أخي الكريم
إليك ما يلي من
http://lexicons.ajeeb.com/html/2053717.html
أرجو أن تجد فيه جواب سؤالك.
-------------------
صلا
الصَّلاةُ الرُّكوعُ والسُّجودُ . فأَما قولُه , لا صَلاةَ لجارِ المَسْجِد إلا في المسْجِد فإنه أَراد لا صلاةَ فاضِلَةٌ أَو كامِلةٌ , والجمع صلوات والصلاةُ : الدُّعاءُ والاستغفارُ; قال الأَعشى : وصَهْباءَ طافَ يَهُودِيُّها
وأَبْرَزَها , وعليها خَتَمْ
وقابَلَها الرِّيحُ في دَنِّها
وصلى على دَنِّها وارْتَسَمْ
قال : دَعا لها أَن لا تَحْمَضَ ولا تفسُدَ . والصَّلاةُ من الله تعالى : الرَّحمة; قال عدي بن الرقاع : صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه
وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها
وقال الراعي : صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها
ليلى , وصلى على جاراتِها الأُخَر
وصلاةُ الله على رسوله : رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه . وفي حديث ابن أَبي أَوْفى أَنه قال : أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ الله , فقال : اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى; قال الأَزهري : هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة; ومنه قوله إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ , ومن الله رحمةٌ , وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ . وفي الحديث : التحيَّاتُ لله والصَّلوات قال أَبو بكر : الصلواتُ معناها التَّرَحُّم . وقوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ أَي يتَرَحَّمُون . وقوله : اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم , وتكونُ الصلاةُ بمعنى الدعاء . وفي الحديث قوله , إذ دُعيَ أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ , فإن كان مُفْطِراً فلَيطْعَمْ , وإن كان صائماً فليُصَلّ قوله : فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ بالبركةِ والخيرِ , والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه الملائكةُ; ومنه قوله , من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت عليه الملائكةُ عَشْراً وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ; ومنه قول الأَعشى : عليكِ مثلَ الذي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي
نوْماً , فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا
معناه أَنه يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ له , ويروى : عليكِ مثلُ الذي صَلَّيت , فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي . أَبو العباس في قوله تعالى : هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ فيصلِّي يَرْحَمُ , وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات . ومن الصلاة بمعنى الاستغفار حديث سودَةَ : أَنها قالت يا رسولَ الله , إذا مُتْنا صَلَّى لنا عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا , فقال لها : إن الموتَ أَشدُّ مما تُقَدِّرينَ قال شمر : قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه , وكان عثمانُ ماتَ حين قالت سودَةُ ذلك . وأَما قوله تعالى : أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ فمعنى الصَّلوات ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى ; وقال الشاعر : صلَّى , على يَحْيَى وأَشْياعِه
ربُّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ
معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ . ابن الأَعرابي : الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ , ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ : القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ; والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح . وقال الزجاج : الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم . يقال : قد صَلِيَ و اصْطَلَى إذا لَزِمَ , ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ . وقال أَهلُ اللغة في الصلاة : إنها من الصَّلَوَيْنِ , وهما مُكْتَنِفا الذَّنَبِ من الناقة وغيرها , وأَوَّلُ مَوْصِلِ الفخذين من الإنسانِ فكأَنهما في الحقيقة مُكْتَنِفا العُصْعُصِ; قال الأَزهري : والقولُ عندي هو الأَوّل , إنما الصلاةُ لُزومُ ما فرَضَ اللهُ تعالى , والصلاةُ من أَعظم الفَرْض الذي أُمِرَ بلُزومِه . والصلاةُ : واحدةُ الصَّلواتِ المَفْروضةِ , وهو اسمٌ يوضَعُ مَوْضِعَ المَصْدر , تقول : صَلَّيْتُ صلاةً ولا تَقُلْ تَصْلِيةً , وصلَّيْتُ على النبي , قال ابن الأَثير : وقد تكرر في الحديث ذكرُ الصلاةِ , وهي العبادةُ المخصوصةُ , وأَصلُها الدعاءُ في اللغة فسُمِّيت ببعض أَجزائِها , وقيل : أَصلُها في اللغة التعظيم , وسُمِّيت الصلاةُ المخصوصة صلاةً لما فيها من تعظيم الرَّبِّ تعالى وتقدس . وقوله في التشهد : الصلواتُ لله أَي الأَدْعِية التي يُرادُ بها تعظيمُ اللهِ هو مُسَتحِقُّها لا تَلِيقُ بأَحدٍ سواه . وأَما قولنا : اللهم صلِّ على محمدٍ , فمعناه عَظِّمْه في الدُّنيا بإعلاءِ ذِكرِهِ وإظْهارِ دعْوَتِه وإبقاءِ شَريعتِه , وفي الآخرة بتَشْفِيعهِ في أُمَّتهِ وتضعيفِ أَجْرهِ ومَثُوبَتهِ;وقيل : المعنى لمَّا أَمَرَنا اللهُ سبحانه بالصلاة عليه ولم نَبْلُغ قَدْرَ الواجبِ من ذلك أَحَلْناهُ على اللهِ وقلنا : اللهم صلِّ أَنتَ على محمدٍ , لأَنك أَعْلَمُ بما يَليق به , وهذا الدعاءُ قد اختُلِفَ فيه هل يجوزُ إطلاقُه على غير النبيِّ , أَم لا , والصحيح أَنه خاصٌّ له ولا يقال لغيره . وقال الخطابي : الصلاةُ التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تُقال لغيره , والتي بمعنى الدعاء والتبريك تقالُ لغيره; ومنه : اللهم صلِّ على آلِ أَبي أَوْفَى أَي تَرَحَّم وبَرِّك , وقيل فيه : إنَّ هذا خاصٌّ له , ولكنه هو آثَرَ به غيرهَ; وأَما سِواه فلا يجوز له أَن يَخُصَّ به أَحداً . وفي الحديث : من صَلَّى عليَّ صلاةً صَلَّتْ عليه الملائكةُ عشراً أَي دَعَتْ له وبَرَّكَتْ . وفي الحديث : الصائمُ إذا أُكِلَ عندَ الطعامُ صَلَّتْ عليه الملائكةُ وصَلوات اليهودِ : كَنائِسُهم . وفي التنزيل : لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ قال ابن عباس : هي كَنائِسُ اليهود أَي مَواضِعُ الصَّلواتِ , وأَصلُها بالعِبْرانِيَّة صَلُوتا . وقُرئَتْ وصُلُوتٌ ومساجِدُ , قال : وقيل إنها مواضِعُ صَلوتِ الصابِئِين , وقيل : معناه لَهُدِّمَتْ مواضعُ الصلواتِ فأُقِيمت الصلواتُ مقامَها , كما قال : وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ أي حُبَّ العجلِ; وقال بعضهم : تَهْدِيمُ الصلوات تَعْطِيلُها , وقيل : الصلاةُ بيْتٌ لأَهْلِ الكتابِ يُصَلُّون فيه . وقال ابن الأَنباري : عليهم صَلَواتٌ أَي رَحَماتٌ , قال : ونَسَقَ الرَّحمة على الصلوات لاختلافِ اللَّفظَين . وقوله : وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَي ودَعَواته . و الصَّلا وسَطُ الظَّهرِ من الإنسانِ ومن كلِّ ذي أَرْبَعٍ , وقيل : هو ما انْحَدَر من الوَرِكَيْنِ , وقيل : هي الفُرْجَةُ بين الجاعِرَةِ والذَّنَب , وقيل : هو ما عن يمين الذَّنَبِ وشِمالِه , والجمعُ صَلَواتٌ و أَصْلاءٌ الأُولى مما جُمِعَ من المُذَكَّر بالأَلف والتاء . و المُصَلِّي من الخَيْل : الذي يجيء بعدَ السابقِ لأَن رأْسَه يَلِي صَلا المتقدِّم وهو تالي السابق , وقال اللحياني : إنما سُمِّيَ مُصَلِّياً لأَنه يجيء ورأْسُه على صَلا السابقِ , وهو مأْخوذ من الصِّلَوَيْن لا مَحالة , وهما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس , فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك المكانِ . يقال : صَلَّى الفَرَسُ إذا جاء مُصَلِّياً . و صَلَوْتُ الظَّهْرَ : ضَرَبْتَ صَلاه أَو أَصَبْتُه بشيء سَهْمٍ أَو غيرهِ; عن اللحياني قال : وهي هُذَلِيَّة . ويقال : أَصْلَتِ الناقةُ فهي مُصْلِيةٌ إذا وَقَعَ ولدُها في صَلاها وقَرُبَ نَتاجُها . وفي حديث عليّ أَنه قال : سبق رسولُ الله , وصَلَّى أَبو بكر وثَلَّث عُمَر وخَبَطَتْنا فِتْنةٌ فما شاء الله; قال أَبو عبيد : وأَصلُ هذا في الخيلِ فالسابقُ الأَولُ , والمُصَلِّي الثاني , قيل له مُصَلٍّ لأَنه يكونُ عند صَلا الأَوّلِ , وصَلاهُ جانِبا ذَنَبِه عن يمينهِ وشمالهِ , ثم يَتْلُوه الثالثُ; قال أَبو عبيد : ولم أَسمَعْ في سوابقِ الخيلِ ممن يوثَقُ بعِلْمِه اسماً لشيءٍ منها إلا الثانيَ والسُّكَيْتَ , وما سِوى ذلك إنما يقال الثالثُ والرابع وكذلك إلى التاسع . قال أَبو العباس : المُصَلِّي في كلام العربِ السابقُ المُتَقدِّمُ; قال : وهو مُشَبَّهٌ بالمُصَلِّي من الخيلِ , وهو السابقُ الثاني , قال : ويقال للسابقِ الأَولِ من الخيلِ المُجَلِّي , وللثاني المُصَلِّي , وللثالث المُسَلِّي , وللرابع التالي , وللخامس المُرْتاحُ , وللسادس العاطفُ , وللسابع الحَظِيُّ , وللثامن المُؤَمَّلُ , وللتاسعِ اللَّطِيمُ , وللعاشِرِ السُّكَيْت , وهو آخرُ السُّبَّق جاء به في تفسير قولِهِم رَجْلٌ مُصَلٍّ . و صَلاءَةُ اسْمٌ . وصَلاءَة بنُ عَمْروٍ النُّمَيْرِي : أَحدُ القَلْعيْنِ; قال ابن بري : القَلْعان لَقَبَانِ لرَجُلَيْنِ من بَنِي نُمَيْرٍ , وهما صَلاءَة وشُرَيْحٌ ابنَا عَمْرِو بنِ خُوَيْلِفَةَ بنِ عبدِ الله بن الحَرِث ابن نُمَيْر . و صَلَى اللَّحْمَ وغيرهُ يَصْليهِ صَلْياً شَواهُ , و صَلَيْتهُ صَلْياً مثالُ رَمَيْتُه رَمْياً وأَنا أَصْليهِ صَلْياً إذا فَعَلْت ذلك وأَنْت تُريد أَنْ تَشْويَه , فإذا أَرَدْت أَنَّك تُلْقِيه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُريدُ الإحْراقَ قلتَ أَصْلَيْته , بالأَلف , إصْلاءً , وكذلك صَلَّيْتُه أُصَلِّيه تَصْلِيةً التهذيب : صَلَيْتُ اللَّحْمَ , بالتَّخفيفِ , على وَجْهِ الصَلاحِ معناه شَوَيْته , فأَمَّا أَصْلَيْتُه وصَلَّيْتُه فَعَلَى وجْهِ الفَسادِ والإحْراق; ومنه قوله : فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وقوله : وَيَصْلَى سَعِيرًا و الصِّلاءُ بالمدِّ والكَسْرِ : الشِّواءُ لأَنَّه يُصْلَى بالنَّارِ . وفي حديث عمر : لَوْ شِئْتُ لَدَعَوْتُ بصِلاءٍ; هو بالكَسْرِ والمَدِّ الشَّوَاءُ . وفي الحديث : أَنَّ النبيَّ , أُتِيَ بشَاةٍ مَصْلِيَّةٍ; قال الكسائي : المَصْلِيَّةُ المَشْوِيَّةُ , فأَمَّا إذا أَحْرَقْتَه وأَبْقَيْتَه في النارِ قُلْتَ صَلِّيْته , بالتشديد , وأَصْلَيْته . وصَلَى اللحْمَ في النار وأَصْلاه وصَلاَّهُ : أَلْقاهُ لِلإحْراقِ; قال : أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ , هِنْدَ بَني بَدْرِ
تَحِيَّةَ مَنْ صَلَّى فُؤَادَكِ بالجَمْرِ
أَرادَ أَنَّه قَتَل قومَها فَأَحْرق فؤادها بالحُزْنِ عَلَيهم . وصَلِيَ بالنارِ و صَلِيهَا صَلْياً و صُلِيّاً و صِلِيّاً و صَلىً و صِلاءً و اصْطَلَى بها و تَصَلاَّهَا قَاسَى حَرَّها , وكذلك الأَمرُ الشَّديدُ; قال أَبو زُبَيْد : فَقَدْ تَصَلَّيْت حَرَّ حَرْبِهِم
كَما تَصَلَّى المَقْرُورُ للهرُ مِنْ قَرَسِ
وفُلان لا يُصْطَلَى بنارِه إذا كانَ شُجاعاً لا يُطاق . وفي حديث السَّقِيفَة : أَنا الذي لا يُصْطَلَى بنارِهِ; الاصْطلاءُ افْتِعالٌ من صَلا النارِ والتَّسَخُّنِ بها أي أنا الذي لا يُتَعَرَّضُ لحَرْبِي . و أَصْلاهُ النارَ : أَدْخَلَه إيَّاها وأَثْواهُ فيها , وصَلاهُ النارَ وفي النَّارِ وعلى النَّار صَلْياً وصُلِيّاً وصِلِيّاً وصُلِّيَ فلانٌ الناَّر تَصْلِيَةً . وفي التنزيل العزيز : وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ويروى عن عليّ , أَنه قَرَأَ : وَيَصْلَى سَعِيرًا وكان الكسائيُّ يقرَأُ به , وهذا ليسَ من الشَّيِّ إنما هو من إلْقائِكَ إيَّاهُ فيها; وقال ابن مقبل : يُخَيَّلُ فِيها ذُو وسُومٍ كأَنَّمَا
يُطَلَّى بِجِصٍّ , أَو يُصَلَّى فَيُضْيَحُ
ومَنْ خَفَّفَ فهو من قولهم : صَلِيَ فلانٌ بالنار يَصْلَى صُلِيّاً احْتَرَق . قال الله تعالى : هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا وقال العجاج : قال ابن بري , وصوابه الزفيان : تَاللهِ لَولا النارُ أَنْ نَصْلاها
أَو يَدْعُوَ الناسُ عَلَيْنَا اللهَ
لَمَا سَمِعْنَا لأَمِيرٍ قَاهَا
وصَلِيتُ النارَ أَي قاسَيْتُ حَرَّها . اصْلَوْها أَي قاسُوا حَرَّها , وهي الصَّلا و الصِّلاءُ مثل الأَيَا والإيَاءِ للضِّياء , إذا كَسَرْتَ مَدَدْت , وإذا فَتَحْت قَصَرْت; قال امرؤ القيس : وقَاتَلَ كَلْب الحَيِّ عَنْ نَارِأَهْلِهِ
لِيَرْبِضَ فيهَا , والصَّلا مُتَكَنَّفُ
ويقال : صَلَيْتُ الرَّجُلَ ناراً إذا أَدْخَلْتَه النارَ وجَعَلْتَه يَصْلاهَا , فإن أَلْقَيْتَه فيها إلْقاءً كأَنَّكَ تُرِيدُ الإحْراقَ قُلت أَصْلَيْته , بالأَلف , وصَلَّيْته تَصْلِيَةً . والصِّلاءُ والصَّلَى : اسمٌ للوَقُودِ , تقول : صَلَى النارِ , وقيل : هُما النارُ . وصَلَّى يَدَهُ بالنارِ : سَخَّنَها; قال : أَتانا فَلَمْ نَفْرَح بطَلْعَةِ وجْهِهِ
طُروقاً , وصَلَّى كَفَّ أَشْعَثَ سَاغِبِ
واصْطَلَى بها : اسْتَدْفَأَ . وفي التنزيل : لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ قال الزجاج : جاءَ في التفسير أَنهم كانوا في شِتاءٍ فلذلك احتاجَ إلى الاصْطِلاءِ . وصَلَّى العَصَا على النارِ وتَصَلاَّها : لَوَّحَها وأَدارَها على النارِ ليُقَوِّمَها ويُلَيِّنَها . وفي الحديث : أَطْيَبُ مُضْغَةٍ صَيْحانِيَّةٌ مَصْلِيَّةٌ قد صُلِيَتْ في الشمسِ وشُمِّسَتْ , ويروى بالباء , وهو مذكور في موضعه . وفي حديث حُذَيْفَة : فرأَيْتُ أَبا سُفْيانَ يَصْلِي ظَهْرَه بالنار أَي يُدْفِئُهُ . وقِدْحٌ مُصَلّىً : مَضْبوحٌ; قال قيس بن زهير : فَلا تَعْجَلْ بأَمْرِكَ واسْتَدِمْهُ
فمَا صَلَّى عَصاهُ كَمُسْتَدِيمِ
و المِصْلاةُ شَرَكٌ يُنْصَب للصَّيْد . وفي حديث أَهلِ الشَّام : إنَّ للِشيْطانِ مَصَالِيَ وفُخُوخاً; والمصالي شبيهة بالشَّرَك تُنْصَبُ للطَّيْرِ وغيرها; قال ذلك أَبو عبيد يعني ما يَصِيدُ به الناسَ من الآفات التي يَسْتَفِزُّهُم بها مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِها , واحِدَتُها مِصْلاة . ويقال : صلِيَ بالأَمْرِ وقد صَلِيتُ به أَصْلَى به إذا قَاسَيْت حَرَّه وشِدَّتَه وتَعَبَه; قال الطُّهَوِي : ولا تَبْلَى بَسالَتُهُمْ , وإنْ هُمْ
صَلُوا بالحَرْبِ حِيناً بَعْدَ حِينِ
وصَلَيْتُ لِفُلانٍ , بالتَّخفِيفِ , مثالُ رَمَيْت : وذلك إذا عَمِلْتَ لَه في أَمْرٍ تُرِيدُ أَن تَمْحَلَ به وتُوقِعَه في هَلَكة , والأَصلُ في هذا من المَصَالي وهي الأَشْراكُ تُنْصَب للطَّيْرِ وغيرها . وصَلَيْتُه وصَلَيْتُ له : مَحَلْتُ به وأَوْقَعْتُه في هَلَكَةٍ من ذلك . والصَّلايَةُ والصَّلاءَةُ : مُدُقُّ الطِّيبِ; قال سيبويه : إنما هُمِزَت ولم يَكُ حرف العلة فيها طرَفاً لأَنهم جاؤوا بالواحِدِ على قولهم في الجمعِ صَلاءٌ مهموزة , كما قالوا مَسْنِيَّة ومَرْضِيّة حينَ جاءَت على مَسْنِيٍّ ومَرْضِيٍّ , وأَما من قال صلايَة فإنّه لم يجئ بالواحد على صَلاءٍ . أَبو عمرو : الصَّلاية كلُّ حَجَرٍ عَرِيضٍ يُدَقُّ عليه عِطْرٌ أَو هَبِيدٌ . الفراء : تجمع الصَّلاءَة صُلِيّاً وصِلِيّاً , والسَّماءُ سُمِيّاً وسِمِيّاً; وأَنشد : أَشْعَث ممَّا نَاطَح الصُّلِيَّا
يعني الوَتِد . ويُجْمَعُ خِثْيُ البَقَر على خُثِيٍّ وخِثِيٍّ . والصَّلايَةُ : الفِهْرُ; قال أُمَيَّة يصف السماء : سَراة صَلابةٍ خَلْقاء صِيغَتْ
تُزِلُّ الشمسَ , ليس لها رِئابُ
قال : وإنما قال امرؤُ القيس : مَداكُ عروسٍ أَوْ صَلايةُ حنْظلِ
فأَضافه إليه لأَنه يُفَلَّق به إذا يَبِسَ . ابن شميل : الصَّلايَة سَرِيحَةٌ خَشِنةٌ غَلِيظةٌ من القُفِّ , والصَّلا ما عن يمين الذَّنَب وشِماله , وهُما صَلَوان . وأَصْلتِ الفَرسُ إذا اسْتَرْخى صَلَواها , وذلك إذا قرُبَ نتاجُها . وصَلَيْتُ الظَّهْرَ : ضَرَبْت صَلاه أَو أَصَبْته , نادرٌ , وإنما حُكْمُه صَلَوْته كما تقول هُذَيل . الليث : الصِّلِّيانُ نبْتٌ; قال بعضهم : هو على تقدير فِعِّلان , وقال بعضهم : فِعْلِيان , فمن قال فِعْلِيان قال هذه أَرضٌ مَصْلاةٌ وهو نبْتٌ له سنَمَة عظيمة كأَنها رأْسُ القَصَبة إذا خرجت أَذْنابُها تجْذِبُها الإبل , والعرب تُسمِّيه خُبزَة الإبل , وقال غيره : من أَمثال العرب في اليمينِ إذا أَقدَمَ عليها الرجُلُ ليقتَطِعَ بها مالَ الرجُلِ : جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة , وذلك أَنَّ لها جِعْثِنَةً في الأَرض , فإذا كَدَمها العَيْر اقتلعها بجِعْثِنتها . وفي حديث كعب : إنَّ الله بارَكَ لدَوابِّ المُجاهدين في صِلِّيان أَرض الرُّوم كما بارك لها في شعير سُوريَة; معناه أي يقومُ لخيلِهم مقامَ الشعير , وسُورية هي بالشام .