مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-07-2007, 03:06 PM
فيصل محمد عوكل فيصل محمد عوكل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 20
Exclamation كتاب ايات الله البينات والايمان

آيات الله البينات
والأيمان


فيصل محمد عوكل

== بسم الله الرحمن الرحيم ==
مقدمــة
لم يكن يخطر في بالي ذات يوم أن أتجه نحو هذا المسار من الكتابات بعد أن مارست الكتابة الصحفية .. والأدب الساخر قرابة خمسة عشر عاما"،ولم أكن أعتقد بأنه سيكون لدي الوقت لتأليف كتاب آخر عدى ذلك الكتاب الذي انشغلت به منذ عام ونصف ألا وهو .. كتاب ألف يوم حول العالم .. في ترحال دائم وسفر متواصل ، وقد انشغلت به عن سواه وقمت بتأليف الأجزاء الثلاثة كبداية .. ولأجدني فجأة دون إرادتي أقف في مرحلة من مراحل الكتاب .. وأجد نفسي لا أشعر برغبة بالكتابة .. وأجد نفسي تتـرع للجلوس والتأمل بتلقائية ترعاها ظروف قدرية عجيبة .. لتنبثق فكرة هذا الكتاب والذي لا أدري كيف يكون بعد أن وجدتني منساقا" إليه والتفرغ إليه ، والفكرة تلح علي في إنجازه قبل أي شيء آخر ..
وكلما حاولت الانصراف عنه وجدتني أعود إلى نفس الدائرة .. دائرة الصمت والاعتكاف والتفكر .. وتغلق أمامي كل السبل إلا في هذا الاتجاه .. وقد ظهرت لي أسبابه من خلال إحساسي بأن الناس في هذا العالم رغم كل الآيات التي يرونها في حياتهم ليلهم ونهارهم ، قد تعاموا عنها تماما" وأضحوا أسرى وعبيد دائرة الدرهم الضيقة تقودهم نحو الفراغ الروحي ولذة جمع المال ولذة التعالي على بعضهم بعضا" وشهوة الحقد والحسد تلتهم قلوبهم وباتوا تخطفهم نحو البعيد .. المظاهر الخادعة والنفاق الاجتماعي وحب التملك .. إبتداء" بشهوة تملك الإنسان ماديا" ونفسيا" وروحيا" .. وشهوة تملك المتاع والرياش .. فغفلوا عن طريق الرب ليكون الكتاب رجاء" وناقوسا" يذكرهم بأن العالم ينحدر .. وعلى الله توكلت وإليه أنبت وإليه المصير .. وأسأل الله التوفيق ، وحسن الختام ..

فيصل محمد عوكل

الأهــداء

إلى شقيق روحي وأخي الذي لم تلده أمي .. والذي كان ولا يزال بألف رجل.

إنه أخي الحبيب الأنسان الذي لم ولن تموت إنسانيته بعد أن أدرك بكل مشاعره بأن الصداقة من الصدق والأخلاص .. وهما صفتان لا يحملهما إلا من تجاوز كل نوازع النفس وأدراك معاني الحب الحقيقي الأسمى ..

لأخي الحبيب عبد اللة علي الكيلاني مع موفور المودة وعظيم الحب ..
وإلى الروح المهاجرة الطاهرة .. مع وافر الحب وعظيم التقدير

فيصل محمد عوكل


بسم الله الرحمن الرحيم

. يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون . الذي جعل لكم الأرض فراشا" والسماء بناء" وأنزل من السماء ماء" فأخرج به من الثمرات رزقا" لكم فلا تجعلوا لله أندادا" وأنتم تعلمون ..
صدق الله العظيم
سورة البقرة الآيات 21 ـ 22 ـ
إن هذه الآيات العظيمات من كتاب الله الكريم موجهة إلى الناس كافه .. أن يعبدوا الله .. وأن يدينوا له بالصدق وبالعبودية .. وأعلمهم ربهم بها أنه هو الباقي والقادر على منح الحياة .. والقادر على أن يميت .. فهو الذي خلقكم كما هو وارد في الآية ، والذين من قبلكم أي آبائهم وأجدادهم حتى بداية العالم حيث آدم عليه السلام .. وأوضح لهم آيات لا ينكرها صاحب عقل .. إذ جعل الله الأرض فراشا" لهم .. منها يبدءون وعليها يعيشون وفيها يقبرون .. أو ليست آية الأرض وخطوهم عليها ليلهم ونهارهم بآية عظيمة .. والله قادر على أن يجعلها تميد بهم .. ولكن رحمته وسعت كل شيء .. ولعل الإنسان أن يتذكر أو أن يخشى .. وخلق السماء بناء" محكما" .. وقدر الله نعمته على خلقه فأنزل من السماء ماء" ، فأخرج به من الثمرات رزقا" للعباد ..
وقد يتجاهل الخلق آية المطر فيمرون مسرعين عنها .. حتى لا تتسخ ثياب بعضهم فلا يحمدون الله على نعمة المطر .. والماء الذي خلق الله منه كل شيء حي .. آية أخرى من آيات الله العظمى .. ومن هذه الآيات رزق الله من الثمرات والشجر والنبات وكل هذه الآيات الدالات على الله متينة وكافية لكل من يفكر ولو لدقيقة واحدة .. بأن الله أولى بنا أن نذكره ونشكره ونحمده دون غيره .. وأن لا يكون خلق الله هم همنا ومن يملكون قلوبنا ومشاعرنا .. وذاكرتنا الحافظة .. ويكونون هم جل حديثنا عنهم في لحظات حياتنا ..فنجعلهم أندادا" لله .. ونحن نعلم علم اليقين بأنهم عباد الله .. وبأن الله قادر على أن يأخذهم منا .. أو يأخذنا منهم بغتة ونحن لا نشعر .. إن كانوا أولادنا فهم عطاء الله لنا فهل نجعل العطاء أعظم من صاحب العطاء المعطي الكريم .. فإن فعلنا فإن هذا نكران للنعمة .. ونكران وكفر بما أعطينا إذ تناسينا مثل هذا الأمر ونحن نعلم بأنه لا خالد إلا الله وأن الموت حق على الوالد والولد .. وعلى الناس جميعا" .. وإن غفلتنا عن مثل هذا الأمر يعني كفراننا بأنعم الله .. إذ كيف نعلم عظمة الله وقدرة الله .. فننسى الله ، ونعظم ذكر نسائنا وأولادنا .. فتكون لهم الطاعة .. ولهم كل شيء وهم لا يملكون لأنفسهم ضرا" ولا نفعا" .. فإذا بأحدهم يموت بغتة فتبقى الحسرة والتي تتبعها حسرات الندم بالغفلة عن الله العزيز الحكيم ..
لأن أولادنا ونسائنا وأموالنا لن تغني عنا أمام الله شيئا" .. فماذا نقول حينها في موقف يجعل الولدان شيبا" .. والحليم حيران خائفا" .. وقد فر كل مخلوق عمن عداه وهو مذعورا" يقول نفسي .. نفسي .. وقد تبع نفسه وهواه وهو حي .. وهو يعلم بوضوح أن نفسه أمارة بالسؤ.. هناك وفي مثل هذه اللحظات وهولها لا ينفع الندم
وإن الإنسان الحقيقي هو الذي يعطي كل شيء قدره بمقدار .. ولا ينسى الله وهو حي .. حتى لا ينسى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .. وأصحاب القلب السليم هم الذين أسلموا بقلوبهم لله ولم يسلموا قلوبهم لأمرأة يعشقونها .. فطغت على القلب والجوارح فتحولت إلى نقمة وليست نعمة .. وهم الذين لم يمل قلبهم للدنيا لتترسخ فيه فتطغى بزخرفها على القلب فينسى الإنسان نفسه ..وهم الذين سلمت قلوبهم من نوازع الحقد ، والغيرة والحسد .. فكانت قلوبهم نقية سليمة من أمراض الدنيا وأدرانها وهم الذين جاءوا الله بقلب سليم لأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .. وكانوا يعلمون ذلك .. فبقيت قلوبهم خالصة لله رغم حياتهم في الدنيا وتعاملهم مع البشرية الملوثة بكل أعماقها .. ولم تتلوث قلوبهم .. ولم تدنس ألسنتهم بالمغيبة والنميمة والكذب والخداع .. وحفظوا عيونهم من النظر إلى ما ليس لهم بحق .. وحفظوا آذانهم من سماع الزور وقول الفجور .. فبقيت قلوبهم سليمة طاهرة يكتنفها السلام والأيمان واليقين بالله ..
لأن الأيمان ليس قولا" .. وليس الأيمان بكلمات تقال بل هو صدق ما يكمن في القلب والروح والجوارح .. وصدق مع الله وإخلاص لا تشوبه شائبة .. لأن المؤمن الحقيقي همه كله في الدنيا أن يكون الله راض عنه ولو حاربه الوجود كله .. وغضبت عليه الدنيا كلها .. بينما نجد أن هناك غالبية عظمى يصفهم الله عز وجل بقوله (( بسم الله الرحمن الرحيم . ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون .
صدق الله العظيم ـسورة البقرة الآيات 7 ـ 8
لقد نزلت هذه الآيات الكريمة .. وآيات أخرى لتؤكد علم النفس القرآني وعلم الأجتماع الرباني الذي يؤكد للناس طريق حياتهم بأن الصدق والإخلاص هم طريق الخلاص وليس الكذب والإدعاء لخداع من هم حولهم من المؤمنين ..
لأن الصدق في النية في الدين والتعامل مع الآخرين هو لب الأيمان .. وليس الكذب .. وإن هذا الكذب ما هو إلا خداع للنفس نابع من النفس الغير مطمئنة والتي ضلت الطريق السوي .. فعلم الله ما في قلوبهم فذكرهم الله في كتابه الكريم كي يعلم المؤمنين عن هذه الفئة التي أضمرت في نفسها السوء وأعلنت غير ذلك فخدعت الآخرين بأقوالها والله يعلم خبيئة نفسها وشاء الله أن تنـزل هذه الآيات حجة من الله عليهم حتى يتبينوا المصيبة التي هم فيها ويتوبوا إن كانوا يعقلون .. لأن الذين أمنوا بالله واليوم الآخر يدركون يقينا" بأنهم سيجمعهم الله يوم القيامة فيسألهم ماذا فعلوا في الدنيا .. فتداركوا قبل الميعاد مثل هذا الكذب والنفاق .. ولم يمارسوه وكانوا أكثر صدقا" مع أنفسهم ومع الآخرين بوضوح لأن علاقتهم مع الله متينة .. ولأن المؤمن معلق قلبه مع الله ..وغير المؤمن معلق قلبه مع الناس يخافهم ويخادعهم حتى يعيش معهم ويمارس حياته كما هو يريد .. بقلب ميت لا حياة فيه ونفس خبيثة ولسان كذوب .. وأتخذ الأيمان حركات وسكنات حتى يوهم من حوله من المؤمنين حتى يقال مؤمن بينما هو مختوم على قلبه وعلى سمعه وعلى بصره غشاوة .. ويعدهم الله بعذاب عظيم ..لأنه لو لم يكن مختوم على قلبه وعلى سمعه وعلى بصره غشاوة .. لأبصر آيات الله فاتعظ بها ولسمع كلام الله فارتعدت فرائضه من هيبة الله وقدرته .. ولو لم يكن على بصره غشاوة لشاهد آيات الله فيه وفي أهله وفي كل ما حوله ولعاد إلى الله ولتاب إليه وصدق في توبته .. وهؤلاء من الصعب إقناعهم .. بأنهم ليسوا مؤمنين .. بل قد يؤذون المؤمنين لو قالوا لهم ذلك .. لأن إقرارهم يعني فضح طويتهم وسريرتهم التي يعرفونها هم قبل غيرهم .. وكما يقول الله عز وجل (إن الإنسان على نفسه لبصيرا ولو ألقى معاذيرا ))
وهؤلأ مهما قالوا يعرفون حقيقة أعماقهم بأنهم لا يناسب حياتهم الاجتماعية وسلوكهم المعيشي غير ذلك .. لأن نفوسهم قد أختطت لها سبيلا" للعيش ولن تفعل شيئا" لا تريده مادام يسعدها ذلك .. فهناك فئة كبيرة تعتقد من شدة جهلها بأن الأنفاق على أهل البيت والولد إسراف ومضيعة للمال .. ويضربون لك الأمثال التي ما أنزل الله بها من سلطان .. ومنهم من يجد أنه أحق من الفقير بالزكاة ويشتري قارورة خمر .. وإن جادلته أوقعك في متاهة ومشكلة ووجدته شرا" مستطيرا" أنت في غنى عنه .. ومن الناس من يؤمن بأنه إن لم يكن ذئبا: أكلته الذئاب .. فأضحى يأكل الحرام بشهية بالغة وسعادة وهو يعتقد بأنه (لفهوي ) وذكي ورجل أعمال ناجح .. مهما كانت مهنته ساقطة .. ويعتبر بأن الصدق والإخلاص كلمات لم يعد لها معنى ولا تطعم خبزا" .. فأتخذ الكذب سبيلا" والرشوة والمال الحرام حقا" مكسوبا" والصراخ والفجور دفاعا" عن النفس وثورة على الباطل الذي هو رأسه وذنبه .. وأضحى إمتهان الإنسان وكرامة الإنسان لديه لذة يستمتع بها حتى يرضى غرور نفسه بأنه أضحى شيئا" مهما" وهو في أحط درجة من درجات الآدمية .. ومن الناس من يتمسك بمقولة جائرة لا يعرف مصدرها .. كقولهم ..( أتق شر من أحسنت إليه ) حتى يمنع الإحسان للغير ويأخذها ذريعة وغطاء بخله وسقوط همته ودناءته وبعده عن الخير ..
وإن الأيمان بالله ليس كلمة تقال بل هو يقين في أعماق القلب والجوارح كلها .. وأبسط دلائل الأيمان .. الصدق مع الذات والصدق مع الله .. ومن ثم الصدق مع الخلائق وإخلاص في القول والفعل .. دون أن يعتو الشعور أدنى ريبة .. لأن صفاء القلب مع الله والإخلاص لله .. والذل في العبودية لله أمر صعب جدا" على أصحاب النزعات الدنيوية الدنيئة .. وأصحاب الهوى والمآرب الذين أتخذوا هواهم إلها" لهم .. فعميت بصيرتهم وأبصارهم .. فختم الله على قلوبهم بفعلهم وما كانوا يمكرون .. والأيمان بين .. هين .. لين .. لمن شاء الله أن يهديه السبيل .. لأنه ما من شيء في الوجود إلا آية من آيات دالة عليه وعلى قدرته وعلى عظمته .. فرؤية النار التي نصطلي عليها آية من آيات الله وجنده .. والماء الذي هو حياة الخلائق كلها آية عظيمة فكيف يتجاهل الإنسان آية لا يحيا دونها .. وهو يشرب منها زلالا" .. ويطهو بها طعامه .. ويتطهر بها .. ويطهر بها ثيابه .. ويسقي بها زروعه .. ولا يتذكر عظمة الله إن تجاهل النعم.. والكفران بالنعمة .. كفران بآيات الله وكفر بالنعم .. ومن يكفر بالنعمة ويتجاهلها ويتعامي عنها إنما هو يتجاهل ويكفر بالمنعم الذي أنعم عليه وتفضل عليه بالنعم والخير الذي وهبه إياه ولو شاء الله لمنع عنه الخير ولكن الله يرزق من يشاء وهو القاهر فوق عباده ..
  #2  
قديم 12-07-2007, 03:12 PM
فيصل محمد عوكل فيصل محمد عوكل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 20
Exclamation كتاب ايات الله البينات والايمان من ص 22 الي 42

وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم .. للذين يتجاهلون آيات الله وينكرون آلاء الله .. ويكفرون بكل شيء ولو كان ملموسا" لهم وظاهرا" لهم .. بسم الله الرحمن الرحيم (( أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت .. وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت . فذكر إنما أنت مذكر . لست عليهم بمسيطر )).
وهذه الآيات العظيمة تدل دلالة واضحة على أن الذين يكفرون هم الذين يتجاهلون آيات الله ويجحدونها .. حيث يقول الله عز وجل واصفا" إياهم في آية أخرى (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون )) وإن الصمم هنا يعني أنهم لا يسمعون الحق ولا يصغون لغير هواهم حتى كأنهم لا فائدة ترجى من آذانهم وإن سمعوا .. لأنهم لا يطيقون حتى سماع كلمة الحق وأصحابها .. وبكم لأنهم لا ينطقون بالخير ولا ينطقون بالحق ..ولو تكلمت به ألسنتهم لأستنكرته قلوبهم لأنه ليس من طباعهم .. وعمي لأنهم لا يرون آيات الله في أنفسهم ولا يرون آلاء الله في كل ما حولهم ولا يرى أحدهم إلا شهواته ومآربه وهواه ومصالحه .. ويضيق صدره بكل شيء غير ما يريد .. لأن نفسه الخبيثة سيطرت عليه سيطرة تامة .. فأضحى ميت المشاعر والأحاسيس أناني النـزعة يعتقد بأنه على الحق وكل ما حوله من المؤمنين جهلة لا يقدرون على شيء ولا يستخدمون عقولهم .. وبأنه الذكي الألمعي .. رجل الأعمال الناجح .. ولا يجوز أن يخلط ما بين الدين والدولار .. لأن هدفه هو الأخير بكل المفاهيم التي يؤمن بها .. وأنه ما بين كل صلاة وصلاة .. يغفر الله له كل ما يفعل .. هكذا سولت لهم نفوسهم .. وكأنما اتخذوا عند الله عهدا" أن يغفر لهم بصلواتهم كل شيء .وبعضهم نسي الصلاة كحق لله وواجب لأنها تأخذ من وقتهم حيزا"لا يطيقون إضاعته وبعضهم يصلي فلا يقطع فرضا"من الفروض و لكنه يبخل ويأمر الناس بالبخل . وينم ويسعى بالفساد بين الناس ويستلذ بذلك و يناقشك متنطعا"بالدين وهو جاهل به وان ذكرته غضب و ثار ثورة لا رحمه فيها لأن الجهل يعشش في كل خلاياه . ويظن بأنه على الحق وغيره على باطل .
وبعضهم يذكر ربه ولكنه فاسق فاجر ظالم يؤذي كل من يعانده لشدة الكبر في نفسه وعلوه على الناس لأنه يملك المال وغيره لا يملكه فيظن بان على الجميع أن يطيعه وان يحترمه وان يخافه قهرا". و يتجاهل حينها تماما"أن المال مال الله وانه رزق أعطاه الله إياه ليصرفه بحقه و ينفق منه حيث أمره الله بينما هو لا يفعل شيئا" من ذلك وان زكى في رمضان تحدث أمام الجميع حتى يقال كريم وحتى يظهر بمظهر الكريم وينسى بأن الله غني عن العالمين وبان الله خير الرازقين .. وينسى بأنه لا خير في صدقة يتبعها أذى وبأن الله رزقه ومتعه بالرزق لعله يكون حامدا" و شكورا" .. فينسى المنعم وتضحي النعمة نقمة عليه وعلى من حوله ..وهؤلاء لهم الندامة في الآخرة حيث يعظهم ربهم ورب السموات والأرض بقوله ((بسم الله الرحمن الرحيم
يوم يعض الظالم على يديه ويقول يا ليتني أتخذت مع الرسول سبيلا" . يا ويلتي يا ليتني لم أتخذ فلانا" خليلا . لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للأنسان خذولا .. صدق الله العظيم ..( الفرقان 27 ـ 29 )
وهؤلاء أبدوا الندامة والحسرة بعد أن تبين لهم أن أخلائهم في الدنيا إن كانوا من نسائهم ، أم أصدقائهم ، هم أعوان الشيطان لوصوله إلى هذا الدرك من الغفلة والجهل .. وحتى أنسياه ذكر الله وأبعداه عن الذاكرين لله فحق عليه العذاب العظيم ويصف الله هذه الفئة الضالة بقوله أيضا" .. (( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبل من الجن والأنس أنهم كانوا خاسرين )).. فصلت : 25..
وهذه الفئة يزين لهم قرنائهم كل شيء يضرهم ولا ينفعهم .. فيضحي بعضهم لبعضا" خليلا" وصديقا" لا يفارقه حتى ينسى نفسه لأنه نسي الله .. وسلط عليه الدنيا بزخرفها فكانت عاقبتهما جميعا" النار وبئس المصير ..
ومن الناس من ينسى ذكر الله بعد أن تأخذه الدنيا بعيدا" وهو يعتقد أنه على حق .. ومن الصعب إقناعه بغير ذلك .. فيذكره الله عز وجل في قوله (( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا" فهو له قرين وإنهم يصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون )) الزخرف 36 ..
وقول الله عز وجل (( بسم الله الرحمن الرحيم . يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا أمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم .. ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فأحذروا . ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا" أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم )) المائدة 41 ..
(( بسم الله الرحمن الرحيم . فإن لم يستجيبوا لك فأعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن أتبع هواه بغير هدى من الله . إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) القصص 50..
(( بسم الله الرحمن الرحيم . ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا" أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وأتبعوا أهوائهم )) سورة محمد 16 ..
وقول الله سبحانه وتعالى .. (( كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب . )) صدق الله العظيم .. المؤمنون 34 ..
ونستخلص من هذه الآيات العظيمة آيات كثيرة دالة على العلة النفسية عند الإنسان من الشك ، والريبة وإتباع الهوى والجهل ، والعناد والظلم والتكذيب .. وظنهم بأنهم على حق دون النظر بآيات الله وكل هذه العلل النفسية والكبر والعناد وحب الذات تجعل كل هؤلاء في ظلام عظيم وهم يدركون ويسيرون نحو الهاوية مفتونين فيما هم يعتقدون ولا يدركون المصير الذي سيواجههم في لحظة لا يعلم ميقاتها إلا الله وكثيرا" ما يكون الموت المباغت موعدا" سريعا" لرؤية النهاية والتي لا يكون ساعتها أو لحظتها مهرب أو مجال للتراجع ومراجعة النفس .. لأن الفرصة كانت أمامهم في حياتهم كبيرة .. وكانت رسل الموت تسبق الموت وأولها كر الأيام والسنين فكل ما يبعدك عن الطفولة يقربك إلى الكهولة.. والمرض رسول يؤكد ضعف الإنسان ..والمشيب هذه الرسل التي تسبق الموت بكثير من الزمن دليل الإنسان ليدرك علامات مرور الزمن ومذكرة لمن يخشى أو يتذكر .. ورغم كل هذا ورغم زيارة الناس للقبور ورؤيتهم للموتى لا يعتبرون وكأن الموت أضحى شيئا" عابرا" أمام القلوب الميتة الخالية من الإحساس ..علما" أن رؤية الخريف آية عظيمة لمن يدرك معنى الموت والنهاية .. ورؤية الربيع آية عظيمة على قدرة الله وعظيم صنعه .. بديع السموات والأرض .. وأية الشتاء وكيف يساق المطر بأمر الله للأرض الجافة القاحلة فتتحول إلى جنة يافعة ..
وآية الليل والنهار التي لا تغيب عنا بتكرار يؤكد عظمة الله وقدرته ودقة خلقه وتبيان حكمته ..
كل هذه الآيات البينات أمام أعين الناس وكل هذه النعم من الخيرات التي وهبها الله للناس من أكل .. من لبن يستخلص من الأنعام .. وعسل يستخلص من النحل .. وماء عذب زلال ينبع من الأرض .. وثمار من شجر لذة للآكلين .. فتبارك الله أحسن الخالقين ..وإن الذين يتفكرون بخلق الله وآياته هم الذين وهبهم ربهم نعمة الأيمان ونعمة اليقين برحمته ولطفه ..
فلم تعد الدنيا بكل ما فيها من زيف بقادرة على أن تنال من قلوبهم شيئا" بل جعلوها قنطرة عبور للآخرة وكان رضوان الله مسعاهم لا يقبلون عنه بديلا" ..
لأن التقوى تقوى القلوب وما رسخ فيها من يقين الأيمان والثقة بالله .. وإن إكرام الله لهذه الفئة بذكرهم في كتابه الكريم .. (( ويزيد الله الذين أهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا" وخيرا" مردا )) مريم 76 ..
وقول الله عز وجل (( إنهم فتية آمنوا بربهم فزدناهم هدى )) الكهف 13 ..
(( هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما" )) الأحزاب 43 .. وقوله عز وجل (( أو من كان ميتا" فأحييناه وجعلنا له نورا" يمشي به في الناس )) الأنعام 122 ..
وقوله عز وجل (( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه )) الزمر 36..
وإن هذه الآيات لتدل على عظمة الأيمان المترسخ في قلوب المؤمنين وترينا بوضوح مكانة المؤمن عند الله الذي يعلم قلبه ويعلم سره ونجواه .. وهو عليم بالمتقين .. وقد ذكرهم ربهم حتى تطمئن قلوبهم برحمة الله .. وذكر الجاحدين والكافرين لأنعم الله ليذكرهم بسخطه وعذابه على الكافرين .. يخوفهم لعلهم يتقون ولتكون آيات الله حجة عليهم يوم القيامة .. حيث لا تغني عنهم أنفسهم ولا أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا" .. وليكونوا وقود النار ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
ويقول الله عز وجل (( ومالنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما أذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون )) أبراهيم 12
وقوله عز وجل (( إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني إثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا . فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها )) ..
إن دلائل نصر الله وتوفيق الله وهدى الله للمؤمنين واضحة جلية .. بأن الله معهم وبأنه ينصرهم وبأنه المطلع على قلوبهم فلا يحزنهم ما يكون من الأمور المحزنة لأن السلام والسكينة تنـزل عليهم في كل حين فهم آمنون رغم الخوف .. ولا يخافون إلا الله وحده ، لعلمهم وثقتهم ويقينهم بالله بأنه معهم وبأنه ينصرهم مهما بلغ الخطب ولا يفشل المؤمن أبدا" وهو يثق بالله وما قدر له من الخير لأن قلبه معلق بمحبة الرحمن فهو يتوكل عليه في الظاهر والباطن ويعلم بأن الملك لله الواحد القهار .. والمؤمن صبور على البلاء حتى يتداركه الله برحمته .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..هي نجواه مع ربه فلا يحيد لأنه يؤمن بأن الله أنيس المستوحشين وملاذ الخائفين .. ونصير المؤمنين الموقنين .. فلا يتزعزع إيمانه ولو تخلى الوجود كله عنه .. لقال كلمة لا يستحي قائلها : إنا لله وإنا إليه راجعون ..
والمؤمن صابر حليم ( حكيم ) بطبعه إذ يلهمه الله التقوى ويعلمه الحكمة من فضله ورضوانه .. ويصطفيه من بين الناس لما وهبه من علم ليعلم وليعلم من يشاء الله من فضله ..
(( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا" كثيرا" )) البقرة 269
وهذا الخير منه ما هو ظاهر .. كنعمة ظاهرة تعلم .. ومنها نعم وخير باطن يعلمه الله .. لأن نشر الحكمة بين الناس من فضائل الأيمان والرحمة على من ينشرها وله أجرها .. لأن الحكمة دليل على سبيل الله وطريق للحق ونعمة للعقل والقلب وكما قيل (( الحكمة ضالة المؤمن .. أينما وجدها أخذها )) ..
(( وعلمك ما لم تكن تعلم )) النساء 113
  #3  
قديم 12-07-2007, 03:14 PM
فيصل محمد عوكل فيصل محمد عوكل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 20
Exclamation كتاب ايات الله البينات والايمان من ص 43 الي 63

وهذا العلم ليس علم قرطاس معلوم بل هو إلهام روحي وقلبي يشعر به المؤمن دون غيره وهذا الإلهام خاص به لأنه مخصوص دون غيره بذلك ، لصدقه مع الله وإخلاصه بالأيمان بالله مما يجعل قلبه نقيا" خاليا" من حب نفسه وخال من حبه للدنيا ومتاعها .. وقد نزع الله من قلبه الحسد والحقد والغيرة .. والتي هي من أمراض القلب .. فأضحى لا يغار إلا لله ولا يغضب إلا بالله ولا يحب إلا بالله .. ولم يتسلل الخبث إلى قلبه من حب إمرأة تغويه فتنسيه فضل الله ونعمته عليه .. وكثيرا" ما تكون فتن الدنيا على يد النساء لمحبتهن للزيف وزخارف الدنيا وزينتها .. وإدعائهن بأنهن يردن الخير له .. والله يعلم ما في نفوسهم من حبهن لأنفسهم .. وهن طريق الجحيم وسلاح الشيطان ودعاته إلى الشر ..
فيجعل الله له الخيار حتى يبتليه إن كان من المقربين ..
فإن تفكر في نفسه ولم يسلم قلبه لهواه .. ألهمه الله الخير والطريق القويم فلا يستجيب إلا لنداء الحق ودعوة الله .. ولو أجتمعت عليه الدنيا بكل ما فيها لأن قناعته الأيمانية والتي مصدرها حب الله وطاعته تجعله صبورا" على إحتمال الأذى في الدنيا .. ولا يحتمل أن يغضب الله منه ..
وهذا الإنسان يكون دائما" مسلم أمره لله .. وهو من الفئة المؤمنة حقا" والتي دائما" قولها ..(( حسبنا الله ونعم الوكيل ))
ولا يخافون إلا الله وحده ولا يشركون به من أحد من الأنس والجن ..
لأنهم لا يفرطون بعهد الله وميثاقه ولا يبدلون موقفهم أبدا" مهما كانت الأحوال لأنهم على يقين من رحمة ربهم بهم .. فيما يشاء ، فيرضون بما قسم الله لهم فهم يسعون لرضوان الله تبارك وتعالى .. وأن الحمد لله رب العالمين ..
والأنسان المؤمن مهما تقلبت به الأيام وأجتمع عليه أهل النفاق والكذب وعبدة الدنيا ليغيروا ما بنفسه ما تغير .. لثقته بالله وخشيته من الله رب العالمين .. فيصف الله عز وجل هذه الفئة من الناس بقوله .. (( وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين ))
وقوله عز وجل ..
(( بل الله مولاكم وهو خير الناصرين )) آل عمران 150 ..
وقوله عز وجل ..
(( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون . إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا" . وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ))
الجاثية 18 _ 19 .
وقول الله عز وجل ..
(( ذلك بأن الله مولى الذين أمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم )) صدق الله العظيم
سورة محمد آيه 11 ..
ويوضح الله عز وجل للمؤمن طريقه .. وأن لا يسمح لشك المشككين والمرتابين والمكذبين .. أن يصل إليه فيوضحه بأية بينة من كتابه العظيم بقوله عز وجل ..
(( فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا )) النساء 18 ..
وبهذا يكون المؤمن على بينة وسبيل من نور الله يتوكل على الله ويضع كل ثقته بربه عز وجل ويؤيده الله بقوله ..حتى يطمئن قلبه بأن الله معه وبأن الله وحده القادر على نصره .. فيقول عز وجل ..
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا . وإن الله لمع المحسنين )) العنكبوت 69
وقوله عز وجل ..
(( إن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون )) .. النحل 128 ..
وقوله تعالى ..
(( قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى )) .. سورة طه الآية 46 ..
وأما قول المؤمنين بقلوبهم وعقيدتهم وصبرهم وإيمانهم وثقتهم بالله فإنهم لا يخافون بل يقولون قولة حق علمها لهم ربهم بقوله عز وجل ..
(( ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون )) .. صدق الله العظيم .. سورة إبراهيم 12 ..
هذه القلوب المؤمنة بالله ربا" ومالكا" لهم .. وهذه الأنفس التي أرتضت ذل العبودية لله ليعزها الله بالأيمان واليقين لا تعرف شيئا" عن اللؤم والخبث والكبر والتعالي على الناس بل هم في رحمة ربهم معلقون بين الرجاء والخوف من الله وهم في رحمة الله آمنون .. ومبدأ خوفهم أنهم لا يأمنون مكر الله .. ومبدأ رجائهم أن الله ربهم الرحمن الرحيم الغفور الودود ذي العرش المجيد الفعال لما يريد ..
وكل هذه الفئة من النفوس الملهمة والنفوس اللوامة .. والنفوس الخاشعة لربها خوفا" وطمعا" .. والمطمئنة كما ذكرها ربها بقوله عز وجل ..
(( يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضيه . فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي )) ..

(( أهل النـار ))
من غير الجائز أن يكفر المسلم أخاه المسلم .. ومن فعل ذلك فقد باء بإثمه ما لم يؤكد بالكتاب والسنة المطهرة .. ولكن ما ورد في كتاب الله من الآيات يظهر بوضوح من هم أهل النار سواء من أدعى الإسلام .. وسواء من كان على دين غيره فليس المهم الإدعاء .. بل أهم من ذلك الأيمان والوفاء بعهد الله على الإسلام والأيمان وأهل النار يدخلون النار بغضب الله عليهم وعصيانهم ..
وكثيرا" ما نسمع بعضهم يكذب على نفسه وعلى غيره حين يقول .. قد أكون أخطأت .. (( والشيطان شاطر )) .. ( وقد ) تفيد باحتمال الخطأ وكأنه يكاد ينفي عن نفسه الخطأ للكبر العظيم داخله في أن يعترف ويتوب إلى الله .. وقوله بأن الشيطان شاطر .. لعبة يتقنها المنافقون والمنافقات للهروب من الحرج أمام الناس ويتجاهلون أن ربهم مطلع عليهم وعلى قلوبهم وعلى أفعالهم .. ولكنهم في لحظتها يكون عنفوان حبهم للدنيا وما فيها من اللذات الوقتية قد أسكرهم وأعمى بصيرتهم عن معرفة الحق وأهله بل أضحى الحق وأهله مبغوضين عندهم لأنهم يذكرونهم بربهم .. فكيف يطيقونهم إنهم كالسكارى من نشوة خمر الحياة وحب الجاه والتباهي .. وعبادة المال والولد .. وفي كل هذه السكرات التي توقعهم في غياهب نار جهنم ، بعد فوات الأوان في لحظة الموت .. وحينها فقط يكادون يتذكرون ، فيقول الكافر ( ياليتني كنت ترابا ) وليس بصائر ترابا" ولا نحاسا" .. بل سيبقى ينتظر مصيره في البرزخ حتى يدخل النار .. وحينها تظهر له كل الحقائق والتي عمي قلبه عنها وقادته نفسه الخبيثة إلى النار ليتذكر ما سعاه في الدنيا من شر مستطير وفساد في الأرض .. ونميمة وأكل المال الحرام والشرب الحرام .. والظلم والكذب .. وشهادة الزور وقول الزور .. وزرع الفتن بين الناس .. وحب الدنيا واللهو والطرب .. وحينها لا ينفع الندم .. لأن اللقاء يبدأ الآن والعذاب قريب وقد جيء بجهنم .. فيتذكرون أهل القرآن وكيف كانوا يكرهونهم .. ويتذكرون عباد الله الصالحين وكيف كانوا يحاربونهم بالسر والخفاء والعلن ..فيزدادوا حسرات وندامة لأنهم لا يجدونهم بينهم بل يجدونهم (( في مقعد صدق عند مليك مقتدر )) فيكادون يموتون من الخزي والغيظ .. كيف أنهم كانوا فائزين عليهم في الدنيا .. وكيف أنهم فازوا برضوان الله في الآخرة .. وهنا يتجلى عدل الله في كل حين .. ويبدأ السؤال الأول وهم يدلفون ويساقون إلى جهنم وبئس المصير في قول ملائكة العذاب لهم (( ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا سورة الزمر الآية 71 ))
وهذا تذكير وتوبيخ وتأنيب على ما قد فعلوه وكيف تجاهلوا كتاب الله وما أرسل الله لهم من مرسلين .. وما علمهم من كتابه العظيم .. فأخذتهم العزة بالآثم .. والبيان الثاني الذي يقال لهم وهم على شفير جهنم ،حيث يقال لهم ..
(( هذه النار التى كنتم بها تكذبون )) سورة الطور الآية 14 ..
وهذه الآيات العظيمة من كتاب الله كانت بين أيديهم فلا يطالعونها .. وإن سمعوها أبعدوها عن آذانهم وأصطكت أسنانهم غيظا" وأعلوا صوت دعاة الشيطان من أهل الطرب ليعلو صوت الباطل فلا يسمعوا صوت الحق ..
تذكرهم بها ملائكة العذاب .. وحينها يدفعون إلى جهنم .. وملائكة العذاب تردد قول الله تعالى في كتابه الكريم (( اصلوها ، فاصبروا أو لا تصبروا سواء" عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون )) سورة الطور الآية 16 ..
فيبدأ صراخهم وعويلهم وندائهم بطلب الرحمة والخروج من النار .. فيكون الجواب (( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا" )) سورة النبأ الآية 30 ..
وهنا يتبرأ كل واحد من الآخر ويلومه .. ويبدأ التلاوم في موضع لا ينفع فيه اللوم ..
ولا ينفع فيه القول فيزداد اللائم والملوم عذابا" ضعفا" من النار .. فيحاولون بما عرف عنهم من كذب ونفاق وتدليس أن يضعوا اللائمة على غيرهم لكي ينجون بأنفسهم .. فيقولون في النهاية ، ربنا إن الشياطين أغوتنا فماذا يحدث حينها .. حيث لا ينفع الكذب ولا التدليس .. فالكل في جهنم هم والشياطين لأنهم كانوا من أتباعه وأعوانه في الدنيا ..
ويبدأ حوار مواجهة .. لا مجال للكذب فيه ، والعذاب ينصب عليهم إنصبابا" حيث يقول الله عز وجل واصفا" إياهم (( وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون ، قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين . قالوا بل لم تكونوا مؤمنين . وما كان لنا عليكم من سلطان . بل كنتم قوما" طاغين )) صدق الله العظيم .. سورة الصافات الآية 55ـ56 ..أنظر الحوار ..
ومن أغرب الأسئلة سؤال يطرحه أهل النار وهي تأكل قلوبهم وأجسادهم والعذاب يحيط بهم .. (( وقالوا مالنا لا نرى رجالا" كنا نعدهم من الأشرار . أتخذناهم سخريا" أم زاغت عنهم الأبصار . إن ذلك لحق تخاصم أهل النار )) صدق الله العظيم .. سورة ص 63 ـ 64 .. أنظر حوار أهل النار ..
إن أهل النار قد تجلت تذكرتهم فهم يبحثون عن أعذار لا تنجيهم من غضب الرب .. الحاكم العادل .. لحظتها بعد أن نسوا الله في دنياهم فأنساهم أنفسهم فكانت عاقبتهم النار .. ويسألون عن أناس كانوا يعتقدون بأنهم أشرار ولكنهم لا يجدونهم في النار معهم حتى كأنهم يكذبون أنفسهم في قولهم ..أم زاغت من هول العذاب عنهم الأبصار .. وكأن كل شيء يظنونه في النار .. وكأنهم يريدون هؤلاء الذين أعتقدوا بأنهم أشرار معهم .. وقد خاب ظنهم ..
وحتى يزيدهم الله عذاب الحسرة والندامة على حسراتهم وعذابا"بعد تلاومهم وكذبهم يحدث ما هو أغرب من كل كذبهم وخزيهم يوم القيامة فيأتيهم تكذيب صريح وخزي جديد وعذابا" آخر. ألا وهي خطبة الشيطان في أهل جهنم حتى يبلسوا فيوضع في النار منبر من منابر جهنم من نار حاميه فيرقاه ليخطب فيهم حتى يفند ما قالوه.فيصف رب ألعزة تبارك و تعالى خطبة الشيطان في القران الكريم بقوله وهو العليم الخبير((وقال الشيطان لما قضي الأمر أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم بسلطان ألا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم .ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي . إني كفرت بما أشركتمون من قبل أن الظالمين لهم عذاب أليم))..الايه22.
فهل بعد هذا الذي يحدث ندم وهل عميت قبل هذا إلا القلوب و الأبصار . ولو سألتهم قبلها لقالوا إنما نحن على حق وانما نحن مؤمنون وقد غرهم في دينهم ما كانوا يعتقدون في أنفسهم بأنهم على الحق وما هم بأهل للحق بل هم أشرار جهنم يصلونها فبئس القرار…

(( كيف تدخل المرأة النار ))

إن هذا العصر من أشد العصور فتنا" وتجاوزا" لحدود الله تعالى .. وما أنزله الله تبارك وتعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم .. خاصة وأن النساء قد تجاوزن كل ما تعارف عليه في كل العصور القديمة حتى عصر الجاهلية الأول ..
فالمرأة أضحت في هذا العصر تأخذ منهجا" غريبا" جدا" في حياتها فكل سلوكها أضحى قريبا" من أن تكون هي القوامة على البيت .. ولها حق القوامة التامة لكونها المرأة .. ولكونها الأم .. منحت نفسها حقا" مطلقا" في ذلك ، إلا من رحم ربي منهن .. فأخذت على عاتقها التصرف بغير حق التصرف بكل حق وهي على غير حق .. وتؤكد هي وعلى مسمع الجميع أنها على حق .. وهي تنازع نفسها هذا الحق بتسلط تزينه لها نفسها حتى بلغت مبلغا" تجاوزت فيه الشرع والدين وتنادي ضارعة أنها على حق ..
وتناست المرأة بأنها ما أن تدخل بيت زوجها حتى يكون كل ما فيه أمانة معها وليس ملكها ، بحيث تتصرف فيه كما يحلوا لها بدون إذن
  #4  
قديم 12-07-2007, 03:16 PM
فيصل محمد عوكل فيصل محمد عوكل غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2007
المشاركات: 20
Exclamation كتاب ايات الله البينات والايمان من ص64 الي نهايه الكتاب

زوجها القيم عليها بأمر الله ورسوله وأن أولادها أمانة إما أن تدخل بهم الجنة أو النار .. فهم أولادها ولا يحق لها أن تتصرف بهم بزواج بدون وليهم الزوج .. فأضحت المرأة تلعب دورا" ثانويا" رغم أنه الأول .. فهي تدمر بكل أنانية إرادة الزوج كي يكره على قبول كل شيء من شروطها هي ، لزواج بناتها متجاهلة شرع الله في قضايا المهور ، ومتجاهلة شرع الله في طاعة الزوج ، ومتجاهلة شرع الله في الإسراف ، ومتجاهلة شرع الله في كثير من عصيان الزوج ، وحجتها أنه لا يكون على هواها .. وتظن بأنها على حق وهي ناشز نشوزا" كبيرا" .. وسبب النشوز أن الزوج لا يكون على هواها ، وتجاهلت قول الله في اللذين يتبعون أهواءهم ..
وحتى يكون الحق هو الحق والهدى ، هدى الله ، ندع الشرع يقول كلمته العليا في كل ما يخالف شرع الله .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بأذنه ولا تؤذن إلا بأذنه ))..
وعن أبي داوود أن أبا هريرة سئل عن المرأة هل تتصدق من بيت زوجها ..قال لا إلا من قوتها والأجر بينهما .. ولا يحل لها أن تتصدق من مال زوجها إلا بأذنه ..
وزاد زين العبدري في جامعه ، فإن أذن لها فالأجر بينهما ، فإن فعلت بغير إذنه فالأجر له والأثم عليها .. وإن أخرجت صدقة بغير إذنه فلا شك بأن عليها وزرا" ..
وقد يحدث في هذا الزمان كثرة تبادل هدايا الزواج .. وهدايا الحفلات ، وهدايا الولادات ، وكلها من مال بيت زوجها .. فإن لم يفعل الزوج ويوافق ربما يحدث مشاكل كثيرة .. وربما أدت إلى الطلاق .. فماذا يقول الرسول الكريم عليه السلام .. في هذا لمن ألقت السمع ، وقالت أنا أول المؤمنين ..
فعن إبن عمرو بن العاص قال : لما فتح النبي صلى الله عليه مكة قام خطيبا" .. فقال (( ألا لا يجوز العطية إلا بأذن زوجها )) وهذا القول للتي تقول لزوجها بلطف وأدب ، فكيف هو قول الشرع في التي قد تفتعل المشاكل والمصائب في بيتها من أجل النفاق الاجتماعي ليكون الزوج مكرها" ولو استدان الهدية .. فالمصيبة أدهى وأمر ..
وهناك طامة كبرى تقع بها خاصة اللواتي يتذرعن بالدين حتى يتم إخفاء النشوز فبعضهن تدعي أنها على وضوء ولا يجوز لزوجها أن يقترب منها .. وكأن الوضؤ مرة ثانية شيء متعب بينما هي في الحقيقة تنكر قلب زوجها وتقتل المودة والرحمة والتألف التي وهبها الرحمن للزوجين .. وتمحق السكينة النفسية عنده .. وبعضهن تكثر من الصوم حتى تخفي برودا" جنسيا" .. وكل هذه الأعمال التي أبغضها الله .. تحلها بعض النساء المسلمات .. وبعضهن تكره إقتراب زوجها منها لنشوزها فتحيل بيتها مسجدا" كلما طلبها زوجها .. وكأن الدين أضحى عندها غطاء" لعقدة نفسية في نفسها ونشوزا" يمقته الدين ، وهي تدرك ذلك ولكنها لا تريد الأقرار يذلك .. ولكنها تخادع الله ورسوله وما تخادع إلا نفسها ولا تدري ماذا يعني إساءة العشرة الزوجية في شرع الله ..
فعن أم سلمه .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض ، دخلت الجنة ))رواه إبن ماجه والترمذي وقال حسن غريب ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لو كنت أمرا" أحدا" أن يسجد لأحد ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ))رواه الترمذي وقال حديث صحيح ..
وعن أنس إبن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا يصح لبشر أن يسجد لبشر ولو صح لبشر أن يسجد لبشر ، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها .. والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه ..قرحة تنبجس بالقيح والصديد ثم أستقبلته تلحسه ما أدت حقه )) رواه أحمد وعن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لو أمرت أحدا" أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .. ولو أن رجلا" أمر إمرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان لها أن تفعل ))
رواه أحمد وإبن ماجه ..
عن جابر بن عبد الله قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة.. الحديث ..وفيه المرأة الساخط عليها زوجها ))
رواه الطبراني من رواية عبد الله بن محمد وأبن حبان في صحيحهما ..
وعن مطرف بن عبد الله الشخير وكانت له امرأتان فخرج من عند احداهن فلما رجع قالت له :أتيت من عند فلانه؟قال :أتيت من عند عمران بن الحصين وقد حدثنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم (أن أقل ساكني الجنة من النساء).أخرجه مسلم .
وروي عن الرسول عليه السلام أنه قال :يستغفر للمرأة المطيعة لزوجها الطير في الهواء والحيتان في الماء .والملائكة في السماء و الشمس والقمر ما دامت في رضى زوجها وأيما إمرأة عصت زوجها فعليها لعنة الله وملائكته والناس أجمعين .وأيما امرأة كلحت في وجه زوجها فهي في سخط الله إلا أن تضاحكه وتسترضيه وأيما امرأة خرجت من دارها بغير إذن زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :أيما امرأة دخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها جنته وفي روايات قالت :قال النبي صلى الله عليه وسلم:لا يحل لأمرأة تؤمن بالله واليوم الأخر أن تحد فوق ثلاث إلا على زوج فإنها لا تكتحل ولا تلبس ثوبا" مصبوغا"إلا ثوب عصب ولا تمس طيبا" إلا إذا طهرت نبذة من قسط أو أظفار.
إن كل ما تقدم يغني عن التبيان ودليل لكل من كانت تعصي الله وتظن بأنها على السراط المستقيم وهي تعصي الله ورسوله في زياراتها لجيرانها وصديقاتها وغير ذي المحرم عليها مهما كانت صفته .. وعلى الله فليتوكل المؤمنون .. وحسبنا الله ونعم الوكيل ..(( كلا إن الأنسان ليطغى )) صدق الله العظيم والطغيان .. ليس حكرا" على الرجال بل هو من كلا الطرفين رجل كان أو إمرأة .. لهذا كان لا بد من التعريج على دور المرأة في الحياة ودورها في الدين ودورها في المجتمع عامة .. فإن صلحت صلح المجتمع وإن فسدت فسد المجتمع لكونها الأمينة في بيتها على زوجها وأولادها والذين هم أمانة الله عندها .. فإن طغت أحالت البيت إلى جحيم ودمرت ركنا" أساسيا" من بناء المجتمع ألا وهو الأسرة .. مهما بلغت من الحنان والحب ، فلربما كان طغيانها مصدره عاطفتها وحبها للتملك .. تملك المال أو تملك العيال وحبها للسيطرة .. وكل هذه العناصر النفسية تؤدي إلى الهاوية والطغيان والذي يدفع بها لأفساد حياتها وحياة زوجها وأولادها .. والطغيان مهلكة للأنسان ولروحه لأنه يدفع بالأنسان لكل أنواع المكر والظلم واللؤم من أجل السيطرة حتى تصل إلى درجة الجبروت والحقد على كل من يخالفها طريقها التي رسمتها في حياتها أو ترسخت في عقلها الباطن ..ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. ونعوذ بالله أن نكون من الضالين ..
والمؤمن يدرك بالفطرة سبيل الله والطريق إلى طاعته .. وهو سائر فيها ما بقي في الدنيا .. ملهم لطاعة الله .. راض بما قسم له الله .. حامدا" لما وهبه الله .. راض بالقضاء والقدر ، خيره وشره ، صبورا" على البلاء يعلم يقينا" بطيبة نفس أن المال مال الله .. وأن الخلق عيال الله .. وعليهم واجب العبودية والطاعة لله فمنهم من يتقرب إلى مولاه وربه بما يرضيه عنه حتى يتقبله الله بفضله ورحمته فيكون من الصالحين ..
وقد حدثنا ربنا عز وجل عن عباده الصالحين في كثير من الآيات البينات المباركات .. بقوله (( الله ولي الذين أمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ))
سورة البقرة الآية 257..
وقوله عز وجل (( آلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون . لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة . لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم )) سورة يونس 62 ـ 64 ..
وقول الله عز وجل لتأكيد الأيمان لكل من والاه من عباده وكان صالحا" .. أن من يحبون الله يحبون رسول الله لأنه حامل رسالاته لخلقه ..
وإن هؤلاء العباد الذين أصطفاهم الله من بين خلقه ليس لحاجته إليهم بل لحاجتهم إليه وتوسلهم إليه وحبهم لله ولرسوله وصدقهم في عهد الله والأيمان الراسخ والتام بالله إيمانا" عظيما" وتوحيدا" لا يقبل الشرك .. والأشراك .. ولا حتى الأنشغال بغير الله إلا بأمر الله طاعة لله ومحبة فيه .. ولغتهم واضحة في كتاب الله حيث تقول الآية الكريمة في سورة الأعراف 196 .. (( إن ولي الله الذي نزل الكتاب وهو يتول الصالحين ))
وقد ذكروا في آيات عديدة .. فوصفهم ربهم بالصالحين .. ووصفهم عز وجل بأهل اليمين .. بقوله عز وجل (( وأما إن كان من أصحاب اليمين . فسلام لك من أصحاب اليمين )) سورة الواقعة .. 90 ـ 91 ..
ودليل الأصطفاء والقرب من الله ربهم بعد إذ هداهم وأصطفاهم وأختارهم .. قول الله عز وجل (( ثم أورثنا الكتاب الذين أصطفينا من عبادنا )) سورة فاطر 32 ..
وهم المعنيون بقول الله عز وجل في حديث البخاري .. من آذى لي وليا" فقد آذنته بالحرب ..
وقد ذكر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ثلاثة أنواع من مراتب الأولياء أو الأصفياء بقوله عز وجل في سورة فاطر .. (( ثم أورثنا الكتاب الذين أصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه . ومنهم مقتصد . ومنهم سابق بالخيرات بأذن الله ذلك هو الفضل الكبير . جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا" ولباسهم فيها حرير . وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور . الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب )) صدق الله العظيم .. الآيات 32 ـ 35 ..
وهذه المراتب هي حسبما وردت .. الظالم لنفسه .. والمقتصد والسابق بالخيرات .. وكلهم يدخلون الجنة ويحمدون الله على ما وهبهم ..
وكل منهم وجبت عليه رحمة الله ورضوانه ورحمته ومغفرته .. إن كان ظالما" لنفسه ومقصرا" في بعض الواجبات والمقتصد والذي تجاوز مرحلة الظلم لنفسه والمرحلة الثالثة العليا هي السابق للخيرات وذلك بأذن الله وتوفيقه .. وهذا فضل كبير من الله عليهم أجمعين .. ومما قد سبق نجد بأن الأيمان بالله والبعد عن النقائص من حب الدنيا وحب الذات .. وحب التملك وكل هذه الأشياء التي هي منقصه للأيمان لم يعرفوها وكان الصدق والصبر والتوكل على الله طريقهم ومحبة الله ورضوانه ورحمته وجنته ..
وهؤلأ هم الربانيين الذي قالوا ربنا الله ثم أستقاموا فكان شاغلهم التفكر بأيات الله والتفكر والتدبر بآلأ الله للأستدلال على يقين الأيمان برحمة الله وكانوا يوصون أنفسهم وبعضهم بالحب والخير ويدلون على الله .. ويدعون لله في كل حين بتوفيق الله ورحمته ..
وهؤلأ لا يعرفهم الناس إلا إذا ما طاش سهم الشوق منهم فباحوا بقول أو عمل بتقوى الله وقد لا يهتم الناس بذلك لأن هذا الزمان الذي نحن فيه أستولت على الناس قاعدة إجتماعية ومقولة غبية .. إن هذا ليس زمن المعجزات والناس لا تعرف الولي من الخلي لضعف في إيمانهم وقلة في إدراكهم في معرفة نعم الخالق حتى يدركوا أوصاف وصفات المنعم عليهم .. ومن رحمة الله أنهم لا يعرفون ، فلو عرفوهم ، لقالوا إنما هم كاذبون وساحرون وألقاب قالتها أمم من قبلهم للمؤمنين .. فحاق بهم العذاب الأليم ..


وأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

وأن الحمد لله رب العالمين .. وما توفيقي إلا بالله العزيز الحكيم

المراجــع :
. القـرآن الكريم :
.عقيدة المؤمن / أبو بكر الجزائري :
.كبائر النساء / ابراهيم الجمل :
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م