تعيش الأمة منذ عقود أحوالاً سيئة من الضعف ، والعجز ، والخور ، وأخرى مظلمة من التبعية ، والتفرق ، والتشتت ...
وما حصل هذا كله إلا بعد انحسار مد دولة الإسلام الشاملة ، وتفرقها إلى دويلات متفتتة وممالك متعددة ، ذات حدود مصطنع رسمتها أصابع ( المستعمرين ) في أوائل القرن العشرين ...
ومنذ ذلك الحين والملتزمون من المسلمين ( يحاولون ) إعادة مجدٍ ، وإصلاح أمةٍ ، وبناء عزٍ ، ولكن الضغوط التي يواجهونها أشد وأنكى من أن تسمح لهم بشيء من ذلك .
وفي ظل هذه ( البداية ) العصيبة كان لابد من أن تكون التربية التي ينشأ عليها هذا الجيل الفتي الصاعد تربية علمية منهجية عقائدية .
ولكي تكون هذه التربية ذات ثمرات إيجابية صالحة مصلحة لا بد من تعاون أهل الحق من أصحاب النهج السليم ، كل في مجال تخصصه .. .. ..
فأن يخالف أحد من هؤلاء ( المتصدرين ) هذا النهج في التربية والتوجيه سالكاً طريقا آخر ، يعتمد ( تصعيد ) اللهجة وأسلوب الخطاب ، ويسلك ( طريقة ) الاستفزاز والمواجهة ، إغتراراً بجموع مدفوعة ، وأصابع مرفوعة ، وجماهير محتشدة مجموعة !!
فليس هذا ـ بحال ـ من مصلحة المسلمين عامة ، فضلاً عن ذاك الجيل الفتي بخاصة ، بل المستفيد منه أولاً وأخيراً هم أولئك المتربصون الذين يمكرون الليل والنهار المكر الكبار لمثل هذه اللحظة التي يمكنهم فيها المسلمون أنفسهم من أنفسهم ولو بذرائع ملفقة !!! .
ولو نظرنا أحبتي الكرام .. .. .. الآن إلى العالم بقاراته لرأيت دلائل ما قلنا : آسيا ، أفريقيا ، أمريكا ، أوروبا .............
وإن شئتم أحبتي الكرام .. .. .. فصغروا دائرة النظر ، ليصل إلى نيويورك ، والبوسنة ، وطاجكستان ، وأبخاريا ، والصومال ، ومصر ، والجزائر
وأخيـــــــــــراً ... أفغانستان .. والعراق !
فهلا استفدنا من هذه التجارب التي كلفت الأمة ملايين النفوس ، ومليارات الدولارات ، فضلاً عن ضعف يضرب بأطنابه فيها .. قد حل في سهولها وبودايها .
وهلا كانت تلك الدروس ( المتكررة ) سبيلاً يوقفنا بأنفسنا على واقع أنفسنا ، وأن لا سبيل يصلح ويغير إلا ذاك السبيل النبوي الواضح المعالم ، البين الدلائل ، المبني على الاهتداء :
بالصبر واليقين ... وبهما تنال الإمامة في الدين .
( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )
ودون انفعالات حماسية ، ومن غير تأثرات عاطفية ، ومن غير تصعيدات كلامية ضبابية !!
ننصح أدعياء الجهاد أن يتدبروا الأمور ويعوا الحقائق ويزنوا الأمور بميزان الشرع لا العقل والعاطفة .
إن هؤلاء لا يمكنوا أن يقاوموا ....... ونقول ذلك لمعظم الحركات الثورية المنتشرة في العالم ، وهذا ليس رجماً بالغيب ، وإنما سبراً للتاريخ ودراسة للسنن الكونية التي أهملها القوم .
فالسلفيون يرون أن الطريق الصحيح للمقاومة والتمكين في الأرض هو إصلاح العلاقة مع رب السماء سبحانه ، وإيجاد المواطن الصالح ، والأخذ بمسببات القوة وقهر العدو .
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ :
( باسم الجهاد .... الشـــباب يسوقونهم إلى معارك لا تفيد المسلم بشيء وإنما يقدمونهم وقوداً لنيران المشركين والكافرين ، ووالله يفرحون بمثل هذه المعارك الفاسدة التافه التي لا تنكي عدواً ولا تنصر ديناً .
كم مات في أفغانستان ... كم هلك في الشيشان .. .. كم هلك في فلسطين
في جهاد من يقوده ؟ .. .. تحت أي راية ؟ نسأل الله العافية .
شباب حاصرهم الأمريكان ، والذين دفعوهم إلى هذه المعركة اندسوا في الكهوف ، واندسوا في البيوت ، وجعلوا هؤلاء يذبحون مثل الدجاج والعصافير .
لا فكوا حصارهم .. .. لا فكوا أسراهم .. ليس لهم فئة يرجعون إليها .
ذهب النساء يتيهن في الوديان .. والله إني بكيت من هؤلاء الذين زجوا بهم في معركة ما فيها أدنى شيء منها : التكافىء ، وخذلوهم هذا الخذلان ، فلم يفكر أحد منهم في فك الحصار عنهم ، وأخذوا البقية أسرى بعد أن قتلوا وذبحوا الكثير والباقي إلى غوانتنامو .
أين الدولة التي تحميهم .. .. الجهاد يحتاج قوة .
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أكثرهم ما جاهدوا ، لأنهم في حالة ضعف . أنبياء عليهم الصلاة والسلام .. .. يرد على هؤلاء بهذا القول
ما كلفهم الله بالجهاد .. لماذا ؟ نظراً للطاقة البشرية غير متكافئة مع الأعداء حتى إن نبي الله عيسى عليه الصلاة والسلام الذي يملأ الدنيا عدلاً ، إذا جاء ، يقول له الحق تعالى : " يَا عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يُدَانُ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، حَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ " .
هذا الشباب الغض المساكين تذهب بهم لمواجهة دبابات .. صواريخ .. طائرات ، هكذا تهلكهم !!! يا أخي عد العدة أولاً : ربهم على الإيمان والتوحيد ، ربهم على طاعة الله ، ربهم على إحترام العلماء ، ربهم على احترام العلم .
الشباب في بلاد الإسلام إذا وجد الشاب المسلح بإيمانه الصحيح والعقيدة الصحيحة والمناهج الصحيحة سيجعل الله لهم فرجاً ومخرجاً .
أما كل واحد سفيه يريد أن يقود الأمة ، ويقود بأبناءها في معارك ، يكونوا فيها " ضحايا " فقط ، ووقوداً لجحيم المعارك التي وجد فيها أعداءنا في ذلك فرصة .
هذه التصرفات تتيح فرص لأعداء الله أن يهلكوا الشباب ويسقطوا دول المسلمين ، أتيحت فرصة لروسيا لتجتاح الشيشان ... دولة ضعيفة هزيلة ما عندها شيء .. راحوا يحرشونها ويحركونها للجهاد لإسقاط روسيا والدول التي تجاورها .. .. وهي ما عندها شيء ، لا عقيدة صحيحة .. ولا مال .. .. ولا سلاح ........ قالوا الروس فرصة ذهبية .. .. جاءوا واجتاحوها !!! .
أين ذهب شبابنا ؟!! ألا ترون أن السفهاء والجهلة يقودون الناس !!!
العلماء سكتوا .. ما تكلموا ، لأن كلما تكلموا في قضية ثاروا عليهم بالحرب والإسقاط .
قضية الخليج أفتوا بجواز الإستعانة ........ أسقطوهم
الصلح المؤقت في فلسطين ............ أسقطوهم
كلما تكلموا في قضية أسقطوهم ...... وإن سكتوا قالوا : ليه سكتوا !!! ) .
الشاهد .. .. .. لا بد من احترام العلماء ، ولا بد من نفض الأيدي من هؤلاء السفهاء
جعلوا من أئمة الضلال مجددين وأئمة هدى ، وجعلوا من أئمة السنة عملاء وجواسيس !!! ، كيف يستقيم حياة المسلمين إذا كان الشباب قد أسلموا أزمتهم لأمثال هؤلاء .. ..
نقول هذا ليس شماتة .. نقول هذا تبصيراً ، لأن الشباب تورط في مشاكل عقدية ومنهجية ، جرتهم إلى ما تعرفون ، وستجرهم إذا لم يخرجوا من هذه الدوامة ، سيدخلون هم والمسلمين في دوامات لا يستفيد منها إلا أعداء الإسلام ، ولن يفيد المسلمين بشيء ، وسوف لا يزيدونهم إلا هلاكاً ودماراً وذلاً وهواناً ، إذا استمرت الأمور على هذا المنوال .
فلابد أن يتدارك الشباب بنفسه ، لابد أن يدرك بنفسه ، التنبيهات كثرت ، بينت ودعت إلى احترام العلماء وإلى نبذ السفهاء وأهل البدع والضلالات ، فإن البدع شر الأمور ، ولا تقود المسلمين إلا إلى الشر في دينهم وفي دنياهم .
ومن هنا جعل العلماء ربع الإسلام حديث عائشة رضي الله عنها ، ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) ، إلى جانب ما يؤيده من النصوص النبوية والنصوص القرآنية .
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله تعالى ـ :
( باسم الجهاد .... الشـــباب يسوقونهم إلى معارك لا تفيد المسلم بشيء وإنما يقدمونهم وقوداً لنيران المشركين والكافرين ، ووالله يفرحون بمثل هذه المعارك الفاسدة التافه التي لا تنكي عدواً ولا تنصر ديناً .
.
حقائق المرجئ الجامى ربيع المداخلى
الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه
أعتقدت أن عنوانك صادق
وبعدين عم غيث قال الموضوعات دى ليها مكان أخر
لكن الكلام للجاره
بالله عليكم لما لا يدعوا ما يلونه من بنى علمان أولا ؟؟
أحد أهم سمات هذا الفكر المرجئ هو الغباء لعل البعض يعتقد أني أمزح لكنها للاسف الحقيقة
هو ينقل ما تلاه عليه ربه المدخلي ويعترض على مقاومة البوسنيين والشيشانيين بل والفلسطينين
وكأنهم قرروا المقاومة عشقا لها ليس لانه لا بديل عنها
وللحكام الخونة المعطلين لشرع الله...طاعة عمياء
وان جلد ظهرك وأخذ مالك....... وماذا لو اغتصب زوجتك
فماذا يريدون من عفيفة تغتصب أن تصمت ماذا لو كانت أمك يا جرو او أختك هل ستتفاوض؟
أسأل الله أن يتوب عليكم من هذا العهر الفكري والشذوذ العقلي
إنها عقليات تدعي ( الجهاد ) وحقيقة الأمر أن هذه العقليات أثبتت أنها من أجبن العقليات البشرية في العصر الحديث ، فلا يكاد المرء يرى فيهم إلا :
الإنهزامية في الفكر .. .. ..
والغوغائية والفوضى في العمل والقول .. .. .. وصدق الكاتب / السر العميق .. .. في قوله : ( تعميقهم في الشباب نزعة الصدام والتمرد على الأمن وإثارة الفوضى والاضطرابات ) .
ورفع الشــــــــــعارات الزائفة .. .. ..
والتبعية ( لأهل البدع والأهواء ) .. .. .. إنهم قراء كتب التكفيري سيد قطب
إنهم دعاة الأوهام ..... .. والتابع لهذا الفكر الجهادي المزيف حبيس والتابع لهذا الفكر الجهادي المزيف حبيس لـ ( خواطره وأفكاره وتخيلاته ) .
لنتأمل الواقع الذي تعيشه الجماعات الحزبية الجهادية لنرى حقيقة ذلك الوهــم ، فعندما قام المسلمون في أفغانستان بالوقوف في وجه الغزو الشيوعي ، كان بعضهم يقول :
( إن الجهاد في أفغانستان هو الطريق لإقامة الدولة الإسلامية الواحدة )
ثـم تبين بعد ذلك أن هذا كان وهمـاً ، ويكفي شاهداً على ذلك أن أفغانستان أصبحت أرضاً للصراع الدموي بين الفصائل الأفغانية التي كانت تزعم أنها تجاهد في سبيل الإسلام .
وفي الجــزائر أوهم قادة الجماعات الحزبية أتباعهم أن دولة الإسلام قادمة ، وأن دعاة التغريب مهزومون ، وأن الصحوة ستمتد من أرضها لتشمل بلاد المشرق والمغرب الإسلامي ، ثـم لما حدث الصدام بينهم وبين السلطة القائمة لجأوا إلى إتباع أساليب لتحقيق وعودهم كانت أيضاً تقوم على الوهم
فمن تفجير للسيارات ونسف للمباني والعمارات واغتيال لرجال ينطقون بشهادة التوحيد ، ثم يمضي هؤلاء في وهمهم فيزعمون أنهم بهذه الأساليب سيحدثون تغييراً جذرياً في مجتمعهم على كافة الأصعدة عقدياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً .
وعلى هذا المنهج ، منهج الدعوة القائم على الوهم حاول آخرون في أرض الكنانة ( مصر ) أن يتبعوا الأسلوب نفسه ، فأوهموا أتباعهم أن دولة الإسلام ستظهر عن قريب في الوجود .
وعندما حدثت المأساة في بلاد البوسنة والهرسك كان بعضهم يقول :
( إن هذا الجهاد الذي بدأه المسلمون سيعقبه زوال الدولة الصليبية القائمة في أوروبا الغربية ) ، ثم تبين بعد ذلك أنهم كانوا يعيشون في الأوهام ، فها هي محنة المسلمين في بلاد البوسنة لا يخفى أمرها على العقلاء .
هكذا ظل قادة الجماعات الحزبية الجهادية يعيشون الأوهام ؟ وربوا أتباعهم على ذلك الوهم .
الطامة الكبرى أنهم يطعنون في دعاة السلفية الحقة علماً إن الجرائم التي مورست
( في أفغانستان بأيدي مجرمي الحرب ، أو رفاق الدرب ، شوهت جمال الجهاد .. .. ..
ومن المؤسف أن الأمة لم يُكشف لها عن أخلاق هؤلاء القادة ، والذين لا يختلفون فيها عن زعماء أي عصابة من عصابات الحرب .
ولعل البعض يقول : أين كنتم ؟ حتى تقولوا هذا القول الآن .
وجوابنا : أننا بفضل الله وحده ـ وأخص بذلك السلفيين ـ أول من حذر وأنذر ، ولكن ضاعت صيحاتنا وسط الإعلام الكاذب الذي كانت تتبناه الجماعات الإسلامية الأخرى .
وقيل لنا لا تكشفوا العوار ! وتشوهوا سمعة الجهاد .
ومما أذكر في هذا الصدد أني بعد أول زيارة في أوائل عام ( 1981 ) مع مجموعة من الإخوة السلفيين من الكويت ، وقبل أن يضخم الإعلام القيادات ، أذكر أني قلت في الدرس الأسبوعي الذي كنت ألقيه في مسجد " جامعة الكويت " بالخالدية أن هؤلاء الذين رأيناهم لن يقيموا دولة الإسلام المنشودة ، وأنهم لم يستطيعوا تناسي الخلافات على الدنيا وهم ضعاف فكيف إذا مكنوا ؟
ولم تعجب هذه المقولة كثيراً من الحركيين فطاروا بها ناشرين ، ولصاحبها مشوهين ، واتُّهمنا أننا نحارب الجهاد الأفغاني ، وهكذا حال أمتنا وهذا قدرها إن الناصح لهم يعتبرونه محارباً عدوا وإلى الله المشتكى ) نقلاً من كتاب " الصفحات الغرر في الدفاع عن إمارة كنـر " تأليف : محمد بن بدر بن منسي ........
صدقت والله ياأخي كريم ، فلولا جهاد هؤلاء الاسود وتضحياتهم واقدامهم على الشهادة في سبيل الله ، لوصلت حدود الدولة اليهودية الى المدينة المنورة جنوبا والى النيل غربا ، والفرات شرقا .
ولكن الغريب اننا نجد من يسفه جهادهم ويقلل من تضحياتهم ، ويتهم الشهداء بالعمالة حينا وبالغباء حينا آخر .