مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 23-08-2007, 05:36 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي

-7-



أيها الولد..!!

عش ما شئت فأنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به.





-8-



أيها الولد..!!

أي شيء حاصل لك من تحصي علم الكلام والخلاف والطب والدواوين والأشعار والنجوم والعروض والنحو والتصريف غير تضييع العمر بخلاف ذي الجلال، إني رأيت في إنجيل عيسى عليه الصلاة والسلام قال: من ساعة أن يوضع الميت على الجنازة إلى أن يوضع على شفير القبر يسأل الله بعظمته منه أربعين سؤالاً، أوله: بقول: عبدي.. طهرت منظر الخلق سنين وما طهرت منظري ساعة، وكل يوم ينظر في قلبك يقول: ما تصنع لغيري وأنت محفوف بخيري!!! أما أنت أصم لا تسمع؟!!




-9-



أيها الولد..!!

العلم بلا عمل جنون، والعمل بغير علم لا يكون، واعلم أن العلم لا يبعدك اليوم عن المعاصي، ولا يحملك على الطاعة، ولن يبعدك غدًا عن نار جهنم، وإذا لم تعمل اليوم، ولم تدارك الأيام الماضية تقول غدًا يوم القيامة: فأرجعنا نعمل صالحًا([7]) فيقال: يا أحمق أنت من هناك تجيء.





-10-



أيها الولد..!!

اجعل الهمة في الروح، والهزيمة في النفس، والموت في البدن، لأن منزلك القبر، وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظة متى تصل إليهم، إياك إياك أن تصل إليهم بلا زاد، وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هذه الأجساد قفص الطيور، واصطبل الدواب، فتفكر في نفسك من أيهما أنت؟ إن كنت من الطيور العلوية، فحين تسمع طنين طبل (ارجعي إلى ربك) تطير صاعدًا إلى أن تقعد في أعالي بروج الجنان، كما قال رسول الله (اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ).

والعياذ بالله إن كنت من الدواب كما قال الله تعالى: أولئك كالأنعام بل هم أضل([8]) فلا تأمن انتقالك من زاوية الدار إلى هاوية النار.

وروي أن الحسن البصري رحمه الله تعالى أعطي شربة ماء بارد، فأخذ القدح.. غشي عليه وسقط من يده، فلما آفاق قيل له: ما لك يا أبا سعيد؟ قال: ذكرت أمنية أهل النار حين يقولون لأهل الجنة: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله([9]).




__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
  #2  
قديم 23-08-2007, 05:40 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي


-11-



أيها الولد..!!

لو كان العلم المجرد كافيًا لك، ولا تحتاج إلى عمل سواه، لكان نداء: (هل من سائل؟ هل من مستغفر؟ هل من تائب([10])) ضائعًا بلا فائدة.

وروي أن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ذكروا عبد الله بن عمر عند رسول الله، فقال: (نعم الرجل هو لو كان يصلي بالليل).

وقال عليه الصلاة والسلام لرجل من أصحابه: يا فلان.. لا تكثر النوم بالليل فإن كثرة النوم بالليل يدع صاحبه فقيرًا يوم القيامة.



-12-



أيها الولد..!!

]ومن الليل فتهجد به([11])[ أمرٌ ]وبالأسحار هم يستغفرون([12])[ شكرٌ، ]والمستغفرين بالأسحار([13])[ ذكر.

قال عليه السلام: (ثلاثة أصوات يحبها الله تعالى: صوت الديك، وصوت الذي يقرأ القرآن، وصوت المستغفرين بالأسحار).

قال سفيان الثوري رحمة الله تعالى عليه: إن الله تبارك وتعالى خلق ريحًا تهب بالأسحار تحمل الأذكار والاستغفار إلى الملك الجبار.

وقال أيضًا: إذا كان أول الليل ينادي مناد من تحت العرش: ألا يقيم العابدون، فيقومون ويصلون ما شاء الله، ثم ينادي منادٍ في شطر الليل: ألا ليقيم القانتون، فيقومون ويصلون إلى السحر، فإذا كان السحر نادى منادٍ: ألا ليقم المستغفرون، فيقومون ويستغفرون، فإذا طلع الفجر نادى منادٍ: ألا ليقم الغافلون، فيقومون من فروشهم كالموتى نشروا من قبورهم.





-13-



أيها الولد..!!




روي في وصايا لقمان الحكيم لابنه أنه قال: يا بني.. لا يكونن الديك أكيس منك ينادي بالأسحار وأنت نائم.


ولقد أحسن من قال شعرًا:





لقد هتفت في جنح الليل حمامة *** على فنن وهنا وإني لنائم

كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا *** لما سبقتني بالبكاء الحمائم
وأزعم أني هائم ذو صبابة *** لربي فلا أبكي وتبكي البهائم؟!









-14-



أيها الولد..!!

خلاصة العلم: أن تعلم أن الطاعة والعبادة ما هي؟ واعلم أن الطاعة والعبادة متابعة الشارع في الأوامر والنواهي بالقول والفعل، يعني: كل ما تقول وتفعل وتترك يكون باقتداء الشرع كما لو صمت يوم العيد وأيام التشريق تكون عاصيًا، أو صليت في ثوب مغضوب (وإن كانت صورة عبادة) تأثم.






-15-



أيها الولد..!!

ينبغي لك أن يكون قولك وفعلك موافقًا للشرع؛ إذ العلم والعمل بلا اقتداء الشرع ضلالة، وينبغي لك ألا تغتر بالشطح وطامات الصوفية؛ لأن سلوك هذا الطريق يكون بالمجاهدة وقطع شهوة النفس وقتل هواها بسيف الرياضة، لا بالطامات والترهات.

واعلم أن اللسان المطلق والقلب المطبق المملوء بالغفلة والشهوة علامة الشقاوة، حتى لا تقتل النفس بصدق المجاهدة لن يحيى قلبك بأنوار المعرفة.

واعلم أن بعض مسائلك التي سألتني عنها، يستقيم جوابها بالكتابة والقول، إن تبلغ تلك الحالة تعرف ما هي، وإلا فعلمها من المستحيلات لأنها ذوقية، وكل ما يكون ذوقيًا، لا يستقيم وصفه بالقول، كحلاوة الحلو ومرارة المر، لا يعرف إلا بالذوق، كما حكي أن عنينًا كتب إلى صاحب له: أن عرفني لذة المجامعة كيف تكون؟ فكتب له في جوابه: يا فلان.. إني كنت حسبتم عنينًا فقط (الآن عرفت أنك عنين وأحمق) لأن هذه اللذة ذوقية، إن تصل إليها تعرف، وإلا لا يستقيم وصفها بالقول والكتابة.




__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
  #3  
قديم 23-08-2007, 05:42 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
إفتراضي

-16-



أيها الولد..!!

بعض مسائلك من هذا القبيل، وأما البعض الذي يستقيم له الجواب فقد ذكرناه في (إحياء العلوم) وغيره، ونذكر ههنا نبذًا منه ونشير إليه فنقول: قد وجب على السالك أربعة أمور:

أول الأمر: اعتقاد صحيح لا يكون فيه بدعة.

والثاني: توبة نصوح، لا يرجع بعده إلى الذلة.

والثالث: استرضاء الخصوم حتى لا يبقى لأحد عليك حق.

و الرابع: تحصيل علم الشريعة قدر ما تؤدى به أوامر الله تعالى، ثم من العلوم الأخرى ماتكون به النجاة.





-17-




أيها الولد..!!




إذا علمت هذا الحديث لا حاجة إلى العلم الكثير وتأمل في حكاية أخرى.. وذلك أن حاتم الأصم كان من أصحاب الشقيق البلخي رحمة الله تعالى عليهما، فسأله يومًا قال: صاحبتني منذ ثلاثين سنة ما حصلت فيها؟ قال: حصلت ثماني فوائد من العلم، وهي تكفيني منه لأني أرجو خلاصي ونجاتي فيها، فقال شقيق: ما هي؟


قال حاتم الأصم:


الفائدة الأولى:


أني نظرت إلى الخلق فرأيت لكل منهم محبوبًا ومعشوقًا يحبه ويعشقه، وبعض ذلك المحبوب يصاحبه إلى مرض الموت وبعضه إلى شفير القبر، ثم يرجع كله، ويتركه فريدًا وحيدًا، ولا يدخل معه في قبره منهم أحد، فتفكرت وقلت: أفضل محبوب المرء ما يدخل في قبره، ويؤنسه فيه، فما وجدته غير الأعمال الصالحة، فأخذتها محبوبًا لي؛ لتكون سراجًا لي في قبري، وتؤنسني فيه، ولا تتركني فريدًا.


الفائدة الثانية:


أني رأيت الخلق يقتدون أهواءهم، ويبادرون إلى مرادات أنفسهم، فتأملت قوله تعالى: ]وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى([14])[ وتيقنت أن القرآن حق صادق فبادرت إلى خلاف نفسي وتشمرت بمجاهدتها، وما متعتها بهواها، حتى رضيت بطاعة الله سبحانه وتعالى وانقادت.


الفائدة الثالثة:


أني رأيت كل واحد من الناس يسعى في جمع حطام الدنيا، ثم يمسكها، قابضًا يده عليه، فتأملت في قوله تعالى: ]ما عندكم ينفذ وما عند الله باق(1)[ فبذلت محصولي من الدنيا لوجه الله تعالى ففرقته بين المساكين ليكون ذخرًا لي عند الله تعالى.


الفائدة الرابعة:


أني رأيت بعض الخلق ظن شرفه وعزه في كثرة الأقوام والعشائر فاغتر بهم، وزعم آخرون أنه في ثروة الأموال وكثرة الأولاد، فافتخروا بها، وحسب بعضهم الشرف والعز في غصب أموال الناس وظلمهم وسفك دمائهم، واعتقدت طائفة أنه في إتلاف المال وإسرافه وتبذره، وتأملت في قوله تعالى: ]إن أكرمكم عند الله أتقاكم([15])[ فاخترت التقوى، واعتقدت أن القرآن حق صادق، وظنهم وحسبانهم كلها باطل زائل.


الفائدة الخامسة:


أني رأيت الناس يذم بعضهم بعضًا، ويغتاب بعضهم بعضًا، فوجدت ذلك من الحسد في المال والجاه والعلم، فتأملت قوله تعالى: ]نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا([16])[ فعلمت أن القسمة كانت من الله تعالى في الأزل، فما حسدت أحدًا، ورضيت بقسمة الله تعالى.


الفائدة السادسة:


أني رأيت الناس يعادي بعضهم بعضًا لغرض وسبب، فتأملت قوله تعالى: ]إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًا([17])[ علمت أنه لا يحوز عداوة أحد غير الشيطان.


الفائدة السابعة:


أني رأيت كل أحد يسعى بجد، ويجتهد بمبالغة لطلب القوت والمعاش، بحيث يقع به في شبهة وحرام، ويذل نفسه وينقص قدره، فتأملت في قوله تعالى: ]وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها([18])[ فعلمت أن رزقي على الله تعالى وقد ضمنه، فاشتغلت بعبادته، وقطعت طمعي عمن سواه.


الفائدة الثامنة:


أني رأيت كل واحد معتمدًا إلى شيء مخلوق، بعضهم إلى الدينار والدرهم، وبعضهم إلى المال والملك، وبعضهم إلى الحرفة والصناعة، وبعضهم إلى مخلوق مثله، فتأملت في قوله تعالى: ]ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا([19])[ فتوكلت على الله تعالى فهو حسبي ونعم الوكيل.



فقال شقيق: وفقك الله تعالى إني قد نظرت التوراة والإنجيل والزابور والفرقان، فوجدت الكتب الأربعة تدور على هذه الفوائد الثماني، فمن عمل بها كان عاملاً بهذه الكتب الأربعة.





__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م