( ثورةُ الاقزام )
( ثورة ُ الأقزام )
يقرصنا البردُ في جوفِ الكوخ ِ المظلم ِ
لاشي سوى صوتُ الراوي
يروي قصصا ً عن عاد ٍ وثمودَ وأرم ِ
أشباحُ الظل ِ يُرقصها ضوءُ المصباح ِ الزيتي
هو كلُ ما نملك ُ كي نطرد َ خوفَ ألظلمه
وعِواءُ الذئبِ في العتمةِ
يسرقُ من أعيننا النومِ
وخفافيش الليل تحوم
والريحُ تصفر ُ في غضبٍ كالعربيد
والليلُ طويل .... والصبحُ صارَ بعيد
جوعى نحنُ
والعملاقُ يحرسُ حقل القمح الأصفـر
غرقى في بحر الظلماتِ
والغربانُ تحجبُ عنا النور الأزهــر
عطشى نحنُ والغول هناك على النهــرِ
ملئى كل حقول الأرض ِ
ونعيشُ حياةً في الفقرِ
@@@@@@@
نحنُ الأقزام فلا تعجب
أن العملاق َ يخوفنــا
أنَ الخبز يملأ مائدة الجلادِ
والجوعُ يكادُ يُقتِلُنــــا
والكلبُ الحارسُ ينعمُ بِفتات الأوغاد
أما نحنُ فنباحُ الكلب يُروعـنا
@@@@@@@
ولعلك تسأل ُ ما معنى أن نحيا في هذا الذل ِ
حدثنا قَزِمٌ في يومٍ
أن هناك خلف التل ِ
أبطالٌ هم من جلدتـنا
في يوم ٍ قد كنا وَهُـــمُ
ومصيرٌ واحدُ يجمعنا
حملوا في كلِ يدٍ سيفا ً
ركبوا ذاك الجبلِ العالي
غرسوا في القمة ِ بيرقنا
صرخوا في وجه العملاق ِ
أن النورَ لاتملكه النورُ هبةُ الرزاق ِ
أن القمحَ لا لم تزرعه نحن ُ زرعناهُ
والـــــــــــساقــــــي
تلكَ السمراءُ القابعةُ في سجنك خلفَ القضبان ِ
مَن قتلت فيها احقادُ كَ
ماتملكُ مِن كلِ معاني
مَن سلبت منها عفتها وأنوثتها
والأحلام الآتي قد كانت نسجتها
كف الجلادِ الحمراء . وسياط ُ الوغد السجان ِ
أبطالٌ هم من جلدتنا
ومصيرٌ واحدُ يجمعنا
هم من بعثوا في أنفسنا
أملا ً وشعاعا ً من نور
@@@@@@@@@
وجلسنا يوما ً في الكوخ
وتهامسنا وتشاورنا
سوف نثور
نحنُ الأقزام سنثور
في وجه العملاق الظالم ِ
والجلادِ والسجانِ ِ سوف ندور
نحملُ أغصان َ الأشجار في أيد يـنا
والأحجار
نصرخُ كصُراخِ الثوار
يا كُلَ الظلآ م ِ أصيخوا
إنا نطلبُ
أن نحيا لاكالانسان ِ
إنا نطلبُ
أدنى ما عند الحيوان ِ
أن نبصر نوراً .. أن نأكل أن نشربَ
مثلَ الجرذان ِ
أن نطردَ شبح الحرمان ِ
أن نشعرَ يوما ً بأمان ِ
@@@@@@@@
فتهامسنا وتشاورنا
في إشفاق
إنا أقزام ٌلانقوى أن نصرُخ عند العملاق
لكنا حتما ً سنثور
إنا نقوى أن نجعلها في وجه الكلب المسعـِور
نصرخُ كصراخِ الثوار ِ
إما انك تقسمُ ما عندك من زاد ِ
وفتاتِ طعام الأوغاد ِ
أو انا سنعود ُ حثيثا ً نحو الكوخ ِ
حيثُ الراوي يكملُ ما كانَ يحدثنا
عن ارمَ وثمود َ وعادِ
@@@@@@@@@
اهديها إلى الأخ محمد العاني كعربون صداقه وأتمنى أن تنال إعجاب الجميع \\\ أبو رائد الصقر
|