فتح قبل هذا الوقت ، لكان الحال بغير شك أحسن من هذا ، إن الفضل الأساس لهذا الإقبال هو الفطرة الصادقة الحارة الجياشة لا إلى الحملة ، وإن كانت الحملة الإيمانية باباً حقيقياً وفتحاً على الدعوة إلى الله ... ولا يمكن كراصدين للتاريخ أن نغفل هذا أو ننكره لأن هذا من الظلم ، بدليل أن الوضع الدعوي والإقبال الديني ماكان بهذا المقدار ، ولا عُشره في السبعينات والثمانينات .ويجول في خاطرنا أسئلة رسخت أجوبتها في قلوبنا وعقولنا ، ولكنا نوجهها لمن كان في قلبه شك أو تردد :1] هل تعتبرون هذه الأمور التي ذكرناها كلها تغيرات حصلت في شخصية صدام أم لا ؟ 2] ثم لو قلتم نعم فهل هذه التغيرات صاعدة للأفضل أم هابطة للأسوأ ؟3] ثم هل استفاد أهل العلم والإصلاح من هذه التغيرات أم أنها عادة سيئة متأصلة فينا في هذا الزمن حيث لانعجل بركوب الخيل ، فإذا انطلقت ندمـنا على فوات ركوبها ؟4] ثم من تكلم من أهل العلم في الرجل هل تذكروا أنهم يوم القيامة مسئولون أمام الله فيما أفتوا به الأمة ، وهو خصيمهم لدى الله في يوم تذهب فيه العقول وتنعقد فيه الألسن من شدة هوله ؟5] ثم من تكلم فيه أين براهينهم وحججهم .. أهو الإعلام الذي كان يمجد صدام قبل حرب الخليج ثم مالبث أن انقلب عليه في صورة تفقده أدنى درجات المصداقية ؟6] وهل يصلح أن يكون علماؤنا بوقاً لمثل هذه المصادر الإعلامية التي أثبتت الأيام عدم حياديتها ؟7] وهل يصلح أن يستدل علماؤنا ببعض تصريحات أعداء السنة ممن زعموا أن صدام قتل أربعة ملايين نفس منهم ، نحن نريد أن تعطونا منها مليوناً فقط ولكم منا أن نقول إنه أكبر مجرم على وجه الأرض ؟!!!8] وأين أنتم ياعلماءنا ممن كفر بالله ، وجعل كتاباً يقول أنه أفضل من القرآن ، وأين أنتم ممن يرى عدم صلاحية الشريعة للحكم بين الناس [ وماأكثر هؤلاء ] ، وأين أنتم ممن نكل بالعلماء وسجن بعضهم لأكثر من عشرين سنة ووضعهم في جبال على بحر لايرون فيها بشراً واعتدى على نسائهم واغتصب أموالهم .. لماذا لاتستأسد الفتاوى إلا على مثل هذا وتدع غيره ؟!!!9] وأين أنتم ياعلماءنا ممن مدح الكثير من أصحاب الشأن حتى أوصله لدرجة العبودية بالشعر العربي الفصيح واللهجة العربية المحلية ولم تتحدثوا عن هذا بينما تكلم شاعر في حزب البعث وقال أمنتم بالبعث ربا ... وقلتم أن صدام يقول بهذا وجعلتموه دليلاً على إلحاده بينما برأتم الغير مما يقوله شاعره مع أن صدام قتل ذلك الشاعر .10] ولماذا ياعلماءنا لم تتكلموا عن صدام قبل حرب الخليج الثانية وعندما انبرى الإعلام له أشهرتم سيوفكم في وجهه ووجهتم حرابكم نحوه ؟11] وبعدما سقط صدام وتبين لكم أنه باب قد كسر ، وسيتلوه شر كبير من خلال الدعوات لبعض الفرق الضالة لانتزاع حقوق تزعم أنها مسلوبة منها وهي في الحقيقة بداية عمل منظم لها مع المستعمر الجديد فنقول لكم ماذا ستقولون للناس وماذا سيكون الحل لديكم لإخراجهم من هذا الخطر القادم ؟12] ثم هل تكرمتم وجلستم أمام شاشة التلفاز وسمعتم صيحات الشعب العراقي السني وهو ينادي باسم حاكمه السابق [ صدام حسـين ] ويترحم على أيامه ويتمنى رجوعها ؟ ولاندري نخشى أن تقولوا إن هؤلاء مغرر بهم أو أنهم لم يدركوا كنه الحقيقة .13] ثم لما سمعتم زفرات الثكالى ورأيتم دمعات اليتامى فهل تقولون بوجوب جهاد المعتدي كما فعلتم في حرب الخليج الثانية أم أن النفوس لاتقوى على هذا ؟14] ونسأل عموم المسلمين .. هل رأيتم ذلك الإعلام الذي كان يرقص عند ذكر صدام تمجيداً وتخليداً في وقت كان صدام في أوجه طغيانه ، وعندما بدأ التوجه نحو الإسلام قلب إعلامنا ظهر المجن في وجهه ، ولم يكتف بالتنكر له فقط بل اختلق القصص وزوّر مآسٍ حتى كان فارسه السابق في صورة تمساح قبيح يفتك بمن حوله ؟ وكأنا نسينا مايحصل في محيطنا ، فعندما تفسد ممثلة توصف بأفضل الأوصاف ، وتهرع الكاميرات وتعقد الصفقات وتوضع اللقاءات ، وعندما تستغفر ربها وتتوجه لباريها يبدأ الهجوم عليها ، فمرة يقال إنها مريضة في بدنها ، ومرة يقال إنها أغريت بمال أعطي لها ، ومرة يقال إنها واقعة تحت تهديد يهدد حياتها . فمتى تعرفون حقيقة ماينقل إليكم حتى لاتغروا من حولكم ؟ 15] وهل ظهرت نبرة العلم والإيمان على المستوى الرسمي والخطاب السياسي في واقع صدام أم لا ؟16] وهل ظهر أثر الحملة الإيمانية على شباب الصحوة العراقيين في المساجد والندوات والمنتديات أم لا ؟17] وهل ترون التعلق بحزب البعث ومبادئه والدعوه إليه والتحدث بفضائله في العقد الأخير عند صدام كما كانت في السبعينات والثمانينات ؟18] وهل ترون أخبار الجهاد والمجاهدين في العالم الإسلامي كما هي في العراق ، حيث تعرض في جريدة بابل يومياً ، وفي لوحات كثيرة في المساجد ، أم أن أخبارهم تُهْمَة كما هي في البلاد الأخرى ؟!19] وهل ترون دولة دافعت عن حكومة طالبان كما فعلت العراق ؟ فتصريحاتها واضحة والثناء عليها ومن عندها واضح بل هي تهمة أمريكية ضد صـدام وحكومته .20] والسؤال المهم والذي سيعجز عنه كل واحد يرى أن صدام لم يتغير . هل يعقل أن رجلاً يكره الإسلام كشريعة ومع ذلك يسعى في تغييرات كثيرة كلها تصب في تثبيت هذه الشريعة ؟ لاتقل لنا إنه فعل ذلك من أجل كسب الأصوات وتثبيت حكمه، لأن هذه التغييرات حصلت قبل الحرب بأكثر من عشر سنين وليس قبلها بشهرين ولايعقل أن حاكما يبلغ به الجنون أن يرضى بأعمال هي في الحقيقة تعيد تشكيل عقلية الشاب العراقي المسلم ثم يقول إنه فعلها لخداع شعبه . ثم هل يتقرب لأمريكا بالتمسك بالإسلام ؟!وهنا بودنا أن نؤكد على أمر هام ، ذلك أن عموم هذه التغييرات جاء من مناصحين له من أهل العراق أو من غيرهم ... فالذي ناصحه في فتح المعاهد كان الشيخ عبدالكريم المدرس جزاه الله خيراً ، حيث زاره صدام في غرفته العلوية في جامع الإمام أبي حنيفة ... وقيل أن الذي ناصحه هو الشيخ سعيد حوى رحمه الله ... والذي ناصحه في الخمرة والكبريهات هو الدكتور أحمد الكبيسي جزاه الله خيراً ... والذي ناصحه في البنك الإسلامي هو الدكتور عبداللطيف هميم، وقد ناصحه هذا الرجل يقيناً في أمورٍ كثيرة ، منها إنشاء مركز السنة فجزاه الله خيراً .وهذه الأمور ليست أموراً شكلية ، بل هي أمور منهجية ، جذرية ، عامة وهامة ... فليست قضية الكتاب ، أو السنة ، أو التعليم ، أو المناهج ، أو المعاهد ، أو الحدود ، أو الاقتصاد أموراً شكلية ... ثم إنها لم تأخذ وقتاً طويلاً للدراسة ، فبمجرد أن تعرض على الرئيس بأسلوب مقنع وأدلة مقنعة ، كان يأمر بتنفيذها في نفس الجلسة وربما يفاجئ الناس بها في الصحافة في اليوم الثاني ، بمن فيهم أقرب الناس لصدام ، وقد حدث هذا مراراً ...وتكرار هذه الاستجابة تلقي بلوم شديد على نفوس الغيارى من أهل العلم والإصلاح من أبناء العراق وغير العراق ... وهم يرون الفجور والردة والاندفاع المحموم نحو الجحيم اليوم فيتلاومون : كيف فاتتهم هذه الفرصة التي ربما لن تتكرر لزمن قادم طويل ... لِمَ لَمْ يناصحوه لله تعالى ..؟لِمَ لم َ تذهب وفودٌ منهم إليه بمشاريع شرعية كبيرة وعظيمة ... فالرجل يعشق المشاريع الكبرى ؟ لِمَ تركوه نهباً لأهل الضلال ومعتقدي الحزب الذين تخلى عنه أغلبهم في آخر اللحظات ..؟ والحقيقة أنهم لم يتخلوا عنه إلا لأن وقتهم قد خرج من زمن صدام ولم تعد لهم تلك المنزلة ولهذا كان لابد من الانقلاب عليه حتى تبقى الامتيازات والحقوق .لِمَ لمْ يذهبوا ـ بائعين أنفسهم لله ـ ليأخذوا من خيره خاصة مع وجود هذه القرائن المبشرة ... فيذهبوا له كما ذهب من باع نفسه ليستكشف خبر يأجوج ومأجوج ! لِمَ لم يقدموا له منهجاً كاملاً بتطبيق الشريعة ...؟!لِمَ اعتمدوا على تاريخ السبعينيات والثمانينيات ، واعتمدوا تهويل مقربين من صدام تقصّدوا ذلك ليستأثروا به ، أو تهويل مهاجرين ليس لهم إلا ترديد بعض الحكايات القديمة ....!ولا شك أن أهل العلم والدعوة عموماً وأهل الأنبار خصوصاً ، يذكرون جيداً الأخ محمد الكبيسي الذي نسأل الله تعالى أن يتقبله من الشهداء ، ذلك الذي فجر السينما الوحيدة في منطقة الفلوجة ومحلين لبيع الخمور ، ومحلين لفرق موسيقية تحيي الحفلات والأعراس ، ومحل لبيع أشرطة الفيديو ، وبعد ذلك رمى مقر حزب البعث بعدد من القنابل اليدوية ، فحاصروه ، وطلبوا منه الاستسلام فرفض ، واستمر في المقاومة حتى قتل رحمه الله وقد وقف العلماء هناك في لحظات رهيبة بانتظار العقاب ولكن ماذا كانت النتيجة التي اتخذتها الحكومة بعد هذه الحادثة ؟!! إنها كانت كالتالي :- 1. تحولت السينما التي فجرها

الملف الصحفي :عام :
__________________
السيد عبد الرازق
  #4  
قديم 09-11-2006, 03:54 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

الأخ محمد إلى قاعة للاجتماعات والاحتفالات الدينية وكانت هذه هي آخر عهد للسينما في الفلوجة ، بحيث لا توجد في الفلوجة سينما واحدة الآن . 2. جميع محلات الفيديو في الفلوجة أغلقت أبوابها وعددها تسعة ، ولم تسمح الدولة لفتح محل بيع خمر أو فيديو .3. تم اعتقال مجموعة من الشباب ثم أطلق سراحهم ، والمهم أن هذه الأحداث وقعت سنة 1996 م .فماذا ترى لو أن مثل هذه الأحداث وقعت في بلد آخر ...؟!وماذا ترى لو أن الناصحين ذهبوا وناصحوا صداماً فيما يعتقدون ... لقد كانوا بين أمرين عظيمين ، إما الشهادة أو تحول البلد بأكمله تحولاً شرعياً ... وهذا والله هو المظنون بناءً على كل تلك القرائن المتصاعدة بمرور الأيام ... وهبها كانت الأخرى ... فماذا خسر هؤلاء العلماء والمصلحون ...؟لكن السؤال : من يعذرنا أمام الله تعالى إذا تبين أننا مقصرون مفرطون واهمون ... يوم القيامة ...؟! لقد قال دان راذر ... بعد لقائه الشهير مع صدام ، حينما سألته مجلة نيوزويك بتاريخ 11 مارس 2003 ... عن الجديد الذي رآه في صدام ، فكان ما قاله إجابة على السؤال الآتي :-هل تعلمت أي شيء جديد من هذه المقابلة مقارنة بتلك التي أجراها راذر معه عام 1990 ؟ هل من استبصار عن التطور النفسي لصدام ؟لقد فاجأني كم كان رابط الجأش وثابت العزم ، ليس هذا الرجل مجنوناً بأي حال من الأحوال . لقد أشار إلي أنه لن يشعل النار في حقوله النفطية ، لكنني لست متأكداً من ذلك ، فإذا ما هزم فإنه قد يتخذ خطوة الغضب النرجسي الأخيرة : ' علي وعلى أعدائي ' . وإذا ما استطعت مقارنة هذه المقابلة بمقابلة عام 1990 ، فإن هناك الكثير من المفردات الإسلامية الآن ، يكثر من استخدام المصطلحات الإسلامية ، لقد أعاد أسلمة العراق ، وهو الآن يصلي خمس مرات في اليوم بشكل متفاخر ، ويقول إن القرآن يسري في عروقه . إنها أربعة أمور محددة ينبه لها هذا الرجل المتخصص الذي هو أشبه برجل متخصص في هذا الشأن وفي الاستخبارات ، فضلاً عن مهنته كصحفي ... والكلام هنا للمحلل المتخصص الذي استشارته مجلة نيوزويك ...الأمر الأول : يستخدم المصطلحات الإسلامية .الأمر الثاني :- عمل أسلمة للعراق .الأمر الثالث :- يصلي بتفاخر .الامر الرابع :- يقول أن القرآن يسري في عروقي .ومن باب إتمام البحث تاريخياً فلا نجد بُداً من أن نقارن تغييراته هذه في ظرف مرحلته ، وما جاوره أو عاصره من بلاد أخرى ولو بالإشارة فنتساءل ...هل الصحوة في بلد كالشام أو مصر أو الخليج عدا السعودية ، كما هي في العراق ... ؟ نعم من حق من لم يخرج من العراق أن ينكر هذا ، لكن من شاهد وعايش عرف ما للعراق من فضل وتقدم في هذا المجال اليوم وتعجبنا كلمة الشيخ سفر الحوالي حفظه الله لمدير موقع ' مفكرة الإسلام ' في زيارة خلال موسم حج عام 1423هـ حيث قال الشيخ : إن العراق يعيش صحوة كبيرة لاينكرها إلا جاحد .وهل حِلقَ العلم المنهجي في بلاد المسلمين عموماً كما هي في العراق ؟وهل مناهج التعليم في الخليج وغيره والتي لا يدرس الطالب في بعضها إلا حصتين دراسيتين للتربية الإسلامية أحسن من مناهج العراق التي يقرر فيها على الطالب كل يوم حصة تربية إسلامية .وبعد هذا فسوف يتساءل البعض ، ما السر في هذه التغيرات ، وهو نظام بعثي ، والبعث معروف الجذور والأهداف ، ونجيب عن هذا بسؤال آخر ... هل البعث العراقي هو البعث الأول أو هو كالبعث السوري اليوم ؟!وللجواب على هذا السؤال نود أن نُذَكِّر بحقيقة مهمة وهي أن الكثير من المسلمين اليوم ... وهم يستمعون إلى البيانات العسكرية العراقية وفيها لفظ حزب البعث ، ومقاتلي حزب البعث ونحو ذلك من ألفاظ تشمل على لفظ ' حزب البعث ' يتشاءمون ويتساءلون عن الحزب فيقال لهم أن هذا الحزب علماني , أسسه رجل نصراني ، و... و... و... ، أما صدام فحدث ولا حرج ! ولكن من أجل أن تكتمل الصورة لا بد من إيضاح عدة أمور :-أولاً : من المعلوم لدى من كان في العراق أنه في أوائل التسعينات عقدت اجتماعات هامة في قيادات الحزب في العراق ، وكان على الحزبيين أن يقرروا عندها خطاً واحداً من خطين لمنهجية حزب البعث : إما الخط العلماني وإما الخط الإيماني ، وانتهى الأمر إلى اختيار الخط الإيماني ، وذلك بعد إصرار الرئيس صدام على هذه الاختيار ، رغم المعارضة السرية لدى أعضاء في حزب البعث على مثل هذا التوجه والذي اتضح أثرها في خيانة أعضاء من البعث مع القوات الأمريكية في لغز سقوط بغداد ، وبعد هذه الاجتماعات دشَّن صدام حسين حملة سماها الحملة الإيمانية كما هو معروف لكل عراقي اليوم .ولذلك فإن دراستنا هذه تأتي للعقد الأخير من حياة صدام ، بناءً على هذا التغيير .. حتى صدام نفسه في خطابه سنة 2002 في ذكرى انتصار العراق على إيران ، قال بعدما ذكر ابتداء الحزب ومراحل تطوره إلى أن وصل المرحلة الأخيرة ... قال : وأرجو أن لا تحاسبونا أو تقيسونا منذ سبع سنين على ما سبق ، فإن ثمة اختلافاً جذرياً في إيماننا .ولم يكن هذا التوجه تمثيلياً أو صورياً ، بل كان توجهاً استراتيجياً حقيقياً ، بل عقدياً وقد وجد استنكاراً من أساطين الحزب القدماء ... حتى أنه في تاريخ 29/ 3 / 2003 صرح أحد قادة حزب البعث السوري لقناة الجزيرة قائلاً : إننا وإن وقفنا مع العراق في هذه الحرب بناءً على مظلة الحزب التي تجمعنا والتي تشملنا ، إلا أنه أصبح بيننا وبين حزب البعث العراقي خلافات عقدية عميقة .نعم بقي الاسم كما هو إلا أن حقيقة البعث الأولى وعقيدة البعث الأولى التي كان عليها الحزب آنذاك لا تكاد توجد على لسان أصغر حزبي فضلاً عن أكبر حزبي في العراق ولقد قال الدكتور محمد الدوري وهو ممثل العراق في الأمم المتحدة في لقاء مع قناة العربية والذي بث يوم 28 / 4 / 2003 م : ' بأن تعليمات حزب البعث في العراق وضعت على الرف !! فلا يؤخذ ولا يعمل بها .. ' إنه يقول هذا بعد ذهاب النظام أي أنه ينقل حقيقته على وجه الخصوص فليس صدام بين يديه يرهبه أو يخوفه ، وكل عراقي يعرف منذ ذلك اليوم رجالاً هم رؤوس في جهاز الأمن الخاص ، وبعثيين من كبار الرفاق ، وقادة عسكريين كبارا صار فيهم تدين وأصبحوا محافظين على صلاة الفجر في جماعة المسجد وهي علامة المنافق عن غيره ، ملازمين لقراءة القرآن ، حريصين على الذهاب بأبنائهم إلى حلقات العلم ... ولولا الخوف على مثل هؤلاء من الضرر لذكرنا الآن أعداداً من أسماء هؤلاء من وزراء وما دونهم ... بينما كان هذا الأمر في البعثيين العراقيين في السبعينات والثمانينات منكراً ، وكان الاستهزاء بأمور الدين ، واحتقار أهله هو الأمر الشائع ، وما كنت تجد لحية ولا حجاباً ولا حلقة ولا حفظة ... ولا يستطيع أن ينكر هذا التحول منصفاً كان أم غير منصف، وكثير من الضباط المتدينين يعتقدون معتقد السلف، وهذا يعرفه كل من يعرفهم .وليست صدفة أبداً أن يجد المتابع تحول الخطاب السياسي للرئيس نفسه ... من خطاب قومي صرف ، علماني محض إلى خطاب إيماني يقيد العروبة بالإسلام ، ويفاخر بإسلامه أمام الكافرين قبل المسلمين وينص على ذكر المعاني الإيمانية بكل وضوح وتفاخر .وكان صدام حسين يديم قطع اجتماعاته وإنهاءها علانية إذا حضر وقت الصلاة حتى مع الأجانب كما ذكر ذلك الصحفي الأمريكي ' راذر ' فقال : دام اللقاء معه ثلاث ساعات ، لم يقطعه إلا للصلاة ، وهكذا كان الأمر مع مسؤولين كبار عرب نعرفهم معرفة شخصية لم تنشر اجتماعاتهم به ، ولا نريد إحراجهم هنا ، فحين حضرت وقت الصلاة قال لهم قوموا نصلي .إن هذه التغيرات التي شملت حتى الفكر القومي عند صدام خاصة ، فمن يقرأ أو يستمع إلى فكر صدام القومي في السبعينيات والثمانينيات وفكره القومي بعد ذلك يجد فارقاً جذرياً ، حيث يجد أنه يربطه ربطاً منطقياً بالإسلام ، فهو يؤكد على أن الإسلام عام للبشرية . ولكن مادته هم العرب ، وحمله إلى الآفاق هم العرب ، وهذا من فضل الله عليهم ، ولا يبنى على ذلك ما يبينه القوميون من جعل القومية دينا أو معبودا أو بديلا عن الدين . إنا لا نشك أن كل ذلك التغيير الإسلامي الذي ذكرناه في العراق كان مرصوداً ومحسوباً ومراقباً على المستوى الشعبي والرسمي من قِبَل الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا ، وأن تقديرهم أن أمر العراق إذا ترك سنين قليلة فسوف يشب عن الطوق ... حتى تصورات صدام الذي تنكب فيها لحقيقة البعث كعقيدة ومبادئ ، وأقبل زاحفاً قولاً وعملاً شيئاً فشيئاً نحو الإسلام مرصودة ، وأن لها أثراً مخيفاً بالنسبة لهم ، فمن يدري فلعله يطبق ما أشار له في لقائه مع وزرائه بأنه يريد دولة إسلامية حقيقية لا كالدول المجاورة ، بل على منهاج خلافة أبي بكر وعمر وعلي وعثمان ، هكذا قالها بالحرف ، في لقائه كما رأيناه وسمعناه بأنفسنا قبل الحرب الأخيرة بعام ونصف تقريباً ، وكررها في لقاء آخر وهي مسجلة عندنا .إن من يعتقد بأن ذلك لم يكن في حسبان أمريكا وهي تهاجم العراق كسبب من أهم أسباب الاحتلال فإنه رجل قد انطلت عليه الحيلة الأمريكية ... فهل يعقل أن أمريكا ترصد مقتل أميرة ، وإقامة الحد على آحاد الناس ، وبريطانيا تحتج على الإمارات في قضية زواج وطلاق واحدة ، وأمريكا ترعى مرتداً واحداً في الكويت ، ولأجل سلمان رشدي يقوم العالم ولا يقعد ، وأن أمريكا تتابع بعض الولايات الأفريقية التي تعداد سكانها سبعة آلاف نسمة فقط لأنها تريد تطبيق الحدود ثم هي لا تعرف كل ما يحدث في العراق من التوجه الإسلامي الرسمي والشعبي أنه لأمر عجيب ! إنها تحتج على آيات تقال عن اليهود في بعض المناهج ، فكيف بتغيير المناهج كلها ، كيف بحملة إيمانية شملت مختلف جوانب الحياة العملية في العراق ؟!! ومن يستطيع أن ينكر أن أمريكا قد وجدت في إقبال صدام على الإسلام ثغرة مناسبة تمثل قاسماً مشتركاً مع بعض الفاسدين من القيادة المقربين من الرئيس ... فلقد شعر هؤلاء بأن دورهم الحقيقي سوف يذهب ، وهم أعرف الناس بتوجه الرئيس وبطموحاته ... كما أنهم أعرف الناس بإرادته وهمته ... وهذه النوعية الخسيسة الخفية في القيادة العراقية هي الكثرة ... فإذا لم يمنعها وازع من دين ـ وهذا غير موجود ـ ولم يمنعها وازع وطنية نظيفة . فماذا يمنعها ...؟ ولعلهم رأوا الوطنية في الاستمساك بمبادئ الحزب بالمفهوم الأصلي للحزب ... فكانت الخيانة المقطوع بها من قبل قيادات ، وكانت الثغرة التي دخلت منها أمريكا على نفوس البعض ... ومما يؤيد ذلك أنه في لقاء صدام بالوزراء ، والذي عرض اللقاء في التلفزيون العراقي ، وكان اللقاء قبل كتابة هذا البحث بحوالي سنة ـ وهو موجود عندنا ـ قال لهم : ' إن تقارير المستوى الشرعي للوزير والتزامه بالمنهج المقرر ضمن الحملة الإيمانية الخاصة بهم سوف يكون ضمن تقرير الوزير العام ، وينبني عليه مستواه وتأهيله لما هو أعلى أو أدنى أو بقاؤه .. فهو جعل الحملة الإيمانية سيفاً مسلطاً حتى على أقرب الناس إليه من وزرائه وأعوانه وذلك رغبة في تنظيف الجيوب وتصحيح التوجهات ، وقال مرة وهو يتحدث عن الأمانة : ' أنا أقول ذلك وسوف أحاسب عليه ' وقال :' أنتم تعرفون جيداً صدام حسين إذا أراد أن يحاسب ' ! ... فعمّ المجلس وجوم عجيب ..! لكنه عقب وقال: ' ولكنني لا أتهم أحداً فيكم أبداً ... إنما هذا أمر ضروري ويجب التنبيه عليه ...' وخرج برنامج حواري في محطة فرنسية ، وقد حضر أحد الزعماء الفرنسيين فقال : إن من المناطق الإرهابية الكبرى في العالم هي في منطقة في العراق تسمى ' الفلوجة ' . ونحن نعلم ماذا تعني كلمة إرهاب في قاموس الغرب إنه الإسلام ، وتحزن عندما ترى غربياً يقر بمثل هذه التغيرات في مدينة قريبة من بغداد ومثقفونا لا يعترفون بمثل هذه الحقائق .ولعل صدام نفسه كان يدرك خطورة حملته الإيمانية ، وأن انكشافها يعني ذهاب حكمه وهلاك نفسه ، ولذلك فإن جدول الحملة الإيمانية ومنهجها لم ينشر في الفضائية ولم يركز عليه كما يركز عادة على إنجازات الرئيس ..ومع هذا فإن ذلك لا يفوت على أمريكا التي تعاملت مع العراق بدقة متناهية حتى لكأنها قسمت استخباراتها قسمين : قسم على :
__________________
السيد عبد الرازق
  #5  
قديم 09-11-2006, 03:56 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

العالم وقسم على العراق ـ فيما يظهرـ ثم إن أمريكا نفسها كانت تصنف خطابات صدام بأنها خطابات دينية ... وهي تعرف ماذا تعني كلمة دينية في الإسلام !وهناك سؤال آخر يلجلج في قلب كل مسلم غيور : ألا نتوقع أن تكون هذه خدعة من صدام ثم ينقلب بعد ذلك ...؟!فنقول لمن جال في خاطره مثل هذا السؤال : لقد شهد الإسلاميون في العراق على جميع التغييرات التي مضت حين فتح صدام للدعوة مساحة من الحرية ، وذلك عندما أطلق الحملة الإيمانية وترأسها بنفسه ، وجد الدعاة الفارق هائلاً نسبة لما كان عليه الوضع من قبل ، فوجدوا اختلافاً جذرياً منذ ذلك الوقت إلى قبل سقوط صدام في كل شيء ، اللهم إلا ما يظهر من مضايقات شديدة أحياناً لبعض الأساتذة الجامعيين وبعض الدعاة الذين يطعن فيهم بالوهابية . وهذا بحكم توجه نائب الرئيس عزت الدوري المعادي في تصرفه المغالي في تصوفه ، فالصوفية ذاتهم ينفرون منه في العراق ، والذي يتولى بطبيعة الحال الجانب الديني .... وكذلك بعض حالات الاعتقالات قبيل ضربة 1998 وبعد تفجيرات الفلوجة ...نعم وجدنا الفارق في كل شيء ـ والواقع خير شاهد ـ وجدناه فيما يقوله الخطيب على المنبر ، وجدناه في الدورات الصيفية لحفظ القرآن الكريم ، وجدناه في انتشار الكتب الإسلامية الحديثة والتي كان تداولها ـ من قبل ـ جريمة ، وجدناه في الملصقات على لوحات في المساجد ، وجدناه في انتشار الأشرطة الإسلامية المثيرة والمميزة ، وأشرطة أفاضل المشايخ ، في سيارات الأجرة وفي كل مكان ، وجدناه في انتشار المكتبات الإسلامية صوتية وكتبية ، وجدناه في شيوع المعاهد الإسلامية والكليات ....وجدناه في تحول العراق إلى أطهر بلد من المخدرات ... وجدناه في فحص كل عراقي يعود إلى العراق ـ بعد الخروج منه ـ فحصاً مختبرياً من أمراض الجنس ... وجدناه في الشارع العراقي المحتشم تقريباً ... ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ، لم ينسف صدام ما بناه ولم يرجع في قراره ، بل الأمر في مزيد ، والحمد لله رب العالمين ...... أليس هذا الأمر دليلا كافيا على الوفاء بالعهد ، وأن المسألة ما كانت تمثيلاً ولا تمريراً ... إنها ليست مسألة قرار نظري ، ولا خطاب ناري ، ولا أشهر معدودات ، إنها عشر سنوات عمل على أرض الواقع ، مثبتة بقرارات رئاسية مدعومة بحملة إيمانية يرأسها الرئيس نفسه ... شاهدها المساجد الممتلئة ، والشوارع المحتشمة ، والخير في تصاعد ... بحمد الله ...بل لقد وجدنا التغيرات حتى في الاعتقالات التي حدثت ... فكل أخ اعتقل في هذه الفترة ليشهد أن أسلوب الاعتقال وصورة المعاملة التي وجدها في المعتقل في الفترات الأخيرة كانت مثيرة للاستغراب من حيث التهاون والتساهل نسبة لما كان يسمعه من غيره ، أو لما وجده إن كان قد دخل من قبل هذه المرة ، وعندنا من الشواهد الكثير ، ابتداء من اعتقاله وانتهاء بإطلاقه ، بل عندنا شواهد كثيرة من المشايخ الذين كانوا مطلوبين من قبل ولربما مطلوبة رؤوسهم وأرواحهم ففروا من العراق إلى خارجه ... أصبح الأمن العراقي يستدعي بعض أهليهم ... لماذا ؟ليرجوهم أن يعودوا إلى بلدهم معززين مكرمين ... ليس عليهم أي خوف ولا تهمة .. ونحن نعرف بعض هؤلاء الذين رجعوا وماأصابهم أي ضرر .نعم هكذا أصبح الحال في السجون ... اللهم إلا أن يجد المسجون رجالاً من الأمن من الشيعة الحاقدين وليس أي شيعي ، فيذيقونه المر تقرباً ... ولهذه الحالات عندنا شواهد كذلك ... وعندنا شواهد بأن من بلغ خبر تعذيبه المسؤولين من رجال الأمن السنة ـ لم يدعوا الأمر يمر بغير عقاب ذلك المعذب الحاقد ...ولا شك بحصول حوادث على غير هذه النسق ... لكن هذا الذي ذكرناه هو المنهج الجديد ... كما أن الإيذاء الشديد هو المنهج القديم عندنا ... القائم في كثير من الجمهوريات العربية الأخرى ...ولا شك أن البعض سيتبادر إليه هنا ثلاثة حوادث حقيقية تمثل سلب المصداقية من صدام:أولها حادثة ابن عمه حسين كامل المجيد .. وكارثة حلبجة .. ودعوى خيانته لشعبه وهربه تاركاً إياهم لقمة سائغة للأمريكان .أما الأولى فكان الأولى بالمحتج بهذه على غدر صدام أن يحتج بها على غدر حسين كامل ، وليسأل هذا المحتج نفسه : هل قصّر صدام مع حسين كامل في شيء ...؟!ألم يسلمه أصعب مكان .. فلقد رفعه ورفعه حتى سلمه مسؤولية التصنيع العسكري ؟ألم يزوجه صدام ابنته ..؟ وغير ذلك كثير ...وبعد كل هذا يترك البلاد هاربا ... ويجتمع مع الاستخبارات الأمريكية وربما الإسرائيلية في الأردن ، ويعطيهم ما يعطيهم من أسرار ... ولم يعطوه هم شيئاً ... في وقت كاد الحصار أن يرفع ، فكان خروجه بمثابة تجدد الكارثة وتبريراً للواقع الأليم ؟أما كان من الحكمة أن يستدرجه صدام حتى يأتي به فيقضي عليه قبل أن يقضي على البلد بأكمله ؟!ثم ما جزاء من يخون بلده بهذه الخيانة العظمى ... ما جزاؤه لو كان حكم الله قائماً إلا أن يكون مصيره كمصير العرنيين وأمثالهم ؟ثم من يثبت بأن صدام أعطاه عهداً ألا يقتله ولما عاد غدر به وقتله ؟ علماً بأن صدام قال أن العشائر هم الذين قتلوه قبل أن تستقبله الدولة .وعلى أسوأ احتمال فإن العاقل لا يخالف في أن ما حصل له هو بعض ما يستحقه.. ولو كان صدام قد أعطاه عهداً ثم قتله ، لكان هذا دليلا على أن حسين كامل يعرف تمام المعرفة بأن من طبيعة صدام الوفاء بعده ، وإلا كيف يجازف بروحه ويعود ...؟والقضية لا تحتاج لكل هذا لولا أنها أصبحت هي الدليل الذي لا يقبل النقض على الغدر.وأما موضوع حلبجة ، فالله تعالى أعلم كم تحرينا عن هذا الموضوع من مصادر مختلفة التوجه والروايات وقد وصلنا من خلالها إلى قناعة تامة عندنا ...ثم وقعنا بحمد الله تعالى على من كان في حلبجة نفسها قبل الضربة بنصف ساعة تقريباً...فلقد كانت حلبجه بؤرة للمخابرات الإيرانية ومركز تجمع الإعداد للهجمات على العراق وقد وجه لهم أكثر من مرة العراق تحذيراً ، علماً بأن تضاريس المنطقة صعبة للعراقيين ، فمع أنها عراقية إلا أنها سلسلة جبلية مغلقة من ناحية العراق مفتوحة من ناحية إيران ، فما كان أمام القوات العراقية إمكانية دخولها بتلك السهولة ولم يستسلم هؤلاء حتى قبل الإنذار بساعات ، فما كان من منهجية صدام حسين أن يتركهم فيها ، فجاءت الضربة القاصمة ، والتي روجت لها أبواق رافضية ، وهبت معها أسماء إسلامية في العالم ، فأولئك الرافضة هم أعرف الناس بأنهم هم المقصودون بها ، وأنها قصمت مخططاتهم ، وهدمت أوكارهم ، ورددها بعض الإسلاميين على أنها كانت مركز الدعوة الإسلامية ، وهذا أمر العجب فقد كانت مركز المعارضة الكردية التي سامت الإسلاميين أشد العذاب ، فحاربت كل ماهو إسلامي حتى ألجأت جماعتي أنصار الإسلام والجماعة الإسلامية للجبال ، فعاش هؤلاء المساكين في برد شديد وزمهرير قاتل .وأما خيانته لشعبه فلقد هبت عاصفة بغداد المدمرة واقتلعت صدام من عرشه ، وانطلقت بعدها هواية البعض المعروفة فقالوا : إنه عقد صفقة آخر لحظة بعدما رأى الموت ، وآخرون قالوا بل هو الأمريكي اليهودي منذ أن جاء إلى يومنا هذا وعند غربلة هذه الاحتمالات نجد أنها قابلة للاحتمال قبول الطينة لتشكل ، لكنها في حقيقة التحليلات مبنية على ربط الأوهام ، فوهم من هنا وآخر من هنا وقرينة من هنا ومن هناك .. وقد اكتملت الصورة وخرج الحاذق بتحليل ألمعي يتشدق به في المجامع والمجالس وينافح منافحته عن اليقين وجل ذلك يدخل في باب الجدل المنهى عنه .. كما أنها أمور لا ينبني على أغلبها أعمال ....ويأتي الدليل من ' ابريماكوف ' نفسه الذي كلف بمهمة إقناع صدام بالتتحي عن السلطة بأيام على أن يجعل له مكاناً خاصاً في العراق حيث يريد أو خارج العراق ! ولكن ' ابريماكوف' يعقد مؤتمراً صحفياً بعد سقوط بغداد بخمسة أيام يقول فيه ما لا يشرف ابريماكوف ولا غيره أن يقوله ، حيث يخجل أي إنسان أن يقوله عن نفسه مما واجه من صدام من الاستهجان والاستكبار من مقترحه هذا .... فقد قال ابريماكوف مجيباً على سؤال عن ما قاله لصدام في ذلك اللقاء وما أجاب به صدام ... فقال لقد قلت له :' يجب أن تجنب بلدك الدمار والكوارث وتسلم أنت وليس من طريقة إلا أن تترك الحكم لغيرك ... ' فأجابني صدام قائلاً : ' لقد قلتم مثل هذا الكلام في حرب الـ 1991 ، ثم ربت على كتفي ثم تركني وخرج ! '. وهذا هو اللائق بشخصه الموافق لشموخه ... ثم هل من المعقول أن صداماً يترك العراق ليسلم نفسه إلى إيران لتوصله هي إلى روسيا !وهل من المعقول أن روسيا وهي تعمل هذا التحالف الكبير الجديد مع ألمانيا وفرنسا تخادعهما بهذا النوع من التعامل مع المخابرات الأمريكية وتعقد هذه الصفقة معها ...ويأتي الدليل الأقوى الذي قاله الدكتور ظافر العاني في مقابلة مع قناة الجزيرة بتاريخ 14/ 4/ 2003 حيث قال : قبل ثلاثة أيام وقعت معركة شرسة في الأعظمية مابين القوات الأمريكية والمقاتلين العراقيين ، وقد كان صدام يقاتل بنفسه مع المقاتلين .... يقول الدكتور العاني : وقد أخبرني بهذا الشيء الذين كانوا يقاتلون مع صدام ... ويقول كذلك : وقد أخبرني من سمع صدام بنفسه يقول وهو يتحرق : ' لقد غدروا بي ' يقصد في تسليم بغداد من قادة حزبيين وسياسيين وعسكريين ، باعوا بلادهم ومبادئهم إلى أمريكا ....وللعلم فإن ظافر العاني أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد ومن أهل الأعظمية نفسها ، فكيف نكذب من شاهد ويخبر بما شاهد على الملأ ، ونأتي لنصدق أوهام مربوطة أو أضغاث أحلام مخبوطة لا توافق الواقع كما لا توافق شخصية الرجل ...إن كل من يردد هذه الأوهام ... ويكاثر بها ... يبرأ عن كل ما قاله بمجرد أن تسأله سؤالاً واحداً وهو : ما نصيب الخيانة إذا ثبتت لك أن صدام قد قتل في القصف الجوي أو في حرب الأعظمية ؟ ويأبى الله إلا أن يظهر في محطة الـ [ ال بي سي ] شاهد عيان يقول بالتفصيل : لقد صلى معنا صدام يوم 9/4 صلاة الظهر في مسجد الإمام الأعظم أبو حنيفة ، وجلس إلى ثلاثة رجال كبار من أصحابه القدماء ، وتحدث معهم قليلاً وكان مما قال لهم : ' لقد غدروا بي ....' ثم خرج صدام من المسجد فاجتمع الناس من حوله ، فحياهم كعادته ، ثم تزاحموا عليه في منظر عجيب بثته قناة أبو ظبي منفردة كما رأيناه . قال : ثم توجه صدام بالسيارة إلى مكان آخر من الأعظمية .... فوقع فيه قتال شديد جداً واشترك صدام في القتال لمدة ساعتين .... وكان سلاح صدام في القتال هو الـ [آر بي جي ] .وجاء الدليل الأخير القاطع ، وهو خطابه الذي بثته قناة أبو ظبي بصوته هو ، وكان أن سمى التدخل الأمريكي احتلالاً عازماً على المقاومة ... وقد اعتذرت القناة ، بعدم استطاعتها بثه في وقته ، وقد استلمته يوم سقوط بغداد ، أي يوم 9/ 4 ...و نقول : ما مصلحته أن يخرج بهذه المهانة التي لن ينساها له التاريخ والأجيال ... وقد وجدت له أسهل المخارج قبل المعركة مباشرة ، كمبادرة دولة الإمارات أو مبادرة روسيا أو السعودية أو عروض أمريكا نفسها عليه الأمان وعدم المطالبة القانونية ابتداء من بوش إلى وزير الخارجية إلى وزير الدفاع إلى رئيس وزراء بريطانيا ، وانتهاءً بمستشارة الأمن القومي ، وكان يرفض كل تلك العروض باستعلاء ، ولو قبلها لدخلت القوات الأمريكية في نفس اللحظة التي يخرج من الحكم أو من البلاد بحجة حفظ الأمن والاستقرار إلى حين تعيين حكومة جديدة .. كما تزعم ... وتكون قد حققت الأمرين سلامة البلاد ، وسلامة قواتها ومنهجية استسلام البلاد الأخرى دون قتال ... وما يريدون إعادة تعميره من خلال العقود من غير تدمير ... والأهم من كل هذا أنهم يدخلون من غير نقمة الشعب عليهم .وأخيراً .. إن الخيانة سهلة وعواقبها قد تكون محمودة على صدام في الدنيا ، فهو يستطيع أن يخون ويعيش كما يعيش غيره ويهنأ بملكه وسلطانه وماله من غير أن يعيش طريداً فريداً في زمن قد كبر فيه سنه وقلّ فيه صديقه ولكنه أرادها حرباً يهلك فيها العدو ويحرر بها البلد رغم خذلان أمته له .






الأكراد
__________________
السيد عبد الرازق
  #6  
قديم 09-11-2006, 03:59 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

الأكراد:

إن من العدل والإنصاف أن نذكر بأن الأكراد قد واجهوا البطش والتنكيل والتشريد والتقتيل أيام صدام ما لا يعلمه إلا الله تعالى ... فلا يخفى على أحد ما جرى للأكراد من عملية الأنفال الإجرامية، والتي شرد على أثرها عشرات الألوف منهم، وغيرها الكثير الكثير مما يصعب على الأكراد نسيان تلك الذكريات الأليمة والمصائب الفظيعة، ولعل شعر صدام بما شعر به غيره من الأكراد عندما قُتِل ولداه قصي وعدي وحفيده مصطفى في الموصل .

ولكننا لن نبحث ما حصل للأكراد لسببين رئيسين:

الأول: هو أنها أخـذت حقها أضعافًا مضاعفة من قبل أجهزة الإعلام بالصـوت والصورة والكتابة ...

والثاني: منهما هو أنها خارج حدود موضوع دراستنا الزمني، فموضوع دراستنا هو العقد الأخير من حياة صدام، وهذه الأحداث قبل هذا العقد .

أما مطالبة الأكراد باستقلال الشمال بأكمله عن العراق فإن العدل والإنصاف يقتضي كذلك أن نعيد المسألة إلى أصلها الشرعي والتاريخي وعليه فإن الاحتمالات القائمة أمام الأكراد واحد من اثنين:

إما أن يعاملوا كأمة كردية منفصلة، وأما أن يعاملوا كجزء من العراق؟! ونحن كأمة إسلامية، لا خيار لنا ولا لهم إلا أن نقول إن الواجب أن يعاملوا كجزء من الأمة الإسلامية، وقد كانوا طوال تاريخهم جزءًا من أمة الإسلام، ولم يحدث أن طالبوا بدولة أخرى في ظل الخلافة الإسلامية، بل كان الأكراد مصدرا للعلماء والقادة وطلاب العلم وطلاب الجهاد ...

وهل يمكن أن تتنازل الخلافة الإسلامية أو ترضى أن يكون للأكراد دولة مستقلة دون الخلافة الإسلامية ..؟

كما أن هذا المنطق مناف للقواعد الشرعية من وجوب الاجتماع، والنهي عن التفرق ووجوب الصف الواحد، والتعاون على البر والتقوى، والنهي عن الانفراد والتفرد وأنه من الشيطان، ونحو ذلك من أصول وقواعد شرعية ثابتة لا جدل فيها ولا نزاع ... هذا لو كان انفصالهم عن الخلافة مع إقامتهم حكم الله تعالى !

ولكن للقائل أن يقول فماذا إذا لم تكن خلافة ولا حكم إسلامي في الأمة ولا في العراق؟

والجواب: هل سيقيمون هم حكم الله حقيقة بهذا الانفصال ... أم سيقيمونها علمانية إباحية، كما هو مشاهد من مناطق حكمهم الذاتي .!

إن بناء دولة جديدة .. بناءً على قومية جديدة ... فيه من الأضرار بهم وبالعراق وبالأمة ما لا يعلم به إلا الله تعالى، وهو شرخ عقدي في بنيان الأمة في الأساس ... ذلك أنه مبني على أصل جاهلي صرف، وإقامة لراية جاهلية منتنة جديدة، كما أن فيه مزيد تمزيق للأمة وتشقيق لصفوفها .

وهذا هو ما تريده اليهودية العالمية ويريده كل أعداء هذا الدين ... ولذا تجد أن السائرين في رفع هذه الشعارات هم علمانيون جاهليون ... لا هدف لهم إلا أن يحكموا دولة .... مجرد دولة، ولو في آخر أيام حياتهم ... بغض النظر عن المنظور الشرعي لهذه الدولة ..!

إن إقامة مثل هذه الدولة في العراق يغري القوميات الأخرى في العراق وفي غيره على المطالبة بدول ... وهذه إذا وقعت فإنها سنة سيئة وسابقة خطيرة تهدد جميع بلاد المسلمين بالخطر المحدق بهم ... فإذا ما قامت هذه الدويلات بدأت الصراعات الحدودية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية بطريقة سيئة فوق ما نحن فيه بأضعاف وهل نسينا الصحراء الغربية والمغرب، وتيمور الشرقية وإندونيسيا ؟!!
:
__________________
السيد عبد الرازق
  #7  
قديم 09-11-2006, 04:04 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي


والحقيقة أننا لا نجد أي مبرر شرعي للحديث عن فكرة إعطاء الأكراد دولة ...

وكل كردي وعربي يدرك أن الحروب في الشمال العراقي كانت استنزافية للشباب العربي والكردي، ناهبة للثروات، مذهبة للأمن، مزيلة لاستقرار الدولة كدولة حتى جاء صدام حسين وبطريقته الاستئصالية المعروفة حرك الجيش العراقي فعالج هذا الثغر النازف، فتوقف النزف إلى يومنا هذا .... وهذا العلاج مع مافيه من ضحايا، إلا أن الأكراد جميعًا يدركون إلى أي مدى بلغ الحال سوءًا في الشمال آنذاك ... كما يعرفون المحاولات العديدة التي بذلتها الحكومة العراقية من اجتماعات وحوارات ووساطات وغير ذلك مع الأكراد أيام صدام حسين وكل ذلك لم يفلح ولم يجد شيئًا وقد تكون طبيعة صدام حسين نفسه هي عاملا في فقد الثقة بين الطرفين .!

ولو سُئِل المنصف سؤال محدد: أيما خير أن يستمر العراق بأكراده وعربه بتقديم ضحايا يومية وشهرية لا تنقطع مع ذهاب الأمن والاستقرار، ونزف الثروات على الطريقة القديمة للحكومات العراقية القديمة أم أن يتدخل الجيش بكل قوته ليستأصل الورم من جذوره، ويوقف الخسائر المتواصلة على جميع المستويات، وإن كان فيها ما فيها من خسائر؟ ...

لا شك أن خيار كل عاقل في مثل هذا الظرف لو كان حاكمًا حاسمًا هو العلاج الحاسم . لكن المشكلة في الأسلوب الرهيب الذي استخدمه صدام في هذا العلاج والذي كان فيه الاستئصال أعظم من الورم!

وأما أن أمريكا هي التي أعانت صدام على الأكراد، فهذا أمر بالإضافة إلى أن العقل ينفيه بحكم فارق القوة ما بين الجيش العراقي والأكراد ... فإنه قول لا دليل عليه إلا مجرد التوهمات الجزاف التي قيل مثلها كثيرًا من قبل الأكراد والإيرانيين وغيرهم عند تبرير العجز، وتبرير الهزيمة، ولسلب النصر روحه ... حتى مع إيران قيل الكثير من ذلك، لكن الذي ثبت أن السلاح الإيراني كان أمريكيا، والمساعدات الإسرائيلية العسكرية لإيران مقطوع بها ...

وفي العقد الأخير من حكم صدام أصدر قرارًا قبل سنة تقريبًا من زوال حكمه بتخصيص مبلغًا لإصلاح البنية التحتية وإنشاء مشاريع إنمائية في الشمال لمحافظة كركوك .. بمبلغ قدره خمسة وخمسون مليار دينار ؟

ويبقى السؤال الأخير للأكراد العلمانيين المتزعمين تلك الانتفاضات: ماذا قدمتم أنتم في مقابل كل هذا ؟! وماذا ستجنون بعد كل هذا ؟! وهل ستقيمون دولة بعد صدام كما كنتم تحلمون بها ؟!!

وهل ستصبحون قادرين على حمايتها من تركيا؟ وعلى أي دين ستقيمونها؟ وبأي حكم ستحكمونها؟!!

أم أن العمالة تقضي بتفضيل الحكم الذاتي مع أمريكا على الحكم الذاتي مع صاحب البلد الذي تنتمون إليه ..؟!

لقد أشار صدام ـ وصدق ـ في رسالته الأخيرة الموجهة إلى جلال الطلباني ومسعود البرزاني بوجود علاقات واتصالات ما بينهم وبين الصهاينة .

وهاهي الصحف تنشر يوم 29 / 4 / 2003 سعي إسرائيل لتهويد مناطق كردستان العراق ... كما استطاعت تركيا أن تمسك شحنة متوجهة إليها .

ولكن من لا دين له فإن دينه مصلحته، وغايته تبرر وسيلته، لأنه اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم ...!

ويتساءل البعض: ماذا تريدون من حاكم بلد أن يفعل وهو يرى جماعة من بلده خانته في أخطر ظرفين: الحرب الإيرانية وحرب الخليج الثانية ؟ ابحثوا لنا عن حاكم في العالم حصل له ماحصل فماذا تريدون منه أن يفعل ؟!!! وكلنا نذكر بعض الجنسيات المسلمة في حرب الخليج الثانية لما وقفت مع العراق في ظلمه على دولة الكويت كيف كان الموقف منها في أحد البلدان، لقد تم اغتصاب بنات تلك الجنسيات المسلمات في حفلات جماعية وابتهاجية بالتحرير، وقدمن هدايا لجنود بعض الدول المشاركة في الحرب، ومنهن من حملن سفاحًا، ومنهن من قتلن نتيجة الاغتصاب الجماعي وفعل بهن من الأفاعيل مالا نستطيع ذكره، وملفات الأمم المتحدة مليئة بمثل هذه الأشياء ومكتوب فيهن الأسماء المغتصبة وصفات المغتصبين وجنسياتهم، ومع كل هذا ماتت قضاياهم ونجا المجرم لأنها باختصار سياسات عالمية يعاقب فيها أناس دون آخرين .

ويبقى بحث الأمر الأخير وهو ما طنطنت حوله الأجهزة الإعلامية العربية والعالمية على وجه الخصوص، وهو طرد الأكراد من منازلهم وتهجير آلاف الأسر العربية وتسكينهم في مساكن أولئك الأكراد بأمر من صدام حسين ..!

هكذا تناول الناس هذه القضية من الإعلام ـ كالمسلمة التي لا يشك فيها ـ وحسبت على أجندة النظام السابق المثقلة بالمظالم أساسًا !

لكن ديننا الإنصاف والعدل ... وقوام التاريخ الصحيح شهادة الحق وكل عراقي وخصوصًا من يعيش في الشمال يعرف جيدًا بطلان هذه الدعوى وهو يرى بعينه المساكن الخاصة التي بنيت لكل أسرة عراقية عربية انتقلت إلى الشمال بحيث ملكتها الحكومة ذلك البيت أو تلك الشقة .. فهي مبان جديدة بنتها الحكومة العراقية ولم تكن يومًا من الأيام للأكراد .. حتى يأتي اليوم الذي يأخذونها من أصحابها الحقيقيين بدعوى أنها كانت لهم ... نعم ربما أخذ بعض المسؤولين الكبار بعض بيوت الأكراد، فهذا علم والله لا نعلمه ولم يبلغنا، ولا نستبعد حدوثه لبعض البيوت الخاصة بهم أو بمن يخصونه .. والله أعلم .

إن من عرف أهداف هذه الحملة التهجيرية علم بعد النظرة ... لو أنها استمرت وتناسلت عليها الأجيال بعد ذلك ... فمن أهداف هذه الحملة ترسيخ وحدة العراق فعليًا بحيث لو جرى التصويت على بقاء مناطق الحكم الذاتي مستقلًا تابعًا للعراق أو منفصلًا عنه، كان للعرب دورهم وصوتهم في إثبات عراقية هذه المناطق، والعراقي العربي لا يرضى أبدًا باقتطاعه من العراق ... وعليه فستبقى هذه المناطق الكردية مناطق عراقية، وهذا هدف شريف وعظيم ربما لن يحتاج له صدام في عهده إنما سيبقى أثره أكبر ما بعد صدام وعلى مستوى الأجيال القادمة أكثر ... وبالتالي يكون صدام قد توصل إلى حل جذري لمشكلة مزمنة عجزت عنها الحكومات والأجيال ... وخصوصًا إذا ما تكاثرت هذه الهجرات إلى الشمال. ومن أهدافها المتحققة فعلًا:- هي تعليم الأكراد اللغة العربية ... فلو كانت عوائل معدودة مهاجرة إلى منطقة الأكراد لربما تحولت لغة هؤلاء إلى اللغة الكردية، أما أن تكون العوائل بالآلاف وفي وسط الأحياء الكردية فهذا ما يستعسر معه الذوبان اللغوي والخلقي ... وبحكم الحاجة والتعامل فستفشو اللغة العربية بين هؤلاء، وهذا بحد ذاته مكسب عظيم يظهر تأثيره أكثر على أبناء الجيل الصاعد، ويجعل هذه المناطق مهيئة لتعميم اللغة العربية، وهذا هو المعمول به في المناطق الكردية ومن تابع الفضائيات الكردية عرف كيف كان اثر هذه الحملة فأغلب برامجها عربية .

ولا يخفى ما لهذه الهجرة الكثيفة من تأثير مستقبلي في التركيبة الاجتماعية المستقبلية، حيث المخالطة والمصاهرة والأرحام بين العرب والأكراد ... ولا نريد أن نتجاوز إلى أهداف أخرى متكلفة وإن كانت متحققة شئنا أم أبينا، كانتشار الأخلاق العربية، والعادات العربية . ونحو ذلك ....

وهذا الذي فعله صدام يعتبر إنجازًا تاريخيًا نوعيًا، ومن الإنصاف أن يحسب له ومن الظلم أن يحسب عليه، بينما لا تكاد ترى دولة واحدة استطاعت أن تحل هذه المشكلة أو تسعى في حلها سعيًا صحيحًا جذريًا فهذه إندونيسيا خسرت تيمور الشرقية وهاهي المغرب تكاد تخسر الصحراء الغربية، وهاهي تركيا لم تستطع أن تحل المشكلة الكردية المستعصية وهاهو السودان يعجز أيضًا عن حلها في الجنوب ....

ومع هذا نقول من منظور الإسلام، وهو المنظور الحق الوحيد: كان بإمكان صدام أن يتخذ أسلوبًا أفضل من هذا بالإضافة إليه ـ وهو الرجل القوي صاحب الإرادة المعروفة ـ وذلك بأن يعتمد الأخوة الإسلامية أساسًا لهذه الوحدة ـ بالإضافة للأساليب التي اتخذها ـ فأسلوب الأخوة الإسلامية هو الأسلوب الأوحد في ربط الأقليات وبناء المجتمعات، ويكفي دلالة على ذلك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم في مجتمع المدينة بفئاته المختلفة وقد رأينا ماحصل من حكومة أربكان التركية لما تولت القيادة السياسية في ذلك البلد كيف أنها أكرمت الأكراد وحسّستهم بإنسانيتهم ووطنيتهم فتوقفت العمليات الكردية ضد الجيش التركي غير أن الجيش التركي رفضها لأنها ستجعل أربكان بإسلاميته أول زعيم تركي معاصر يحل مشكلة استعصت على غيره .

وقد كان بإمكان صدام ليحقق ذلك أن يحققه من خلال منهج شرعي لا يضعه هو بل يضعه أهل العلم والدعوة والتربية الصادقين الصالحين، ذلك أن الرابط المطلوب هنا ... ليس رابطًا ظاهريًا أو اجتماعيًا أو لغويًا فحسب، إنما هو في أساسه رباط القلوب وهذه لا يقدر عليها إلا الله وحده ... وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:

[وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعًا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم] آل عمران 103 .

كان بإمكانه أن يسخر الوسائل المناسبة لتحقيق تلك الأخوة كالمساجد وأجهزة الإعلام الخاصة وشباب الصحوة ثم يتكفل هو بمتابعة تلك الوسائل، والمستوى الذي بلغته تلك الأخوة الإيمانية على الأرض العراقية ولكن هيهات لصدام ذلك وهو له تفكيره الخاص وضوابطه الخاصة ونظرته الخاصة والتي تفتقد إلى ضوابط إسلامية كثيرة مفقودة في شخصه وإن كان هو يظن أنه قد بلغ الكمال فيها من خلال المطبلين حوله والمزمرين والذين كانوا دائمًا سبب هلاك كل حاكم وقائد.

إن البعض يرى أن هذا الأمر أشبه بالحلم والخيال، وأنا أقول نعم لمن نظر بمنظار واقع أغلب الحكومات القائمة، لكن من علم أن أُلْفة القلوب لا تأتي بملايين براميل البترول ولا دنانير الذهب، إنما هي من الله وحده، وأن الأمر فيها كما قال الله تعالى: ' ولكن الله ألف بينهم ' و ' وأن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن '، وأنه إذا صدقت النوايا تنزلت إعانة الله وتحققت الألفة القلبية ... عندها نعلم أن الأمر ـ بإذن الله تعالى ـ يسير وخصوصًا إذا كانت وراءه قناعة وإرادة من صدام نفسه و الذي كان بمقدوره أن يحقق لنفسه ولدينه ولآخرته إنجازًا ...

إن الخطأ الواضح الذي اعتمده صدام في تحقيق هذه الألفة القلبية هو اعتماده على الخلايا الحزبية، والدوائر الأمنية بالدرجة الأساس ... ! وهذا للأسف راجع لطبيعته وقناعاته الشخصية بل وناتج عن بيئته التي خرج منها والمحيط الذي عاش فيه ... ولكن أنىّ للخوف أن يحقق أمنًا ! وأنى للقوة المجردة عن المحبة أن تربط قلبًا أو تستجلب حبًا ..؟!

إن خطبة جمعة واحدة يعمم فيها موضوع الأخوة منزلة على الواقع العراقي معززة بالأدلة الشرعية ... لكفيلة بتحقيق مالم تحققه هذه الدوائر الأمنية والخلايا الحزبية طوال سنة بأكملها ... هذا لو حققت هذه الخلايا وهذه الدوائر قطرة من محبة ...!

فكيف لو كان ثمة منهج شرعي متكامل بحيث يخضع لهذا المنهج تلك الدوائر الأمنية والخلايا الحزبية كي يبنيها الإسلام بناءً شرعيًا إيمانيًا حقيقيًا ... وليس تمثيليًا أو مرحليًا لتحقيق غاية ... فلربما لو تحققت الغاية تخلى هؤلاء عن إيمانهم !

إن الإسلام لا ينسف التنظيمات الإدارية والاجتماعية .. بل هو يؤيدها ويقويها ما سارت على منهجه، ناسفًا ما فيها من جاهليات مقيمًا إياها على عقيدة الإسلام الصافية، بانيًا أصحابها بناءً إيمانيًا خلقيًا على وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ... رابطًا إياها برباط الإيمان ... واضعًا أمامهم هدف مرضاة الله تعالى .

وعلى هذا الأساس سوف تكون هذه التنظيمات قوة شرعية موجهة في تحقيق الأخوة الإيمانية ومتابعة بلوغ أهدافها المرحلية ووصولًا إلى هدفها النهائي ...







العبرة الثانية ـ تزكية النفوس أولاً:



الملف الصحفي :عام :



العبرة الثانية ـ تزكية النفوس أولاً
__________________
السيد عبد الرازق
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م