كنت أستمع ذات يوم إلى مقابلة مع أحد الأدباء المصريين
وكان على ما أذكر من الصعيد
وكان يحكي قصة حدثت له مع أحد ضيوفه الذين زاروه في منزله الريفي ذات يوم ، فيقول :
كنت مع صاحبي نجلس في ساحة المنزل الداخلية تحت ظل الأشجار قبيل المغرب
وكان صاحبي من أبناء المدينة الذين ما تعودوا على حياة الريف
فقد رآى أثناء جلوسنا " حشرة زاحفة" تمر من بين قدميه
فأصابه شيء من " القرف " لما رآه ، فقطّب ما بين حاجبه وتأفف
وقال لي كيف تستطيعون أن تعيشوا في مثل هذه الأماكن الخربه
فقلت له
لو أنك " رفعت رأسك " للأعلى لرأيت منظر الطيور وهي تعود إلى أعشاشها
ولكنت سمعت صوتها وهي تغرد بأعذب الألحان
ولرأيت الزهور الحمراء والبيضاء تتعانق مع أوراق الشجر الأخضر على الأغصان
ولو أنك أطرقت السمع قليلا لوجدت أن ما حولك لا صخب فيه ولا إزعاج
فأنت هنا لا تسمع إلا صوت سانية أو صوت رياح مغربية هادئة
ولكنك نظرت إلى " ما تحت قدمك " فلم ترى إلا ما رأيت
من هذا الحديث الذي نقلته إلى هنا من الذاكرة فقط تعلمت أشياء جميلة
وهي أن في كل أمر مهما كانت نظرتنا إليه سلبية أمر حسن
حتى في الموت ، لأنه قد يكون راحة من آلآم لا تطاق
وجدت أن هذه الحادثة توافقت عندي مع ما كتبته أخي الكريم فأدرجتها هنا
تحياتي