خطـر بدعـة السياســــــة

[صالح عبد الرحمن]

1- تعبير( ابن انثى ) خطأ من عدة وجوه :
أولها أن كلمة الأنثى ككلمة الذكر تشمل الانسان والحيوان ، فليست هي خاصة ببني الانسان. فتعبير ابن حواء أخص في التعبير عن الانسان . وثانيها أن الله سبحانه وتعالى قد نسب بني الانسان لآدم عليه السلام لا لحواء فقال : { يا بني آدم } ولم يقل يا بني حواء مع أن الانسان ابن حواء أيضا. وثالثها في الاسلام ينسب الشخص ذكرا كان أم أنثى لأبيه لا لأمه، ففي الاسلام يقال فلان بن فلان ولا يقال فلان بن فلانة.

2- لا يجوز تمرير المفاهيم الغربية عن الحياة كالحريات العامة باسم مهاجمة الوضع السيء المفروض على منطقتنا فالمنقذ لنا من هذه الأوضاع والظروف القاسية هو الاسلام فقط . على أن هذا الغرب الكافر هو صانع هذه الظروف والأوضاع التي نعيش في ظلها، وهو الذي يقوم على حراستها وحمايتها ، ومفاهيمه ووجهة نظره في الحياة باطلة ، فإن ابتغينا العزة والخلاص بها أو به ازددنا ذلا على الذل الذي نرزح تحته ، قال تعالى : { من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور }.

3- اقحام كلمة الوالي عند الحديث عن ظلم حكامنا خطأ ويؤدي إلى تشويه صورة نظام الحكم في الاسلام في الأذهان ، فالوالي مصطلح شرعي ، وهو الشخص الذي يعينه الخليفة حاكما على ولاية من ولايات دولة الخلافة وأميرا عليها. فحين كانت الخلافة قائمة ، وكانت البلاد الخاضعة لسلطان الخلافة مقسمة إلى ولايات، كان الوالي موجودا، وكان يحكم بالاسلام ، وأما الآن فمعظم الدول القائمة في العالم الاسلامي اليوم لا تستعمل هذا المصطلح، إلى جانب أنه لا يوجد الآن دولة إسلامية . فليس مصطلح الوالي رمزا للظلم واساءة استعمال السلطة ولا يجوز أن يستعمل كذلك. وعليه فحتى لو اتسم بعض الولاة في بعض الفترات بالظلم واساءة استعمال السلطة، فإن التعميم خطأ ، وتشويه مصطلحات الاسلام السياسية لا يصح .

4- قائل عبارة "سوف نشنها حربا صليبية عليهم.." ليس عربيا ولا العبارة قيلت باللغة العربية ، فمن غير الدقة أن توضع في سياق قولك : ( بالرغم من أن اللغة العربية غنية بالاستعارات والمجاز لدرجة الإشباع... وبالتالي تقول شيء وبعد ذلك تفسره بأشياء..).

5- يرى البعض أن الشمعة أو النور الذي يجب أن نحمله لتبديد ظلمتنا هو الديموقراطية ، بينما ترى الغالبية العظمى من هذه الأمة أن الاسلام هو النور الذي حين غاب سلطانه عن الأرض أظلمت الدنيا وغرقت البشرية في الظلمات ، فقولك : ( ربما كان إشعال شمعة واحدة في نفق مظلم أفضل من لعن الظلام ألف مرة..) تعبير يختلف الناس فيه من حيث ما هي هذه الشمعة الكفيلة بانارة نفقنا المظلم. صحيح أننا يجب أن نتفق على وجوب تغيير واقعنا إلا أن الصحيح أيضا اننا يجب أن نتفق على طبيعة التغيير الذي نريد، هل نريد أن نصبح جزءا من الحضارة الغربية أي جزءا من هذا النظام العالمي المظلم أم نريد إستئناف الحياة الاسلامية وحمل رسالة الاسلام مشعل هداية إلى العالم من جديد.

[ 24-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: صالح عبد الرحمن ]

[ 25-10-2001: المشاركة عدلت بواسطة: صالح عبد الرحمن ]