سأشرح لك إن شاء اله حسب ما أعلم ولعله فيه النفع ومنه إجابة شافية لسؤالك .
أولا وقبل كل شيء دعنا نعرف من هو المدلس .
وهو أن يرويَ الراوي عن شيخ قد سمع منه بعض الأحاديث، ولكنه حدَّث حديثا لم يسمع من هذا الشيخ ربما سمعه من شخص آخر فيسقط ذلك الشخص من كلامه ويجعل محله ذلك الشيخ ويسند الحديث إليه، ويرويه بلفظ محتمل للسماع مثل "قال" أو "عن" أو "أن" ليوهم الآخرين بأنه قد سمع من شيخه .
هذا طبعا تدليس الإسناد .
فالثقة الذي دائما يقول "حدَّثني" أو "أخبرني" أو "سمعت" ويكثر منه وهذا مما يجعله إنه فعلا لقيَ شيخه وصحبه وحدثه بهذا الحديث .. فيكون هذا ثقه بأنه قد سمع من شيخه بصورة الجزم والتأكيد .
بالنسبة للمعنعن أو المؤنَّن:
قد أختلف العلماء فيه على قولين :
قيل أنه منقطع حتى يتبيَّن اتصاله .
ولكن جماهير العلماء من المحدثين والأصوليين قالوا بأنه متصل بشروط منها
1) ألا يكون المُعَنْعِن مدلسًا .
2) أن يمكن أنه لقي من عنعن عنه .
3) ثبوت اللقاء .
4) طول الصحبة .
5) معرفته بالراوية عنه .
ولكن إذا كان الثقة قد عنعن أو أنَّن فيقبل حديثه لأنه قد سمع من شيخه لأن الشروط الخمسة أعلاه متوفرة فيه إلا المدَّلس . كيف يكون ذلك؟
الشرط الأول وهو ألا يكون المُعَنْعِن مدلسًا .
فالمدلس مدلس
الشرط الثاني وهو أن يمكن أنه لقي من عنعن عنه .
والمدلس فعلا يكون قد لقي عمن عنعن به ولكن الذي لقي به ليس شيخه بل هو شيخ آخر أو شخص آخر .
الشرط الثالث هو هو نفس الشرط الثاني تمام
الشرط الرابع هو طول الصحبة .
المدلس عمن دلَّس به ليس له طول الصحبة معه إنما هو لقاءٌ عابر قصير لفترة بسيطة .
الشرط الخامس هو معرفته بالراوية عنه .
على هذه الفترة القصير من لقاء المدلس عمن دلس عنه هل يتأتى أن يعرفه جيدا يعرف شخصيته تماما، ربما كان ممن يكذبون أو أنه من الوضاعين .. فكيف يتأتى معرفة ذلك عنه؟!!!
بينما الثقة عكس المدلس تماما، ثم لو ترى وتدرس حال المدلّس تجد أن خبره مضحك فعلا، يأتي بأمور ويفعل الأفاعيل كي يثبت نفسه بأنه محدث فحل .
فكما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: التدليس أخو الكذب .
أظن قد أجبت عليه إجابة وافية مختصرة
هذا كل ماعندي والله أعلم .