مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-07-2000, 08:46 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post النعوت

مقالة لابن الحاج : النعوت
يجب على العالم أن يتحفظ من هذه البدعة التي عمت بها البلوى وقل أن يسلم منها كبير أو صغير وهي ما اصطلحوا عليه من تسميتهم بهذه الأسماء القريبة العهد بالحدوث التي لم تكن لأحد ممن مضى بل هي مخالفة للشرع الشريف وهي فلان الدين، والعالم أولى من يتحفظ على نفسه من هذه الأشياء ويذب عن السنة في حق نفسه وفي حق غيره… ألا ترى أن هذه الأسماء فيها من التزكية ما فيها فيقع بسببها بدليل كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء. أما الكتاب فقوله تعالى "فلا تزكوا أنفسكم" وقوله تعالى "ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا، انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا" وأما السنة فقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزكوا على الله أحدا ولكن قولوا أخاله كذا وأظنه كذا" وأما قول العلماء فقد قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله في كتابه شرح أسماء الله الحسنى "فقد دل الكتاب والسنة على المنع من تزكية الإنسان نفسه" ثم قال علماؤنا "ويجري هذا المجرى ما قد كثر في الديار المصرية وغيرها من بلاد العراق والعجم من نعتهم أنفسهم بالنعوت التي تقتضي التزكية والثناء كزكي الدين ومحيي الدين وعلم الدين وشبه ذلك".
فإذا قال مثلا محيي الدين أو زكي الدين فلا بد أن يسأل عن ذلك يوم القيامة ويقال له هذا هو الذي أحيى الدين وهذا هو الذي زكى الدين إلى غير ذلك فكيف يكون حاله إذن حين السؤال بل حين أخذه صحيفته فيجدها مشحونة بما تقدم من التزكية، وقد اختلف علماؤنا رحمهم الله في هذه الآية "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" هل الملائكة الكرام يكتبون كل ما يتلفظ به الشخص المكلف كان ما كان أو لا يكتبون إلا ما تضمنه الأمر و النهي وعلى هذا القول الثاني هي المسألة التي نحن بسبيلها إذ أنها احتوت على أشياء مذمومة في الشرع الشريف وهي تزكية الإنسان نفسه وتزكيته لغيره والكذب ومخالفة السلف رضي الله عنهم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولو وقف أمرنا على هذا لكان قريبا لأنه إذا تقرر عندنا أن هذا كذب وتزكية يرجى لأحدنا التوبة والإقلاع ولكن ردنا على ذلك المخوف هو أنا نرى أن ذلك جائزا أو مندوب إليه بحسب ما سولت لنا أنفسنا من أن الناس إذا خوطبوا بعير هذه الأسماء تشوشوا من أجل ذلك وتولدت الشحناء والبغضاء فوضعنا لهم التزكية الخالصة حتى لا يتشوشوا و لا تتولد البغضاء ولا العداوة لا جرم أن العداوة والبغضاء والشحناء قد كملت عند بعضهم وحصل منها أوفر نصيب كل ذلك بسبب هذه البدعة فبقيت البواطن متنافرة مع الأذهان في الظاهر فأدت هذه البدعة إلى الأمر المخوف لأن صفة المنافق أن يكون باطنه ومعتقده خلاف ظاهره نعوذ بالله من ذلك.
ولو كانت هذه الأسماء تجوز لما كان أحد أولى بها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتهم شموس الهدى وأنوار الظلام وهم أنصار الدين حقا كما نطق به القرآن والخير كله في الاتباع لهم في الاعتقاد والقول والعمل. ألا ترى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لما أن دخل بزينب أم المؤمنين رضي الله عنها قال لها ما اسمك قالت برة فكره ذلك الاسم وقال لا تزكوا أنفسكم لما فيه من اشتقاق اسم البر ومعلوم بالضرورة أنها ما اختيرت لسيد الأولين و الآخرين إلا وهي من البر بحيث المنتهى لكنه عليه الصلاة والسلام كره ذلك الاسم و إن كان حقيقة لما فيه من التزكية فجدد اسمها زينب وكذلك فعله عليه الصلاة والسلام مع جويرية أم المؤمنين (وكان اسمها برة أيضا) فإذا كره ذلك في حق من فيه ذلك حقيقة ونهى عنه بقوله لا تزكوا أنفسكم فما بالك بأحوالنا اليوم، ومن هذا الباب أيضا ما خرجه أبو داوود في سننه عن شريح عن أبيه هانئ رضي الله عنه أنه لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله هو الحكم وإليه الحكم فلم تكنى أبا الحكم فقال إن قومي إذا اختلفوا في شيء آتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين بحكمي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحسن هذا فما لك من الولد فقال لي شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قال شريح قال فأنت أبو شريح.
فإن قال قائل إنما هذه الأسماء مجاز لا عبرة بها وقد صارت أيضا كأسماء الأعلام حتى لا يعرف أحد إلا بها فقد خرجت عن باب التزكية إلى باب أسماء الأعلام كالعباس و علي. فالجواب أن هذا يرده ما نشاهده في الوجود مباشرة وهو أن الواحد منا إذا قيل له اسمه العلمي الشرعي كالعباس وعلي تشوش من ذلك على من ناداه به ووجد عليه الحق لكونه ترك ذلك الاسم وعدل عنه إلى غيره فهذا يوضح ويبين أن التزكية باقية مقصودة في هذه الأسماء وأنها لم تبرح ولم تخرج عن موضعها الذي وضعت له. مع أنه لو لم يكن فيها لا كذب و لا تزكية لكان منهي عنها لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التشبه بالأعاجم وهذه الأسماء ما ظهرت إلا من قبلهم، وقد رأيت لبعض الشيوخ ممن يقتدى بهم في العلم و الفتوى والدين يقول أنه أدرك أباه ومن كان في سنه لا يتسمون بهذه الأسماء ولا يعرفونها وكان سببها أن الترك لما تغلبوا على الخلافة تسموا إذ ذاك هذا شمس الدولة وهذا ناصر الدولة وهذا نجم الدولة إلى غير ذلك فتشوقت نفوس بعض العوام ممن ليس له علم إلى تلك الأسماء لما فيها من التعظيم والفخر فلم يجدوا سبيلا إليها لأجل عدم دخولهم في الدولة فرجعوا إلى أمر الدين فكانوا في أول ما حدثت عندهم هذه الأسماء إذا ولد لأحدهم مولود لا يقدر أن يكنيه فلان الدين إلا بأمر يخرج من جهة السلطان فكانوا يعطون على ذلك الأموال حتى يسمى ولد أحدهم بفلان الدين فلما أن طال المدى و صار الأمر إلى الترك فلم يبق لهم بالتسمية بالدولة معنى إذ أنها حصلت لهم فانتقلوا إلى الدين ثم فشا الأمر وزاد حتى رجعوا يسمون أولادهم بغير مال يعطونه على ذلك ثم انتقل إليه من لا علم عنده ولا عمل ثم صار الأمر متعارفا متعاهدا حتى أنس به بعض العلماء فتواطئوا عليه فإنا لله و إنا إليه راجعون كان الناس يقتدون بالعالم ويهتدون بهديه فصار الأمر إلى أن يحدث الأعاجم ومن لا علم عنده شيئا فيقتدي العالم بهم فلا حول ولا قوة إلا بالله على عكس الأمور وانقلاب الحقائق. ولم يرض الإمام الحافظ النووي رحمه الله من المتأخرين بهذا الاسم قط وكان يكرهه كراهة شديدة على ما نقل عنه وصح وقد وقع في بعض الكتب المنسوبة إليه رحمه الله أنه قال إني لا أجعل أحدا في حل ممن يسميني بمحيي الدين وكذلك غيره من العلماء العاملين بعلمهم .
وقد رأيت بعض الفضلاء من الشافعية من أهل الخير والصلاح إذا حكى شيئا عن النووي رحمه الله بقول قال يحيى النووي فسألته عن ذلك فقال إنا نكره أن نسميه باسم كان يكرهه.فعلى هذا فهذه الأسماء إنما وضعت عليهم تفعلا وهم برآء من ذلك.
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 07-07-2000, 08:49 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

فكرة عن كاتب المقال اعلاه :
أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المعروف بابن الحاج.
أحدالمتصوفين وأعلام السنة الراسخين سمع ببلده من جلة الشيوخ وذهب إلى مصر فصحب الشيخ أبا محمد بن أبي جمرة وسمع بها وحدث.
كان عارفا بمذهب الإمام مالك ومن أهل الزهد. أثرت فيه صحبة أهل القلوب فصنف كتابه "المدخل إلى تنمية الأعمال" بتحسين النيات والتنبيه على كثير من البدع المستحدثة والعوائد المنتحلة.
وتوفى رحمه الله سنة 737.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 08-07-2000, 11:34 AM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Lightbulb

جزاك الله تعالى خيراً يا عبدربه ، على هذا التنبيه القيم .
وأظن الرجل زاهداً ، وليس متصوفاً ، لأنه حريص على السنة .
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 08-07-2000, 12:05 PM
عبدربه عبدربه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 282
Post

استغرب لأن التعريف الذي عندي يقول كل ذلك أي زاهد حريص على السنة ومن كبار المتصوفة؟؟؟؟هل كان كل ذلك متزامنا في وقت واحد أو على مراحل؟؟؟؟لا أدري
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 08-07-2000, 07:44 PM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Smile

ربما كان المترجم ممن يرون التصوف زهداً دون سبر لحقيقته . فكلام الرجل لا يقوله الصوفية الذي يزكون أنفسهم ، وهم ليسوا أهلاً للتزكية أصلاً .
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م