عندما سمعت أن بعض الدوائر في وزارة الخارجية الأمريكية تتهم السعودية بتجارة البشر، تذكرت المقطع الانجليزي الشهير
look who is talking !!
وترجمته (انظر من الذي يتكلم؟!)..
أمريكا تتهمنا بتجارة البشر وهي التي قامت حضارتها كلها على سحق البشر، ولن يذكر التاريخ أن أمة غازية أبادت أمة أخرى إلا في أوصال ما حدث لأهل البلاد الأصليين في أمريكا (الهنود الحمر)؟! لقد تمت إبادة أمة كاملة برجالها ونسائها وأطفالها وحتى حيواناتها وقامت على أطلالهم حضارة الرجل الأبيض الذي لا يحسب حسابا للمشاعر والأحزان الإنسانية ولا يقيم وزنا لأرواح الأطفال عوضا عن آبائهم ولا يحن مقدار نقير لصرخات تنطلق ملء أفواه الصبايا اليتم (والشواهد كثيرة في الاسحاقي والفلوجة وقلعة جانجي)!!
رغم الحضارة والنظارة، إلا أنه رجل متوحش لا يهمه سوى الوصول إلى قمة (مصلحته الأنانية) ( pragmatism ) حتى لو كان ذلك على الجماجم فقد سبق وان حقق نهضته الصناعية على جثث الأفارقة وهو بفوقية يرفض الاعتذار والتعويض لهم إلى يومنا هذا!! إنه رجل لا يتردد أن يعامل الناس كمثل الهنود الحمر (الأمة المبادة!!)، وان يجعلهم أرقاما في معادلة هدفها تعظيم مصالحه ومصالح أحبابه والرقم الذي يقف في طريق "صهينة" سياسة العالم واقتصاده يتم شطبه من سجلات الحياة تحت سمع هيئات حقوق الإنسان العالمية وبصرها المضطرب..
ثم إن ماكينة الدعاية الأمريكية تروج لمعارك وغزوات!! في دول ومناطق مختلفة من العالم المنكوب بقطب واحد مستبد، ويقولون إنما هو غزو لنشر الديمقراطية؟! (خوش كلام)، نشر الديمقراطية عن طريق نشر البشر وسحلهم تحت عجلات دبابة أبرامز؟! وها هم العراقيون يتمتعون أشد الأسى!! بالديمقراطية الأمريكية فأمنهم محفوظ بقوات متعددة الجنسيات (حتى قوات السلفادور هناك)!! ونفطهم تتقاسمه معهم شركات النفط العالمية وشركات تشيني!! حيث أصابتهم لعنة (النفط مقابل الاحتلال) بعد مأساة (النفط مقابل الغذاء)!! اللهم لا تؤاخذنا بما فعل العملاء منا؟!
وتواصل أمريكا البروباغاندا صلفها وطيشها وتدس انفها في (قضية المرأة) في الشرق المرتبك!! يقولون إن المرأة مضطهدة ومسجونة ومحرومة.. إلى آخر الشريط المخروم؟! ويحهم، ألا يعرفون أن رجال الشرق القساة العتاة (بشنباتهم وقاماتهم وقوامتهم) إنما يأخذون دينهم من تلك الحميراء!! أي فخر وأي شرف وأي مقام للمرأة في حضارتنا.. وهل تحلم تاتشر بمنزلة كهذه (فيه واحد أزعجنا بتاتشر في برنامج معاد قبل كذا يوم)؟! بربكم، أليس "الدين" الذي ندرسه ونفهمه من امرأة طوال أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمن أهم من الثقافة والاقتصاد والمناصب السياسية؟! ولكن الكتاب المنهزمين لا يفقهون؟!
في بداية هذا الأسبوع، كتبت إحداهن في صحيفة سيارة عن (الحلم الأمريكي لسعوديات مهاجرات)؟! وأتت ببعض النماذج لسعوديات يقال إنهن وجدن أنفسهن وحققن طموحاتهن في أمريكا فقط من بقية دول العالم المتحضر؟! ليتها جربت الحلم الأمريكي الذي وجدته الدكتورة السعودية سامية ال.. في لوس انجلوس عندما تم خطفها وقتلها ببشاعة متناهية وسجلت العملية ضد مجهول؟! ليتها وجدت الحلم الأمريكي الذي عاشته العراقية صابرين الجنابي وهي تباد مع عائلتها لإشباع نزوة جنود أمريكيين لا تستطع الأمم المتحدة إيقافهم أو محاسبتهم حيث يحرم التشريع الدولي محاكمة جنود العم سام أو حتى المرتزقة الذين يجلبهم من الإكوادور وبورتوريكو؟!
ثم ليتها جربت الويل والمرارة التي تعيشها المرأة الأمريكية وهي تبحث عن زوج في الدهاليز المظلمة وفق نظام ( one night stand )!! فتكون جارية إلى أن تتزوج بعد طول (مرمطة) فتفقد اسم عائلتها وتصبح تابعة وقارورة قابلة للكسر تخاف غدر العشيقات!! أما لدينا أصحاب (رفقا بالقوارير) فهي كالجوهرة محفوظة مصونة فإن كانت أما فالجنة (بكبرها) تحت أقدامها!! وان كانت أختا فالنساء شقائق الرجال، لا فرق.. وان كانت زوجة فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان (وخيركم خيركم لأهله).. وان كانت بنتا (فمن ربى ابنتين حتى تكبران كنا له حرزا من النار)، وليس لدينا الأنواع الأخرى المطروحة في أسواق اللحم الأبيض النيئ المستباح؟!
ليت شعري من يقول لفلول المنهزمين والمنهزمات أمام الثقافة الأمريكية كفى، فقد بلغ السيل الزُبى!!
أخي الكريم،، من المؤسف أن كثيرا من بني جلدتنا يرون الظلم الأمريكي البين، والتخبط و الغرور والعناد و الكذب الظاهر والإنحياز إضافة إلي الإنحطاط الخلقي عندهم ومن على شاكلتهم لكنهم ورغم كل ذلك هم بهم مفتونون و يروجون لفتنة غيرهم،،
لكني أقول لا شك أن للقوة أثر كبير تعمي الناس عن رؤية الحقائق،، فأي ديمقراطية أرادت أمريكا أن تنشرها في العراق،، و أي عذر يقبله عاقل في تخبط أمريكا و تصلفها في نشر الديمقراطية المزعومة المشؤمة،،
وأي خدعة تخدع بها بعص المسلمات لتكون سلعة رخيصة في سبيل الوصول إلى الحياة الأمريكية المزيفة،،
وشكر لك على مشاركتك، ونسأل الله ان ينفع بهذه المقالة، ويعيد لبعض من عندهم إنبهار بطاغوت العصر الأكبر عقولهم ورشدهم فهي على وشك السقوط فنرجو ان لا يسقطو معهم،،
لا شك اننا جزء من المشكلة وعلينا بعض المسئولية،، و بالمناسبة اعترافنا بأننا نتحمل جزء من المسئولية وعدم جعل اللآئمة على غيرنا فقط، هو جزء من الحل،،
ونسأل الله أن يوفق الأمة للجهاد في سبيلة وفق المنهج القويم بقيادة العلماء العاملين والحكام المخلصين لأمتهم ودينهم،، والأمر بإذن الله وتوفيقه سيأتي وقريبا إن شاء الله،، لكن المؤسف أن يتدخل في مثل هذا الأمر الذي يمس الأمة بأكملها بعض من أنصاف المتعلمين ليتولوا أمره في وقت وعصر عصيب فيخربون ولا يصلحون، ومن ثم يؤخرون ويرجعون مكتسبات الأمة إلى الوراء بسبب التعجل وقلة الصبر وقصر النظر،،