مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-08-2007, 01:56 AM
عاشق القمر عاشق القمر غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
المشاركات: 1,761
Post الشَّيْخُ ... وَ قَفْو الأثَرِ

الشَّيْخُ ... وَ قَفْو الأثَرِ

عبد الله بن سُليمان العُتَيِّق

في كتابِه " المُتنبِّي " حرَّرَ الأستاذ الكبيرُ : محمود شاكر المِصْرِي ، تَذوُّقاتِهِ لأشعارِ أبي الطَّيِّبِ _ رحمهما الله _ ، و تَذوُّقاتُه كانتْ أدبيةً ، تَلْمَحُ في طَيَّاتِها نُفوذاً إلى نَفْسِيَّةِ أبي الطيب ، فَتَخْتَلِجُ النَّفْسَيْنِ رابطةٌ يَخالُهُما القارئ نَفْساً واحدةً ...

و في كتابَيْهِ _ " في أثر المتنبي " ، " أبا العلاء .. ضجر الركب " _ كشَفَ الشيخُ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري _ رحمه الله _ بُعْداً في التَّذوُّقِ جديداً ، فاتَّسَعَت الآفاقُ ، و الأيامُ حُبْلَى ، و هو " التذَوُّقُ الزمني " .

" التَّذَوقُ الزَّمَنيُّ " يدفعُ إلى إحداثِ صِلَةٍ ذاتِ عُرْوَةٍ وُثْقَى بين الزَّمنِ الآفِلِ و الزمنِ الماثلِ ، بين السِّنين الماضيةِ و السِّنين الحاضرةِ أو اللاحقةِ ، يَقْتَبِسُ أنوارَهُ ذُوْ فَهمٍ دقيقٍ ، و تجرِبةٍ متينةٍ ، فَهو مِن الصعوبةِ بمكانٍ لا نظيرَ له ، و لِقِلَّةِ رجالِ ميدانِهِ ...

أمنيةٌ يتمنَّاها كلُّ عربيٍّ يريدُ الارتباطَ بسابِقِيْهِ ، فكانت مبادرةُ تحقيقها من الشيخِ _ رحمه الله _ ، و الذي قَدِ اقتفى آثارَ شاعرَيْنِ كبيرين ، أبي الطيِّبِ المتنبي ، وَ أبي العلاءِ المعَرِّي ، فأخذَ شيئاً مما نُثِرَ في دواوينهما ما يكون مدخلاً له عليهما انطلاقاً مِن حاضره إلى ماضيهما ليَسْتَعْبِرَ نظرَهما إلى مستقبلٍ يَجهلانِ ما تحملُه أيامُه و ليالِيْهِ ، فَيُجَلِّي عَن بعضِ ما قالاهُ غُباراً سَفَتْهُ رياحُ الحوادث ، ثُم يأخذُ ما اعتَبَرَه لِيُصحِّحَ زمانه وَ وَقْتَهُ و يبني قانوناً يُسارُ عليه في مُستقبَلِ الأزمنةِ ، و هي فلسفةٌ أملتها عليه الصحراءُ ، فَهو : ساكنُ الخيمةِ ، و صاحبُ الجملِ ، و مُناغِي النجومَ ، و مُهاتِفُ القمرَ ، حالَ ابن الصحراءِ ...
يُضَمِّنُ الشيخُ في تأملاتِهِ رسائلَ إلى أبناءِ زمانِهِ ، تنتظمُ دررَها في عِقْدٍ واحدٍ ، أن يكونوا في تطلُّعٍ للمستقبَلِ معَ ثباتٍ على أصولِ هويتهم و مروءاتِ أهلهم ، فليسَ التطلُّعُ إلا إبقاءٌ على أصلٍ و تنميةٌ لَه ، و يعتَبُ ذامَّاً مَن غادرَ هويتَه معرضاً عنها بزهدٍ ، و التي يُعَبِّرُ عنها بصحراءِ الدهناءِ و اليمامةِ ، و بالجملِ ، و الربيعِ ، فليستْ إلا ظروفاً قيمتها فيما يضعه الإنسان ، فقيمته الحقيقة تكمنُ في الإنسان .
هذا سرُّ التذوُّق الزمني عند الشيخ ، رسالةٌ يُبْقِيْها في تضاعيفِ كتُبِهِ ، لينهلَ منها مَن بعده .
حقيقةً ، و أنا أقرأُ في الكتابَيْنِ : " في أثَرِ المتنبي " وَ " أبا العلاء " يأخُذُ العَجَبُ مني كلَّ مأخَذٍ ، فأطرَحُ تساؤلاً _ كما صنيعُه معَ أُستاذَيْهِ _ : كيف اهتدى الشيخُ إلى هذا " التذَوُّق الزمني " ؟ ، و كيف كان الرَّبْط الدقيق بين الزمنين ؟ ، و كيفَ ، و كيفَ ؟

يُهاتِفُني التاريخُ ناشراً جوابَ ذلك ، و كأنه يقتبسُ من تأملاتِ الشيخِ ، : لا َشَكُّ في أنَّ الشيخَ _ رحمه الله _ كان يُمضي زمناً من يومه و ليلته في التأمُّلِ و التَّفَكُّرِ ، و هي وظيفةُ العباقرة ، و بِها يَدلِفُوْنَ إلى غياهِبِ الأسرار ، و لكن تأمُّلات الشيخِ نوعاً فريداً ، فهو يتأمَّلُ الماضي و الحاضر في آنٍ ، و يَخْرُج مِن تأمُّلِهِ بتأمُّلاتٍ ، تفرُّدُهُ المُمَيِّزُ في قوَّةِ الرَّبْطِ بين الزَّمنين رَبْطاً دقيقاً ، و خروجِهِ منهما بتأمُّلاتٍ مُسْتَقْبَليةٍ ، فلم يكن تأمُّلُه في الماضي أو الحاضرِ فقط ، و لم يكن فيما ينتجُ من الربطِ بينهما ...

و التجارِبُ التي مرَّ بِها الشيخُ في حياته كانت كفيلةً بتذَوُّقِهِ الزمني البديع ، إلى جانبِ ثقافةٍ مُوَسَّعَةٍ ، يَعْضُدُ ذلك أملٌ _ في طَيِّ ألَمٍ _ ، و الحياةُ مدرسَةٌ ، و الشيخُ ذاته مدرسَةٌ ، فأَعْجَبُ مِن مدرسَةٍ في مدرسَةٍ ، و حقُّ المدرسَةِ الإعمار لِتبقى معيناً ثَرَّاً تَنْهَلُ مِنْهُ أجيالٌ ، و لقد أدركَ الشيخُ كونه مدرسةً فكان تسطيرُه اقتفائه آثار أُستاذَيْهِ ، فَلْيَكُنْ لمدرستِهِ تلامذةً يَقْتَفون الأثرَ ...

هذا المسلكُ الذي انتهجَه الشيخُ يكشِفُ لنا نفْط العقولِ ، و حضارةَ الفكرِ ، و يُعطينا شاهداً محسوساً على أنه لا حاضرَ إلا بالماضي ، و مَنْ ليسَ له ماضٍ فليسَ له حاضرٌ ...

أزْعُمُ أنَّ كِتابَيْه هُما منثورُ رُؤاه و نظراتِهِ ، لما تَضمَّناهُ مِن الحِكَم _ و هو المُجَرِّبُ _ ، و ما أحسن الحكمة إذا حاكَتْها تجرِبَةُ اثنَيْنِ _ أو أكثَر _ ، و لاكَتْها ألسنةُ الشعرِ و النَّثْرِ ، و هذا ما كانَ مِن " التَّذَوُّق الزَّمني " مِن المُقْتَفَى و المُقْتَفِي ، اقتَنَصَ يراعي شيئاً طيباً من عيون كلام الشيخِ فِي قَفْوُهِ الأَثَرَ ... لها موضعُها ...

قد كُنْتُ كتبتُ شيئاً عَن " ذَوق الشِّعرِ " ( www.Islamtoday.net ) منطلقاً من تأملاتِ الأستاذ محمود شاكر ، و كنتُ أرمي بِهِ أن يكونَ مَدخلاً لرحلةٍ لي مَع أبي الطَّيِّبِ ، وهذه كتابةٌ جديدةٌ لتذوُّقٍ آخرَ منطلقاً فيه من تأملاتِ الشيخ عبد العزيز التويجري يُضافُ إلى الأول ، و لا زالَ الشِّعْرُ بَعيدٌ شأوُهُ في تذَوُّقاتِ مُحِبِّيْهِ ، و تأمُّلاتِ عاشِقِيْهِ ...
بقيَ سؤالٌ أنتظرُ جوابَه ، فالشيخُ ذهبَ و لا أدري أأجدُ مَن يُجيبني أم لا ، و سأبحثُ في طيَّاتِ تراثيات الشيخ عن جوابِهِ ، و هو : لِمَ اختارَ الشيخُ هاتين الشَّخْصيتَيْن فاقتفى أثرَهما دونَ غيرِهما ؟
رَحِم اللهُ الشيخَ ...

عبدُ اللهِ بنُ سُليمان العُتَيِّق
20/6/1428هـ
الرياض
Tamooh1426@hotmail.com
جريدة الرياض
http://www.alriyadh.com/2007/07/16/article265360.html

__________________
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد


سأغيب وقد يطول غيابى
فان طال
فتذكّرونى بالخير
وسامحونى على التقصير والذلل
وان عدت فترقبونى فى حلّة جديدة

اخوكم/
عاشق القمر
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 25-08-2007, 02:56 PM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

أهلا أخي الفاضل الكريم عاشق القمر .
أين فيوضاتك في زيادة كتب مكتبة الخيمة الغراء
تحياتي وتقديري
والمودة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م