واصل التقرير الإسرائيلي الرسمي الذي كشف نقاط خلل
وضعف خطيرة داخل الجيش والأجهزة الأمنية
إثارة عاصفة من ردود الفعل داخل أوساط الرأي العام في إسرائيل.
وكان ما يعرف بمراقب الدولة قد كرس تقريره الأخير
للأجهزة والمنشآت الأمنية وفيه ألقى الضوء على ضعف كبير في عملية تأهيل قيادة الجيش مشيرا إلى أن 82% ممن يحملون درجة لواء في الجيش
إضافة لـ68% ممن يحملون درجة عميد
لم يؤهلوا في كلية الأمن القومي.
كما كشف التقرير زيف المعطيات الخاصة بكميات الذخائر والأسلحة المودعة بالمخازن
إضافة إلى حالة البلبلة التي تعتري عمليات التخطيط
مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يدير مؤسساته بطريقة سطحية
وعجولة تركز على الجانب الشكلي الظاهري.
وحسب التقرير فإن ثلاثة من كل أربعة ضباط إسرائيليين
شاركوا في العدوان على لبنان لم ينهوا تعليمهم بأي مدرسة عسكرية
خاصة بالحرب وإدارتها والشؤون الإستراتيجية.
ووجه التقرير انتقادات حادة للمعهد المختص بأبحاث الحرب
ونظريات القتال وبدورات تدريب الضباط الكبار موضحا أن دورة التأهيل الأخيرة جرت في العام 2002 وأن المعهد لم يصدر كتابا أو دراسة في نطاق اختصاصه طيلة 12 عاما.
كما وجه انتقادات حادة للمنظمة العسكرية المختصة
برعاية أرامل وأبناء الجنود القتلى، لافتا إلى أنها تاهت وعجزت عن أداء واجباتها نتيجة الخلافات الداخلية والإدارة السيئة.
وجاء في التقرير أن طبقة الضباط هي الأساس
الذي تقوم عليه جودة الجيش وقدراته مضيفا أنه "نتيجة غياب المطبوعات المهنية في الجيش منذ سنوات انحصرت المعلومات حول إدارة المعارك لدى قلائل وبصورة شفهية فقط".
وتضمن التقرير فصلا عن الفساد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
كاشفا عن رواتب وأجور مضخمة لبعض الضباط والخبراء الذين تلقى بعضهم أجره رغم تواجده في إجازات مطولة خارج البلاد.
مدرسة للجيش
ويكشف التقرير للمرة الأولى معطيات عن الموقع الأكثر سرية في إسرائيل وهو المفاعل النووي في ديمونة وأشار لإدارتها بشكل غير سليم.
التقرير يكشف للمرة الأولى معطيات عن مفاعل ديمونة(أرشيف)
وكانت وسائل الإعلام وأوساط الرأي العام في إسرائيل قد أولت اهتماما بالغا للتقرير موجهة انتقادات لاذعة للجيش وذهبت كبرى الصحف "يديعوت أحرونوت" إلى عنونة صفحتها الرئيسية بالقول "الجيش يحتاج إلى مدرسة".
وقال المعلق البارز للشؤون الإستراتيجية لـ"الجزيرة نت" زئيف شيف إن معطيات التقرير لم تفاجئه ما عدا نقطة واحدة بسبب اطلاعه المسبق على نتائج فحوصات داخل الجيش بدأت وانتهت قبل الحرب الأخيرة.
وردا على سؤال نفى شيف أن يكون الجيش الإسرائيلي قد بات جيشا مختلفا وأضاف "هناك نقاط ضعف مقابل نقاط قوة هامة في الجيش يأتي الأميركيون للتعلم والاستفادة منها، ويبقى السؤال الأهم بأي وتيرة سيتم إصلاح الخلل. ولا أمانع أن يظن العرب أن جيشنا قد تغير للأسوأ".
وأفاد شيف أن نقاط الضعف في الجيش الإسرائيلي أمر طبيعي يصيب الجيوش الأخرى مشيرا إلى أن الكشف عنها ينم عن شجاعة لكونها تلامس أمورا يعتبرها البعض مقدسة، وأضاف "لدينا الكثير من النبش والتفتيش عن التقصير، والنقد هنا حاد ولا أجد له مثيلا في دول غربية كفرنسا مثلا".
وأكد معلق الشؤون الإستراتيجية أن الحرب الأخيرة على لبنان شكلت فرصة لإسرائيل للوقوف على النقائص وأضاف "كشفت الحرب بالوقت المناسب عن مواطن الضعف والثغرات وعلينا أن نشكر الله ونبتهل له على ذلك". ورفض شيف الإفصاح عن النقطة الوحيدة التي فاجأته في التقرير.
المصدر