الأمير نايف لـ"الرياض":
سنطهر بلادنا من كل شر
وإنجازات رجال الأمن جاءت بدعم خادم الحرمين وولي العهد وتوجيهاتهما
أجرى الحوار - خالد الزيدان
أثنى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على جهود وانجازات رجال الأمن البواسل.. وقال سموه إن تلك الإنجازات تمت بدعم وتوجيهات سديدة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
وشدد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز على أن الجهود مستمرة حتى نطهر بلادنا من كل من فيه شر.
وأضاف سموه في حديث ل "الرياض" إن الشخص الذي تزعم إحدى الخلايا الإرهابية التي ضبطتها قوات الأمن مواطن سعودي وأكد سموه أن الدعم وهذه الأموال التي ضبطت مع تلك الخلايا مصدرها من الداخل للأسف كذلك ما جاء من الخارج. وأكد سموه على دور المواطن فهو رجل الأمن الأول إذا لم يقم هذا المواطن بواجبه بالإبلاغ عمن يشتبه به بطوعه فلن يتم القضاء بالشكل المطلوب ونحن لا نستعمل الضغوط على من يقوم بالتعاون.
وفيما يلي نص الحوار مع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز:
"الرياض": سمو الأمير نجدد التبريك والدعاء لسموكم وأن يكلل المولى المساعي بالنجاح وأن يحفظ البلاد ورجال أمنها البواسل من هؤلاء الضالين.. سمو الأمير الملاحظ أن عدد هذه الخلايا كبير (172) شخصاً فهل يعني ذلك الإعلان عن هذه القائمة وأسمائها ثم هل هنالك متابعات أخرى؟
- الأمير نايف: نحمد الله عز وجل على هذا الانجاز والأمل القبض على أكبر عدد ممكن حماية لأمن هذه البلاد وشعبها ومقدساتها، فهؤلاء ليسوا كلهم فقط من قام بهذه الأعمال فلا بد أن هناك من يساعدهم ويتزعم تلك الأمور ونحن بعون الله وراءهم ولا بد أن نصل بعون الله إليهم.
ولا نستطيع أن نقول بأننا قد انتهينا من هؤلاء الضالين ولكن الجهود ستظل قائمة ومستمرة فالعين بعون الله مبصرة والجهود مبذولة حتى نطهر بلادنا من كل من فيه شرّ.
"الرياض": الملاحظ سمو الأمير وجود شخص "يتزعم" هؤلاء وقد تمت مبايعته عند الكعبة المشرفة - بحد زعمه - بالسمع والطاعة فهل هو سعودي أم غير ذلك؟
- الأمير نايف: للأسف انه مواطن سعودي وقبض عليه مع المجموعة وعلى كل حال جميع الأمور المتعلقة بذلك ستوضح في وقت لاحق ونحن قد تعودنا بالداخلية أننا لا نعلن إلا الحقائق ولا نعطي الرأي العام إلا الصورة الحقيقية والمتكاملة وبالصورة التي تليق أن نعطي شعب المملكة كل الحقائق عن هذه الأمور التي تهمه لأن رجال الأمن منهم وفيهم.
"الرياض": هل يصح أن يطلق عليه (زعيم) لتنظيم القاعدة جديد بداخل المملكة؟
- الأمير نايف: إذا كان يعتقد هذا الشخص ذلك فلا ندري ولكن لا أحد يبايع شخصاً إلا أنه قد تزعم نفسه وأن له اتباعاً.
"الرياض": البيان ذكر أن هذا الشخص كان قد عمل على جمع مبالغ مالية طائلة من عدد كبير من الأشخاص الذين غرر بهم بحجة استثمار هذه المبالغ في "شركات وهمية" فما هي هذه الشركات وهل من بين تلك الاستثمارات في مجال الأسهم أو العقار أم جمع للتبرعات؟
- الأمير نايف: كان يتصرف ومن معه في كل المجالات والدليل انه لا بد من يساعدهم في هذا الأمر.
"الرياض": هل كانوا يجمعون باسم "التبرعات للمساعدات"؟
- الأمير نايف: من الصعب التحدث بشكل دقيق في هذا الجانب حتى تتبين كافة التفاصيل في التحقيقات.
"الرياض": البيان سمو الأمير أشار إلى جمع أكثر من 20مليون ريال إضافة إلى وجود أسلحة ومتفجرات متطورة وشديدة الصنع والتأثير فمن أين جاء سمو الأمير هذا الدعم وهل هو داخلي أم خارجي؟
- الأمير نايف: هذا الدعم وهذه الأموال من الداخل وللأسف منه كذلك ما جاء من الخارج.
"الرياض": الملاحظ سمو الأمير في الأماكن التي وجدت بها تلك القبضيات تنوع مواقعها ما بين مواقع صحراوية وبحرية.. تعليق سموكم؟
- الأمير نايف: هؤلاء لا بد أن لهم عدة مواقع وطرقاً تضمن وللأسف حفظ ووصول هذه الأسلحة لهم.
"الرياض": هل بين هؤلاء عناصر متزعمة لهذه الفئة الضالة من خارج البلاد ولهم ارتباط مع قيادات وعصابات كبرى خارج الوطن؟
- الأمير نايف: كل هذه الأمور ستتضح لاحقاً بعون الله ولن نستبق الأحداث.
"الرياض": الملاحظ في هذه الخلايا السبع تنوع قدراتها ووجود فئات يتم تدريبها داخل وخارج البلاد من خلال معسكرات ومراكز تدريب للطيران والسلاح فهل وراء هؤلاء أهداف سياسية قد حدثت أو ستحدث من خلالهم؟
- الأمير نايف: أحداث سياسية قد وقعت لم يحدث ذلك، أما أن يكون في نيتهم ذلك فقد يكون ولكننا بعون الله ضدهم ولن يتمكنوا منها.
"الرياض": تلك الخلية التي كانت تنوي اقتحام أحد السجون في المملكة لإخراج موقوفين من الفئة الضالة الملاحظ سمو الأمير أنهم تسعة أشخاص من المقيمين، فهل هم من النظاميين أم غير ذلك تم متى يفعل "نظام البصمة الشامل" للحد من تلك العمالة؟
- الأمير نايف: هؤلاء كانوا معروفين وكثير منهم كانوا مقيمين.
ولكن "العمالة المتخلفة" لها أساليب ونحن بصدد الانتهاء من نظام البصمة، لكن الشأن الأهم الذي نحن بصدده هو القضاء ومحاربة الإرهاب وهذه الفئة الضالة.
"الرياض": رغم أن هذا البيان سمو الأمير يعد إنجازاً كبيراً لرجال الأمن البواسل إلا أن البعض أبدى مخاوف من حجم هذه الخلايا السبع وعددها وتلك المقبوضات والأموال التي كانت بحوزتهم فما المؤمل سمو الأمير من الآخرين آباء وأسرا ومؤسسات تربوية ودينية تجاه هذا الداء والوباء؟
- الأمير نايف: قلنا مرات.. ومرات هذه مسؤولية أمام الجميع تجاه المولى سبحانه وتعالى ولن يعذر أحد منها، فلا بد أن يكون هناك قناعة بأن "المواطن" هو رجل الأمن الأول إذا لم يقم هذا المواطن بواجبه بالابلاغ عمن يشتبه به بطوعه فلن يتم القضاء بالشكل المطلوب، ونحن لا نستعمل الضغوط التي لا تليق على من يقوم بالتعاون أو نعذب ونحو ذلك فنحن نصل إلى الحقائق بأساليب التحقيق العملية ومواجهة المتهمين بالدلائل وبالاعتراف الطوعي، فلذلك الابلاغ أمر واجب وضروري من قبل المواطن عندما يكون هناك اشتباه وعندما يكون هناك حقيقة، الأمر الثاني على الآباء أن ينتبهوا لأبنائهم في الغياب غير المعقول أو الغياب المجهول فهذه إذا وجدت في المجتمع فهي بلا شك أنها ستساهم في الاقلال من هذه الأعمال وهذه الفئات الضالة ونستطيع أن ننقذ الشباب بعون الله من انحدارهم واتجاههم إلى أشياء لا يجب أن تكون فيهم كمسلمين وكمواطنين، لأن هؤلاء الأشرار يأخذون هؤلاء الشباب ويغررون بهم بأفكار ضالة باسم الإسلام والإسلام براء منهم، ثم منهم من يؤخذ للخارج ليكونوا أدوات تنفيذ، أو أنهم أكثر من ذلك يجعلونهم كالأدوات المفجرة دون مراعاة للنفس الإنسانية وزرع اللامبالاة في الحياة، فالمؤمل من قبل الآباء التنبيه والحرص على أبنائهم وإذا لم يستطيعوا فليستيعنوا بالسلطة، فهذا أمر واجب دينا ودنيا.
كما أن هذا الأمر يجب أن ننبه فيه علماءنا ومشائخنا ورجال الدين وكتابنا وعقلاءنا بأن يبينوا أن الخطر لا يستهدف جهة واحدة وانما يستهدف الوطن بأكمله، وعلى رأس ذلك العقيدة، فالدين الإسلامي مستهدف بأن يساء له وأن يكون ديناً سيئاً أمام العالم.
إذاً هذه الأمور لا تتم إلا من اعداء يسيئنا أن يكون بعض المواطنين أو أبناء هذا الوطن أدوات لهذه الاساءة من قبل أعداء الإسلام والوطن.. فالمؤمل أن يقوم كلٌ بواجبه حسب قدرته واستطاعته.
"الرياض": سمو الأمير ذكرتم في البيان انه لازالت الاجراءات قائمة في متابعة من له علاقة بهذه الخلايا، وبعدما اعلنتم ذلك فقد يكون هناك أشخاص أو شباب قد بدأوا أو تورطوا في الانخراط مع هذه الخلايا السبع إلا انه لم يقم بجرم معهم؛ فهل إذا سلم نفسه تقدرون ذلك بوزارة الداخلية؟
- الأمير نايف: إذا سلم نفسه وتعاون وأدلى بكل ما لديه فهذا سيقدر له وسيعتبر له أول خطوة في الرجوع إلى الصواب وإلى مجتمعه وإلى الحق.
"الرياض": سمو الأمير دعني أصارح سموكم بأن البعض قد يكون قيل له من قبل من يتزعم تلك الخلايا انه في حال تسليمه نفسه للداخلية فإنه سيحال إلى ساحة القصاص، تعليق سموكم على هذه المزاعم؟
- الأمير نايف: نحن نخضع جميعاً للقضاء وشرع الله تعالى؛ وكلٌ يعامل بذنبه فالفاعل ليس كالناوي أو المغرر به فشرع الله المطهر يفرق بين هذه وتلك؛ فهذه أمور محكومة ومسلمة فلا يعتقد أن كل من قبض عليه سيعاملون سواء نحن نتابع ونرصد ونقبض ونحيل للقضاء بالدلائل والاعترافات الشرعية الحقيقية؛ بعد ذلك نضع جميع تلك الأمور أمام القضاء.
"الرياض" سمو الأمير هل لنا أن نعرف مدى موقف تلك البلاد المجاورة التي استغلتها تلك الخلايا في التدريب وادخال تلك الأسلحة من خلالها؟
- الأمير نايف: هناك تعاون موجود مع بعض تلك الدول ولكن وللأسف لا يوجد تعاون من دول أخرى، وقد يكون هذا لعدم وجود قدرة في تلك البلاد الأخرى ولاشك أن هناك مراكز تدريب موجودة فيها ولكنها قلة، وإنما نحن ننظر الى تلك البلاد كما هو في العراق ودول أخرى على أساس أن ظروفها لا تساعدها على هذا الأمر، وبعون الله أن تتمكن تلك الدول من القدرة على التعاون معنا، وهم لازالوا يعانون ما يعانون من ذلك.
"الرياض": هل لنا أن نعرف مكان أولى الدول التي دربت الأشخاص على الطيران؟
- الأمير نايف: سيعلن ذلك في حينه بعون الله.
"الرياض": كلمة سمو الأمير لأبنائكم "رجال الأمن" الذين ساهموا في القبض على هذه الخلايا السبع وغيرها وساهموا ويساهمون في الحد ومجابهة هذه الفئة الضالة؟
- الأمير نايف: حقيقة ما أنا إلا واحد منهم ولكن أحب أن أقول إن رجال الأمن من هذا الوطن ولأجل هذا الوطن وهم مؤمنون بالله تعالى ومحافظون على عقيدتهم يفدون عقيدتهم ودينهم ووطنهم بأرواحهم وهذا واجبهم وهذا قدرهم وسيواصلون القيام بواجبهم بعون الله بأفضل مستوى.
وانجازات رجال الأمن البواسل تمت بدعم وتوجيهات سديدة من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
المصــــــدر