كلانا غير آثـــــــمِ

[الصـقر]

سيدي /عمر مطر حفظك الله

أشكرك على تكرمك بنظر النقد الرائع إلى أبياتي تلك

وأما قولك: ( لحاك الله، قوية، لا ندري أتسبك أم تمدحك ، أما قولك أتلفت خاتمي، فكأنه في غير مكانه، وهو ثقيل يخرط القصيدة من سلاستها، ولن أحاول أن أتأول معناه، وبديل السلاف جميل )

فأما الأول : -لحاك الله- فهو جريا على عادة العرب حين تريد معاتبة
شخصٍ ما بما ظاهره الذم والدعاء وهو غير مقصود. ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لا أشبع الله بطنك ) رواه مسلم.
و منه ما ذُكر في كتب الجرح والتعديل من قول أحدهم في أحدهم :

قاتله الله ما أحفظه.، وكأنه جني ، وكأن أحد أبويه جني ... ونحوها من العبارات التي ظاهرها الذم والدعاء . وأظن أن ابن قتيبة في "أدب الكاتب" ذكر طرفا من ذلك وكذا الجاحظ وغيرهما.
وما أظن ذلك إلا من أصيل مدركاتكم الرحبة لعلك لم ترضه لي فحسب.

وأما الثاني: -أتلفتَ خاتمي- فإني أرى أنه وقع موقع العقد في جيد الحسناء ، لأن الخاتم هنا خاتم البكارة كما ورد ذلك في حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه . .. وفيه أن ابنة عم أحدهم قالت له حين أراد قضاء وطره منها مقابل إقراضها مالا ، قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقِّه.) رواه البخاري ومسلم.

فالخاتم هنا معنى أدق مما يتزاحم في ساحة المدركات الذهنية لسعادتكم.

فالناظم هنا أراد أن يصور الموقف في أوج المكاشفة وأُبَّهة اللقاء بحيث وصل الأمر إلى سدول الخاتم. فهو تدرج من تمني اللثم و الرشف - وقد نال مناه كمل يزعم- وصولا إلى أسفل السبيكة.

وذلك لاشك مما يبالغ فيه الناظم. ( وأنهم يقولون ما لا يفعلون )

وأما عن العلة الواردة في البيت : (فقلتُ لها: ما ضرَّ لو كنتُ آخذاً
:::::::::: مقام الأراكِ وعيدان البشائمِ ؟ )

فنعم وسأغيره إن شاء الله لاحقاً.

وأخيرا وليس آخرا لا عدمناكم؟