عجيب هذا الإحساس الذي يدعونه الحب! أنه شعور غريب يجعل الإنسان يعيش في عالم خاص0 في بدايته لا يحس به المرء فقد يلتقى بحبيبه غير أن شئ غير عادى يجعل ذلك الحبيب أو بمعنى آخر المحبوب يدخل القلب فيتربع على عرشه و يملك مقاليده0 و من الغريب آن اللقاء الأول قد يكون بمثابة الشحنة الأولى آلتي تسرى في العواطف ثم لا تلبث آن تتداعى كل الشحنات و يحدث ذلك الوصل بين القلبين 00وأى وصل!
آن المحب يرى في محبوبة نفس فهما جسدان وان كان لهما روح واحدة و إذا غاب أحدهما ترى الآخر حزين كآسف البال وكأنه هو الغائب فهو معك و ليس معك و آن جالسك أو حادثك فهو بغياب حبيبة مشغول و بالأمل في لقاء يفكر0تنتابه الظنون آن تأخر حبيبه عنه ! فيحاسب نفسه الف مرة لعل ايماءة اغضبته أو كلمة صدرت عنه عفوا كدرته00كل ذلك في خلده يدور و قد يكون التأخر طبيعى لظروف ما و لكن في دنيا الأحبة ما هو عادى يصبح غير عادى و ما هو مألوف يصير غير مألوف0
و الحبيب دائما سيئ الظن بمحبوبه فأن رآه حادث غيره و انبسط معه في الحديث يغير و يغضب و آن لم يناديه باسمه حزن وثار يريد من حبيبه الا ينظر الا اليه و الا يتحدث الا معه ان جالسه يتمنى لو ان الساعة الف ساعة و اليوم الف يوم و ان حادثه لم يمل حديثه بل يحدثه في اى شئ بغية ان يستمر حديثه و قد يخاف المحب على محبوبة من نسمة هواء مرت بجواره فازعجته أو كلمة قيلت له احزنته يأبى الا آن يحوطه باضلعه يخاف عليه من كل شئ 0و قد يكون المحب عزيز النفس لا يذلها الا لله الا انه امام حبيبه أن اغضبه لا يغضب و أن غضب منه لا يفكر أن يؤذيه بل تراه يرجع العيب الى نفسه0 و أن هجره محبوبه يوما لايطيق على ذلك صبرا
فيسعى اليه مسترضيا و قد يكون من يحبه ممن يحبون الدلال عليه ليشعل في قلبه نار الغيرة فيتحمل دلاله و ينقاد له غير منزعج و لا وجل !! رغم انفة نفسه و شموخ كبرياؤه الاا امام حبيبه00فيتلاشى كل ذلك ! فيلين له و ان كان شديدا على غيره و يصبر عليه وأن كان لا يصبر على غيره ويرضى منه الدون من امره و هو لا يرضيه غير المعالى في كل أمره0
هل مر بك هذا الإحساس بحلوه و مره بصحه و خطأه يوما ما؟؟!
إذا كنت عشت هذا الإحساس فانك قد أحببت فعلا
من مذكراتى الشخصية
__________________
قال تعالى ""
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ المائدة الآية 45