مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #91  
قديم 18-05-2006, 04:05 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

أذكر مرة أن الناس اجتمعت على الشيخ كعادتهم بعد صلاة العصر
فلفت اجتماع الناس فضول المعتمرين فجاءت مجموعة أظنها من شمال أفريقي
فقال لي أحدهم : من هذا ؟؟
فقلت لهم : هذا أحد العلماء والناس تسلم عليه..
فقال : ما اسمه؟؟
فقلت : اسمه الشيخ محمد بن عثيمين..
فسمعته يقول لأصحابه وهو منصرف: هذا الشيخ اسمه ابن تيمية!!
ومرة كنا خارجين من الحرم ..
وركب الشيخ السيارة ..
وكان يقرأ ورقات بين يديه ..
فمدت له يد من خارج نافذة السيارة ..
ولم يلتفت الشيخ جيدا لمن يصافحه ..
وحينما لمست يده يد المصافح ..
صرخت أنا بها !!
فقد كانت امرأة من المعتمرات ..!!
جاءت للسلام على الشيخ حينما رأت الزحام عليه..
فالتفت الشيخ وضحك من ذلك ..
ولم يلحظ أحد ذلك سوانا وإلا لقيل ابن عثيمين يصافح النساء!!
وحاشاه رحمه الله..
الحلقة الخمسون
هانحن أوشكنا أن نغادر مكة وربوعها ..
وقد قطفنا بعض ثمار الذكريات فيها ..
ولا بأس من جلب شيء من الثمار لمكة
من المدينة وجدة والأردن!!
أردت عن قصد ونية مما سبق أن أشاغل الناس بشيء من مواقف الشيخ الجميلة واللطيفة..
حتى لا تفسد تلك المشاكل الشخصية بيني وبين صاحبنا المعهود..
طعم القصة والحكاية بمرارتها .. وقد أوشكت!!
لقد رأيت أن القراء الكرام تضايقوا مما حدث ..
وبعضهم استغرب حدوث ذلك ..
واستنكره واستهجنه..
وحق لهم في ذلك ..!!
ولكنني أذكرهم وأقول لهم :
أقرءوا التاريخ والسير..
ابتداء بسير المرسلين عليهم السلام
ومرورا بسير أصحاب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
وسير السلف الصالح والعلماء والخلفاء والملوك وكذلك بعض القصص الجاهلية والحديثة..
فستجدون أن ذلك أمر متجدد عبر الزمان ولا يستغرب وقوع ما هو أروع منه وأغرب وأعجب وأنكى
ممن سماهم الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين )
وقوله تعالى ( إنه كان ظلوما جهولا)
خاصة وأن الحدث وقع بين طلبة علم ومن حلقة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله المقربة..
وما الغرابة في ذلك ؟؟
أليسوا بشرا ؟؟
ألم يقع في الصالحين ما هو أغرب ؟؟
__________________









الرد مع إقتباس
  #92  
قديم 18-05-2006, 04:08 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

السؤال الشرعي هو:
هل ذكر مثل هذه المواقف والأحداث يفيد ؟؟
ما العبرة والحكمة من روايتها؟؟
أليس من المتوقع أن يعقل الناس وتتوب وتنسى تلك المهازل والسفاهات..؟؟
أليس من المؤسف هو نبش تلك الأحداث وإخراجها للناس حتى تفتح بابا للقيل والقال؟؟
هذه تساؤلات أوردها على نفسي كل يوم وفي كل حلقة أدونها..
و قد جاوبت نفسي وغيري بالتالي:
أنا أروي ما حصل كرواية شخصية أو كما سماها احد المعلقين الكرام ( سيرة ذاتية) ابتدأت من حياتي الشخصية ثم مرورا
بمواقف عديدة حتى وصلت لشيخنا رحمه الله..
ثم ستستمر الرواية ...
في أمور وبلدان تنسي أهوالها وأحداثها ..
كل ما مضى ؟؟؟؟
فما زلنا في البداية !!
فمن عنيزة حتى كرواتيا حتى حرب البوسنة المهولة ثم مرور
بكوسوفا ثم أفريقيا وبالخصوص في إثيوبيا والسودان والكاميرون وتشاد وغيرها ..!!
فالقصة طويلة والحكاية لن تقف على شيخنا رحمه الله أو غيره..
ولا أخفيكم أن هذا ما لم أكن عازما عليه منذ البداية !!
فقد عزمت على أن أدون ثلاث روايات متفرقة ولكن بعد مشاورة
وقراءة تجارب مثيلة رأيت دمج الموضوع في تسلسل واحد ..
حتى يستوعب القراء تلك الذكريات ولا أشتتهم في ثلاث محاور
قد يكون الربط بينها يحتاج لعناء ومشقة..
فالأفضل إن شاء الله هو استكمال كل مرحلة ثم الانتقال للمرحلة
التي تليها ..
والظن إن شاء الله أنني لو تمكنت من الاستمرار على نفس المنوال وهو تنزيل خمس حلقات أسبوعيا فالمتوقع استكمال القصة في أقل من سنة بحول الله تعالى
يصدف في هذه السير ذكر بعض الوقائع الحقيقية والتي سببت في وقتها مشاكل للراوي .. فأنا أمام خيارين اثنين:
إما أن أسكت وتبقى القضية مبهمة والتهمة معلقة على رأسي حتى
يهنأ مثيروها ويسلموا من جريرتها وعاقبة فعلهم..
وبالتالي يبقى في القصة فراغات هائلة وعلامات استفهام كبيرة
فتكون عديمة الفائدة بل تكون سببا للتندر والهزل..
أو علي أن أكشف الموضوع بكل جوانبه وحذافيره
مع ذكر الأسماء والوقائع والشواهد وأنا غير ملام في ذلك لأنني الحلقة الأضعف و الجهة المتلقية للظلم أو للصفعات واللطم!!
أو علي أن أروي قصتي كما يحلو لي وأتجنب التوصيف الدقيق أو تسمية الخصوم ،قناعة مني ورضا بما قدره ربي علي
ثم لما قد يترتب عن ذلك من تشويش على أصحاب تلك المخازي
وهم الآن في غنى عن ذلك!!
وأنا اخترت الخيار الثالث عن تفكير واستخارة واستشارة
ورغبة في البعد عن الشقاق والنزاع..
ولكن يبقى الخيار الثاني واردا إن رأيت أن في ذلك مصلحة
أولها رضى الخالق سبحانه ثم الدفاع عن نفسي ولو كان متأخرا..
إن تعرضت لتعد متجدد من الطرف المعني..
و السؤال هو لماذا لا نستمع للحكاية حتى النهاية ثم من بعد ذلك لنحكم عليها..
وليتكلم وليعلق ولينبش وليكذب!!
كل من يريد فعل ذلك فأنا لم اكتب حتى هذه اللحظة تلك الرواية في كتاب أصم !!
بل كتبت كل دعواي وما زعمته في منتديات حوارية أتلقى فيه من الثناء أو الذم !!
كل ذلك عندي سواء..
فلماذا لا يسع الجميع ما وسعني ووسع الآخرين ؟؟
لماذا إتباع سياسات خرقاء يترتب عليها أمور لا يحبذها عاقل ول
يبحث عنها لبيب..
أتمنى أن تصل رسالتي لمن اعنيه ويفهم ما اقصده ويعلم أنني
أحكي وقائع ومشاهد أقسمت على كل كلمة وحرف منها وأشهد
ربي سبحانه عليها وهو المولى والنصير ..
قد يتضايق بعض الإخوة القراء من كثرة تكراري لمثل هذا الكلام
وأقول لهم جميعا يا إخوتي هناك أناس يتربصون بي من خلف
الكواليس جبناء وسيأتي الوقت قريبا الذي افضحهم فيه ..
ولقد سمعت منهم كلاما ورسائل بعثوها ...
ألزمتني أن أؤكد على تلك المعاني والمباديء كل مرة ..
وأقول لهم لن أعيد كلامي!!
فلو تمادوا في غيهم وتجاوزوا الحدود فلن يكون صدر مالك وحده يحويهم .. !!
وسأسمع كل من يعقل ما فعلوه وبعدها فليدفعوا الحساب..
__________________









الرد مع إقتباس
  #93  
قديم 18-05-2006, 04:13 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

السؤال الشرعي هو:
هل ذكر مثل هذه المواقف والأحداث يفيد ؟؟
ما العبرة والحكمة من روايتها؟؟
أليس من المتوقع أن يعقل الناس وتتوب وتنسى تلك المهازل والسفاهات..؟؟
أليس من المؤسف هو نبش تلك الأحداث وإخراجها للناس حتى تفتح بابا للقيل والقال؟؟
هذه تساؤلات أوردها على نفسي كل يوم وفي كل حلقة أدونها..
و قد جاوبت نفسي وغيري بالتالي:
أنا أروي ما حصل كرواية شخصية أو كما سماها احد المعلقين الكرام ( سيرة ذاتية) ابتدأت من حياتي الشخصية ثم مرورا
بمواقف عديدة حتى وصلت لشيخنا رحمه الله..
ثم ستستمر الرواية ...
في أمور وبلدان تنسي أهوالها وأحداثها ..
كل ما مضى ؟؟؟؟
فما زلنا في البداية !!
فمن عنيزة حتى كرواتيا حتى حرب البوسنة المهولة ثم مرور
بكوسوفا ثم أفريقيا وبالخصوص في إثيوبيا والسودان والكاميرون وتشاد وغيرها ..!!
فالقصة طويلة والحكاية لن تقف على شيخنا رحمه الله أو غيره..
ولا أخفيكم أن هذا ما لم أكن عازما عليه منذ البداية !!
فقد عزمت على أن أدون ثلاث روايات متفرقة ولكن بعد مشاورة
وقراءة تجارب مثيلة رأيت دمج الموضوع في تسلسل واحد ..
حتى يستوعب القراء تلك الذكريات ولا أشتتهم في ثلاث محاور
قد يكون الربط بينها يحتاج لعناء ومشقة..
فالأفضل إن شاء الله هو استكمال كل مرحلة ثم الانتقال للمرحلة
التي تليها ..
والظن إن شاء الله أنني لو تمكنت من الاستمرار على نفس المنوال وهو تنزيل خمس حلقات أسبوعيا فالمتوقع استكمال القصة في أقل من سنة بحول الله تعالى
يصدف في هذه السير ذكر بعض الوقائع الحقيقية والتي سببت في وقتها مشاكل للراوي .. فأنا أمام خيارين اثنين:
إما أن أسكت وتبقى القضية مبهمة والتهمة معلقة على رأسي حتى
يهنأ مثيروها ويسلموا من جريرتها وعاقبة فعلهم..
وبالتالي يبقى في القصة فراغات هائلة وعلامات استفهام كبيرة
فتكون عديمة الفائدة بل تكون سببا للتندر والهزل..
أو علي أن أكشف الموضوع بكل جوانبه وحذافيره
مع ذكر الأسماء والوقائع والشواهد وأنا غير ملام في ذلك لأنني الحلقة الأضعف و الجهة المتلقية للظلم أو للصفعات واللطم!!
أو علي أن أروي قصتي كما يحلو لي وأتجنب التوصيف الدقيق أو تسمية الخصوم ،قناعة مني ورضا بما قدره ربي علي
ثم لما قد يترتب عن ذلك من تشويش على أصحاب تلك المخازي
وهم الآن في غنى عن ذلك!!
وأنا اخترت الخيار الثالث عن تفكير واستخارة واستشارة
ورغبة في البعد عن الشقاق والنزاع..
ولكن يبقى الخيار الثاني واردا إن رأيت أن في ذلك مصلحة
أولها رضى الخالق سبحانه ثم الدفاع عن نفسي ولو كان متأخرا..
إن تعرضت لتعد متجدد من الطرف المعني..
و السؤال هو لماذا لا نستمع للحكاية حتى النهاية ثم من بعد ذلك لنحكم عليها..
وليتكلم وليعلق ولينبش وليكذب!!
كل من يريد فعل ذلك فأنا لم اكتب حتى هذه اللحظة تلك الرواية في كتاب أصم !!
بل كتبت كل دعواي وما زعمته في منتديات حوارية أتلقى فيه من الثناء أو الذم !!
كل ذلك عندي سواء..
فلماذا لا يسع الجميع ما وسعني ووسع الآخرين ؟؟
لماذا إتباع سياسات خرقاء يترتب عليها أمور لا يحبذها عاقل ول
يبحث عنها لبيب..
أتمنى أن تصل رسالتي لمن اعنيه ويفهم ما اقصده ويعلم أنني
أحكي وقائع ومشاهد أقسمت على كل كلمة وحرف منها وأشهد
ربي سبحانه عليها وهو المولى والنصير ..
قد يتضايق بعض الإخوة القراء من كثرة تكراري لمثل هذا الكلام
وأقول لهم جميعا يا إخوتي هناك أناس يتربصون بي من خلف
الكواليس جبناء وسيأتي الوقت قريبا الذي افضحهم فيه ..
ولقد سمعت منهم كلاما ورسائل بعثوها ...
ألزمتني أن أؤكد على تلك المعاني والمباديء كل مرة ..
وأقول لهم لن أعيد كلامي!!
فلو تمادوا في غيهم وتجاوزوا الحدود فلن يكون صدر مالك وحده يحويهم .. !!
وسأسمع كل من يعقل ما فعلوه وبعدها فليدفعوا الحساب..
__________________









الرد مع إقتباس
  #94  
قديم 18-05-2006, 04:22 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

حسنا لنرجع لقصتنا ..
انتهى رمضان وأعلن العيد وعاد الأخ علي بشيخنا لجده ومنه رجع بالطائرة للقصيم ..
أما أنا فرجعت لعائلة في الطائف وبقيت هناك عدة أيام قضيت فيها مع العائلة الكريمة .. والحمد لله ..
ثم عدت للقصيم ..
فوجدت عنيزة شبه خالية من الطلبة .. حيث أن أغلب الطلبة لدى عوائلهم وأهليهم..
وحينما شارفت الإجازة على الانتهاء توافد الطلبة وغص بهم الجامع ..
قدم لعنيزة طالب من مدينة الطائف اسمه محمد العباد..
وقد سبق أن رأيته في الطائف قبل قدومي لعنيزة..
دون أن اعرفه باسمه أو أن احتك به..
هذا الطالب ترى من وجهه الجد والصرامة
ويشع من عينيه بريق الفطنة والذكاء..
بعد صلاة العشاء وخروجنا من الدرس المعتاد..
لحق الأخ محمد بشيخنا وكنت معهما أسير كما هي عادتي..
انتظر انتهاء الطلاب من أسألتهم ثم أبدأ بقراءة ما عندي من أسئلة وغيرها..
تناقش الأخ محمد مع شيخنا في مسألة فقهية ..
وكان في الأخ محمد حده فكان شيخنا يرد على كلامه فيرد الأخ محمد على الشيخ بإيرادات جميلة تدل على فطنته..
غير أن أسلوبه كان فظا فهذا ما جعل شيخنا يحتد معه أيضا..
اذكر أن الأخ محمد رد على الشيخ فقال له: هذا قول ابن حزم الظاهري في المحلى..
فاستشط شيخنا غضبا وقال : وهل المحلى كتاب منزل من السماء؟؟
ثم أورد عليه كلام ابن القيم في ابن حزم في كتاب إعلام الموقعين..
فرجع الأخ محمد وبقيت مع الشيخ وحيد ا وكأنه شعر بحدته فقد كان شيخنا رحمه الله سريع الفيئة!!
فقال لي: يبدوا على هذا الطالب النباهة والفطنة ..
في اليوم التالي .. وكنت جالسا في مكتبة السكن ..
جاءنا اتصال من مستشفى الملك سعود في عنيزة ..
فرد مشرف المكتبة على المكالمة..
فكان المتحدث من المستشفى يقول : حصل حادث لمجموعة من طلبة الشيخ ..
فصعدت فورا لغرفة مشرف السكن وهو حينها الأخ صالح المرعشي الحربي فأيقظته من النوم..
ففزع ،وأذكر أنه كان يتحدث مع نفسه من الروعة..
فتوجهت معه للمستشفى ..
فقابلنا مشرف شئون المرضى حينها وهو الدكتور محمد الحركان
فقال لنا : لقد توفي في الحال سائق السيارة وسائق السيارة الأخرى..
فقلت له : ما اسم السائق ؟؟
فقال: لم نعرف هويته حتى الساعة .. ولكن دعونا نتوجه للثلاجة فلعلكم تعرفون الميت..!!
حينما دخلنا ثلاجة الموتى أصابتني قشعريرة وخوف وارتباك
فلم يسبق لي أن رأيت موقفا كهذا .. وهممت بتركهما ..
رأينا شخصا ممدا على سرير ومغطى بشر شف أبيض ..
وعلى جهة الصدر بقع كبيرة من الدم ..
فتقدم الدكتور محمد للجثة من جهة الرأس ونظر لوجهي ووجه
مرافقي كأنه يقول: هل أنتما مستعدان للتعرف على الميت؟؟
فتسارعت نبضات قلبي وكدت أن أتراجع ..
فنزع الغطاء فتأملت الميت فإذا هو الأخ محمد العباد الذي كان يتجادل بالأمس مع شيخنا رحمه الله !!
ويؤمل شيخنا فيه ما يؤمل!!
رحمه الله وعفا عنه وأسكنه الفردوس الأعلى
تنبيه
للأسف فإن تسلسل الأحداث عندي قد لا يكون فيه انضباط ودقة كما ينبغي..
قد يحصل ان اذكر أحداثا ولا استطيع التأكيد عن وقت حصولها هل بعد رمضان ام قبله هل في فترة الإجازة ام في وقت الدراسة ..
أصل الأحداث معلوم وميقن منه لكن تحديد الزمن بدقة صعب للغاية فارجوا ممن اطلع على حدث ولديه ملاحظة حول الزمن أو التسلسل أن يسارع بتنبيهي حتى أعدل تلك المعلومة..
__________________









الرد مع إقتباس
  #95  
قديم 20-05-2006, 03:15 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الواحدة والخمسون
حضر مجموعة من طلبة الشيخ درس الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
في مدينة بريدة ..
الشيخ سليمان العلوان لمن لا يعرفه
كان في تلك السنين شابا في مقتبل عمره ..
آتاه الله من العلم الراسخ خاصة في علم الحديث ..
والفهم الثاقب وسعة الإطلاع ما يبهر الأبصار ويحير الألباب
تسامع به طلبة العلم فتقاطروا عليه من كل مكان ..
ولقد رأيت في درسه وحضرته مرة واحدة فقط
رأيت من يكبره مرة أو مرتين ويحمل أعلا الشهادات العلمية
وقد ثنى ركبتيه بين يديه..
وكان درسه بعد صلاة الفجر ..
حضره عدد من طلبة الشيخ وبعد رجوعهم من الدرس وكان ذلك يوم خميس
أعترضتهم فجأة سيارة يقودها رجل مسن ومعه مرافق مسن أيضا..
فاصطدموا به فتطاير الركاب من السيارتين ..
وضرب مقود السيارة على صدر محمد العباد فمات في الحال..
وتوفي أيضا قائد السيارة الأخرى رحمه الله..
وتهشمت السياراتان حتى تلفتا تماما ولم تعد تصلحان للانتفاع بتاتا..
كانت تلك الحادثة المروعة مجزرة بما تعنيه العبارة من معنى!!
فقد خطف الموت طالبا مجدا وهو الأخ محمد العباد رحمه الله وأصوله من اليمن
وفقد أحد الطلبة إحدى عينيه وكاد يعمى ومكث في الإنعاش أسابيع عديدة
وهو الأخ محمد الأمين السوداني
وكسر أللحي السفلي لأحدهم وكاد يتلف ويهلك..
وهو الأخ عبد الله حافظ الباكستاني
والآخر أوشك على الموت فقد تكسرت أضلاعه وشل شللا نصفيا
وهذا للأسف نسيت اسمه وهو من سكان جده ومن قبيلة حرب
وقد كان الأشد تضررا من الحادث أعانه الله وخلف الله عليه خير
حينما سمع شيخنا بالخبر ..
أراد الذهاب للمستشفى في عصر ذلك اليوم للاطمئنان عليهم بنفسه ..
وقال لي : جهز سيارتك سأذهب معك للمستشفى!!
سيارتي من نوع الجالنت اشتريتها من أخي الكبير بسعر زهيد
و هي سيارة شبه متهالكة!!
و وهيئتها وما وضع عليها من زخارف لا تليق بي أنا كطالب علم
فكيف بشيخنا !!
قد مضى على وجودها معي أياما معدودات ولم أتمكن
من تغيير ما عليها من زخارف وعبارات مخجله !!
حتى أن أخي سامحه الله قد هبط هيكل السيارة بحيث توشك أن تحتك بالطريق !!
تفهمون ما أعنيه جيدا !!
عندما قال لي الشيخ: سأذهب معك بسيارتك..
قلت له:
ياشيخي سأستعير سيارة من احد الزملاء ..
فقال: ولما ؟؟
أبي أشوف سيارتك ونجربها!!
توكل على الله وجهزها لي بعد الصلاة عند باب المسجد!!
وقعت في حرج شديد واستحييت أن أركب شيخنا على مثل هذه السيارة المريعة !!
__________________









الرد مع إقتباس
  #96  
قديم 20-05-2006, 03:22 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

بعد العصر سبقت الشيخ لخارج المسجد وجهزت له السيارة ..
فلما جاء واقترب مني وركب فيها قال لي: مبارك !!
هل هذه سيارتك؟؟
فقلت له : لا ،ياشيخ هذه ليست سيارتي هذه لأحد الزملاء!!
فقام شيخنا مغضبا من فوره وخرج من السيارة وأشار لطالب آخر
فركب معه وتركني!!
لحقتهم للمستشفى فوجدت سيارتي التي تركتها مع صاحب السيارة التي أقودها ..
فأرجعتها له وأخذت تلك العجوز المريعة..
فأوقفتها أمام باب المستشفى !!
فإذا كانت هذه رغبة الشيخ فليكن!!
لحقت بشيخنا وتجولت معه على المرضى ..
وكان في استقبال الشيخ الرجل الشهم والكريم المفضال الدكتور عبد الله البداح المشرف العام على المستشفى وعدد من الإداريين ..
حينما زرنا الأخ محمد الأمين وكان في غيبوبة تامة قال لنا الممرض:
هذا الرجل طوال الوقت في غرفة العمليات..
كان يقرأ القرءان ويسبح ويهلل وهو في غيبوبة تامة ..!!
وقف شيخنا على رأسه ودعا له وقرأ عليه ونفث..
ثم تنقلنا في غرف الإخوة الآخرين عبد الله والأخ الذي نسيت اسمه..
وكان وضع الأخير حرج للغاية مما استلزم نقله لجدة بعد عدة أسابيع
كانت حاله كما ذكرت خطرة للغاية وكانت معرضة للتطور في أي لحظة وكان في غيبوبة ..
وبعد فترة تحسنت حالته نوعا ما وصار يفتح عينيه ولكنه لا يعرف من حوله ولا يعقل ..
وفي إحدى الزيارات حيث كان شيخنا يزور المرضى دوم
حدث موقف عجيب وغريب ..
عندما وقف شيخنا على رأس أخينا الكريم
واقترب منه ودعا له وقرأ عليه كما يفعلها كل مرة..
حينها نظر الأخ في وجه الشيخ فتأمله وكأنه عرفه فابتسم وضحك !!
فقال الشيخ وهو ممسك بيده : هل يعرف من حوله ؟؟
فقال الطبيب: أبدا هو لم يفعل هذا من قبل !!
وكنا كلما زرناه مع الشيخ يكرر ما فعله دوما فيضحك ويتهلل وجهه ..
فسبحان من ملأ قلوب عباده حبا لهذا العلم الجليل وخصوصا تلاميذه الذين يرونه في مقام الوالد الرحيم بل اشد من ذلك!!
وليخسأ الخاسئون!!
همس أحد الطلاب في أذن الشيخ
وقال له: ياشيخ نريد رؤية الأخ محمد العباد
فقال الشيخ : هو ميت !!
فقال : ياشيخنا لا بأس للاعتبار!!
الشخص الذي همس في أذن الشيخ وقال له ما قال ..
حدث له حادث بعد سنوات على طريق المدينة القصيم وكانت معه زوجته
وأبناؤه فتوفي رحمه الله من فوره .. وسلمت زوجته وأبناؤه..
وقد بلغني الشيخ بموته حينما اتصلت عليه من البوسنة..
فقال لي: هل سمعت بفلان لقد صار عليه حادث وصلينا عليه اليوم..
حينها والله تذكرت كلمته حينما قال لشيخنا : نريد الاعتبار..
واسمه عبد الرحمن داود رحمه الله..
من خيرة الطلبة وأكثرهم حرصا على التحصيل والطلب
عفا الله عنه وجعل مثواه الجنة..
دخل الطلبة على جثة الأخ محمد وقد وضعت في داخل الثلاجة..
ولما رفع الغطاء عن وجهه تأمل الشيخ وجهه وسكت قليلا ..
وهز رأسه ثم دعا له و انصرف..
خرجنا من المستشفى وكان الشيخ قد رأى على وجهي كرها لما فعله معي
فقال لي: هل أحضرت سيارتك؟؟
فقلت بخجل وحياء: نعم..
استحييت والله من الطلبة ومن مدير المستشفى أن يروا دابتي!!
وصلنا للباب وخرج الشيخ .. وودع مرافقيه
وفتحت له باب السيارة..
وقال قبل أن يركب: هذه هي؟؟
قلت : هي والله !!
فدخل فيها وقرأ دعاء الركوب وأخذ يلمس مراتبها ويمسح على مقدمها ويقول:
مبارك يا أبا عبد الله لتهنأ لك وجعلها عونا على الطاعة!!
فخرجنا من المستشفى واعتذرت من شيخنا عما بدر مني
فقال : لا تخجل السيارات كلها سواء المهم توصلك لحاجتك..
ثم انشغل رحمه الله بتقليب المذياع والنظر في سقفها والتبريك والدعاء
وكأنني أقود أفخم وأرقى طراز ..
رحمه الله ما ابسطه وأكرمه وألطفه..
__________________









الرد مع إقتباس
  #97  
قديم 20-05-2006, 03:25 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

في اليوم التالي صلينا على الأخ محمد العباد بعد صلاة الجمعة..
وأمنا شيخنا رحمه الله ..
ثم خرج بنفسه وتقدم الجنازة راجلا ..
وقد حملت على الأكتاف حتى المقبرة والتي تقع في الجهة الشمالية من عنيزة
وكأن الإخوة الذين يحملون الجنازة استعجلوا في السير ليلحقوا الشيخ
فقال لهم معاتبا :
سيروا على مهل هل تريدون الجنازة أن تسقط؟؟
وصلنا للمقبرة وجلس شيخنا على التراب ..
حتى يصلي على الجنازة من لم يصل..
وحتى يحضر الميت ويدفن ..
وضع الأخ محمد رحمه الله في القبر ..
وكان والده موجودا ومتأثرا جدا من فقد ولده .. وقرة عينه ..
خلف الله عليه خيرا ..
وجعله فرطا له إلى الجنة..
بكى والده على قبره فأبكى من حوله ..
نظرت للقبور ذلك اليوم وكانت على مد البصر..
رأيت رجلا يسير بعيدا من بين القبور وكنت اعرفه ..
فسالت : أين يذهب؟؟
فقالوا: يزور قبر شيخه عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله
جاء والد الأخ محمد وسلم على شيخنا وقبل يده وبكى بكاء كما تبكي الثكلى
فصبره شيخنا ودعا له ولولده محمد وقال : يخلف المولى سبحانه عليك في
إخوان محمد.. فلا تتحسر فكلنا موتى وهذا آجال .. الخ كلامه رحمه الله
ولقد واساه شيخنا ودعاه في بيته واستضافه طوال بقاءه في عنيزة ..
مرت الأيام تترى وبوتيرة سريعة ..
وما أسرع ما جاء موسم الاستعداد للحج..
حيث أوقف شيخنا الدروس المعتادة ..
وشرع في دورة مركزة في القراءة من أبواب الحج من الزاد ومن كتب المناسك
وكذلك كتابه الصغير في حجمه الكبير في قدره المتعلق بالأضاحي ..
وقد قرأناه عليه وشرحه شرحا وافيا ..
فخرجت بفوائد عظيمة واستطعت الإحاطة بتوفيق المولى بجميع ما يتعلق
بالحج والمناسك والأضحية من تلك الدروس..
فجزى الله شيخنا خير الجزاء ورضي عنه وجعل قبره روضة من رياض الجنة
في الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة ..
وقبل رؤية هلال ذي الحجة توجهت مع شيخنا لأداء الحج..
وكان في استقبالنا الشيخ صالح الزامل والأخ علي السهلي وجمع كريم من الإخوة
المحبين..
توجهنا لمكة شرفها الله لأداء العمرة وتحللنا بعد ذلك ..
فقد كنا متمتعين كما هو معروف من أنواع النسك..
أرجعنا السيارة التي كانت معنا للشيخ صالح الزامل واستبدلناها
بسيارة جديدة تركت تحت تصرفنا ..!!
سألت شيخنا: ما هذه السيارة هل هي مهداة؟؟
فقال: كلا ، هذه السيارة تابعة لوزارة الشئون الإسلامية حيث أشرف سنوي
على الدعوة في صالة الحجاج والميناء !!
__________________









الرد مع إقتباس
  #98  
قديم 20-05-2006, 03:27 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الثانية والخمسون
برنامج شيخنا في فترة الحج برنامج شاق ومرهق بما تعنيه الكلمة من معنى
حيث يحتوي على برامج متتابعة من دروس ومحاضرات وفتاوى وتنقل بين المخيمات قبل وبعد الحج وأثناءه ..
ولقد كان يصيبني الفتور والإعياء من كثرة البرامج وشيخنا في قمة نشاطه!!
في الحج كنت أنا رديف شيخنا ولم يرافقنا أحد من أقارب الشيخ أو أصحابه
وكنا طوال فترة بقاءنا في مكة وكذلك في مخيم الحج في ضيافة شهم سأتحدث عنه لاحقا..
توجهنا بسيارتنا الجديدة (وهي جيب تايوتا لون رمادي)
لمكتب التوعية الإسلامية الواقعة في حي الششة والذي يقابله جامع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
حيث كان شيخنا يمكث كثيرا في ذلك المكتب لاستقبال
الزوار من العلماء والمشائخ والمستفتين وأمامه هاتف لا يتوقف عن الرنين
لأربع وعشرين ساعة للفتاوى..
ولسائل أن يتساءل كيف يعرف الناس رقم تلفون الشيخ في مكة أو في جده أو غيرها من المدن؟؟
والجواب: أن شيخنا قام بطريقة جميلة وسهلة بحل هذا الإشكال!!
وذلك أن جهاز التلفون في عنيزة فيه خاصية تحويل المكالمات ..
فمثلا لو اتصل شخص لعنيزة على رقم الفتاوى المعروف
فسوف يرد عليه التلفون بصوت الشيخ يقول له :
اتصل على الرقم كذا .. فمرة يعطيهم رقمه في الرياض ومرة في جده
ومرة في المدينة وهكذا..
وكان رقم التلفون يتغير في بعض الأحوال يوميا وذلك بالاتصال على الجهاز وإدخال شفرة معينه فيملي الشيخ بصوته الرقم الجديد..
وللمعلومية فشيخنا لديه اهتمام كبير بالتقنيات وخصوصا أجهزة الاتصالات
وكل من أراد أن يدخل السرور على شيخنا ويفرحه فعليه أن يخبره
بجهاز اتصال جديد نزل في السوق فستجده بعد أيام في بيته أو مكتبته !!
أذكر مرة أنني طلبت من الشيخ أن يعطيني مبلغا من نفقتي التي يرسلها
الوالد لي على حساب الشيخ حيث أن شيخنا يحتفظ بها عنده وينفق علي
منها كما ينفق الوالد على ولده ..
فقال لي : تعال عندي في البيت وسأعطيك الجهاز الذي تحتاجه..!!
فجئته ودخلت معه للبدروم حيث مكتبته الثانية ..
فأراني دولابا كبيرا به رفوف كثيرة وقد حشرت به عشرات الأجهزة
من كل الأنواع والأصناف ..!!
علما أن غالبها مهدى لشيخنا من قبل أحد أصحابه الذين اعرفهم جيد
وبمناسبة ذكر الأجهزة أذكر هذا الموقف..
كنا مرة في جده وبعد صلاة عصر ..
ذكر أحدهم للشيخ محمد أن هناك أجهزة للاتصالات
جديدة وفيها من المواصفات كيت وكيت ..
وهي متوفرة في معرض تجاري لشركة سوني في سوق حراء الدولي
فقال الشيخ لي: توجه لذلك السوق
وكان لدينا فراغ بسيط من الوقت ..
فانطلقنا للسوق وترجلنا ودخلنا ذلك المعرض..
فتجول شيخنا فيه دون أن يعرفه أحد من البائعين أو المشترين ..
فاختار جهازا أو جهازين ..
فقال البائع: للأسف لا يوجد لدينا جهاز جديد
وهذا الجهاز للعرض ولكن لو تعطينا عنوانكم فسوف نبعثه لكم ..
فقال الشيخ: أنا مقيم في عنيزة!!
فقال : سنبعثه لك لعنيزة وستتكفل أنت بقيمة الشحن..
فقال الشيخ : لا بأس بذلك ..
فأعطاه العنوان ورقم الهاتف..
ودون له الاسم : محمد بن صالح العثيمين !!
وخرجنا من المحل..
يقول الشيخ لي : بعد وصوله لعنيزة بأيام تلقى اتصالا هاتفيا من مالك المحل
وكان يبكي في التلفون ويقول: والله ياشيخ لو علمت أنك ستأتي لمحلي لتشرفت
أنا باستقبالك ..
وقد بعث الجهاز للشيخ وأهداه له ورفض رفضا باتا أن يأخذ قيمته من الشيخ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #99  
قديم 20-05-2006, 03:31 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

في مكة حيث كنا نمكث في مكتب التوعية ..
كان شيخنا يجلس في صالون بجوار مكتب كبير مكتوب عليه
( مكتب معالي النائب)؟؟؟؟
فقلت لشيخنا : مكتب من هذا ؟؟
فقال : هذا مكتب الشيخ إبراهيم بن صالح آل الشيخ نائب الشيخ
عبد العزيز بن باز ...
هذا الرجل تعجز والله كلماتي المختصرة عن الثناء عليه ..
ويكفي أن أقول عنه أنه رجل بما تعنيه تلك الكلمة..
تواضع في تعامله ..
سماحة في نفسه..
حسن المعشر..
حلاوة الحديث..
الطرافة الكرم الطيبة الحنان التفاني .. بارك الله في أبي صالح
ولا عجب فهو سلالة كريم بن كريم بن كريم بن كرام..
فجده هو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ..
وأبوه هو الشيخ صالح آل الشيخ قاضي الرياض المشهور وشيخ العلماء الكبار..
صاحب المواقف المشهورة مع الملك عبد العزيز رحمه الله ..
وأقرؤوا سيرته العطرة في كتاب (علماء نجد خلال ثمانية قرون) للشيخ العلامة
عبد الله البسام عليه رحمة الله..
في ذلك العام والذي يليه مكثنا في ضيافته في الحج قبله وخلاله وبعده
في أيام فضيلة وذكريات ممتعة ولحظات مباركة
لو لم يكن مكسب لي من صحبة شيخنا ومرافقته سوى معرفة أمثال
الشيخ إبراهيم لكان والله ذلك كافيا لي..
فكيف إذا اجتمع لنا في تلك اللحظات فوائد ونكت علمية ودقائق
يندر أن يتمكن الإنسان من تحصيلها من جوف و أعماق بطون الكتب..!!
والله لقد سمعت من العلم واستفدت من الفوائد والمسائل في تلك السفرات
ما قد يحشى في رأس طالب علم فيستحق أن يسمى عالما!!
ولكن كم بقي لي منه وكم احتفظت به وكم عملت به ؟؟
هل العلم بالمعرفة فحسب ؟؟
هل العلم أن تحيط بالمسائل دون أن تفقه فتصير مثل حمار الفروع!!
يؤسفني أن أقول مثل هذا الكلام ولا أحب ترديده وذكره والله ..
ولكن بعض الجهلاء وفاسدوا القصد اتهموني ظلما وزورا بأنني اصحبه لأغراض وأهداف دنيئة ..
حسبهم الله ...
والموعد بين يديه تعالى ...
__________________









الرد مع إقتباس
  #100  
قديم 20-05-2006, 03:33 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

نزلنا في بيت الشيخ إبراهيم بن صالح والكائن في حي العزيزية بجوار جامع الحارثي والذي كان إمامه حينها الدكتور ناصر الزهراني وفقه الله
فكنا نصلي في المسجد ويلقي شيخنا فيه درسا بعد صلاة العصر
ودرسه الآخر يلقيه في جامع فقيه المعروف..
ولم يكن شيخنا يصلي في الحرم سوى الجمعة ولم يكن يلقي
فيه الدروس لتعذر ذلك بسبب الزحام الهائل في الحرم وحوله..
وغالب من يحضر تلك الدروس هم من الحجاج من الدول العربية وغيره
والعجيب والغريب ..
هو حضور عدد من أصحاب العمائم السوداء !!
من الروافض لدروس الشيخ...!!
ولقد تساءلنا حينها : هل يفهمون العربية وهل يسمعون الدروس ليستفيدوا؟؟
في درس جامع الحارثي كان أحدهم يداوم الحضور وكان يناقش شيخنا كثير
وشعر شيخنا منه رغبة في البحث عن الحقيقة أو هكذا بدا ؟؟؟
عرف نفسه للشيخ أنه مدرس في إحدى الحوزات العلمية في قم في إيران
وطلب من الشيخ أن يجلس معه جلسة خاصة في بيته ليتجادل مع شيخن
حول بعض المسائل العقدية والمختلف فيها بين الروافض وأهل السنة والجماعة
دعاه شيخنا لبيت الشيخ إبراهيم .. فحضر الرافضي وكان ذلك بعد درس العصر
أظهر الفرح وتملق في كلامه وأنه باحث عن الحقيقة فجاراه شيخنا حتى يبلغه الحجة الناصعة..
قدمنا له القهوة والشاي وكنت أنا حاضرا وكذلك الأخ أحمد البغدادي
قام بإيراد عدد من المسائل المشهورة والمتعلقة بالصحابة رضي الله عنهم وخصوصا عن أمير المؤمنين أبي بكر الصديق رضي الله عنه وخليفته أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ..
وكذلك عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
وتنوقش أيضا عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها..
وكان يقول ويؤكد أن الخلاف على هذه المسائل ليس من أصول الدين
فقال له شيخنا: بل هي من أهم المهمات فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وهم نقلة الوحي وخير أصحابه..
فالقدح فيهم قدح في رسول الله عليه الصلاة والسلام وقدح في دين الله جل وعل
ومن خلال الحديث لمز الرافضي عثمان ابن عفان ..
فدحر الشيخ كلامه ودحض حججه وترضى عن عثمان ..
وقال أيضا : لا أظن أحد يختلف في كفر معاوية وابنه يزيد !!
فبين له شيخنا فضل معاوية رضي الله عنه وأنه أحد كتبة الوحي ونقل له
موقف أهل السنة والجماعة من الفتنة التي وقعت بينه وبين أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب رضي الله عنه
و أن ما وسع العلماء والسلف يسعنا.. فيهما رضي الله عنهم
وكذلك موقفهم من ابنه يزيد ونقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيه ..
فقال الرافضي: تمنيت أن اطلع على كتب ابن تيمية..
فقد سمعت أن الرجل له مؤلفات في الرد علينا وفيها قوة حجة وجزالة ألفاظ!!
فقال الشيخ: إن شئت اشتريت لك كتب ابن تيمية ..
لتحملها معك إلى إيران فتقرأها فلعل الله تعالى بفتح على قلبك
فيظهر لك الحق..
فأظهر الفرح وشكر الشيخ ..
وبعد استكمال الحوار والنقاش ..
خرجنا معه من السكن وتوجهنا به وبرفقة شيخنا للمكتبة ..
ويا للعجب !!
رافضي في صحبة ابن عثيمين في سيارة واحدة؟؟
اشترينا له كتاب منهاج السنة وكتاب درء تعارض العقل والنقل..
فتعجب من كبر حجمهما فقال له الشيخ:
إن قرأتهما قراءة بحث وطلب للحق فسوف تجد بغيتك إن شاء الله
أما إن قرأته لتنقده ولتبحث عن زلاته فلن تستفيد منه شيئا..
فقبل الرافضي رأس الشيخ وشكره وقال : هذا رقم هاتفي ولعلكم تتصلون علي بعد شهر أو شهرين فأعطيكم رأيي وما وصلت إليه فحفظت الرقم عندي وبعد مرور شهرين ..
ذكرت شيخنا به ..
فاتصلنا عليه ..
فردت علينا امرأة فرطنت بكلام لا نفقهه..!!
فقلت لها : نريد فلان .. وكررت اسمه ..
فما فهمت كلامي فأغلقت السماعة في وجهي !!
ولعل الله تعالى أن يكون هداه !!
__________________









الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م