اخوانى أم........اقرأ لتعرف..مجموعة مشاهد
فى هذه الحلقات المتتالية .. نرصد بعون الله ملامح الفكر الجاميّ السلفي
محاولين تفنيد مفردات خطابه الفكريّ بالأسلوب القصصى دون تجريحٍ أو قذف ..
والله المستعان .. وعليه وحده التكلان ..
.................................................. .......
(1)
[غاضب مع شيخه بعد انتهاء حلقة الدرس ...]
القضايا:الخروج علي الحاكم،دور العلماء،اختزال كلمة "الدين"في مفهوم"حفظ الدين"!
.................................................. .......
الشيخ : هذه هى عادتكم ياشباب اليوم .. تتكلمون بلا علم !
الشاب : ياشيخ أنا لم أقل أني عالم .. ولم أدعّ أني متبحر في علوم الفقه والحديث مثلك
لكني أفهم الإسلام ببساطة شديدة .. دون تفلسف .. ودون تشدّق ..
((((((((تماماً مثلما فهمه الصحابة الأميون .. البدو .. البسطاء ))))))))
-رضى الله عنهم أجمعين .. بارك الله فيك يابنيّ .. هاتِ ماعندك
-ياشيخ أعلمت بما فعله الملك ؟!
-ماذا فعل يابنى ؟!
-لقد ولي ابنه مكانه قبل أن يموتَ بأيام !! ونحّى شقيقه عن الحكم رغم أنه أولي به
وأكثر خبرةً وحنكة سياسية من هذا الشاب !!
-الله يرحمه ويتجاوز عن سيئاته يابني !
-لكن ياشيخ احنا حكامنا يتغيرون ويغيرون دون أن يكون لنا دخل في ذلك !
-يابني .. لاشئ بأيدينا .. اسمعوا وأطيعوا وان وُلّي عليكم عبدٌ رأسه كالزبيبة !
-ياشيخ هذا الكلام لعامة جمهور الأمة .. عندما يولِّي عليهم أهل الحلّ والعقد حاكماً مسلماً صالحاً !
فالرسول يأمرهم بالسمع والطاعة حتي لاتحدث فتنة داخل الأمة
وقد أتي بلفظ "رأسه كالزبيبة" حتى يؤكد لهم أن مقياس التفاضل بين الناس ليس بالغني والفقر وليس بالجاه والشرف
وليس بالحسب والنسب .. وليس بكونه من العرب أم من العجم .. انما بالتقوى !
لكن في عصرنا هذا .. الحكام هم الذين يأتون الينا رغماً عنّا .. ثم نبرر ذلك بأن نقول السمع والطاعة !
هذا معناه ياشيخ أن المسلمين سوف يصيرون رعاعاً يقودهم من يريد ويتحكم في مقدراتهم من يبغي!
طالما أنهم سوف يسمعون ويطيعون لكل الحكام دون أن يعترضوا !! أيّ منطقٍ هذا ياشيخ !
أليس هذا هو بعينه النظام الشمولى الذي لفظه العالم كله من سنواتٍ عديدة ؟!
-تذكرّ يابني .. " وجوب طاعة الحكام في غير معصية الواحد المنّان "..
طالما أنهم لايأمروننا بمعصية .. اذن نطيعهم .. ولانشهّر بهم أو نخرج عليهم!
-والى متى سنظلّ نُقاد كالغنم دون أن يكون لنا رأيٌ في من يحكمنا ؟!
إن الدول الكافرة تحترم الانسان وتمنحه حقوقاً أكثر من دولنا المسلمة ياشيخ !!
انظر الى الرؤساء الذين تحاكمهم دولهم ياشيخ .. وانظر الي رؤسائنا الذين يصدرون الأحكام علينا !
-يابنيّ هؤلاء كفرة وليس بعد الكفر ذنب .. فليحسنوا في دنياهم كبف شاءوا .. مصيرهم الي النار !
دعك من الكفرة ولاتغترّ بقوانينهم وأنظمتهم !
-ياشيخ أولسنا نحن المسلمون أولي بأن نرفع من قيمة الانسان من الكفرة الملاحدة !
أنا ياشيخ لاأعرف حديثاً محدداً في هذا الشأن .. لكنى أعرف أن هذا ديني .. جاء يعزّ الانسان ويرفع من قدره!
جاء الاسلام فرفع من شأن الانسان وجعل له قيمةً عظيمةً بين الناس
-يابني .. لو أننا وجّهنا مجهوداتنا لتعليم الناس العقيدة السلفية الصحيحة ..وحذرناهم من الشرك والبدع
سوف يتحول المجتمع كله الى مجتمع مسلم طاهر .. وعندها يأتينا حاكم نأمنه علي ديننا
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "كما تكونوا .. يُولّى عليكم" !
فكيف تتوقع أن يكون حال الحكام طالما أنّ هذا هو حال الرعية ؟!
جهلٌ بأحكام الدين وتوسل بالقبور واستغاثة بالموتي ؟!
-وماذا عن الربا المنتشر في البلاد ؟! وماذا عن القوانين الوضعية التي تحكمنا ؟
أين دورنا فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر !!
أوليس تغييب شرع الله واستقدام القوانين الوضعية .. أليس هذا منكراً عظيماً ؟!
إننا يجب أن نصدع بهذه الأمور فى وجوههم .. دون أنا تأخذنا في الله لومة لائم !
"ان هابت أمتي أن تقول للظالم ياظالم فقد تُوُدِّع منها" !
-يابنيّ هذا الكلام فى وجه السلطان وأنت أمامه .. في مجلسه تأخذ بيده وتنصحه
فإن قبل منك فذاك .. وان لم يقبل فقد أديت ماعليك
يابنيّ يجب أن يكون عندنا بعد نظر .. ان تطاولنا علي الحاكم ولم نأخذه بالرفق والأناة
لم يستجب لنصحنا .. وعاندنا أكثر وأكثر .. يجب أن ننصح له بالمودة وبالرأفة
-وينتهى دور الأمة وعلمائها وقادتها ومثقفيها عند النصح !!
ويضل شخصٌ واحد يقودها ويتحكم في مقدراتها .. ويأتي بعده طاغية جديد .. ويخلفه مئاتٌ من الطغاة!
ونحن مكتفون بالنصح وبالأناة !!
نسكت .. ونصمت وندع الحقّ يُهدر أمامنا بدعوى أننا أدينا ماعلينا !
لا ليس هذا ماعليّ أبداً .. انني يجب أن أضحى وأن أبذل من أجل ديني .. من أجل أن يحقّ الق ويزهق الباطل
حسناً ..أبدأ بنصحه .. بالأناة وبالرفق .. ثم ان لم يستجب للحق
أصدع به في وجهه .. وأتبرأ منه أمام جمهور العامة من الناس !
-يابنيّ انه الصبر ..أتعلم .. أنا أعرف أن الأمير فلان هذا أخبث مايكون .. لكن لاأريد أن أنشر هذا
حتي لايثور المسلمون وتحدث فتنة !!
-اذن فما حقّ الأمة عليك ياشيخي ؟! أليس حقّهم أن توجّههم وأن تعلمهم بالصواب ؟!
-نعم يابنيّ نعلمهم .. لكن بالحكمة والموعظة الحسنة .. دون أن نشهر بعيوب الحكام على الملأ !
-وكيف يفرق العاميّ عندها اذا كان حاكمه فاسداً أو صالحاً
طالما أن الموقف الظاهر للعالم هنا موقفٌ واحد في كلا الأمرين !
فهو في حال الحاكم الصالح يدعو له .. ويدعو للطالح أيضاً !!
في حال الأمير الطاهر يثني عليه .. وفي حال الأمير الفاسد يسكت عن فساده !
كيف يفرّق العاميّ عندها ان كان حاكمه خيراً أن شريراً ؟!
-ننصح ونفعل كل ذلك يابنيّ لكن دون التشهير بالحكام!
هكذا تحصل الفوضي .. ويتذمّر الناس ويخرجون علي أولي الأمر
-أولي الأمر ؟! ومن جعلهم أولي أمورنا ؟!
ومن ولاّهم علينا ؟! هل نحن بايعناهم ؟! هل وافق أهل العلم والصلاح عليهم ؟!
أم أنهم جاءوا الينا رغماً عن أنوفنا جميعاً وتحكموا في مقدراتنا ؟!
والآن نحن نبرر لهم بقولنا وجوب السمع والطاعة ؟! كيف ذلك ياشيخي ؟!
-يابنيّ إن الامام أحمد بن حنبل عندما سُئل عن الخروج علي المأمون ..
قال لو أن لي دعوةٌ لدعوت الله للمأمون .. وليس عليه !
-ياشيخ .. كيف تقارن بين المأمون وبين حكام اليوم ؟!
ياشيخ ..المأمون كان يعذّب الإمام أحمد ظناً منه بأنه بذلك يزود عن دين الله
بعدما أقنعه علماء الكلام بأن القرآن مخلوق .. فلما اعترض الامام أحمد على هذا الكلام
ظنّ المأمون أنّ الامام أحمد هو الذي يريد أن ينشر البدعة في دين الله .. ففعل مافعل
لكن أنت تعلم أن حكام اليوم يحاربون الدعاة ولايعنيهم الاسلام من قريبٍ أو بعيد
انما كل مايعنيهم كراسيهم ومواقعهم في الحكم !! فأيّ فرقٍ كبير !
ويحاولون مع ذلك أن يتخذوا ستاراً رهيباً من أهل العلم ومن بعض الأفعال الاسلامية
حتي يعطوا انطباعاً بمدى حرصهم علي الدين وبمجهودهم من أجل خذمته !
-يابنيّ إن أهل العلم حرموا الخروج علي الحاكم لما يجلبه ذلك من قتنةٍ فى الأمة !
-ياشيخي أنا لم أقل نخرج عليهم أي نقاتلهم بالسيف !!
أنا قلت أن نقول كلمة الحقّ في وجوههم ونصدع بها دون أن تأخذنا في الله لومة لائم !
نطالبهم بأن يطبقوا شرع الله تعالى وبأن يحكّموا شريعة الله وبأن يجعلوا للأمة رأياً في اختيارهم !
أليس من العار أن تكون هناك حريةٌ في دول الكفر .. بينما نحن لانملك حتي ان نعارض الحكام !!
-يابنيّ هناك أمور أولي من الدعوة الي الخروج علي الحكام وايراد الفتنة في الأمة !
انه تعليم الناس العقيدة السلفية الصحيحة .. وتحذيرهم من مغبّة الوقوع في الشرك والوثنيات والبدع !
أما تري الأعداد الرهيبة التي لازالت تطوف بالقبور وتتبرك بالموتي ؟!
-ياشيخ انا لم أقل أن نغفل هذا الدور .. الاسلام ياشيخي قد كمل وانتهى ..وأصبح كلاً لايتجزأ
كان الاسلام في أول الأمر يحاول تدريج سحب المسلمين الى الحقّ لأنه ينقلهم من عقيدةٍ الي عقيدة
من تصورٍ اجتماعيٍ وعقديٍ واقتصايٍ وسياسيٍ كامل لحياة الناس الى تصورٍ آخر مختلف كلا وجزءاً
فكان لابدّ من التدرج في المراحل .. أما وقد كمل الدين .. فلايمكن أن نأخذ أشياءاً منه ونهمل أشياءاً أخري !
يجب أن نسير في جميع المسارات علي التوازي ؟!
يعني لايمكن أن نوجّه كل مجهودنا في محاربة البدع والشركيات ..
ونترك المنكرات الرهيبة موجودة دون أن يكون لنا دور .. وخاصةً أهل العلم !
ألا ترى ياشيخي بنوك الربا التي لاحصر لها ؟!
ألا ترى المنكرات التي تذاع جهاراً نهاراً في وسائل الاعلام ؟!
ألا ترى الفساد المستشري سياسياًَ واجتماعياً واقتصادياً ؟!
ألا تري التقهقر الذي نعانيه أمام أعداء الله وكيف هم يتحكمون بمقدراتنا ويغزوننا ؟!
ألا تري تحكمهم في ثرواتنا ؟! ألا تري سيطرتهم علينا اقتصادياً وثقافياً .. بل وحتي عسكرياً !!
-يابنيّ نحن العلماء نواجه ضغوطاً .. يعني لانستطيع التصريح بهذه الأشياء التي لاتعجبنا !
-كيف ياشيخي تقول أن العلماء يواجهون ضغوطاً ؟! هذا الكلام يصلح أن يكون مبرراً لعامة الناس
ياشيخي ألا تذكر موقف الامام أحمد بن حنبل بعدما أصابه شئٌ من الضعف من جراء التعذيب الذي لحق به
فقال في نفسه أنه لن يضير المسلمين أن يقول لهم أن القرآن مخلوق !!
ودخل الشيطان الي نفسه من مدخل أنه قد يسبب الفتنة في صفوف المسلمين اذا أصرّ علي رأيه
فعندما خرج ووجد جموع الناس تنتظره .. وتتلهف الي قولته في تلك المسألة
عندها فقط تصور أن كل هؤلاء سوف يتعلقون في رقبته يوم القيامة .. فصدع بما يراه من الحقّ
ولم يكترث بتلك الفتنة .. وعلم أن فتنة البدع التي قد يوردها الحاكم أعظم وأطمّ من أي فتنةٍ أخري !
وتحمّل ماقد يلاقيه من عذابٍ من جرّاء قول الحقّ أمام جمهور الأمة
فكيف ياشيخي تقول أنكم العلماء تواجهون ضغوطاً ؟!
-يابنيّ أنت لازلت صغيراً .. بارك الله في حماستك ولكن هناك أمور أكبر من أن تدركها
ولاأريدك أن تسمع أقول من يحاولون بثّ الفتنة في هذه الأمة وزعزعة استقرارها !
ولاأريدك أن تتبّع من يحاول أن يستغلّ حماستك الطيبة ويوجهها لتدمير هذه الأمة !
-تدمير ماذا ياشيخي !! أتظنّ أن هذه الأمة لم تدمّر بعد ؟! أتظنّ أنها لم تنتهي بعد !
أميريكا الكافرة تقود العالم بقيمها الفاسدة ومبادئها المترنحّة .. ونحن المسلمون نلهث وراء اليهود
ونمدّ أيدينا اليهم طالبين عفوهم ونتكفف السلام والعيش الراغد الآمن من أيديهم النجسة
التي تحطّم القدس وتحرق المسجد الأقصي وتقتل المصلين وتنتهك أعراض المسلمات العفيفات
فأي ضياعٍ وأي تشرذمٍ وأي ضلالٍ ينتظر أن يحيق بهذه الأمة طالما ظلت بعيدة عن شرع الله !!
-لا يابنيّ .. لاأوافقك في هذا .. لازالت الأمة بخير .. لازال العلماء المصلحون يطاردون أصحاب البدع
ولازال طلبة العلم الشرفاء يقفون بقوة أمام الصوفية والرافضة وباقي الفرق الباطنية التي تروج للضلال والبدع
ولازال الناس وبحمد الله يتعلمون العقيدة السلفية الصحيحة ويفهمون خطورة الشرك والوثنيات والطواف حول القبور
-والي متي ياشيخي سنظلّ نطارد الوثنيات والبدع ؟!
الى متي سنظلّ نعلم الناس ؟! طالما أنك ياشيخي ترى أنّ هذه مرحلةٌ يجب ان نقوم بها
فهذا يعني انه يجب أن تتبعها مرحلةٌ أخرى نجاهد فيها ونبذل فيها لهذا الدين !
من لم يغزُ أو لم تحدثه نفسه بغزوٍ ثم مات .. مات ميتةً جاهلية .. وفي رواية مات علي شعبةٍ من شعب النفاق !
الي متي سيظلّ الناس يتعلممون طالما ان هذا العلم لايتبعه تطبيق ؟!
وقد كان الصحابة لايتخطون العشر آياتٍ لعشرٍ بعدها حتي يعملوا بما فيها !!
|