16 ايلول/سبتمبر 2007
الطلبة المسلمون يحيون رمضان في أميركا بعيدا عن الأهل والأوطان
الطلبة يلقون تأييدا ودعما من المجتمعات خلال الاحتفال بشهر الصوم
قال الإمام يحيى الهندي (الى اليمين) المرشد الروحي للمسلمين في جامعة جورجتاون وفي المركز الطبي القومي التابع لسلاح البحرية الأميركية، وإمام الجمعية الإسلامية في فريدريك بولاية ماريلاند، إن الجامعة توفر لجسم طلابي متنوع الأديان وسائل ممارسة شعائر الأديان المختلفة في حرمها، مثل أن تفتح قاعات الطعام في المجمعات السكنية أبوابها في ساعة مبكرة لتقديم وجبة السحور خلال شهر رمضان. )جنين سايدز، وزارة الخارجية)
شارك الإمام يحيى الهندي الطلاب في مأدبة إفطار أول ليلة من رمضان أقيمت في جامعة جورجتاون، 13 أيلول/سبتمبر. (جنين سايدز، وزارة الخارجية)
من كارولي ووكر، المحررة في موقع يو إس إنفو
بداية النص
واشنطن، 16 أيلول/سبتمبر 2007 – ماهر علي طالب يبلغ التاسعة عشرة من عمره وهو في السنة الأولى في جامعة جورجتاون في واشنطن، وهي أول مرة يحتفل فيها بصيام رمضان ومعانية بمفرده بعيدا عن أهله.
لم يمض على وجود ماهر على في جورجتاون سوى أسبوعين، وهو لا يعرف إلا عددا قليلا من الطلبة، وحتى عددا أقل من المسلمين في الجامعة. وهو بعيد عن أهله في البحرين وعن ما كان يلقى من دعم من والديه وأخوته ومجتمعه. ومع ذلك فقد بدأ ماهر صيامه في أول يوم من رمضان الذي أهل يوم 13 أيلول/سبتمبر.
وصف ماهر أول يوم من صيامه لموقع يو إس إنفو في حفل إفطار أقيم في جورجتاون في أول أيام الصوم بأنه "كان يوما طويلا." فقد فاته السحور، إذ استغرق في النوم غير عامد ولم يتمكن من تناول أي طعام قبل الإمساك.
وصرح الإمام يحي هندي الذي يتولى وظيفة الأمام في جورجتاون منذ ثماني سنوات لموقع يو إس إنفو بأن الأيام الأولى من شهر الصوم هي أصعب أيام الشهر بالنسبة للطلبة المسلمين الذين يبلغ عددهم 450 طالبا في حرم الجامعة. وقال إن أصغر الطلبة سنا الذين اعتادوا المآكل التي تطهوها أمهاتهم والعون من إخوانهم وأخواتهم يحتاجون إلى بعض التعديل والتكيف في حياتهم في الأيام الأولى من رمضان وخاصة إذا كان رفاقهم في الإقامة والسكن من غير المسلمين الذين قد لا يعرفون إلا القليل عن رمضان.
إلا أن الإمام هندي قال إن جامعة "جورجتاون تجعل المسلمين يشعرون وكأنهم في أوطانهم." وقد انضمت سيرون زوجة الإمام هندي وابناها إلى حفل الإفطار مع الإمام. وقالت سيرون "لقد شجعت زوجي على الإفطار مع الطلبة، فأنا أريده أن يكون راعيا لهؤلاء الشبان البعيدين عن أسرهم."
وقد ساهم في تقديم معظم الأطعمة التي قدمت في حفل إفطار الأول من رمضان جمعية الطلاب المسلمين وجمعية الطلاب الباكستانيين. إلا أن سيرون قدمت أطباقا كبيرة من الكبسة ( المصنوعة من الأرز) التي أعدتها طبقا لوصفتها السريّة. وقالت مبتسمة "أعددتها بقليل من التحريف." وتريد سيرون أيضا أن توفر للطلبة الصائمين الراحة والطمأنينة في الوقت الذي يبتعدون فيه عن أوطانهم لأول مرة.
الهوية والتنوع
تعتبر جورجتاون أقدم جامعة للكاثوليك الجزويت في البلاد. غير أن الجامعة تستقبل اليوم جسما طلابيا متنوع الأديان وتوفر وسائل ممارسة شعائر الأديان المختلفة في حرمها. وضرب الإمام هندي مثلا على ذلك بأن قاعات الطعام في المجمعات السكنية تفتح أبوابها في ساعة مبكرة لتقديم وجبة السحور خلال شهر رمضان.
الطالبة ليديا حبحب البالغة 22 عاما الطالبة في معهد السلك الخارجي بجامعة جورجتاون أوجدت لنفسها نظاما خاصا في رمضان بعيدا عن أهلها في ديربورن بولاية ميشيغان. فهي تصحو من نومها مبكرة للسحور وتظل متيقظة حتى الثالثة بعد الظهر حين تأخذ غفوة حتى الخامسة حين تنضم إلى مجموعة دراسية حتى موعد الإفطار. وهي تنوي استخدام أجهزة التمارين الرياضية لتمضية الوقت والتغلب على الجوع وتقول "التمارين تزيد من إنتاج الإندورفين" (مادة مسكنة للألم ينتجها دماغ الإنسان).
ويقول عدنان حسن، وهو من كبار المستشارين في البنك الدولي حضر حفل الإفطار، إن الطلبة المسلمين في أميركا هم جزء من موجة جديدة "من كل الأميركيين." فطبقا لما قاله الإمام هندي فإن 90 بالمئة من الطلبة المسلمين في جورجتان مولودون في أميركا. ولذا فإن غياب النفوذ العائلي يجعل الالتزام بالشعائر الدينية في الجامعة مسألة شخصية.
وقال عدنان حسن "إن هؤلاء الطلبة الشباب أميركيون كليا من حيث اهتمامهم الشديد باللياقة البدنية والرياضة والعلاقات الاجتماعية، ولكنهم ملتزمون أيضا بدينهم ويتحملون المسؤولية بالنسبة لالتزاماتهم الشخصية."
جزء من النسيج الأميركي
قال حسن إنه سمع مصادفة طالبة في السنة الأولى في جامعة جورجتاون من ولاية فلوريدا تتساءل عما إذا كان ينبغي عليها أن تؤيد فريق الجامعة لكرة السلة أو فريق جامعة فلوريدا" هؤلاء الطلبة يحاولون أن يوازنوا بين هويات متعددة ويشعروا بالثقة. وهم عندما يأتون للإفطار يشعرون بالارتياح لأناس مثلهم، ولكنهم يدركون في الوقت ذاته أنهم جزء من نسيج أكبر من المجتمع."
وقال شادي إبراهيم وهو طالب في السنة الثالثة من دراسة الطب إنه على الرغم من أن الصيام يتطلب جهدا جسمانيا فإنه يجعله يشعر بالحيوية والعافية ويروّح عنه قلقه اليومي الذي يشغله عادة ويركز بدلا من ذلك على الأمور والواجبات الأهم.
ووافق الإمام هندي على أن هذا ما ينبغي أن يكون عليه الواقع لأن الحكمة من صيام شهر كامل هي تشجيع المسلمين على التبصر في حياتهم والتزاماتهم ومشاركة الآخرين في مشاعرهم، وما يعني بالنسبة للفقراء والجياع. وقال "إن رمضان هو التحكم، تحكم المرء في جوعه وتحكمه في غضبه."
ويحرص إبراهيم على عدم إضاعة فرصة تناول السحور حتى ولو اقتصر الأمر على شرب كوب ماء ويقول "أنا أهتم بالماء بشكل خاص كي أتفادى الجفاف (فقدان الجسم للسوائل) وأتجنب القهوة قدر الإمكان بعد الإفطار." ويقول إبراهيم إنه بعدما يستيقظ للصلاة يعود إلى النوم لفترة قصيرة قبل أن يتوجه لعمله في المستشفى. إلا أنه يبقى مستيقظا في بعض الأحيان في رمضان ويشعر بالنشاط والإنتاجية.
وشرح طلبة آخرون لموقع يو إس إنفو أن لهم أهدافا مماثلة في رمضان وهي أداء كل أمر على نحو أفضل، وأن يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع الأكبر وأن يكونوا راضين عن أنفسهم.
وقال فارسي مختار وهو محلل مالي في واشنطن في السابعة والعشرين من عمره "إذا لم أشعر برضى أكبر عن نفسي بعد رمضان فإنني أعتبر نفسي في مشكلة. وكان مختار مدعوا لحفل الإفطار.
أما ناتالي ستيوارت البالغة 21 عام وتميل إلى البوذية فإنها تصوم رمضان تأييدا لرفيقتها المسلمة في المسكن وتقول "الصيام ينطبق على كثير من الأديان، وهو وسيلة جيدة لإبطاء وتيرة الحياة."