غــاده الـســمـــان
السلام عليكم
ها أنت تناصبني الحب
ياله من حب شبيه بالعداء !
واقف على تخوم الكراهية والعجرفة
وشهية التملك
أين المفر ؟ وعيناك أمامي , وفراقك ورائي
والعمر مستحيل بك , وبدونك .... (( غاده السمان ))
دائما كنت أقف عند تلك الكلمات ولم أفهم ماذا تقصد ؟!
فهي تصور حالة الأحباب والأعداء .. كيف ؟!
جلست أفكر كثيرا عن الحب ومراتب الحب
الحب يبدأ بالسماع والنظر فيتولد الاستحسان ..
ثم يقوي فيصير مودة ..
ثم تقوي المودة فتصير محبة ..
ثم تقوي المحبة فتصير خلة ..
ثم تقوي الخلة فتوجب الهوي ..
فإذا قوي الهوي صار عشقاً ..
ثم يزداد العشق فيصير تتيماً ..
ثم يزداد التتيم فيصير ولهاً ..
والوله هو قمة ما يبلغه المحب .. فيبدأ الخروج عن حدود الترتيب
والتعطيل عن أحوال التمييز ..
وهذا اخطر مرحلة في الحب أصعبها !!
فما زاد شئ عن حده إلا وانقلب إلى ضده ..
كثيرون من المحبين يصلون إلى هذه الدرجة
يصلون إلى درجة الإحساس بحالة توحد واندماج
وامتزاج وذوبان في الآخر إلى حد إلغاء الذات وهضم
حقوقها لصالح الحبيب ...
شيئا فشيئا تبدأ تظهر في هذه المرحلة أسوأ آفات الحب ..
حب التملك .. الغيرة القاتلة .. الشك المدمر ..
كما قال الشاعر ( الأمير عبد الله الفيصل في ثورة الشك )
أكاد أشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني .....
هذا هو العذاب بعينه ...
يبدأ العتاب الذي سرعان ما يتحول إلى مراقبة
واستجواب ..
مع كل صدام ومواجهة ينسي المتحابون
رقة العاشقين ...
ويتحول الحب المعطاء إلى حب عدائي ..
كتب الكاتب عباس العقاد في رواية ( سارة )
كان يصف همام بطل القصة مع محبوبته ساره
وما حدث بينهم (( وهكذا أخذت تحاسبه وأخذ يحاسبها
وشعر بالتضييق عليه , وأنشاء يتعود أن يسألها وأن يتحري حركاتها ..
وانقلب الجدول الهادئ المنساب رويداً رويداً فغاب فيه الحمل الوديع
وبرز منه الأسد المتحفز ))
آه ماهذا اهو حب ؟!
ماذا ستكون النهاية .. وماهى النهاية ؟
النهاية الحتمية في نظري لتطوى صفحات القلق
والعذاب ... لابد من الهجر والفراق
الحب ...
بحق حاءه .. حرقة ..
وبحق باءه .. بلاء ..
:
:
الان فهمت ماكانت تقصده غادة السمان ....
وبعد كل هذا مازال العاشقين يعشقون ويحبون .. عجبا لامرهم !!
__________________
الــ نمبر 7
|