سفر الحوالي...وعقل الأمير.
الحمدلله وحده والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد رسوله وعبده وآله وصحبه.
أمّا بعد
أثار أحد المغترّين بأمثال سفر الحوالي كلاماً لا طائل من وراءه,ونقل عن سفر -دون أن يسميه أو يعزو إليه-بعض كلامه المتهافت عن أهل السنّة,في رسالته المخذولة( نقد منهج الأشاعرة في العقيدة);وقد كفانا الرد على هذه الرسالة سيّدي الإمام الجهبذ حسن بن علي السقّاف رعاه الله,في رده المتين المشهور.وكان لأخينا أبي أحمد الهاشمي بارك الله فيه جولات مسدّدة مع رسالة سفر كشف فيها جهل سفر ونشرها أخونا الهاشمي في المنتديات ومنها هذه السبلة المباركة.
وقد كنّا نحرص على أوقاتنا أن لا تهدر في الخوض مع أناس من صنف المجسّمة الّذين سُلبوا نعمة الهداية,وابتلوا بفقدان الفهم;غير أنّ الحملات الجائرة على اهل السنّة جعلت من السكوت حراماً,ومن للحق إذا لم يقم له ذووه وأهله,لذا كان لا بد من الكلام والكتابة والدفاع والمزاحمة حتّى يحق الله الحق ويُبطل الباطل بإذنه وقوته.
ونحن هنا لن نتناول رسالته الهزيلة تلك إلاّ لمماً,ولكنّنا سنوضّح-بإذن الله- للمغترّين بهؤلاء مدى تفاهة بحوث سفر,وخطله وضلاله وبعده عن التحقيق والمنهج العلمي الرصين,كل ذلك من كتب الرجل وبحوثه المنشورة,دون جناية أو افتراء إن شاء الله,بل سنكشف جنايته على أهل السنّة وافتراءه عليهم.
فمن هو سفر الحوالي؟
سفر الحوالي من رؤوس التجسيم اليوم,من تيّار الجيل الجديد الّذين أدركوا فقر الحشويّة,متمثّلة في كتب أسلافها كابن تيمية وابن القيّم وغيرهما,أو شخصيّات الجيل القديم االمسن كابن باز والألباني وغيرهما,أقول أدرك هذا الجيل الجديد عدم قدرة هذه الأصناف على مواكبة العصر الحديث,وتحدّياته و تطوّراته,خاصّة والمسلمون اليوم يشهدون كمّاً هائلاً من الكتابات والأطروحات,من قبل أناس هم ليسوا من المدرسة الحشوية,أو على الأقل قد لا يتبنّون الخط الكامل لها,غير أنّ هذه الأطروحات-بغض النظر عن ما تحمله-بإسلوب عصري ينضح معرفة بما يجري على هذا العالم,وبعبارة موجزة بنكهة جديدة تفتقدها المدرسة الحشوية,وهذه الأطروحات يطّلع عليها شباب المدرسة ويجدون فيها لذّة قد تكون لذّة العيش في القرن العشرين أو بالأحرى الشعور بالعيش في القرن العشرين,هروباً من كتابات لا تخرج عن حدود بادية نجد,أو عن أطراف صحراء الربع الخالي وكتابات ابن تيميّة وتلميذه وابن عبدالوهّاب وأحفاده,لقد أدرك سفر وجيله هذا النقص بل وشعروا به عندقراءاتهم المتعدّدة-وسفر قارىء نهم لكنه أعمى البصيرة-لذا كان لا بد من ظهور جيل يواكب روح العصر,يعلم ما يدور حوله,ليقدّم التجسيم تحت ستار المعلومات والإهتمامات السياسيّة وفقه الواقع-كماهو عند ناصر العمر-ومن هنا كانت انطلاقة سفر ,وانتشاره لدى شباب مدرسته,فقد حظي بأرض جدبة عن مثل هذه النكهةالجديدة,ووجد فيه الشباب-من قومه-صوتاً جديدا طالما تمنّوه عند اطّلاعهم على غيرهم,وهو في نفس الوقت يمثّل مدرستهم,إنّه صراع إثبات الوجود,وسحب البساط من تحت أرجل المنافسين.
وإلى لقاء آخر إن شاء الله نشرح فيه قصّة سفر وعقل الأمير.
والحمدلله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله وصحبه.
|