أخي قد فَرَّتِ الأشعارُ مني …… وذابَ اللحنُ في قيثارِ فنّي
وجئتُ اليومَ أستجدي القوافي …… وكانت مِلء أفكاري وذهني
أخاطبها كصَبٍّ مستهامٍ …… فتنفر أو تشيح الوجهَ عني
أداعبها فتنأى في دلالٍ …… وكانتْ ترتجي عطفي وأَمْني
وكنت إذا طلبتُ القلبَ لحناً …… يسقسقُ بلبلٌ من فوق غُصني
وتصدح في الجوانب قُبّراتٌ …… وتهزج في البوادي أو تغنّي
وعهدي بالقوافي في يميني …… أَعَجّنها قلائدَ من لُجَيْن ِ
وكان الشعرُ طوعاً في بناني …… ولكن خابَ في الأشعارِ ظني
* * *
سُلافَ الشعر قد هيّجتَ وجداً …… بقلبٍ شابَ في ليلِ التمني
أثرتَ بنا شجوناً كامناتٍ …… فجالَ الدمعُ في آماق عيني
أحنُّ إلى القوافي مثل طيرٍ …… يقاسي الجوعَ في أعلاقِ وَكْنِ
" يكاد الشعر يجرفنا بعيداً …… إلى ما أنت تدركه وإني "
ولكن سوف نطلقها سهاماً …… تشكّ فؤادَ من يبغي التجني
" أخي لن تغلق الأفواه منا …… ولن يسطيع خلقٌ غلقَ ذهنِ "
|