الأحبة فى الله
مع أول يوم فى رمضان وأول حلقة من حلقات المائدة
(* شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *)
[البقرة : 185]
هذا إعتبار للتذكير بالأيام العظيمة كما قال تعالى : (* وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ *)
[إبراهيم : 5]
فخلع الله المواقيت التى حدث فيها شىء عظيم أن جعل لها فضلاً مستمراً تنويهاً بكونها تذكرة لأمر عظيم : (* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ *)
[القدر : 3]
ولعل هذا هو الذى جعل الله لأجله سُنَّة الهدي في الحج ، لأنه في مثل ذلك الوقت ابتلى اللهُ إبراهيم بذبح ولده اسماعيل ، وأظهر عزم إبراهيم وطاعته لربه ، ولنا نحن المسلمون أن نغتنم هذه الأيام المباركات ومواسم الطاعات واغفران التى تفوح برياح الرحمة والعفو ، ففيها تضاعف الحسنات وتفتح الجنات وتغلق اليران وتصفد الشياطين .
فهلموا بنا إخوانى نغتنم هذه المواسم ونحن فى أحدها هذه الآيام .
** من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه
حديث صحيح
** رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له .
حديث صحيح
** إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار وذلك فى كل ليلة .
حديث حسن
** إن الله تعالى يقول : إن الصوم لي وأنا أجزي به .
حديث صحيح
** يحيى بن كثير : كان من دعائهم :
اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لى رمضان ، وتسلمه مني متقبلا .
** أبوالعالية :
الصائم فى عبادة مالم يغتب أحد وإن كان نائماً على فراشه .
** ابن رجب الحنبلي :
إذا لم يكن فى السمع تصاون ... وفي بصري غض ، وفي منطقي صمت ، فحظي إذاً من صيامي الجوع والظمأ ... فإن قلت : إني صمت يومي فما صمت .
** إبراهيم النخعي :
صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم ، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة ، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة .
" يوم بلا ذنب "
(* وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً *) [الكهف : 28]
(* وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *) [البقرة : 30]
هل تصورت نفسك يوماً وقد تنسمت نسائم ملائكية ، وشفافية روحية ؟؟
هل تخيلت نفسك يوماً روحاً تسمو .. تحلق فى سماء النقاء والصفاء ؟؟
هل تصورت نفسك يوماً رجلاً بلا ذنب ؟؟
هل تصورت حافظيك اليوم وقد صعدا بكتابك إلى الله وليس به خطيءة واحدة ؟؟
ياله من شعور سامق .. يالها من نفحات ربانية ومنحة قدسية ، ياله من سمو روحى طاهر .. " يفتقدك حيث ينهاك " .
هيا بنا نسمو فوق أنفسنا .. ونرتفع فوق أجسادنا .. ونشحذ هممنا ، هيا بنا نتفق ونتعاون سوياً .. اجمع إخوانك وتعاونوا وحددوا ساعة بعينها لتكون ساعة بلا ذنب ، فتكون بذرة .. والثمرة يوم بلا ذنب ، بين المعصية والطاعة صبر النفس عم هواها لحظات .
وفى هذه الساعة كلما راودتك نفسك بالمعصية تذكر أنها ساعة بلا ذنب وأن إخوانك الآن يعيشون هذه اللحظات فلا تتركهم وحدهم .. واحذر وحاذر وانتبه ولا تستهن .
وخل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى .
يوم فى معية الله ، يوم فى رضا مولاك ، يوم يباهى بك الله ، يوم فى موكب الملائكة ، يوم فى صحبة حبيبك صلى الله عليه وسلم ، يوم فى مجالسة الصحابة ومؤانسة التابعين ، يوم يبش فى وجهك الصالحون ، يوم بلا ذنب .
رأى يحي بن معاذ يوماً رجلاً يقلع الجبل فى يوم حار وهو يغنى فقال : مسكين ابن آدم ، قلع الأحجار عنده أهون من ترك الأوزار . هيا بنا نعمل .
حدد ساعة " ستين دقيقة " تبدأ بها لتكون ساعة بلا ذنب وإن نجحت فى هذا فزد ساعة أخرى .
حاسب نفسك على الفرائض ، فإذا رأيت فيها نقصاً فتداركه ، ثم حاسبها على النواهى ، فإن كنت قد افترفت شيئاً فتداركه بالتوبة والإستغفار والحسنات الماحية ، ثم حاسبها على حركات الجوارح مثل : كلام اللسان ، ومشى القدمين ، وبطش اليدين ، ونظر العينين ، وسماع الأذنين ، ثم حاسبها على الغفلة والتقصير ، وتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله .
"اللهم إنى أعوذ بعزتك ، لا إله إلا أنت ، أن تضلنى ، أنت الحى الذى لا يموت ، والجن والإنس يموتون "
من هم أصحاب الأيكة ؟
............
نلتقى غداً بأمر الله ومشيئته
إخوانكم فريق إعداد المائدة
رابطة الجرافيك الدعوي