رجب مضر شهر الله الحرام
الترجيبُ التعظيم، ورجَب: شهر سموه بذلك لتعظيمهم اياه في الجاهلية فلا يستحلّون القتالَ فيه.
وفي الحديث الشريف: (رجَب مُضَرَ الذي بين جُمادى وشعبان). وقوله (صلى الله عليه وسلم): (بين جُمادى وشعبان) تاكيد للبيان وايضاح له، لانهم كانوا يوخّرونه من شهر الى شهر، فيتحوّل عن موضعه الذي يختصّ به، فبيّن لهم انه الشهر الذي بين جُمادى وشعبان، لا ما كانوا يسمّونه على حساب النّسيء.
وانما قيل: (رَجَبُ مُضَرَ) اضافة اليهم، لانهم كانوا اشدّ تعظيما له من غيرهم، فكانّهم اختَصُّوا به.
والجمع: ارجابٌ. تقول: هذا رجب. فاذا ضمّوا اليه شعبانَ قالوا: رَجَبان.
وقيل لاعرابي: (اتعرف الاشهر الحرم)؟ فقال: نعم، واحد فرد وثلاثة سرد. فالفرد (رجب) وصار فردا لانه ياتي بعده شعبان وشهر رمضان وشوال، والثلاثة السرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم.
وروى الازهري بسنده عن ابي بكر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) انه قال: (الا ان الزمان قد استدار كهييته يوم خلق الله السموات والارض، السنة اثنا عشر شهرا، اربعة منها حرم، ثلاثة منها متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مفرد).
|