الأحقاد التاريخية لحكومة المالكي الصفوية
كان السيد نوري المالكي ذلك العضو البارز في حزب الدعوة الإسلامية يعتقد أن أبواب الجنة والمجد والخلود التاريخي قد فتحت أمامه وفي وجهه القبيح الذي حطّت على رحاله الذبابة المشهروة بذبابة المالكي في آخر زيارة له الى الولايات المتحدة الأمريكية وخطابه المهزلة أمام الكونغرس وذلك حينما فرض بديلا عن العميل إبراهيم الجعفري في رئاسة الحكومة المسخ التي أبتلي بها العراق في هذا الزمن العربي الرديء ولم يكن يخلد في ذهنه ولو للحظة واحدة أنه بدلا من أبواب الجنة والشهرة والأضواء والسلطة سوف تفتح في وجهه أبواب جهنّم وبئس المصير وفوهة البركان العراقي المزلزل وجحيم الإنتفاضة الشعبية العارمة في وجه الإستبداد والظلم والطائفية والعمالة للأجنبي حتى أضحى العراق في ظلّ الحكم الصفوي البهلوي الطائفي الجديد المتجدد نموذجا للفوضى والتقتيل الطائفي والفساد الإداري والمالي وسوء التصرّف والمحاصصة المذهبية ووكرا للعملاء والجواسيس والخونة ومرتعا لأجهزة المخابرات الفارسية والصهيونية وملاذا آمنا للقتلة والمجرمين وقطاع الطرق والفارين من العدالة حيث لا سيادة ولا قانون ولا ديمقراطية ولا حرية ولا أمن ولا إستقرار حتى بالنسبة لأولائك الذين باعوا أنفسهم للشيطان وإرتضوا المهانة والذلّ على حساب شرف وكرامة شعبنا العربي في العراق العظيم إذ فرضت على الحكام الجدد الإقامة الجبرية داخل أسوار المنطقة الخضراء وحوصروا في جحورهم كالفئران لا يغادرونها خوفا من الإنتقام الشعبي والقصاص الشرعي الذي ينتظرهم بالمرصاد في كل زاوية وركن من أركان العراق الجريح بسبب خيانتهم وإنتهازيتهم ووصوليتهم وإنبطاحهم وعبثهم بأمن وأمان العراقيين وهو من هم من الأعاجم والصفويين والحاقدين والسماسرة والمجوس الذين إتخذوا لأنفسهم أسماءا وألقابا عربية وقلوبهم صفوية بهلوية وولاؤهم فارسي مجوسي وأدواتهم أمريكية مسيحية متصهينة .
إن همّ أولائك الطائفيين المتربعين اليوم على كرسي الحكم في العراق وعلى رأسهم العميل نوري المالكي لم يخرج يوما عن إطار السعي الدائم والمتواصل الى الإنتقام من كلّ من له صلة بقادسية إبن أبي وقاص والقادسية الثانية التي خاض غمارها القائد المجاهد صدام حسين وكأس السم التي أجبر الخميني على شربها حين قبل بقرار مجلس الأمن المتعلق بوقف إطلاق النار في حرب الثماني سنوات ولم تنته مهمته بعد في إجتياح العراق وتصدير الفكر الظلامي المغطى بعمامة فارسية عنصرية .
ولذلك لا نعجب من إستهداف أحفاد كسرى والموالون لهم من الصفويين الجدد لرموز العراق العظيم وأبطاله ومجاهديه عند أوّل فرصة توفّرت لهم فكان أول ما فعله أولائك الطائفيين وعصاباتهم الإجرامية هو البحث في السجلات عن أسماء وهويات وعناوين الطيارين العراقيين وعلماء هيئة التصنيع العسكري والمثقفين الثوريين الذين ساهموا في دحر الغزو الفارسي إبان الحرب العراقية الإيرانية قصد إغتيالهم والتمثيل بجثثهم والإنتقام منهم والتنكيل بهم وتشريد عوائلهم إرضاءا للسادة المعمّمين الدجالين في قم وطهران وحلفائهم المنافقين المشعوذين في النجف الأشرف وكربلاء بمباركة وتشجيع قوات الغزو الأمريكية وإبتهاج وتهليل كيان الغصب الصهيوني الذي إنتظر كثيرا من أجل أن يرى أبناء نبوخذ نصر يساقون الى الموت والأسر والسبي بأيد عراقية وقلب فارسي وأسلحة أمريكية متصهينة وفي هذا الإطار يقول الكاتب العراقي سلام فاضل علي في موقع المغترب العربي ليوم 30/11/2006 : (( إن الحاجة ضرورية لتسليط الأضواء على المشروع الإنتقامي من الشعب العراقي الذي تنفذه الأحزاب الشيعية خدمة للمخططات الإيرانية القذرة ضد العراق فإيران تشعر بالإهانة من هزيمتها في الحرب أمام الجيش العراقي الباسل الشجاع الذي مرّغ أنفها في وحل الهزيمة والعار ومن يعرف طبيعة الحقد الفارسي الدفين يدرك أن إيران لن تدع هذه الهزيمة تمر دون الإنتقام من الشعب العراقي بواسطة عملائها من الأحزاب الشيعية الذين يؤمنون أن العمالة لإيران واجب ديني .)) .
ومن هذا المنطلق فقد جاء العميل أبو ذبابة نوري المالكي الى سدّة الحكم في العراق وهو يحمل بين طيات ثيابه خنجر الغدر والخيانة والإنتقام من تاريخ العراق وحاضره ومستقبله ؛ من دجلة والفرات؛ ومن بغداد والبصرة والموصل وسامراء ؛ ومن أبي جعفر المنصور وهارون الرشيد وصلاح الدين الأيوبي ؛ ومن أبي الطيب المتنبي وصفي الدين الحلّي ؛ ومن أبي حنيفة النعمان وعبد القادر الجيلاني وموسى الكاظم ومن كلّ مظاهر العروبة والإسلام في بلاد الرافدين ودار السلام وكأن ما لحق بالبلد من دمار وخراب على أيدي قوات الغزو الأمريكية لا يكفي ولا يشفي الغليل بل وكأن الموت والفناء في حد ذاتهما لا يرويان ضمأ المستعربين القادمين من بلاد فارس والهمّج الغوغاء الذين أشهروا سيوفهم المسمومة في وجوه المدنيين العزل وذبحوا الشيوخ والأطفال وإغتصبوا الماجدات والنساء وأحرقوا المساجد والكنائس ودمّروا المدارس والجامعات والدور السكنية ونهبوا مؤسسات الدولة وسرقوا أموال الشعب كلّ ذلك بمرأى ومسمع من حكومة العار التي يرأسها العميل أبو ذبابة المالكي وبمباركة وتشجيع وتحريض مباشر من رموز الخيانة والعمالة والحقد الطائفي بداية من عدوّ العزيز الحكيم قائد فيلق الغدر مرورا بإبراهيم الأشيقر زعيم حزب الدعارة المجوسي وصولا الى ذلك الفتى الغبي الجاهل المتعجرف الذي سمي بالسيد مقتدى وهو في الحقيقة عبدا لأسياده الفرس الذين إقتدى بهم وإنخرط في مشروعهم العنصري الإستيطاني في العراق .
وبعد كلّ ما تقدم يقف أبو ذبابة المالكي بدون حياء أو خجل ليطالب وهو على رأس الحكومة المهزلة في العراق بتقديم تعويضات بقيمة مائة مليار دولار لدولة الحقد الفارسي في إيران بعنوان خسائر الحرب التي أجبرها العراق على خوضها في بداية الثمانينات وسرعان ما يرتفع صوت عدوّ العزيز الحكيم مطالبا هو كذلك بالتسريع في صرف تلك التعويضات ولم نسمع أحدا يطالب بإسترجاع الطائرات العراقية التي أرسلها القائد صدام حسين كوديعة لدى الإيرانيين في أم المعارك الخالدة كما لم نسمع أحدا من أولائك الخونة يطالب بالتعويض عن مئات الآلاف من المعدات المدنية والعسكرية والتجهيزات الطبية ومثلها من الوثائق والآثار التي وقع تهريبها بشكل منظم ومخطط له الى داخل الأراضي الإيرانية إضافة الى أننا لم نسمع أحدا من أولائك المستعربين يطالب بتحرير أمارة المحمّرة من الإحتلال الفارسي وكأن تلك المسائل والمطالب لا تعنيهم طالما كان ولاؤهم بالأساس لإيران ولية نعمتهم وصاحبة الفضل عليهم والآمرة الناهية فيهم أمّا العراق وشعب العراق فلم يكونا يوما مثار إهتمام عصابة المفسدين في الأرض من الصفويين الجدد الذين تاجروا ولا زالوا يتاجرون بدماء العراقيين إذ يقول الدكتور محمود الأمير صاحب كتاب الإئتلاف العراقي الموحد في ربع قرن أنه : (( من المؤسف أن يكون تاريخ كفاح الشعب العراقي بيد مجموعة عاشت ربع قرن على دماء الشهداء ولم يكن همها سوى الإعتياش على التاريخ والإستغراق بالملذات وبناء المشاريع التجارية والإستقرار بعيدا عن التحدي والمعاناة الطويلة ومعارك الشرف التي خاضها المناضلون في الأهوار وفوق مرتفعات كردستان ... )) .
عزالدين بن حسين القوطالي
11/12/2006