بســــم الله الرحمن الرحيم
أخواني واخواتي في الله ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي هدانا للأسلام وجعلنا مسلمين ولم يجعلنا يهوداً او نصارى او مشركين ..
والصلاة والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين وسيد الخلق اجمعين نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين .. أما بعد .
ايها المسلمون يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الكريم (ومن يبتغ غيرالاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) ويقول سبحانه (ان الدين عندالله الإسلام) نعم إن الاسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله ديناً سواه وهو دين الرسل جميعاً وان اختلفت شرائعهم والسنتهم .؟
ان العلمانية بلإنجليزية(SECULARISM ) وترجمتها الصحيحة اللا دينية او الد نيوية وهي دعوة الى إقامة الحياة على غير الدين وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم وهي اصطلاح لا صلة له بكلمة العلم ( SCIENCE) والمذهب العلمي (SCIENTISM)
وهذا الدعوة لا بد من بيان اخطارها على المجتمع الاسلامي وتأثيرها الاستعماري والتبشيري والشيوعي وقد ادت ظروف كثيرة قبل الثورة الفرنسية سنة 1789 وبعدها الى انتشارها الواسع وتبلور منهجها وأفكارها وقد تطورت الاحداث وفق الترتيب التالي ..
1ـ تحول رجال الدين الى طواغيت ومحترفين سياسيين ومستبدين تحت ستار الإكليروس والرهبانية والعشاءالرباني وبيع صكوك الغفران .
2ـ وقوف الكنيسة ضد العلم وهيمنتها على الفكر وتشكيلها لمحاكم التفتيش واتهام العلماء بالهرطقة .
كوبرنيكوس : نشر سنة 1543م كتاب (حركات الأجرام السماوية) وقد حرمت الكنيسة هذا الكتاب .
جردانو : صنع التلسكوب فعذب عذاباً شديداً وعمره سبعون سنة وتوفي سنة 1642م .
ديكارت : أخذ يدعو الى تطبيق المنهج العقلي في الفكر والحياة .
بيسكون : ظهر بمبدئه التجريبي واراد تطبيقه على كل شىء .
سبيتوزا : صاحب مدرسة النقد التاريخي وقد كان مصيره الحرق .
جون لوك : طالب بإخضاع الوحي للعقل عند التعرض ظهور مبدا ( العقل والطبيعة) فقد أخذ العلمانيون يدعون الى تحرر العقل وإضفاء صفات الإله على الطبيعة .
والثورة الفرنسية نتيجة لهذا الصراع بين الكنيسة من جهة وبين الحركة الجديدة ومن جهة كانت ولادة الحكومة الفرنسية سنة 1789 م وهي اول حكومة لا دينية تحكم باسم الشعب وهناك من يرى ان الماسون استغلوا اخطاء الكنيسة والحكومة الفرنسية وركبوا موجة الثورة لتحقيق ما يمكن تحقيقه من اهدافهم ,
عصر التنوير الذي مهد لإرهاصات الثورة .
جان جاك روسو سنة 1778م له كتاب ( العقد الاجتماعي) الذي يعد إنجيل الثورة مونتسكيو له (روح القوانين) وسبينوزا (يهودي) يعتبر رائد العلمانية باعتبارها منهجاً للحياة والسلوك وله (رسالة في اللاهوت والسياسة) فولتير صاحب (القانون الطبيعي) كانت له (الدين في حدود العقل وحده) سنة 1804م وليم جودين 1793م له (العدالة السياسية) ودعوته فيه دعوة علمانية صريحة .
ميرابو الذي يعد خطيب وزعيم وفيلسوف الثورة الفرنسية .
وهكذا سارت الجموع الغوغائية لهدم البا ستيل وشعارها الخبز ثم تحول شعارها الى (الحرية والمساواة والإخاء) وهو شعار ماسوني و( لتسقط الرجعية وهي كلمة ملتوية تعني الدين وقد تغلغل اليهود بهذا الشعار لكسر الحواجز بينهم وبين اجهزة الدولة واذابة الفوارق الدينية وتحولت الثورة من ثورة على مظالم رجال الدين الى ثورة على الدين نفسه .
نظرية التطور ظهر كتاب اصل الأنواع سنة 1859م لتشارلز دارون الذي يركز على قانون الا نتقاء الطبيعي وبقاء الأنسب وقد جعلت الجد الحقيقي للإنسان جرثومة صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنيين والقرد مرحلة من مراحل التطور التي كان الإنسان آخرها وهذه النظرية أد ت الى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإ لحاد وقد استغل اليهود هذه النظرية استغلالاً بشعاً .
ظهور نيتشة وفلسفته التى تزعم بأن الإله قد مات وان الإنسان الأعلى (السوبرمان) ينبغي ان يحل محله .
دور كايم ( اليهودي) جمع بين حيوانية الإنسان وماديته بنظرية العقل الجمعي .
وفرويد (اليهودي) اعتمد الدافع الجنسي مفسراً لكل الظواهر والانسان في نظره حيوان جنسي .
كارل ماركس (اليهودي) صاحب التفسير المادي للتاريخ والذي يؤمن بالتطور الحتمي وهو داعية الشيوعية ومؤسسها الأول والذي اعتبر الدين أفيون الشعوب .
جان بول سارتر في (الوجودية) وكولن ولسون في (اللا منتمي) يدعوان الى الوجودية والإلحاد .
ونذكر بأن العلمانية لها نماذج في العالم العربي وتأثير خطورتها ليس من السهل على المبادىء والقيم الاجتماعية والاسلامية .
في مصر : ادخل الخديوي اسماعيل القانون الفرنسي سنة1889م وكان هذا الخديوي مفتوناً بالغرب وكان امله ان يجعل من مصر قطعة من أوربا .
الهند : حتى سنة 1791م كانت الأحكام وفق الشريعة ثم بدأ التدرج من هذا التاريخ لإلغاء الشريعة بتدبير الإنجليز وانتهت تماماً في اواسط القرن التاسع عشر.
الجزائر : إلغاء الشريعة عقب الاحتلال الفرنسي سنة 1830م .
تونس : ادخل القانون الفرنسي فيها سنة 1906م .
المغرب : ادخل القانون الفرنسي فيها سنة 1913م .
تركيا : لبست ثوب العلمانية عقب إلغاء الخلافة واستقرار الأمور تحت سيطرة مصطفى كمال اتاتورك وان كانت هناك إرهاصات ومقدمات سايقة.
العراق والشام : ألغيت الشريعة أيام إلغاء الخلافة العثمانية وثبوت اقدام الإنجليز والفرنسيين فيها .
معظم افريقيا : فيها حكومات نصرانية امتلكت السلطة بعد رحيل الاستعمار .
أندونيسيا ومعظم بلاد جنوب شرق آسيا : دول علمانية.. و انتشار الأحزاب العلمانية والنزعات القومية :حزب البعث والحزب القومي السوري النزعة الفرعونية والنزعة الطورانية والقومية العربية.
ومن دعاة العلمانية في العالم العربي والإسلامي : أحمد لطفي السيد وأسماعيل مظهر وقاسم أمين وطه حسين وعبد العزيز فهمي وميشيل عفلق وأنطون سعادة وسوكارنو وسوهارتو ونهرو ومصطفى كمال أتاتورك وجمال عبد الناصر وأنور السادات صاحب شعار (لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين )
ولان نكتفى ان نذكر اخواننا المسلمين ان هذه البذرة الشيطانية لها اثارها الهدامه على الدين والاخلاق الاسلامي ...
وغداً لنا لغاء ان شاء الله حول الافكار والمعتقدات والجذور الفكرية والعقائدية والا نتشار ومواقع النفوذ ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله المستعان . ان ربك لبالمرصاد .