قطة وكلب إهداء لأستاذتنا ميموزا حمد الله على السلامة
عثرَتْ برِجْلي
حين سيري
قطةٌ بريةٌ
في وهدة الليل الحزين
قد كدتُ أركلها ولكنْ
هالَ قلبي شأنُها
فحملتُها
ونفضتُ عنها بؤسَها
وأخذتُها
في البيت كم حمَّمْتُها
أطعمتُها لحمًا وشوقا
وبسطتُ عمري تؤكةً
بها تجلسُ
بها تلعبُ
وأنمتُها في دفء حِضْني
وعشقتُها
وتوالَتِ الأيامُ تدفعُ بعضَها
*****
في ذاتِ يومٍ
حامَ قلبٌ حولنا
عيناه أخبثُ من نوايا كافرِ
ودماه كانت مثل نخوة فاجرِ
فهممتُ أطردُهُ ولكنْ
هالَ قلبي شأنُهُ
فتركتُه
في البيتِ كم أكرمْتُهُ
أسكنتُهُ أغوارَ نفسي
وأمِنْتُهُ
وتخذتُه خلِّي الوفِيَّ
وزنتُهُ
والقطةُ الشقراءُ ترنو نحونا
وأنا أداعب ذلك الكلبَ الشقيّ
والقطة الشقراء ترقبُ حالَنا
وتصيح فيّ
هذا عدوِّي جاء يأكلني هنا
ويمازح الكلبُ الخبيثُ قُطَيْطَتي
بيديه يمسح شعرها
ويضمها
ويعضها
فتصيح من أعماقها
والرعب ينهش قلبها
هذا عدوي جاء يأكلني هنا
*****
في خفقة الليل المعكر بالتراب
والريح تعوي كالذئاب
والريح تصفع كل شباك وباب
قد عدت أحمل كل أصناف الهدايا
من طعامٍ
من شرابْ
من تسالٍ
من ثيابْ
وبحثت عن قطي ولكن
صاح بي دمها الملوث بالخيانة والخنى
هذا عدوي جاء يأكلني هنا
*****
أقطيطتي أحبيبتي
قد كنت لي روض المنى
تبًّا لخلٍّ جاء ينفحني الفنا
ويهدني ألمي المضرج بالدماء وبالعذاب
والريح يعوي في الذهاب وفي الإياب
والريح تصرخ بانتحاب
لا خاب من قتل الكلاب
لا خاب من قتل الكلاب
لا خاب من قتل الكلاب
أخي الكبير جمال، لو أخذنا المعنى الظاهري لأضعف هذا فنية النص، لكن هو في جميع الأحوال كلب فعلاً
أنا قصدت لا خاب، ولم أقصد ما, وأعرف أن (ما) تدخل على الفعل الماضي، لكني لم أقصد التقرير، بل الدعاء، و(لا) هنا للدعاء، مثل فلا نامت أعين الجبناء. ومثل لا أسكت الله لك حسًّا.
وقد أسير وحر القيظ يلفحني
ساعٍ إلى الهيجاء لا خيلٌ ولا جملُ
صادٍ أفتش علَّ الماء ينقذني
والمرء يهلَكُ لولا العزمُ والأملُ
و لمحتُ ماءً يجري سَلسلاً عذِبًا
فركضت ركضًا إليه ما له مهَلُ
يا لجمالٍ ما له صحت مقولته:
أأصاب عينك عاطف حولُ؟
ميموزا كيف استبحت هجر خيمتنا؟
قيعاننا جفت ولا يرجى لها نهَلُ
سأعيش عمري ظمآنًا لمنهلها
أقفو سرابًا حتى ينتهي الأجلُ