متى تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي ؟ ج2
4
التقرير،ومعناه حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده ثبوته أو نفيه،ويجب أن يليها الشيء الذي تقرر به.تقول في التقرير بالفعل : أضربت زيدا ؟ وبالفاعل : أ أنت ضربت زيدا ؟ وبالمفعول : أزيدا ضربت ؟ كما يجب ذلك في المستفهم عنه.
وقوله تعالى : (قالوا أ أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم) –الأنبياء- محتمل لإرادة الاستفهام الحقيقي بأن يكونوا لم يعلموا أنه الفاعل،ولإرادة التقرير،بأن يكونوا قد علموا،و لا يكون استفهاما عن الفعل ولا تقريرا به،لأن الهمزة لم تدخل عليه،ولأنه عليه الصلاة و السلام قد أجابهم بالفاعل بقوله (بل فعلهم كبيرهم هذا) –الأنبياء-.
فإن قلت : ما وجه حمل الزمخشري الهمزة في قوله تعالى (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) –البقرة 106- ؟
قلت : قد اعتذر عنه بأن مراده التقرير بما بعد النفي،لا التقرير بالنفي،والأولى أن تحمل الآية على الإنكار التوبيخي أو الإبطالي،أي ألم تعلم أيها المنكر للنسخ.
5
التهكم،نحو (أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباءنا) –هود-.
6
الأمر،نحو (أ أسلمتم) –آل عمران 20- أي أسلموا.
7
التعجب،نحو (ألم تر إلى ربك كيف مد الظل) –الفرقان-
8
الاستبطاء،نحو (ألم يان للذين آمنوا ) –الحديد -.
وذكر بعضهم معان أخر لا صحة لها.
عن "مغني اللبيب عن كتب الأعاريب" –جمال الدين ابن هشام الأنصاري المتوفى سنة 761 والذي قال عنه ابن خلدون : "ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال له ابن هشام، أنحى من سيبويه".
|