" مجنونها "
برداءه الأبيض الناصع والمنديل المعلق على يده جاء بقربنا النادل وقال: مساء الخير أيها الساده.. كيف أخدمكم
رددت بابتسامه: أريد قهوة من فضلك مع كعكة التفاح.. وأنت يا زياد
كان زياد ينظر إلى قائمة الطعام سارحا لا أدري أكان سارحا بالقائمة أم بمن سلبت لبّه
رفعت صوتي قليلا وقلت: زياد.. هيه زياد
انتبه من شروده وقال: نعم نعم ماذا تريد أفزعتني..أنا هنا بجانبك ولست بالطاولة الأخرى..لا تصرخ..
ضحكت وقلت له: أنت ماذا تريد النادل هنا منذ أكثر من ربع ساعه وأنت سارح..ماذا اخترت
- أخترتها من بين نساء العالم أجمع
التفت إلى النادل قائلا حينما ايقنت أن زياد وصل إلى مرحلة لا يحسد عليها لذلك فلن أحصل منه على اجابه : قهوة أخرى من فضلك..
غادرنا النادل فقلت لزياد:ها يا زياد..كلي آذان صاغية..تفضل..
.. ما قصة الحبيبة الغامضة هذه ومنذ متى ابتدأت معك الحاله وكيف أيعقل أنك أحببت بليلة وضحاها
- لا أكذب عليك إن أجبتك بالإيجاب..نعم أحببت بليلة وضحاها..لم أعرفها من قبل وحتى الآن هي لا تعرفني.. ولكني أحبها..مذ أن لفظني سهم رمشها الكحيل وأنا واقع بالحب.. مذ أن لمحت عينيها وكأنهما ليلتين من ليالي آخر الشهر وأنا مغرم بها..نواف لا أدري كيف وصلت إلى هذه الحاله...
... لم اعتقد أني سأحبها.. ولا أني سأغرم بها... كانت بحاجة للمساعده ووالله أني ساعدتها بغرض شريف وقصد شريف لم أرها بعين وقحه أو جريئه ولم يكن في نفسي ذرة خبث او سوء.. ولكن ما أن رأيتها وبكل صدفة حتى أحسست بشيء يتحرك داخلي... أحسست بحركة غريبة في صدري...
قاطعته وقلت: وكأن قلبك تحرك من مكانه وعاد أخرى لوضعه الطبيعي ولكنه غير طبيعي فهو يدق بعنف بعنف بعنف
فتح زياد عينيه وقال: ماذا وكيف عرفت أكنت مع قلبي وقتها أم أني اخبرتك أخفتني منك...هل أنت ساحر
ضحكت ضحكة استغربتها نفسي.. لا اعرف اكانت ضحكة تأييد لما قاله..أم أنها ضحكة سخرية على نفسي.. أجبته:لا ولكني تخيلت
ويحي..أأقول تخيلت أعزي معرفتي بكل تفاصيل الحب الدقيقه بأنها خيال وهم ورسم من صنع أفكاري كم أنا غريب
نظر إلي بتفحص وقال: أتخجل أن تقول أنك تحب دينا.. قلها يارجل انها زوجتك وليس الأمر عيب أو حرام..
نظرت إليه بحده وقلت: نعم أحبها..هل تسمح أن نعود لموضوعك أنت
اعتدل زياد بجلسته وقال بجديه: نعم يا نواف لنعود.. ساعدني
-وكيف أساعدك يا أخي
-أريدها.. بشرع الله وسنة نبية أريدها.. أريدها زوجة لي يا سعود..
- لحظه لحظه لحظه رويدك كيف يحدث كل هذا كيف تتزوجها وانت لا تعرفها حتى كيف نذهب لأهلها وماذا نقول لهم..كيف ستقول لوالدي بل الأدهى والأمر...كيف ستخبر أمك يا دلوعها
- لا أدري يا نواف.. لذلك حضرت لأتحدث معك هنا.. اريد منك حلا.. أرجوك..
- كيف أساعدك وأنا لا اعرف الفتاه حتى ما اسمها لا تقل لي انك لا تعرف اسمها حتى
- لا لا بل اعرفه..وأنت أيضا تعرفه..
نظر إليه وقال:أنا أعرفه؟وكيف لي أن أعرفه؟
- لا تعرف اسمها هي طبعا وإنما تعرف عائلتها..وبدأت ولله الحمد تعرفها جيدا هذه الأيام..
قال بحده والشك بدأ يدب في نفسه:من؟
- اسمها ندي كما هي.. عذب كما عذابة اوراق الزهره النديه.. اسمها شفاف نقي روحاني...
- هي يا روميو اريد اسمها لا وصفا تغزليا عنها
- حسنا حسنأ.. اسمها
اسمها روز...روز سلطان
وكأن الإسم جاء صفعة مدوية على صدغي.. روز اهي روزتي ذاتها روز حبيبتي ومهجة فؤادي روز الذي كان ولازال قلبي ينبض باسمها وبحبها ولأجلها لا أصدق.. لا بد أني أحلم..
- هي نواف مابك ماذا أصابك..هل بك مغص انظر لوجهك..
- لا شيء..لا شيء.. اسمع..سافكر بحل لك ولكن لا بد أن اذهب الآن.. الى اللقاء..
- شكرا يا نواف يا أجمل أخ في الدنيا لك مني ان تم الموضوع أن أجلب لك هدية ضخمه لا تدخل من باب بيتكم
ضحكت بامتعاص وقلت: حسنا الى اللقاء..
خرجت والألم يعصف بقلبي كعاصفة هبت على شواطئ احد الجزر قاسية لا ترحم تدمر كل ما يمر فيها..كذلك حل لقلبي.. رحلت أنا وزياد باق بمكانه يفكر..بحبيبتي روز ..!
" ورحلتي يا روز"
آه يا روزتي الحبيبه.. فقدتك..فقدتك يا حبيبتي للأبد..كنت أردد بينما كنت أقود سيارتي بلا هدف.. لا أدري اين انا متجه.. ولا الى أين سأذهب.. ما اضيق العيش بلا فسحة أمل
نعم.. كان أملي أن اعود إليك.. كيف لا وأنا لا أستطيع أن أعيش بدونك.. كيف لا وانتي روحي واملي وحياتي وعمري... أنت كل ما أملك.. أنتي قلبي.. أنتي انا يا روزتي
آه كان لدي فسحة أمل ولكنها ضاعت..تلاشت في الزحام يا روز.. تلاشت.. فأخي يحبك ماذا أفعل وكيف أتصرف.. لماذا أنت أنت بالذات وكيف حصل هذا
نعم أنت أجمل نساء الدنيا.. نعم أنت أرق نساء الدنيا.. ألطف النساء.. أعذب النساء..أطهر النساء..نعم انت ذلك بل وأكثر...ولكن أيفسر ذلك وقوع أخي بحبك
كيف أتصرف الوضع صعب..صعب جدا جدا.. يالسخرية القدر.. جبنت عندما أصبح الموضوع بيننا جديا ولم أجرؤ أن اخبر والداي أني أريدك زوجة وخليلة وحبيبة ورفيقة تزفينني لبيتنا يوم زفافنا وتزفيني لقبري يوم وفاتي..
لم أجرؤ أن أخبرهم بذلك وهاهو أخي يطلب مني أن أًفاتحهم بالأمر..
ماذا أفعل يا روزتي.. أخبريني يا حبيبتي.. هل أحجم عن مساعدته وأخبره أن الموضوع مستحيل أم أحاول وأحاول حتى لا نفقدك نحن الإثنان بل حتى لا أفقدك أنا مرتين فأعيش بالعذاب طوال عمري
أواه يا قلبي الملكوم..أواه يا قلبي التعس.. كيف أتصرف الآن.. وماذا أفعل..
روزتي..ساعديني..أخبريني ما الحل.. أحبك يا روز.. والله العظيم احبك..أحب همسة حروفك..أحب نبض قلبك.. أحب الأرض التي تطأها قدماك.. فهل سأحتمل أن أراك بحضن آخر..وليس أي آخر..بحضن أخي
لن اساعده..اجل لن أساعده..وهل اساعده بان يقتلع قلبي من بين أضلعي..
وهل أساعده بأن يقطع أوردتي وريدا وريدا لينسكب منه الدم بسرعه حتى يبدأ بالجفاف فيقطر قطرة قطرة..
هل أساعده بأن أدعه يسلب لي روحي
هل أساعده بأن أعطيه روزتي على وسادة مخملية؟
أبدا.. لا يمكن أن أحتمل العذاب هذا.. لا يمكن
لا تحلم بمساعدتي يا زياد الأحمق.. لن أدعك تسلب مني كل شي.. لا وأن أكون أنا الأداة التي تساعدك على ذلك.. اذهب وابحث لك عن امرأة اخرى..لم امراتي لم حبيبتي لم نبضات قلبي
روز لي أنا وإن لم تكن لي لن تكون لك يا زياد.. أبدا.. لن تكون..
هاتف يرن.. أبحث عنه فأجده في جيبي.. انظر.. إنها هي.. دينا وماذا تريدين يا دينا الآن حقا ليس وقتك الآن.. ورميت الهاتف بعيدا
لا أريد أن أكلم أحد الآن.. لا أريد سواها.. روزتي فقط .. فكيف أصل إليها..
لحظات تمر فأجدني هناك..أفاجأ كيف وصلت إلى هنا وماذا أتى بي أهو طيف الحبيب أن وداع لك يا سيدة العشق والقلب؟ أنا عند باب بيتها ويحي.. لابد أن أتحرك..فماذا سأفعل لو رآني احد من اخوتها لا لن أسبب لك مزيد من الإحراج والألم ياروز
اكل هذا يحصل لي بسبب زواجي أواه يا حبيبتي لو تعلمين ما بالقلب أواه.. زواجي رغما عني وارضاء لوالدي.. زواجي خلفه سر كبير لا أقوى أن أبوحه لأي كان حتى لنفسي.. ليتك تعلمين..ليتك تقرأين ما بقلبي وفكري..
ولكن في حين ذلك أخبريني.. هل فقدتك للأبد هل حقا حان الرحيل يا روز
لا..لم يحين بعد.. ولن يحين ..
يتبع ...