إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
مرحبا بكم شيخنا الكريم..وبارك الله فيكم ونفعنا بكم..نبدأ بسم الله لقاءنا الليلة بأول سؤال:
الرسالة من أم لم تكتب اسمها ولا لقبا لها..وهي فعلا رسالة مؤلمة..تقول:
أرشدتني إحدى أخواتي في الخيمة إلى هذا اللقاء
فجزاكم الله خير يا شيخنا على إجاباتكم الوافية والشافية ونفعنا الله بها
مشكلتي ياشيخ أنني تربيت في بيت إسلامي ملتزم التزام تام بكل تعالم الدين والحمد لله في المأكل والملبس والمشرب والتعاملات ، وبعد أن تزوجت كان زوجي رحمه الله قريبا مني في تلك التربية ، وأنجبت منه ولدا قبل أن يتوفاه الله ، وحاولت جاهدة أن أربيه على ما تربيت عليه ، وكان لي ذلك في صغره ، ولكنه بعد أن خرج من البيت إلى المدرسة والشارع والنادي تغيّر كثيرا حتى إني شككت في تربيتي له ، وكنت أنصحه وأوجهه دائما وأحسب ما أقوم به هو الصحيح ، ولكن ما آلمني أنني اكتشفت متأخرة أن كل ما كنت أقوم به هو مجرد كلام يسمعه مني ويهز رأسه وينصرف ، فقد كان يتلقى في الجانب المقابل تربية أخرى من أصدقائه وزملائة والمواقع التي يرتادها ، والنادي الذي يلعب به ، والقنوات التي يشاهدها خارج المنزل ، والهاتف الذي يحمله
عمره الآن 18 سنه وهو غارق في ملذات الحياة وملهياتها
وسؤالي : كيف أستطيع أن أحافظ على ولدي من الانحراف والانغماس فيما هو فيه الآن ، وما هي الطريقة التي يمكن للأمهات مثلي أن يحافظن على تربية أبنائهن في هذا الواقع الذي يحيط بنا ، ولا نملك أن نسيطر عليه ، خصوصا أننا لا نستطيع أن نراقبه خارج المنزل ولا أن نعرف زملائه ولا أصدقائه ولا الأماكن التي يذهب إليها
لا تلومني يا شيخ فقد بذلك كل ما أقدر عليه ولم يبق عندي إلا الدموع
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
الجواب :
وجزاك الله خيراً .
وأعانك ووفقك الله لما يُحب ويَرضى
علينا أن نَبْذُل الأسباب ، وأما النتائج فليستْ علينا
وهاهنا توصيات :
الأولى : معرفة أن هذا السِّنّ هو أخطر مراحل العمر ، وهو مرحلة حَرِجة ( سِنّ المراهقة ) ، وهذا السِّنّ يَحتاج إلى شيء مِن الحكمة وعدم الشِّدّة ، لأن المراهق يُحاول إثبات شخصيته ووجوده ، وأنه رجل لا يَحتاج إلى نصائح وتوجيهات الآخرين .
فالاصطِدام معه ومواجهته بِقوّة يَجعله يتمرّد على أهله ، بل قد يتمرّد على مُجتَمَعِه .
فتَقَرّبِي إليه .. حاولي أن تستمِعي إليه .. شارِكِيه هَـمّـه .. أصْغِي إليه ..
الثاني : مُحاولة إشغاله بما هو نافِع ومُفيد ، وتحميله مسؤوليات يَرى أنه أهل لها .
الثالث : محاولة إصلاحه عن طريق أشخاص لهم تأثير عليه ، كأقارِب أو مشايخ أو أساتذة ، يَستحيي منهم ، ويَرى أن لهم عليه حقا .
الرابع : الاجتهاد في الدعاء ، وتحيّن أوقات الإجابة . والاستعانة على ذلك بالصَّدَقة .
والدعاء شأنه عجيب ، وهو مما يَغْفَل عنه كثير من الناس .
يقول الإمام الشافعي :
أتـهزأُ بالدعـاء وتَزْدَرِيـه *** وما تدري بمـا صنع الدعاء
سِهامُ الليل لا تُخطئ ولكن *** لها أمـدٌ وللأمـدِ انقضـاء
فيُمْسِكها إذا ما شـاء ربي *** ويُرْسِلُها إذا نَفَـذَ القضـاء
قال ابن القيم : والدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عَدو البلاء ، يُدافِعه ويُعَالِجه ، ويَمْنَع نزولَه ، ويَرفعه أو يُخَفِّفه إذا نَـزَل ، وهو سلاح المؤمن . اهـ .
وأسأل الله أن يُصلِح ابنك .. وأن يُصلِح أبناء المسلمين وبناتهم .
والله تعالى أعلم .
..