( مــن أســرار السجــــــــــــود .... )
-
في وضعية السجود الخاشعة المستكينة بين يدي الله تعالى ،
سرعان ما يضمحل الكبر ، ويتوارى غرور الإنسان وإعجابه بنفسه ،
فهاهو يضع أعلى ما فيه _ الجبهة _ عند مواطئ قدميه .
لكنها الذلة لمن لا تنبغي الذلة إلا له سبحانه وتعالى جل شأنه ..
وحين يترفع الإنسان عن الإقبال على الصلاة ، وينفر من السجود لله عز وجل ،
فإنه يقع في ابشع صور الكبر ، وهي صورة الكبر على الله تعالى ،
غير أنه في الوقت نفسه يقع في صور كثيرة ، من الذلة لأرباب كثيرين ، يركّـعونه بين أيديهم ليل نهار …!
إن في السجود بين يدي الله عز وجل أبلغ درس في التواضع ،
التواضع لله أولاً ، ثم ينبغي أن ينسحب هذا للتواضع للمؤمنين كباراً وصغاراً ..
فإذا خرج الإنسان من صلاته ولم يستفد من هذا الدرس خاصة ،
فما سجد بقلبه ، ولكن قالبه كان الساجد فحسب ..
ومن ثم :
فلا تجعل همك محصوراً في حركات الصلاة فقط _وإن كان هذا مطلوب بلا شك _ ولكن انتقل خطوة وراء ذلك ،
واجتهد أن تتعرف على حِـكَـم الصلاة ودروسها وعبرها لتطبقها في واقع الحياة ،
فإذا نجحت في ذلك _ وأسأل الله أن تنجح _ وجدت ثمرة الصلاة الكبرى التي ذكرها الله جل جلاله
( إن الصلاة تنهى الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ..)
فثمرة الصلاة الحقيقية :
أنها تهذبك وتزكيك ، وتسمو بك ، ذلك حين تقبل على صلاتك إقبالاً صحيحاً بحضور قلب ، وسكون جوارح ، وطمأنينة روح ..
وتأمل الآن قول القائل :
سبحي نفسي وصلّـي **** عند سطو العادياتِ
فــإذا القلـــبُ تنــــزّى **** مــن تبــاريحِ الحيــاةِ
رقرقي النفس دموعاً **** واسكبيها في الصلاةِ
فإلـــهُ الكــونِ يُـصغي **** للنفــوسِ الـباكيــــاتِ
..
|